الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

قوة الصداقة _ قصة قصيرة

تشكيل هذه اللوحة مثالاً واضحاً عن الفرق بين الرسم بالألوان الزيتية ... والرسم بالباستيل (الطبشور الملون) وصاحبها هو الرسام الظبياني، نسبة لأنتمائه لأمارة أبوظبي ..... سواف أو سيف المحيربي .... الذي ولد في عام 1966 وتوفي في عام 2010 .... بسبب حزنه على أحدى لو حاته كما يقال، التي رماها والده اثناء الانتقال من بيت الفريج (الحي) القديم الى الفيلا بالفريج الجديد .

درس الرسام سواف المحيربي بمدرسة الكندي بمدينة زايد القديمة بأبوظبي، ثم إنتقل إلى بدع زايد مع جميع أفراد العائلة بسبب ظروف عمل والده الذي يحتم الانتقال تماشياً مع عوامل التطور الحاصلة والمستمرة بتلك الفترة الزمنية .... إلتحق سواف بمدرسة بدع زايد العسكرية لتكملة تعليمة وأنهاء مرحلة الاعدادية ..... سواف هو وحيد والديه ، وبعد مرور فترة زمنية (ثلاث سنوات) أيضاً أعادتهم الظروف أو ظروف العمل إلى أبوظبي وإلى الاصدقاء القدامى ، ونصحوه بالألتحاق بمدرسة زايد الاول كمرحلة ثانوية، سواف هواية الرسم لديه قادته إلى أن يتخصصها في فترة الدرسة الجامعية .

والغريب في سواف المحيربي مهما عدى الزمن، هو على نفس الشكل والهيئة، لم يتغير، وليس لديه أي طموح أخر غير الرسم، ولا حتى العمل في أي من تلك الدوائر الحكومية الكثيرة ..... والزمن يمر عليه ، ووالديه كبروا وتقاعدوا .... وسواف المحيربي لايزال كما هو ، وعدد لوحاته الجميلة في إزدياد وأغلبها عن البيئة المحيطة عموماً .

سواف لديه مجموعة من الاصدقاء، أو أبناء الفريج جمعهم أصدقاءه بسبب تلك الكاريزما لديه، إن أفتى في موضوع هو دائماً على صواب، وأن ناقش أي بحث هو الفائز، وأن أعطى رأيه يؤخذ به .... عموماً سواف تخرج بدرجات عالية وتخرجوا تقريباً جميع أصدقاؤه ..... عاد سواف المحيربي إلى الرسم كعادته ولكن الكورسات الدراسية بالرسم جعلت من لمساته وريشته ولوحاته ذات مضمون ملفت للنظر .

أجتمعوا جميع أصدقاؤه بمجلس صديقهم أحمد ..... وتفقوا على ضرورة أن يعمل سواف لضمان دخل شهري لهُ، علماً بأن والديه توفوا قبل مدة، ولم يتبقى الا هو لوحده بذلك البيت القديم ..... شكلوا وفد من خمسة أصدقاء الفريج لأقناع سواف المحيربي بالعدول عن فكرة الرسم في الوقت الحالي والتركيز على قبول أي وظيفة ليضمن بها مستقبله القريب والبعيد، وليتسن له فتح منزل ويتزوج ويعيش كما يعيش غيره لا أكثر ولا أقل .... قال صديقه أحمد نحن حقيقة لا نقبل هذه الفلسفة او الاعتكاف على الرسم بهذا المنزل المتهالك ..... وكان دائماً يرد بعدم القبول لأسباب لا نعلمها .... ولكن يهمنا أمره .... شاب أصيل من عائلة كريمة ظبيانية ولها تاريخ عميق بأبوظبي وجذور نسب قوية .

نهايتها لم يقبل سواف المحيربي بقتراحاتنا لهُ .... في أحد الايام وكان يوم عيد الاضحى  التقينا به .... عايدنا عليه، ولكن لاحظنا بأن سواف هو سواف لم يتغير .... ملابسه قديمة عمامته الحمراء كما هي، ابتسامته أيضاً كما هي ..... أصرينا ألا أن يتغدا معنا بمنزل صديقنا يمعه (جمعة) ..... وأيضاً لمعرفة أخر أخباره ..... سأل يمعه عن ماهية أخبار أخر لوحة؟ ورد سواف هذا المجلس يحتاج للوحة مناسبة سأهديها للمجلس .... وبتسم الجميع .... وقال عليكم البرواز .... ووافق يمعه بهذا الكرم وبهده اللفته من سواف تجاه أصدقاءه ..... وعتبر صديقهم علي بأن هذا تطور كبير أجتماعي من طرف سواف .... ورد صديقهم محمد يا سواف نحن نصر على رؤية اللوحة رجاءً ..... سواف يرد أعطوني عشر دقائق لأتي باللوحة ..... وبعد مرور ربع ساعة وصل سواف بتلك اللوحة المطوية والكبيرة .... محمد يقول عندما نتأمل جيداً هذه اللوحة، نلاحظ أن بياض الوجه وسلاسة الانتقال ما بين حمرة الرمال وظلال أشجار السدر .... وعندما نتطلع لملابس تلك المرأة وبشكل خاص لمعان اللون الذهبي في تطريز القماش .... ولمعان قماش الكيمري مع بو تيلة وظلال الشيلة .... فهي وحدها تسمح بجعل اللوحة كأنها نافذة وليست لوحة .... صراحة أبدعت في هذه اللوحة يا سواف .... أنصفت هذا المجلس بهذه اللوحة يا سواف ... وصديقك يمعه يستاهلها ..... اقلها ستذكرنا بك يا سواف كلما زرنا هذا المجلس ...... والان أنا عندي رأي لجميع الاصدقاء بالمجلس يقول محمد .... علينا التوقف عن مناداة سواف بسواف .... نحن نعلم بأن سواف هي تصغير لكلمة لسيف ..... وصديقنا سيف شاب خريج ورسام ماهر ..... وانا هنا لا أجامله .... هذه اللوحة دليل صارخ على أنه رسام بكل معنى الكلمة ..... فأرجو منكم جميعاً التوقف عن مناداته بسواف .... احتراماً له وتقديراً ..... يحاول تيير السالفة محمد يقول هذه اللوحة تشبه لوحة الفنان العالمي (ليوتار) الذي درس في معهد جان باتيست ماس والذي رسم أيضاً إمبرطورة النمسا (ماريا - تريزا ) و رسم شخصية البابا او بابا الفاتيكان (كليمنت الثالث عشر) .... استغرب سيف من كل هذه المعلومات لدى أصدقائه عن الفن والرسامين العالميين .

عموماً سيف أثبت بأنه أستاذ في مجاله ..... ولاحظنا عندما نتكلم في أي شيء لهُ علاقة بالفن والرسم يتدخل سيف ويتفاعل معنا بشكل أستاذ .... أي بمستوى راقٍ ومقنع كعادته .

وقف يمعه (جمعة) بوسط المجلس رافعاً صوته .... يا سيف أنت صديقي وأنت كأبن عمي .... أنا لا أقبل هذا الوضع ..... وأعرف بأنك عنيد جداً .... لحظة أنا أشكرك على اللوحة ولكن دعني أكمل .... وأرجو أن لا تفهمني خطأ ..... أرجوك ثم أرجوك أن تستمع لي .... وتركز بكل حواسك معي ..... أولاً ألله سبحانه وتعالى يعلم مقدار حبنا لك .... وحترامنا .... وليس اليوم بل منذ زمن ، ولك مكانة في قلوبنا لا يعلمها الا الله وحده .... أنا لا يعجبني وضع سيف هكذا .... وسيف مبتسم ومحرج .... أفهمني يا سيف دع الخطوة الاولى لنا .... ولكن كن متجاوب معنا رجاءً ..... في أمور الوظيفة والعمل .... وضعك هكذا أهانة لنا نحن أصدقائك .... والان أمامكم أقولها لأول مرة أنا سأحاول توفير  وظيفة لصديقنا سيف .... وبدون أن يعمل .... أستغرب الجميع !! كيف وظيفة وراتب وبدون أن يعمل؟! .... اتركوها علي يرد يمعه .... وبعد إجازة العيد أنا أطلب من سيف جميع أوراقه الثبوتية مع كل شهاداته وصوره .... وعليه فتح حساب بالبنك ليتسنى للجهات تحويل مرتبه اليه .

