الخميس، 28 مارس 2013


First Published: 2012-08-06
الإمارات بألف خير... كفاكم حقدا
 
على الذين تحركهم أصابع خارجية ليعملوا على تفتيت الوطن بحجة إنشاء حزب، أن يردوا على تساؤلاتي البسيطة: ماذا ينقصكم وتريدون الوصول إليه؟
 
ميدل ايست أونلاين
بقلم: محمد بن مهاه المزروعي
وصلني بالامس ايميل من أحد الاصدقاء يتساءل عن اي حزب انا انتمي اليه؟ فاجئني هذا السؤال! لماذا؟ هل نحن بأميركا أو سويسرا؟ هل أحد الخيارات مثلا حزب العمال البريطاني؟ سبب ورود هذه الدول على بالي لانها دول ديمقراطية ومن مئات السنين. وتساؤلي هو كناية عن عدم اعترافي بأحزاب الدول العربية ان كانت فعلاً احزاب او جماعات. انها عصابات المفلسين بالأرض. لماذا المفلسون بالارض؟ لان القاعدة تقول عندما تكون اموالك كثيرة ودخلك كبيرا، تكون خارج دائرة البحث عن الثراء، او بمعنى أخر أنت لا تحتاج للاخرين. اما المفلس فهو فقط من يسعى خلف الاخرين للبحث عن الدعم وبأي صورة كانت، وخصوصاً الدعم الخارجي من تلك الدول المصدرة للافكار المريضة. هم إذا مفلسون بالارض ويسيل لعابهم لدعم بالدولارات من الخارج.
يحتوي أيميل صديقي هذا على رابط. وبهذا الرابط مقال لاحد كتابنا الإماراتيين الوطنيين. تفاجأت بأن موضوع المقال يتحدث عن مجموعة تسعى لانشاء حزب أماراتي وتحت أسم حزب الامة. مرة أخرى إذا نعود الى جماعة المفلسين بالارض التي تأثرت بالربيع العربي او بربيع الفوضى العربية! لماذا الفوضى العربية؟ فقط انتظروا سنتين لتروا ما أقصده.
بدأ الأمر في تونس. ويحاول البعض أن يقول أن تونس استقرت، ربما لعدم علمه بتهميش الاكثرية هناك. فما لازالت الاوضاع غير مستقرة. وأقول ثانية انتظروا سنتين.
نعود الى الدولة الثانية وهي ليبيا. الاغتيالات في كل مكان. الاغتصاب والسرقات والاختطافات والهجوم على المنازل الامنة. والتفجيرات هي الاخرى لا ترحم. والجماعات المطالبة بالمفقودين تتربص بالشخصيات الجديدة. والثوار الذين حرروا ليبيا هم ايضاً يطالبوا بالفرص وبالمناصب وبأجزاء من كعكة الربيع وثماره. اذاً دخلت ليبيا في فوضى ليس لها قرار او نهاية. وانتظروا سنتين لتعرفوا.
لنذهب الى ام الدنيا ووعودها الحزبية او المفلسين بالارض، ديونها الداخلية بمئات المليارات من الجنيهات المصرية، والخارجية بالمليارات الدولارية. عدد كبير من مواطني الشعب المصري يسكن المقابر. ستحتاج مصر الى سنوات ضوئية للتخلص من ديونها، ويكون بإمكانها ارسال مريض الى دولة غربية للعلاج. وانتظروا سنتين لنتلمس ردات افعال الاحزاب العلمانية وغيرها من الجماعات الاخرى سوى كانت مسيحية او غيرها، علماً بأن الشعب المصري لا ينسى طبيعة الاحزاب المتدينة والفوضوية والمفلسة ذات الطابع الاجرامي،على مختلف انواعها، ولديه خبرات في ذلك، ومنها على سبيل المثال جماعات عبود الزمر التي تدعي الاسلام وتكفر المجتمع وتعتمد الاغتيالات كحلول. هل نسي المصريون إغنيال السادات؟ هل سينسون اغتيال رئيس مجلس الشعب أو الإمام الذهبي. أهذه هي الأحزاب التي يرتجى من خلالها الديمقراطية؟
مصر الحبيبة موضوعها يطول، لهذا دعونا دعونا نذهب الى اليمن السعيد (وانا أشكك بكلمة السعيد هذه). أتتنا الأخبار بأن الربيع العربي قد وصل الى اليمن السعيد. وانا هنا استحلف الجميع بالله: ما نوع هذا الربيع؟ الاغتيالات بشكل يومي. القاعدة تحتل مدنا بكاملها. والتحزب بكل فريق ومنطقة. سؤالي: هل هذا سلوك أحزاب وجماعات ام سلوك عصابات؟ ركزوا معي رجاءً، القاعدة من جهة ونزف الارواح والدماء، ونبتة القات وتخدير الشعب ونزف الاقتصاد بسببها وادخال الشعب بمرض التوحد بسبب هذه النبتة الفتاكة. ديون بحجم جبال اليمن. ولازال اليمن السعيد يبحث عن شيء اسمه ديمقراطية! وكل فرد يمني يحمل كلاشنكوف وجنبية ومسدسا ونفسية متعكرة الى ابعد الحدود. إنها ديمقراطية الفوضى تضرب اطنابها ثانية. واكرر أنتظروا سنتين لتعرفوا ماهية الفوضى وماهية الحرمان، وعن اي ديمقراطية وحقوق وانصاف تتحدثون؟
