الأحد، 14 أكتوبر 2012

كم افتقدك يا والدتي الحبيبه ......

يقول أبني عارف : توفت أمي في 14/02/2002 ، وهي في عنفوان شبابها، وللاسف (بالاخطاء الطبية) ولكن ذهبت .

ولهُ بكل عيد فيها موضوع .

يقول واقول ويقول، صباح العيد الذي تفوح منه طيب وبخور وريحة الامهات ....
صباح كله اشتياق وبعضه لوعة وحنين مر لحضنك يا سند القلب وملاذ الروح،، ياروح الامهات جميعاً يا أمي  ..
صباح يحفر في ذاتي ملامح فقد تصاب اللغة أمامة بالكساح، يا للنزف حين يعجز عطشي الجارف اليك يا حبيبتي !
لمن اهدي اليوم زهور العيد وهي لا تهدى الا اليك؟!
أين مني طهر كفيك وهما تمسحان وجهي وتطوفان بشعري لحظات قليلة لكنها تعادل عمراً من الحنان!

والعيد يطل مجدداً أعجز الا ان افتقدك، اّاّاّاّه كم اشتاقك يا كل العيد، يا رب لكم هو العالم موحش دون أمي! ولكم روحي يتيمة على رصيف العمر، وقلبي غريب مستوحش وسط الجموع!
صباح عيد الامهات ،،،، قلبي يتضرج بالعطش، وأناملي تهذي للاتصال برقم هاتفك،،، أي صوت سيحتضن مكالمتي الصباحية هذا العيد؟، أي دفء سينسرب من الهاتف وهو يرد المعايدة بأمنيات تطاول السماء بكلمة، وتبني ناطحات سحاب من الفرح والامن ببضع دعوات صادقة ،،، هل يكفيني ان أشرع صوتي حافة المدى منادي بأسمك، وأسند روحي بظل وجهك المزهو بدمي وحنوك المغتسل بقلبي كل نبضة،،،،،؟!
أقطف اليوم زهور محبتك المزروعة في قلبي وأحصد حباً كبيراً بذرته ذات عمر يينع كل لحظة في مساحات ذاتي،،، سامحيني فصباح عيدك في غيابك الابدي أشبه بوخزة في عمق الجرح، صاعقة تخز الروح وتذكرني عندما كنا نشرب كأس شاي الحليب مع بعض على شرفة الفقد، عبثاً الم بروحي اذ تئن متوجعة وأعجز الا ان ابكيك، ولا أستطيع الا ان اطلب رقم هاتفك وأدعه يرن للحظات كأنما أعيشك في الحلم وأترك للرنات المهزومة أن ترتد صدى ملتاعاً لفقد كبير وخسارة فادحة هي رحيلك يا أمي ! سامحيني ففي يوم الامهات أفتقدك أكثر مما أحتمل واكبر مما يحتمل الفقد ....
أجدك تستيقظين من دمي، تستفيق ملامحك متشرفة بنزفي،،، صوتك،،كلماتك،، حركاتك،، حضورك،، وتحتشد ذاكرتي بعشرات المواقف ويضج قلبي بذكريات عمر ..
يا لموسم افتقادك الذي لا يعرف الحصاد ،، يا لوردة الالم التي تأبى الا أن تزهر بألف لون!  عيد اخر يأتي وانا خاوي منك، كل عيد أعد نفسي الا أجزع لكنه يتضوع مثل جرح راعف له مذاق وجعه الفريد وطريقته الجديدة في التذكير بحضور غيابك الفادح،،، لكني انتظر عيد الامهات كل السنة، ففيه تتبرعم كلمة ماما وتورق في القلب افظة أمي، وفي العيد أردد، أمي أكرر،، يمه،، أتمتم، أمي، حتى بين أنفاسي دون أن تتلقفني نظرات استغراب .
شكراً لله على الاعياد التي أكرمت بها أن أكون بين ذراعيك، شكراً لكل لحظة أهدتني اياها الحياة أن اجلس عند قدميك، هذا العيد لن أجد من أزوره، أقف وقلبي وحيدين في محرابه لكني أقف مزهو كونك أمي،،،،،،، يا شيخة الحريم، يا ملاك الطهارة وذات القلب الرحيم، رحمك الله   غاليتي!  .

بن مهاه