رد الجميع ما قصرت يا يمعه ..... وشقيقنا سيف يستاهل كل هذه المساعدة وأكثر .... لا لا هذا واجب علينا نحن أصدقاء سيف واصدقاء ذلك الفريج القديم وأبناء ابوظبي أيام زمان ... ألله عليها تلك الايام ..... طيب .. أخبرنا يا يمعة .... وكيف ستتم هذه المعضلة؟ ..... لا عليكم .. أنا لدي طريقتي وسيف يعز علينا جميعاً .... أكثر ما ستطلب عليه الدائرة هو وضع رسومات لبعض المواقع لمد طرق جديدة وخطوط للبنية التحتية .... وهكذا دون أن يغادر منزله .

واليوم بعد العصر أرجو منكم مرافقتي الى قصر الشيخ ..... والشيخ صديقنا من أيام الدراسة .... وهو يعرف سيف جيداً .... والزيارة اليوم هي زيارة التعييد على الشيخ والتهنئة بالعيد .... وهذه كلها أيام مباركة وحب ..... ونحتسي من قهوة الشيخ .... يا سيف كم لوحة لديك من تلك اللوحات الجميلة والمعبرة؟ أنا احتاج لثلاث لوحات منها .... أنا اعلم بأن لديك مخزن معبى باللوحات ورسوماتك العالمية وركز على تلك اللوحات ذات الطبيعة والغزلان والطيور  .... لحظة من منكم في جسم سيف ونفس الطول تقريباً؟ .... علي لقبيسي تقريباً في نفس جسمه وطوله ... ممتاز ... إذاً يا علي أهب الى منزلكم ولا ترد الا بكندورتين جديد (ملابس) ووزرة وغتر رجاءً .... سيف لماذا؟! مستغرباً ..... لا يجوز زيارة الشيخ بملابسك هذه .... نحن أتفقنا على أن تسمع الكلام ..... صحيح ولكن ..... لا صحيح ولا لكن .... ارجوك دعني أنهي مهمتي .

غادر الجميع الى مجلس الشيخ ..... ماشألله المجلس عامر .... وبسبب معرفة الشيخ بنا، أي أننا أصدقاء مع الشيخ منذ زمن طويل .... أصر الشيخ أن نجلس بالقرب منه .... وكان يسأل عن كل من يعرفهم بذلك الفريج القديم وتلك المدرسة زمان .... والعلاقات كانت قريبة وبمثابة الاهل وأكثر .... عموماً أخرجت للشيخ تلك اللوحات التي رسمها صديقه سيف ..... والتي تحكي عن واقع أبوظبي وطبيعتها .... وبأحجام كبيرة 120 × 80 سنتيمتر .... هذا أنت يا سيف من رسم كل هذه اللوحات المعبرة يتساءل الشيخ .... وقال منذ زمن وأنا أبحث عن هكذا لوحات لأبوظبي .... انبسط الشيخ بالوحات سيف .... وقف سيف أمام الشيخ في حركة مفاجأة .... ومد يده بالهاتف ليلتقط صورة للشيخ .... لماذا صورتني يا سيف .... ستكون مفاجأة لك شخصياً يا طويل العمر .

لدينا طلب صغير ..... أنتم جميعاً أخواني واصدقائي يقول الشيخ .... وعتبروا طلبكم تم أمس ..... كل ما نطلبه هو تعيين سيف المحيربي .... وسيف خريج جامعي .... وهذه كل شهاداته .... ولكن هو لا يرغب في شيء سوى الرسم والتخطيط .... وكما تعلم يا طويل العمر سيف أمامه مستقبل طويل ذو محطات كثيرة .... منها وأهمها الزواج ومنها فتح منزل وخدمة وطنية وهكذا ..... ولكن سيف لا يرغب في الدوام الرسمي والتقيد به .... أي بأمكانه أنجاز كل شيء من معمله بالمنزل ..... وهي ظروف خاصة .... أنا أعرفه سواف المحيربي .... مزاجي من زمان ولكن ارجو بهذه المزاجية أن ينفع نفسه وينفع بلده .... وعندما قال الشيخ سواف صديق دراسة وعمر .... أبتسم سيف ابتسامة فيها القليل من المكر .... مكر طلبة الدراسة زمان .

ثم قال الشيخ .... فهمت الموضوع ... ولكن هذه تعتبر شهامة منكم تجاه صديقكم سيف .... في أن تجتمعوا وتصروا على التفتيش لهُ عن عمل .... صراحة أحيي فيكم هذه الروح التلاحمية ..... وسيف يستاهل .... سمعت عن وفاة والده وبعده بشهرين توفت والدته .... ألله يرحمهم .... ثق يا سيف بأن باب هذا المجلس مفتوح لك ليل نهار ، وانا سأتابع كل أمورك .... ولكن أرجو أن تتكرر هذه الزيارة دائماً ولا توقفها لأي أسباب .... ومن الان أعتبر نفسك توظفت .... وبعد أجازة العيد مروا على وكيل دائرةالتخطيط ... وأدخلوا جميع أوراق معاملة سيف المزاجي .... والطيب .... وثقوا بأن سيف سيعمل من أي مكان يعجبه .... حتى من معمل الرسم لديك بالمنزل ..... أنا لا زلت أتذكر الوالدة المرحومة وهي بجفيرها أمام باب المدرسة ، والجفير مليان بخبز المحلى بالبيض ... يا سلام على تلك الايام .... فعلاً كانت والدتنا جميعاً .... أبتسم سيف ولتفت يسار ويمين وكنا ننتظرها من الشيخ .... ضحكاتنا طويلة لفتت أنتباه كل من بالمجلس .... سيف لم يتوقع أن تكون ذاكرة الشيخ بهذه القوة .... رد أحمد هذا كله بسبب لمحلى بالبيض يا سيف .... لمحلى والبيض يقوي الذاكرة .... ضحك الشيخ تلك الضحكة التي يتذكرونها في ذلك الزمن .... مجتمعنا كان صغير ومترابط .... يمعه .... من يقدر عليك يا سيف ؟ أسهمك مرتفعة في مجلس الشيخ ..... رد الشيخ الله يديم هذه المحبة بينكم وبيننا .... ولكن يقول الشيخ من تسبب في كل هذه السعادة لسيف هم أنتم أصدقائه .... أنتم الذين ساهمتوا في كل شيء ، الاهتمام ، الاتفاق على وضع حد لمعاناته .... سيف يقول في داخله وحتى الملابس التي البسها أمامك يا شيخ ..... وقال أحمد أنا أرى أن الشهامة لعبت دور كبير هنا، لأن حياة الفريج الواحد تعلمنا الشيء الكثير، لاسيما الفريق الواحد، الاتحاد، الخوف على بعضنا بعض ..... يكرر الشيخ كلامكم صحيح .... أستأذنوا الشيخ وخرجوا فرحين ... ويكرر يمعه مبروك مبروك ياسيف ....

بعد مدة تم تقديم معاملة سيف لتلك الدائرة .... وستقبلهم وكيل الدائرة .... ثم قال لهم مرحباً ... أهلاً بالطيبين، أصدقاء الشيخ وأخوته، لقد وصلتني توصية الشيخ بأن نعين سيف المحيربي في منصب مساعد مدير لقسم التخطيط والرسم المستقبلي للمشاريع، علماً بأنه حسب أوامر من الشيخ بأن يتفرق السيد سيف كلياً لدى الشيخ، ولهُ في زيارة مكتبه لدينا متى شاء، نسبة للظروف الي زودنا بها الشيخ، وعليه نحن هنا ننفذ أوامر الشيخ فيما يراه وأيضاً نعلم بأن كل أعمال الشيخ تذهب للخير .... وهو يعرف المستحقين جل المعرفة .

يمعه .... ماهي مميزات هذا المنصب (مساعد مدير) ؟ ..... هذه وظيفة مستحدثة خصيصاً لسيف ، وذات راتب يصل الى 48,000 الف درهم مع 200,000 للسكن وسيارة أيضاً في حدود ال 200,000 كل ثلاث سنوات مع أثاث وغيره .... نرجو لسيف التوفيق بعمله الجديد .

وعند عودتهم بالسيارة يقول أحمد هذه بداية ممتازة يا سيف، وواضح بأن الثقة بك كبيرة من كل الاطراف .... وما عليك الان ألا أن ترتب حياتك بالشكل الذي يتماشى مع هذه التطورات الكبيرة .

يقول صديقهم أحمد .... يا جماعة المسألة لا تنتهي عند هذا الحد، نحن لازلنا نؤمن بأن سيف مزاجي بسبب الوحدة التي يعيشها .... رد عبيد ماذا تقصد بقولك الوحدة التي يعيشها سيف ؟!

يا أخي سيف بحاجة لزوجة .... هذا كل ما قصدت ..... نزلت هذه المعلومة كالصاعقة عليهم جميعاً !! نعم .... لا يوجد ما يعيب صديقنا سيف .... أسف ....شقيقنا سيف عن الزواج .... عبيد يا حظك يا سيف .... أمورك عالية مع هكذا أصدقاء .... الان سيف بمنله وغير موجود معنا ... ولكن سنجتمع معه بعد يومين .... طيب أي بنت تتمناه ... سيف يعمل ووسيم وشاب وخريج ولديه المنزل ومستقبله يبشر بألف خير .

أحمد يقول بنت الحلال ستشد من أزره وعزمة وأخذ الحياة بكل جدية ، وهي التي ستفرض عليه كل ذلك بصفتها شريكة حياته .... وسيف سيتأقلم مع التحول الكبير ويصبح عنصر أكثر فاعلية بالمجتمع ..... صدقوني .

يمعه دعونا نزوره بمنزلهُ اليوم ونعرض عليه الفكرة ..... لأنه لن يسألنا عن هكذا خطوة كبيرة في حياته ..... ولكن قبل أن نعرض عليه الفكرة ، من تعتقدون من بنات الفريج تستاهل سيف الفنان والمثقف؟ .... ويجب أن تكون شخصيتها قوية لا تقبل بالتهاون في حياتها الزوجية ، وتدير المنزل هذا المتهالك وتعيد لهُ الحياة السعيدة التي ياما أفتقدها سيف .

رد عبيد أنا لدي شقيقتي اليازية ، مديرة مدرسة وهي أصغر عن سيف بسنتان، وذات شخصية قوية ولا نشد الا الكمال في كل شيء، متأكد بأنها ستنقل سيف من حال إلى أحوال .... الجميع يردون نؤيد في هذه الروح التضامنية يا عبيد وكثر الله من أمثالك ... النعم فيك وفي شقيقتك .... وهتمامنا بسيف واضح من تلاحمنا ودعمه في كل شيء .... ونحن على يغين بأن لو أحدنا في مكان سيف لكانت له نفس الدعم والتعاون منا جميعاً.

بعد صلاة العصر مباشرة نلتقي بمنزل سيف ....وبعد الصلاة مباشرة تم اللقاء بمنزل سيف، وتفاجأ الجميع بأنشغال سيف بلوحة كبيرة ، وتقريباً أنجز 50% منها وهي تعود لسمو الشيخ .... وعند الانتهاء منها ستكون مفاجأة كبيرة للشيخ ... بحجم 140 × 175 سنتمتر وذات أبتسامة كبيرة .

المهم يا سيف سبب حضورنا لك جميعاً بالمنزل اليوم هو لعمل نقلة نوعية بحياتك .... أنا أعلم بأنكم تسعون للخير دائماً .... وأنا أتلمس كل خطواتكم التي تبذلونها لي .... وثقوا بأنني حامداً لربي بعد موت أهلي أن أنعم علي بهكذا أصدقاء .... علماً بأني غالباً ما أفكر في كل تلك الاعمال والخدمات التي حصلت عليها من خلالكم يا أشقائي .... وحقيقةً أنتم غيرتوا سير حياتي الافضل .

نحن لم نأتي اليوم لتشكرنا، بل أتينا لموضوع أخر وأكثر أهمية .... ودع عنك الشكر يا سيف أحمد يقول .... يا سيف هل فكرت في الزواج مثلنا؟ .... نعم فكرت كثيراً ... ولكن من تعتقدون البنت التي ستقبل وسترضى بي؟ .... أنا شخص يفضل الفن وتقريباً الفن كل حياته .... ويرد أحمد: وأنت تعمل أيضاً ولك راتب ممتاز ولك أصدقاء كثر ومن ضمنهم شيخ يا سيف .... وصراحة أي بنت تتمناك اليوم يا سيف .... وأكمل أحمد: هل هناك بنت معينة ببالك؟ او مثلاً حبيت واحدة وكنت تتمناها أن تكون شريكة حياتك؟ ....أنا كأي شاب زمان حبيت بعض الممثلات! .... كلنا مرينا بهذه التجربة يرد أحمد  .... هل في بالك أحدى بنات الفريج؟ .... صراحة لم يخطرن ببالي يرد سيف .....أحمد: نحن أصدقاء .. صحيح؟ ....نعم ولماذا هذا التساؤل يقول سيف؟ .... نحن إخترنا لك عروس جميلة وستعوضك فقدان الاهل يا سيف .... سيف يضحك ..... هكذا أنتم .... كسرتوا حاجز الصداقة وأوصلتوني الى الزواج .... نحن أشقاء يا سيف .... وأنت تهمنا وجزء منا .... طيب هل معرفة سعيدة الحظ هذه التي أخترتوها لي ..... يرد عبيد أنها شقيقتي اليازية يا سيف .... سيف اليازية مديرة مدرسة ولن تقبل بي ولوحاتي ومرسمي زوجاً ..... عبيد أترك الموضوع علينا يا سيف .... مالك الا الجاهز .... واليازية شقيقة عبيد تثق في رأيه وختياره تقريباً في كل شيء ..... سيف ها أنت تقول تقريباً !! يعني لن تقبل في موضوع يخصها ومصيري إلى أبعد حد ممكن ويتعلق به مستقبلها وحياتها .... السؤال هو يا سيف هل ستقبل أنت بها إن وافقت هيه؟ ....سيف اليازية أصغر مني بسنتان وجميلة وذات شخصية ممتازة .... إن قبلت بي سأقبل بها زوجة ..... رد الجميع الف مبروك يا سيف .... ونشهد بأنك أبن حلال يا سيف .
تمت ..... بن مهاه



الاثنين، 29 سبتمبر 2014

موضوع قرأته ... فأعجبني

المبالغة عند العرب  .

اعتاد العرب على المبالغة وعاشوا عليها وصدقوها، واعتبروا المزايدة والمبالغة جزءاً من الحقيقة حتى المؤرخين القدامى لم تلق كتاباتهم رواجاً عالمياً بسبب هذه المبالغة، فهذا المؤرخ ابن جرير الطبري يتحدث في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) عن سيدنا آدم - عليه السلام - فيقول إن طوله كان يبلغ من الأرض إلى السماء وإن رأسه كان يحتك بالسماء من فرط طوله وهذا سبب الصلع الذي يصيب أبناءه، وأنه كان يخطو الخطوة الواحدة يعبر بها البحر، فكان سيدنا آدم طويلاً ولكن هل من المعقول أن تكون نسبة طوله بهذا الشكل؟ 

ويتحدث الكامل في كتابه (الأثير) أيضاً عن القصة نفسها فيقول إن سيدنا آدم - عليه السلام - كان طوله ستين ذراعا، وإنه كان يسمع أصوات الملائكة ويشم رائحة الجنة وإنه كان يخيف حيوانات البر وملائكة السماء، فهل هذا كلام يصدقه عقل عن نبي من أنبياء الله ؟!

نحن نعلم جميعاً أن بداية الخلق ولم يرها أحد، فكيف حصل على هذه المعلومات، مع أنها لم تذكر في القرآن الكريم؟ وحينما تحدثوا أيضاً عن غزو بغداد ذكروا الكثير من الأخبار والحكايات عن وحشية المغول وكيف أنهم حولوا نهر الفرات من اللون الطبيعي إلى اللون الأحمر وأنهم وضعوا الكتب جسراً عبروا عليها النهر، فهل هذا يصدقهُ بشر؟ وما كمية الدماء هذه التي تحول نهراً يجري إلى اللون الأحمر؟ وما هي كمية الكتب التي تغوص في قلب النهر وتصبح جسراً يعبرون عليه ؟!

إننا لم ننكر وحشية المغول وقسوتهم التي تعودوا عليها، نظراً لحياتهم البدائية، ولكن أن تصل إلى هذه الدرجة فهذا كلام فيه كلام، وإذا تحدثنا عن الشعر فحدث ولا حرج، ففيه أكثر المبالغة وإن كانت المبالغة مقبولة في الشعر، وذلك لقولهم (أجمل الشعر أكذبه) ولكنها أيضاً وصلت حدود غير مألوفة وأحيانا خارجة، فهذا الشاعر أبو نواس يمتدح خليفة فيقول: وأخــفت أهـل الـشـرك حـتـى أنه .... لـتخـافـك النـطف الـتـي لـم تـخلـق  ومن ذلك أيضاً قول ابن وهيب في مدح الخليفة المأمون : 
وبـدا الـصبـاح كــأن غــرتـه .... وجـه الخــليفـة حــين يُمتـدح .
وهذان بيتان لا يحتاجان إلى تعليق لما فيهما من فرط المبالغة والتملق لصاحب السطوة والنفوذ، إما رغبة في عطاياه أو خشية من بطشه، وهذه كانت حال معظم الشعراء في هذه العصور، باستثناء البعض الذي كتب شعراً جميلاً وقوياً، ومن الشعراء من كتب في الغزل وتفنن في إظهار المحبوبة على أحسن حال وأجمل أوصاف وأرق أخلاق، وكانت الطبيعة وحياة الصحراء من اهم مقومات هذا الشعر، فهذا الشاعر يقول لمحبوبته ويصدق نفسه من فرط الخيال الذي عاش فيه، حيث الطبيعة الأندلسية الساحرة .
حـجـبـوهـا عــن الـريـاح لأنــي .... قــلـت يــا ريــح بـلـغـيهــا الســلام .
فهل يستطيع أحد أن يحجب أحداً عن الريح؟! وهذا الشاعر يقول واصفاً محبوبته وحبه الهائم بها : أحـبـهـا وتــحـبــنـي .... ويــحـب نــاقـتـها بــعـيـري .
وهذا امرؤ القيس يقول في بيت شعر اعتبروه أكذب ما قالته العرب، متحدثاً عن محبوبته:  تـنـورتـهـا مـن أزرعــات وأهـلـهـا بـيـثـرب .... أدنــى دارهــا نــظر عــالــي

فيقول إنه رأى محبوبته وهي تسكن في أزرعات في المدينة ودارها بيثرب، فهل يستطيع الرؤية من كل هذه المسافة؟! فهذه حالنا يا عرب إذا أحببنا أحببنا بشدة وإذا كرهنا كرهنا بشدة وإذا انتقمنا انتقمنا بقسوة، ليس عندنا أي حال من تقبل الآخر، فهل يأتي علينا اليوم الذي نعرف فيه كيف نقيم أنفسنا ونقيم غيرنا ونتخلص من هذه المبالغات والمزايدات؟! أم أنه مكتوب علينا دائماً أن نظل نقول كما قال عمرو بن أم كلثوم: 
ونـشــرب إن وردنــا المــاء صـفـوا .... ويــشــرب غـيـرنــا كــدرا وطـيـنـا ... إذا بـلـغ الـفـطـام لـنـا رضـيـع ... تـخـر لـه الجـبـابـر سـاجـديـنـا .

صاحب الموضوع - كمال القدح - واعتبرهُ إثراء للموقع ..... بن مهاه


السبت، 27 سبتمبر 2014

مغامرات منتصف العمر 1 قصة قصيرة مسلسلة

من لديه صديق كما هو الحال معي وصديقي أبو سيف، سيشكر الله على نعمة الصداقة، هو شخص غني الحال وغني النفس وليس من الذين خبري خبركم، أو يسعى لمصالح أو أي شيء أخر، ما عدى الصداقة البريئة، ويعرف بأنه صاحب نكتة ومواقف مقصودة أو غير مقصودة، نهايتها مضحكة بتلقاءيتها المفاجئة، ونحن غالباً ما نفتقدها عندما نكون بعيدين عن بعضنا بعض ... أسألته عن الجديد من تلك المواقف المسلية بالنسبة لهُ ، ولا يتصل بي كثيراً باليوم الواحد ، من 15 الى 20 مرة يومياً لسبب أو لغير سبب .

وأعترف أمامكم بأن أبو سيف من أشهم وأكرم وأطيب الرجال ، وهو أب حنون ومبتسم في أغلب الاوقات إن لم يكن في مجملها، ولا يتردد في مد يد العون للمساعدة ولكن بالأصول .

أجتماعيات أبو سيف متواصلة (يحب السوالف) ولم يصمت لحظة واحدة طوال الرحلة، مواضيعه كثيرة وما يتقدمها هو موضوع الحب، قبل أن أنسى أبوسيف في بداية الخمسين من العمر .... يقول الان فقط يستشعر الحب ، لجمالها، وجسمها، وعينيها، ويذهب ويعود لشفتيها ووجنتيها .... وأن رأني مستأنس للحديث او للوصف، نزل من منطقة الرأس الى الجسم مروراً بكل شيء الى أن يصل الى أخمس قدميها ، ويدعم تلك المواقف بأبيات شعرية أندلوسية تشرح تفاصيل جسد الحبيبة ..... هو يشرح وأنا أقول في خاطري لم تسمعك أم سيف ولا لم يكن هذا يومك المفضل .... هو لايزال مستمر في الوصف كأنها محاضرة علمية في جسد المرأة ... والمستمع او المحاضر اليه واحد ... هو أنا .

نحن في عام  2020  .

غادرنا مدينة العين بأبوظبي بالقطار (قطار الطلقة) كل ذلك القطار يعتبر قطار درجة أولى، سريع جداً ، عندما يتمدد وياخذ حيز السرعة حسب المسافة المقطوعة بأمكانه أن يصل الى ال400 KM في الساعة، ولكن كانت وجهتنا أمارة دبي، وبقطار الطلقة لا تعتبر مدينة دبي بعيدة، هي من 20 الى 30 دقيقة فقط .... ومدينة دبي تعني لنا نحن الاماراتيين الشيء الكثير، هي أمارة متطورة الى أبعد الحدود، الى أن وصلت الى مستوى أحدى مدن العالم التي لاتخفى على تلك المؤسسات العالمية لما فيها من عالم الجذب السياحي والتجاري والتعاوني العالمي وأيضاً الرياضي، يعني مدينة سريعة النمو بمعالمها الكبيرة سوى كانت أبراج أم مولات أم حدائق ، وطبقت سياسة المدن المتخصصة مثل المدن الاعلامية والمدن العلاجية والمدن التعليمية وغيرها الكثير ، كل ذلك التطور الافت للنظر خلفه ما خلفه من القيادات الحاكمة والقيادات المتطورة التي درسة العالم جل دراسته، وأصرت على أن يكون بدبي كل ماهو جديد أقصد جديد في كل شيء، يعني ليس نسخ المشاريع لا لا بل الابداع بعينه والاتيان وخلق وأبتكار الجديد، بسبب أيمانهم بأن لم يكن لديك الجديد والغريب لن تأتيك الافواج السياحية، لن أبالغ إن قلت لدى كل نجم هوليودي فيلا بدبي، ولدى كل دكتور عالمي فيلا أو منزل بدبي، وكل رجل أعمال ناجح وكل أمير وغيرهم الكثير، من الولايات الامريكية الى جمهورية الصين مروراً بكل العالم والخليج ، صراحة كل ما فيها يصرخ تعال ... تعال لترى ما يمكننا أهداءك وكن ضيفنا ، وقف على حقيقة ما أنجزنا ونقل تلك الرسالة الى الاخرين ليأتوا .

لم يسكت صديقي أبو سيف، وفتح جريدة الاتحاد وهات يا نقاش ... تقريباً عن كل المواضيع بالجريدة، سياسية، اقتصادية، مجتمع، علوم رأي الناس .... مرت العشرين دقيقة وهاهي سرعة القطار تنخفض تبشرنا بالوصول الى مدينة دبي او على مشارفها، مر القطار ببعض القرى السياحية بين مدينة العين ومدينة دبي .... وغابت الشمس ونطفأت، وهدى المسافرون وهدى معهم أبو سيف .... ثم سألني عن المدة التي سنمكثُها في دبي .... إلى هذا الوقت من يوم غد يا بوسيف، ورد هل سنستأجر سيارة؟ لا يا صديقي .... بالسيارة سيضيع علينا اليوم كله في الازدحامات المرورية .... ولكن هناك المترو وهناك قطار دبي المعلق وهناك حتى طائرات اليليوكبتر إن كنت فعلاً مستعجل للوصول الى هدفك بشكل سريع .... ولكن أنا أفضل التنقل بالترام او بالقطار ... لأنها الاسرع على الارض ... والتي ستوصلك الى أي مكان مقصود بشكل أسرع من الفراري الحمراء .... ولاتنسى لدينا برنامج زيارات غداً .... الاسواق القديمة التي تطربنا للماضي ونحن إليها، مثل سوق الذهب وسوق الملابس .... وقبل كل ذلك نحتاج للسباحة في أحد أحواض تلك الفنادق الفخمة .... أبو سيف أرجوك يا أبو عارف أن تجعلنا نسكن في أحد فنادق جميرا .... ماهو الجديد هناك يا بوسيف ... كل شيء جديد ولكن أنا أفضل أن يكون الغداء بالحديقة بجانب حوض السباحة، وشاويهم لذيذة هناك ! أنت تأمر يا بو سيف .... أذاً لايوجد أنسب من فندق جميرا بيتش هوتيل .... ولكن هل حجزت الفندق من قبل أن نصل الى دبي؟؟ لا لم أحجز! ولكن أنا لدي أشتراك VIP بكل شركات فنادق دبي تقريباً .... ممتاز يا بو عارف .... أنا منهك من يومنا هذا ! تصور اليوم الخميس وهو يوم دوام، يعني صحوت كالعادة الساعة الخامسة صباحاً ومروراً بوقت العمل مع الغداْ الثقيل الى أن تقابلنا وهانحن الان في التاسعة مساءً .... ودي في عشوة صغيرة والنوم العميق يا بو عارف ..... أرجوك ..... فالك طيب يا بو سيف .... يالله هذا القطار متجه الى منطقة جميرا، أو هكذا يقول خط سيره ..... خط سيره فعلاً يمر بجانب كل تلك الطرق الجميلة ولكن مزدحمة الى أبعد حد ممكن نتخيله ..... أبو سيف أشهد بأن أختيارك للقطار اختيار مناسب لنا ..... وبعد قليل نحن بالوبي بنفس الفندق .... طلبنا غرفة واحدة .... وبعد رؤيتهم لبطاقة ال VIP تم رفع الدرجة الى سويت متوسط الحجم بسعر تلك الغرفة .... بو سيف هل أطلب العشاء؟ كما ترى يا صديقي .... وماذا في خاطرك او ما تشتهي ؟ حقيقة أنا لن أذهب ابعد من الكلاب ساندوتش ، وأنا كذلك رد أبو سيف .

قبل أن ينام يقول أبو سيف هل تعلم لماذا نحتاج السباحة في الحوض .... لماذا؟ يا بو سيف ..... يقال إن أردت التخلص من الاكسدة بالجسم عليك بالسباحة .... ولكن أرجو أن لا تطول فكرة السباحة والغداء على الحوض غداً ..... ماذا لدينا غداً ؟ يسأل أبوسيف ..... لدينا  صلاة الجمعة .... والغداء ولدينا الاسواق وحضور مبارة كرة القدم بين الاهلي والعين ومبارياتهم تتصف بالندية والحضور الجماهيري سيكون بعشرات الاف من المشجعين، إن بدأت في الخامسة مساءً سيكون لدينا القليل من الوقت للحاق بالقطار ... علماً بأننا سنقفل حسابنا بالفندق مباشرة بعد الحوض والغداء، وبعد المباراة علينا المغادرة الى أمارة الشارقة في حدود الساعة التاسعة مساءً ..... أتفقنا؟ .... أتفقنا يا بو عارف ..... يا بو عارف هل فكرت في عشاء يوم غد؟؟ نعم عشاؤنا بالقطار في طريقنا الى الشارقة ..... واو فكرة رائعة ...... تصبح على خير يا صديقي .

في صباح اليوم التالي وبعد الافطار أصر صديقي أبو سيف زيارة دبي مول .... أبو سيف من متذوقي الكتب العربية منها والاجنبية .... وهو كثيراً ما يتابع أخر الاصدارات للكتب في سلسلة تلك القصص العالمية وفي نفس الدرجة من الاهتمام بالكتب العربية وأصداراتها الاخيرة .

طيب يا بوسيف .... أرى فيك بعض الحماس ! ..... متى تخبرني عن الجهة التي ناوي عليها في دبي مول ..... صراحة يا بو عارف أنا أستنفدت كل المجموعة القصصية لدي وأرغب في شراء الاصدارات الجديدة من تلك القصص التي أتابعها منذ زمن، وسمعت بأن أصدارات جديدة وصلت قبل أسبوعين، وكم أتمنى أن أكون محظوظاً إن وجدت بعض النسخ منها ..... طيب يا بو سيف .... ألا يوجد فرع لتلك المكتبة هنا بجميرا؟ ... أقصد قريب منا لتوفير الوقت فقط ..... لا أعلم إن كان لها فرع بجميرا ... ماهو أسم تلك المكتبة؟ .... على ما أعتقد أسمها هو (كينكونيا) او Kinokuniya .... ممتاز يا بوسيف .... وليست لدينا مشكلة عندما نتنقل بالقطارات ولترامات .... أبوسيف .... يا بوعارف هل رأيت تلك النادلة التي أتت بالفطور؟ نعم نعم هي جميلة وشقراء أيضاً .... يا صديقي جمالها خطير .... طيب كنت أعطيتها بطاقة التعارف؟ .... لعلها تتصل بك عند أول زيارة لها الى أبوظبي أو العين ..... أعتقد كانت في الثانية والعشرين .... ولديها جسم وبتسامة أشعلت مشاعري .... تذكر يا بو سيف نحن في الصباح، ولسنا في أخر الليل .... يا بو عارف أنا أعاني من أشياء كثيرة .... سأشرحها لك قريباً .

عموماً هذا لترام وصل .... دعنا نصعد ونذهب الى دبي مول قبل أن يفوتنا .... يا سلام أنظر الى تلك اللوحة الالكترونية بالترام، كل معلومات خطوط السير ومعلومات العملات الاجنبية، وأسعار الاسهم، ومعلومات عن المتاحف والمواقع السياحية تظهر تباعاً .... أبو سيف ... يا بو عارف لازلت أفكر في تلك الشقراء (نادلة المطعم) .... أوعدك عندما نعود بعد قليل للفندق سنزور الكوفي شوب أياه في سبيل أيصال بطاقتك التعريفية لها، وسأشير لها بأنها معزومة من قبلك .... أرحتني بهذا القول يا بوعارف .

وها نحن وصلنا لدبي مول .... يعجبني هذا الموقف وطريقة الاستقبال بالموقف أمام المول .... أنظر لتلك اللوحة الكبيرة الاعلانية لشركة (كارتييه) ... عجيبة وجميلة وتبرز واجهة المول مع هالة عالمية كبيرة ، وهناك تلك الجحافل من السواح وكل تلك الحركة نزولاً وصعوداً بالباصات السياحية .... تحسسك بأن الامور أكثر ترتيباً وسابقة التجهيز الى أن تعودت عليها جميع الادارات السياحية ، وقدت روتين سياحي عادي، والاسباب هي أن الكل يلعب دوره المنوط به في عالم السياحة ..... روعة ..... يا بو عارف هل سنبقى خارج المول؟ يسأل أبو سيف ..... حاضر يا سيدي وها نحن ندخل المول، ....يا سلام الجو بارد بالداخل .... والوجوه المبتسمة والسعيدة بكل تلك الاكياس المحمولة، أبوسيف ينادي .... أتبعني إلى تلك الادراج المتحركة (الاسكليترز) .... إلى أين يا صديقي؟ الى المكتبة يا بوعارف .... لا لا لا أنت تصعد الى مكتبتك وأما أنا فسأنتظرك بتلك القهوة الشاعرية والممتلئة بتلك الوجوه التي حازت على كل الرضى الرباني، ولديك نصف ساعة فقط .... تذكر بأن برنامجنا مضغوط .... رجاءً يا بو سيف .

يا سلام .... هناك طاولة واحدة فارقة ذات شخصين او مقعدين ..... ضع الابتسامة على وجهك يا بوعارف .... بدون أبتسامة أنت لا تتشاهد .... مع الابتسامة قد يكون لك قبول ..... Hello , What can I do for you sir? ... I Guess I will go for one decaff cappuccino and small bottle of water please . من تكون هذه الاجنبية المبتسمة بجانبي ؟ .... Hi , how are you doing?  i'm fine ... are enjoying your self in Dubai Mall? actually  yes, cuz there are alot of things to see, infect this is my fifth day in Dubai and i sow three of my old friends by accident, its lovely place here, did you visit the capital (AbuDhabi ) not yet, this is my personal card, feel free  to contact me when ever you need to see AbuDhabi or some of its islands or crossing the desert, you'll be treated as gust , believe me you need to explore that part of UAE, there are exciting places, what is your name? i'm jane.... and you?.... i'm Mohamed ..... so Mohamed what brought you to dubai today? .... as usual my friend Abu saif and i normally we fix a visiting program during the weekends to visit parts of the country, next weekend diffidently we'll visit one of Abudhabi's islands, comping, scuba diving, fishing, those are remoted islands, sunshine and white beaches ...... hello .... ok this is my friend Abu saif, hi Abu saif .... we've been talking about you with Mohamed ..... شو هل حلوة يا بوعارف ؟ in English please ok ... know we have to leave .... but stay in touch please . يا حبيبي يا بو عارف كلها عشرين دقيقة وعلقت جين؟ صحيح يا صديقي ..... ولكن تذكر بأننا ثقافة أجنبية أو بالأحرى عشنا بينهم سنوات طويلة ونعرف طبائعهم .... اليس كذلك؟ .... أنت جهز نفسك الاسبوع الجاي .... طلعتنا بحرية مع أوروبا الشقراء .... ممتاز يا صديقي ..... والان رجاءً يا بو سيف دعنا نعود إلى الفندق .... لدينا سباحة بالحوض وغداء و أنهاء السكن .... ليتسنى لنا حضور المباراة والمغادرة ..... ما شألله كل هذه كتب؟ ..... كنت عطيتها البوي ليساعدك في نقلها الى الترام؟ .... بعدنا شباب يا بو عارف يقول أبوسيف .... الله يقويك .... وصلنا الى الفندق والى الغرفة مباشرة .... لحظة لحظة يا بو عارف أنت وعدتني بأن تكلم تلك البنت التي تعمل بالكوفي شوب .... حاضر يا بو سيف .... نأخذ شاي لديها على السريع .... عطني بطاقة التعارف خاصتك يا بو سيف .... ووضعها أبو سيف على الطاولة .... ممتاز ..... أشر عليها لتأتي .... أين ذهبت ..... هاهية قادمة .... Good afternoon sir .... its great Coffee shop .... specially with staff like you,  what is your name?.... by the way i'm suzana ..... listen suzana my friend is offering you an invitation to Abudhabi.... something like a boat trip, on one of those weekends and he wants you to contact him .... all his contacts are in this card ... infect he is interested in you some how ..... أبتسم أبو سيف وبتسمت سوزانا وأعطاها 200 درهم بخشيش وزادت أبتسامتها .... ولكن كلامه صحيح .... أية من الجمال والصبا ..... تمام يا بو سيف ؟ .... ماقصرت يا بو عارف .... تعال يا بو سيف ... كل هذه البنات لا رغبن في شخص عضلاته ضامرة !! تحتاج الى قاعة رياضية لمدة شهرين .... يعني ترد شباب مع عضلات بارزة .... ولا شو الفرق بينك وبين البنغالي عبد القفور الكهربائي .... ضحك أبو سيف .... أنت يا بوسيف مستهلك من أم سيف ..... رد علي بعدين با قولك .... والان علينا بالحوض .... خرجنا من جهت البحر  من الفندق .... ألله ألله ألله شو هل عالم الحوض كبير جداً ومليان عن بكرة أبيه يقول أبو سيف .... يعني أنسى السباحة وعليك بالتقطيط فقط ومياه الحوض باردة منعشة رديت عليه .... يا صديقي كل الي حولنا بعلب البيرة الباردة يقول أبو سيف .... شرايك؟ ..... في علبتين من الاخضر ..... يا بو سيف على جسمك هذا علبتين بيتعبنك وبتكسل وبتخربط البرنامج علينا .... عليك بالسفن أب .... نصيحة طيبة يا بوعارف .... أقولك أسميها أجسام ما تاكل المكابيس ... خصورهم ناعمة وصغيرة وباقي الجسم كالرخام .... شيء مفقود لدى أم سيف .... حرام عليك أم عيالك يا أخي .... يا بو عارف أنا أتكلم عن الاجسام .... شو دخل لعيال وأمهم في الاجسام الاوروبية؟ .... أنظر هذا أبو سعيد رئيس الدائرة تلك .... صحيح ومن معه؟ .... وحدة شمحوطة ..... يخرب بيته عندنا مسوي نفسه شيخ دين .... لاحظ الرجل من الصباح بالحوض وكأس الشمبانيا بيده .... أقولك لا تركز عليه كي لا تلفت نظره تجاهنا .... كن دبلوماسي ومتفتح قليلاً .... طيب خبرني عن سوزانا هذي البطة الجميلة .... ووين ناوي تاخذها معك ؟ ... براً أم بحراً؟ .... أينما أرادت سأخذها هي فقط تأمر .

خيمة البوفية والمشاوي البحرية تفوح منها رائحة شي القريدس (الربيان) وأمها ... هاه يالله على البوفيه .... يالله بنا ..... أنا سأكتفي بالسلطة .... وأنت يا بو سيف؟ .... أنا في خاطري أم الربيان تلك الحية بحوضها الزجاجي .... يؤشر أبو سيف للشيف ...

  .I would like that alive Lobster to be done (Cooked) in Thermidor way

ياحبيبي يا بو سيف!! .... أكلك خطير جداً !!.... أقول شو هالرغبة عند بو سيف .... بالعافية .... شو سالفة السلطة معاك يا بو عارف ؟ ... أنا يوم أكلي ثقيل واليوم التالي أكلي سلطات وخضار فقط .... وزني في حدود ال 97 كيلو يا بو سيف .... وهكذا أموري الصحية طيبة ولله الحمد .... ومرات أتوقف عن الاكل ليوم كامل .... فقط القليل من السوائل توفي بالقرض و أحاول بالقليل من رياضة المشي للمسافات الطويلة التحكم في الجسم بأنقاص وزنه والتخلص من السعرات الزايدة ..... هل وصلت الساعة الثالثة عصراً ؟ ..... هيا أما منا زيارة الاسواق القديمة وسوق الذهب .... لماذا سوق الذهب يا بو عارف .... صراحة بناتي تخرجن من جامعة أبوظبي ، ووعدتهن بهدايا تناسبهن وتناسب المناسبة وهي التخرج من الجامعة بعد كل هذا العمر من الدراسة ومشقة المراجعات .... وجميعهن تخرجن بأمتياز لله الحمد .... البنات فعلاً يختلفن عن الابناء
بسبب جديتهن في كل شيء تقريباً ..... أنا وضعت حدود لقيمة الهدية لكل واحدة بثلاثون الف درهم .... ونشاء الله أجد ما يناسبهن .... علماً بأن ذوقي لا يناسبهن .

رد أبو سيف .... لا لا يا صديقي يا أبو عارف ... ماذا لو أشتريت أشياء غالية وتتفاجىء بأنهن لا يرغبن في تلك الهدايا القيمة؟ ..... أنا صديقك وسمع لي رجاءً .... ضع المبالغ بيديهن وقل لهن لم أجد شيء يناسبكن على ذوقي .... فخترت أن أعطيكن تلك الاموال ولكن حرية الشراء .... وهكذا أرحت نفسك والبنات سيشترن أشيائهن على ذوقهن .... وكان الله غفوراً رحيماً ...... فكرة ممتازة يا صديقي يا بوسيف ..... وهكذا أنتهينا من سوق الذهب .... تبقى سوق الملابس .... تعرف وزرة وسفر (غتر) وأقمشة لا تتواجد الا بذلك السوق العريق مع القليل من دهن العود والعود والدخون .... أنا أستعمل الدخون بعدما نتغدا الاسماك بالبيت .... وخصوصاً سمك النيسر .... وبعض تلك العطور القديمة (الكولونيا) بوطيرين وأخوانه .... تفعل فعايلها عندما ترش على الستائر والارضيات وبعض الاثاث وبعدها تدخن البيت بالبخور .... يا سلام ..... تذكرك بروائح الوالدة .... حقيقةً يا بو سيف في الجو البارد المشي والتبضع بتلك الاسواق ممتع مع تلك الروائح القديمة بالاسواق ..... ههههههههه .... أنا لازلت مرتبط بالماضي يا بو سيف .... بسبب مصاحبتي لوالدي زمان بتلك الاسواق .... الوالد الله يرحمه كان يتبضع للبيت وأنا في السادسة أو السابعة من العمر .... وكنت أقف بجانب خيشة النخي لملبس والبرميت وقليلاً قليلاً أملي جيوبي من دكاكين القراشية العجم ..... ومن تلك الايام تكونت بين وبين تلك الاسواق محبة وتأقلم وراحة نفسية حقيقةً .

رد أبو سيف .... بعد كل هذا الشرح يا صديقي ملزوم نزور تلك الاسواق القديمة بدبي .... أذاً هيا بنا نعمل ال Check Out .

التكملة بالقصة القادمة ...... بن مهاه


الاثنين، 22 سبتمبر 2014

خواطر ورمنسيات 18

170 . لستِ من أميرات الملوكِ ..... ولكن ...... يعجبني فيكِ حضوركِ .

171 . قالت ..... أنت لست بعاشقٍ ...... قلتُ ...... الأن أنا عاشقٌ ...... وأمريني سيدتي 

172 . ردت ..... لا يمكنك أخراجي من حقيقة العشقِ ..... كتلك السمكة ...... أخرجوها من الماء ..... وماتت .... وجفت ..... وتناثرت مع الريح حباً .

173 . أنا أُنثى ...... قالت ...... لايمكنك أن تحاسبني ...... على أُنوثتي .

174 . أشتكت لي ..... تعبتُ من البحث عن الظلِ ...... فهل لك أن تتحول إلى ...... شجرة ؟!!

175 . هم يخطؤوووون ...... في من الذي ..... يحدد ..... متى نُحبُ ...... ومن .

176 . كل مرة ...... أستجمع فيها قواي ...... وأوعدُ قلبي بأن أقف أمامكِ ......لأقولُ أحبكِ ....... وأفشل !!

177 . كل أشيائي ..... تنتقدني ...... بحثاً عنكِ .

178 . لا غرفةٍ لي ...... بدونكِ ....... ولا سريرُ .

179 . يومي المُعتاد ...... كما أمس وقبلهُ وما قبلُ ...... مملٌ ...... إلا إن تدخلتي بهِ أنتِ ....... يتغيرُ .

بن مهاه 


الأحد، 21 سبتمبر 2014

رمنسيات وخواطر 17

160 . عينيكِ تقول خلاف ما تتفوهين ..... ومن علني أصدقُ ؟ ...... عينيكِ أم شفتيكِ ؟ ....... هل لكِ أن تترجميهُ فعلاً ...... لتتضح الصورة لدي فقط ؟

161 . مركبي لا تحركهُ النسائم الهادئة ....... يحتاج للرياح العاتية ...... تلك الشمالية المشبعة بعشق الرحيل .

162 . كرسي الذكريات ...... يرفض ...... جلوسي عليه ...... متضامناً معكِ ...... هو أيضاً ...... يفتقدكِ .

163 . رسالتكِ لم تصل ...... وإن وصلت ..... ماذا ستضيف ؟ ...... لا تخدمني عدة محطات ...... بل واحدة تفي بالغرض .

164 . نظرتكِ تشير إلى عدم الرضى ...... بماذا فعلت أو أفعل أو سأفعل ..... هناك شكٍ مُتواصلٍ ....... لاينتهي ! 

165 . قالت ..... أعرفك جيداً ...... عبثك بالأجساد الميتة ...... لن يشبع غرورك ...... ولا يطربك مثل جسدي ...... جسدا .

166 . لا للأعذار ولا للقصص المكررة ...... أين كنت ...... البارحة ؟!

167 . قالت ..... إن لم تترجم عشقُنا إلى أفعالاً مكررة ...... سأشكيك لداعش بسبب ....... الخيانة !!!

168 . لم أعد أسمع ..... تلك النقرات الثلاث ...... الخافتة على بابي ...... أعترف من هي سعيدة الحظ ....... التي شغلتك؟!

169 . أسف ...... نعم تأخرتُ ...... خطأ فادح أن أتأخر عليكِ ..... أعرف تأسفي يزيد مرارتكِ ...... كلكِ حساسية بالمواعيدِ ....... أسف .
بن مهاه

رمنسيات وخواطر 16

150 . ثقي بي ..... ولا أكثر .... ففي كل رجل ..... هناك قيسٌ وعنتر ..... ثقي بي .

151 . وعدتيني بعذج من دباستكِ (النخلة) ..... فهل لي ببلحة كل يوماً ..... يا غاليتي؟

152 . التقيتها ولم أعرفها ..... تزوجت ..... والكثير من الاطفال ..... سألتني وهي تبكي ! ........ أأنت فلان؟ ..... نعم أنا ...... زادت حرقتها ...... قالت يوماً وعدتني !!

153 . ألا يموت الموت؟ ...... كيف يتجرىء على زيارتكِ ؟! ..... ماذا سيفعل بهذا الصبا؟ ...... الجمال؟ ...... الحب؟ ....... متى يخجل على نفسهِ ويبتعد ؟

154 . قبل فترة ...... نحن تعاهدنا على كل شيء ...... وبعد فترة ...... تزوجت هي وبقيتُ أنا ! ...... هل لازلنا متعاهدين؟ ...... وعلى ماذا؟

155 . من البديهي أن أخجل ...... وامتنع عن طلب تلك ..... القُبلة ..... الا إن كانت بريئة ....... فأهلاً بها وبأخواتها ......أو تراني أمتنع! ...... من باب الاحترام .

156 . أختلفنا وحبيبتي ...... على رواية قديمة ...... هي مع البطل وأنا مع الحبيبتهُ ..... انتقدت ذوقي ..... وختياري ....... وفترقنا! ....... نست هي بأنني رجل!

157 . بالمطار : هو: إلى أين؟ ...... هي: لا أعلم ...... وأنت؟ ..... هو: أيضاً لا أعلم! ...... ولكن أبحث عن مرافقة ....... ولها حق أختيار الجهة .

158 . السعي للوصول لحبكِ ...... بحد ذاته مضمار طويل ...... وأنا لستُ من رياضيي المضامير ....... لا أحتمل الجري السريع ...... والنتيجة معروفة سلفاً .

159 . زمان ...... لماذا كل هذه الطيور من الحمام ؟ ...... هي: لضمان التواصل معك ....... هو: هل لنا بعشاء من هذا ...... الحمام ؟!

بن مهاه 

الأحد، 7 سبتمبر 2014

كيف تكونت الديمقراطية

قصة (أثينا) عاصمة الحضارة الهيللينية ومركز الحوار الفكري والطرح الفلسفي ، بجدالها ومناظراتها .

قصة طويلة، بدأت بالصراع ضد جارتها إسبارطة في حروب أُطلق عليها (حروب البلوبونيز) كانت عقيدتها الدولتين السياستين مختلفتين، فبينما أتخذت أثينا (الديمقراطية) نظاماً سياسياً لها، آمنت أسبارطة بحكم الاقلية المختارة من الارستقراكيين

 أقلية استطاعت أن تسخر الاغلبية لبناء جيش قوي قوامه الشعب والعبيد، حتى أنها بذلت الأموال الطائلة لشراء الصبية من العبيد لتدريبهم وتأهيلهم عسكرياً للحروب، فصار لها جيش من أقوى الجيوش .

أما أثينا فإنها سعت لأن تكون ديمقراطيتها متقنة ومنضبطة، فوضعت نظام إكليسيا Ecclesia الجمعية العامة، وهي المصدر الأعلى والجهاز الرسمي للسلطة . تقابلها المحكمة العليا (ديكاستيريا) Decasterya المكونة من ألف مواطن يقومون على درء الفساد والرشوة من خلال سن التشريعات ومراقبتها . كان نظام الانتخاب، بشكل أو بآخر، يفرض الرشوة ويعجز عن رفض الاستغلال بين النائب والناخب . وعلى الرغم من سن القوانين وتغيير التشريعات، بقي مرض الرشوة والاستغلال مكينا في جسد النظام الديمقراطي .

حتى وصل الأمر بالمحكمة العليا إلى أن تعلن عن تغيير نظام الانتخاب بعد أن كان عن طريق (الاقتراع) إلى أن يكون بطريقة (القُرعة) كانت تلك أخر محاولات (ديكاستيريا) لكي تجعل الرشوة باهظة التكاليف، حتى على أثرى الاثرياء .

إلا أن الامر لم يقف عند هذا الحد، بل تفشى مرض أخر في ديمقراطية أثينا لم يكن آنذاك في الحسبان هو (اليماغوغية) (Demagogy) واصطلح بأنها (حكم الغوغاء) وكان يطلق على نواب الشعب الأثيني لقب (الخطباء) وكان لخطبهم تأثير على العامة، حيث كان الخطباء أشبه بالصحف اليومية في زمننا هذا، وسنرى لا حقاً كيف كان لحكم الغوغاء أثره في سقوط أثينا .

بدأ الشك في النظام السياسي يراود حكماء أثينا حال هزيمة أثينا من إسبارطة في الحروب البلوبونيز التي إستمرت ثلاثين عاما (430 - 400 ق - م) لقد ثار المثقفون الأثنيون على الحزب الديمقراطي الحاكم، ولكن ثورتهم باءت بالفشل . قاد تلك الثورة المسلحة (كريتياس) تلميذ سقراط وعم أفلاطون. من هنا بدأت أصابع الاتهام تشير إلى سقراط .

كان سقراط شخصاً بسيطاً في معيشته، حيث جعل (الاجورا) وهي ساحة المركز في أثينا، مأوى لهُ ، فأهمل بيته وزوجته وعياله، في سبيل البحث عن الحقيقة، عن طريق منهج (الوليد) وهو توالي الأسئلة المنطقية على خصمه عن شيء قال: لا أدري. انطلقت فلسفة سقراط من الشك في كل شيء ، وتجرأ في فلسفته على الدين والدولة . كان تعدد الآلهة دين أثينا والديمقراطية نظامها السياسي ، أما هو فقد آمن بإله واحد ودعا إلى الفضيلة، فالقوانين التي تسير على هوى الغوغاء ليست كافية لردع الفساد والرذيلة .

لقد كان سقراط يؤكد أن كثيراً من الفساد والرذائل كانت تمارس بحكم القانون، وقد دعا أيضاً إلى ترك النظام الديمقراطي والاستعاضة عنه بنظام حكم النخبة من العقلاء والحكماء . من هنا رأت أثينا بقيادة الحزب الشعبي الديمقراطي إسكات كل نقد لسياسة الحكومة فحكمت على سقراط بالموت .

بعد موت أستاذه ومعلمه سقراط، ساح أفلاطون في الارض غربا ثم شرقا، طالباً المزيد من الحكمة والمعرفة . كتب أفلاطون كتابه في السياسة الذي اشتهر بعنوان (جمهورية أفلاطون) ذلك الكتاب الذي سطر فيه أراءه السياسية، صرح فيه بأكثر من موضع بديمقراطية النخبة، تلك النخبة قوامها الحكماء ومتعلمو فنون القيادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويشترط أفلاطون في ما يشترط وجوب بلوغ المرشح سن الثلاثين، والافصاح عن ذمته المالية، وألا يكون من طبقة التجار (إن الذين يشغلهم جمع المال والسعي وراء الثروة لا يصلحون لحكم الدولة) أو قادةالجيوش، (فربما يستخدم جيشه ويقيم حكومة عسكرية ديكتاتورية) .

لم يكن هذا الرأي الأخير رأي أفلاطون وحده، بل شاركه في هذا الاتجاه كثيرون، منهم زينفون مؤرخ تلك الفترة .

كانت هزيمة أثينا في الحروب البلوبونيزية أمام إسبارطة، ثم اضطرارها للدخول في تحالف عسكري معها ضد الزحف الفارسي، سبباً في ضعف الدولتين . وبرغم تقهقر الفرس واندحارهم، فإن كلتا الدولتين عانت رهقاً من اوضاعها الاقتصادية. لم تعِ أثينا الخطر الداهم حولها، فقد كان فليب المقدوني يراقب الأ حداث عن كثب . كان الأثينيون يرون المقدونيين برابرة بدائيين، ويحتقرونهم باحتقار ديكتاتورية ، حكم فليب عليهم، ففي كل محفل وفي كل مؤتمر تعلو أصوات خطباء أثينا بالشتائم ضد نظام الطاقية الرجعي، كان فليب صبوراً ضد خطب ديموسيثنيس النارية، وكان حراكه سرياً عندما دس جواسيسه في المدن اليونانية لشراء أصوات وذمم العامة والخاصة، السياسيين وقادة الجند، بحيث شكل قوة سياسية له من مواطني أثينا تدعو إلى التحالف مع مقدونيا .

اضطر ديوسثنيس تحت صغط الجمعية العامة (إكليسيا) أن يكون ضمن وفد التفاوض الذاهب الى مقدونيا لعقد أتفاق مع ملكها فليب . كان الوفد مؤلفا من عشرة خطباء، وصلوا إلى بللا Pella عاصمة مقدونيا، واستُقبلوا بالحفاوة والترحاب . وقد لاحظ ديموسثنيس أن الخطاب السياسي لرفاقه قد تغير، لقد أصبحوا أقوى دعاة التفاهم مع مقدونيا، فاتهمهم بالفساد وتلقي الرشوة من العدو . غير أن ديموسثنيس لم يكن فوق الشبهات، فقد أقترح ارسال وفد إلى كسرى الفرس أردشير الثالث لكي يطلب منه عقد حلف ثنائي مع أثينا . لكن فليب كان أسرع، إذ عقد معاهدة صداقة وعدم اعتداء مع الفرس،  وحسم فليب المقدوني الأمر حين شن هجومه على أثينا في معركة خيرونيا Chaeronea ، فأصبح بعدها زعيماً لبلاد الإغريق . بعد ذلك، ليس بغريب أن يختار فليب لتربية ابنه الإسكندر أعظم فلاسفة العصر أنذاك، تلميذ أفلاطون، أرسطو طاليس الذي كانت أخلاقه الأرستقراطية كفيلة بأن تجعله مؤدباً لأبناء الملوك .

لم يكن أرسطو موحداً كأستاذه بل كان وثنياً، كما لم يكن من دعاة الديمقراطية بأي شكل من أشكالها، فعيشته جعلته يرى في الدكتاتورية واقع حال لا بد من المصالحة معها .

والقضية المُلحة التي أطرحها على هذه الموقع هي: هل الديمقراطية أفضل نظام للحُكم ؟ وإذا كان الجواب (نعم) فهل تُمارس بإطلاقها حتى تحت حُكم الأغلبية من الغوغاء، أم تكون على حسب ما يراها سقراط ديمقراطية مقيدة، وحسب رأي أفلاطون ديمقراطية النخبة؟ أم هل يا ترى يكون النظام الفردي (الأوتوقراطي) هو الأفضل، أو بين هذا وذاك ؟ . 

لست صاحب الموضوع وأنما أعتبرهُ أثراء للموقع ..... بن مهاه .



الجمعة، 5 سبتمبر 2014

رمنسيات وخواطر 15

140 . التنقل كالنحلة بين الازهار ..... ستنسيكِ زهرتكِ الاولى ورحيق عسلكِ الاول ..... عدم الاستقرار رعونة أم عقاب ؟

141 . في عتمة الاشياء ..... بربوع أبوظبي ..... بجزرها بشواطيها ..... بطبيعة مناطقها الخلابة ..... لكم اشتقت لكِ وللقياكِ ..... هل نلتقي على أحد شواطئها؟ ..... شروق الشمس بأبوظبي يختلف معكِ .

142 . قالت ..... أحب أن أشرد ..... الى ظفرتها بعشقي ..... والى عينيها السود حباً ..... وعلى شاطئها أنثر شعري ..... الاسود ..... وقالت إن عرفتني يحق لك أن تقبلني .

143 . أكملت .... لنبني عريشاً ..... نعم، عود بي الى تلك الايام ..... ذلك الزمن ..... أأتني بتلك البرائة .....بشجر اللوز والسدر ..... عد لي وجوهً أفتقدها .

144 . هل عرفت أي أبوظبي ..... أقصد؟ ...... استفيقي حبيبتي ..... لا الايام تبقى ولا العمر يعود ..... أحضنيني لنستمر ..... ونبقى يداً بيد ..... كرري معي وصرخي أحُبكَ .

145 . تنهدت وعبست ..... وبتسمت ..... كلما مر ببالي ...... وأنا صغيرة ...... أراك تناظرني وتبتسم ..... وترسل قُبلة بالهواء ..... أستقبلت سبعون قُبلة منك .

146 . كبرنا وكبرت تلك القُبل ..... وتوقفنا عن ارسالها بالهواء ..... بل وضعناها بأطارها الصحيح ..... لا الايام ولا العوائق حرمتني ..... لقياك ..... هل ظهرت خيوط الصباح ؟

147 . أنتِ الارض .... ولكِ زهوها ..... وأن كبرتِ يطيبُ هواكِ ..... زمن يقرأ الان تناسى بأنكِ أبوظبي ...... لا شوك بها ..... بل يخطفني وردها وودها ...... حبيبتي .

148 . عجزت الكلمات عن وصفكِ ..... ببيت قصيد ..... وحاولت نثراً ..... لأوفيكِ حقكِ ...... جمال جسمكِ وتضاريسكِ جعلت منكِ تلك ..... العروس ...... هل أستمر ؟

149 . احداهن قالت لي ..... يومنا خميس ...... واخجل أن أطلب ...... ولكن ..... هل لك أن تلعب دور العريس .

بن مهاه .