سوريا وربيع المشمش هي الأخرى! ثلاثون الف قتلوا ومليون هجروا. نعم خنق الاسد حياة السوريين. ولكن الفوضى جعلت سوريا تعود مائة سنة إلى الوراء. هذه وهي دولة محدودة الامكانيات بالأصل. انتظروها بعد الربيع العربي الفوضوي. ها هي تهدم كل شيء فيها وهي فقيرة، وخربت البنية التحتية وهي فقيرة، تهالك جيشها على شعبها وهي فقيرة، وبعد انحسار فوضى الربيع العربي ستأتي فوضى الديمقراطية العلوية والسنية والتركمانية والمسيحية. ربما ستقول أن النتيجة تمر عبر التفاهم. ربما هو تفاهم المحاصصات الحزبية العراقية وديمقراطية سلاسل التفجير اليومية والموت المتواصل. العراق الغني ببتروله يجد نفسه نهبا للفوضى والفقر. ثمة من يتباكى على صدام ويتمنى لهُ العودة من قبره ليعود العراق كما كان ولكن هيهات؟ ها هي إيران تأخذ النصف والاكراد يأخذون الثلث ويكونون دولة ذات سيادة. وما تبقى هو منطقة لرمي المخلفات فقط.
هذه الديمقراطية العربية التي ترجون.
نعم هل هذه هي الديمقراطية التي ترجون؟ هل هذه الحزبية التي ترغبون؟ هل هذا الربيع الذي تنتظرون ثماره؟ هل شعب الامارات ساذج الى درجة الاستماع لكم يا حزب الامة المفلس؟ حاشا لله، من الذي غرر بكم؟ ومن الذي يسير بكم الى التهلكة؟ اعطوني دليلا واحدا رجاءً يجعلني اصدق بأن حزبكم سيعلم ابنائي ويجعلهم في مصاف خبراء العالم يا أيتها الجماعات الأسلامية ويا أيتها الجماعات الأخوانية المتحزبة ويا جماعات الخرف العربي الذي لا يعرف إلا كيف يعيدنا إلى الوراء.
نحن اهل الامارات، اهل الخير واهل العلم واهل العطف واهل المحبة الملموسة كل يوم. نحن اغنى شعوب الارض. نعالج بالمجان، ونتعلم احدث علوم الدنيا بالمجان، ونحصل على منازلنا وبيوتنا وعماراتنا ومزارعنا وزواجنا بالمجان، ورواتبنا اعلى رواتب العالم وحرياتنا من ارقى الحريات ومفتوحة. نعم مفتوحة ولكن نسبية. نسبيتها لا تمس الآخرين. نحترمهم ليحترمونا، ونساعدهم ليساعدونا. منْ منكم منع من الكتابة؟ وعن الانتقاد؟ لدينا أحلى وارقى واجمل مدن العالم. هل هناك شعب تسدد قروضه البنكية التي كانت تثقل كاهله؟ هل هناك حكومة تسدد ديون مساجينها وتخرجهم من السجون وتطلق سراحهم لتلم شملهم بعوائلهم. ثلاثة أجيال اليوم تدرس بجامعات العالم، نعم بكل العالم، تستلم رواتبها بشكل شهري وتسدد فواتير تعليمها المكلفة والكبيرة. وكل ذلك بدون مقابل فهل تفهمون؟ هل تدركون أن العالم مفلس اقتصادياً ونحن ننعم بكل شيء من سفر وتجوال وشراء كل وسائل الراحة، التي نحسد عليها، ولدينا أكبر مساجد العالم واجملها، ولدينا بنية تحتية، بالاضافة الى كل ذلك لدينا مئات المليارات لضمان مستقبل الاجيال.
هل تعلمون لماذا أكرر كلمة لدينا ولدينا؟ لان والدنا خليفة واخوانه أكرم أكرماء الدنيا. انا لا اجاملهم، ولكن هم الاهل وهم الاحبة وهم الاصدقاء الصادقون عند العوز، وارجو من المولى عز وجل ان يمد هذه الاسرة الكريمة والواعية والراغية بالفهم والتواصل والجاد انك سميع حميد. نعم نحن سعداء الى أبعد ما تتخيلون، وعلى كل اماراتي ان يزور الحاكم ليتأكد بنفسه عن مصداقية قولي هذا.
نحن بالامارات بألف خير، ونعيش أحلى أيامنا. أقول لابنائنا الذين غرر بهم ان يعودوا الى الحق ويعودوا الى النعيم، وأن يبتعدوا عن التحزب والعصابات والجهل والاحقاد. عليهم عدم الانصياع للتخلف والممارسات الخاطئة، وعدم الاستماع لمصدري الاحقاد والافكار المتسرطنة. اهالكم أحوج لكم من المرشد الأعلى. بلدكم يحتاجكم فعودوا الى العقل والسعادة واهتموا بتربية ابنائكم واصنعوا منهم أجيالا نافعة لتدير دفة الوطن بالمستقبل.
نحن جميعنا وحكامنا في بيت واحد ووطن واحد، الله لا يغيره، ولسنا بحزب ولا نرغب بتسمية الحزب، لان الحزب هو التحزب والتحزب هي الجماعة المنفصلة التي تعمل منفردة وضد غيرها في كل شيء. وإذا كانت عصابات الجريمة تسطوا على المال، فأن عصابات الأحزاب تسطوا على الأوطان والأبناء.
سؤال بسيط أريد أن اسأله للمتحزبين: ما هي الاشياء التي طلبتموها ولم تصل لكم؟ الوظائف؟ لا اعتقد لانها كثيرة ومتنوعة. قسائم الاراضي؟ لا اعتقد لانها وزعت عليكم ولدرجة ان بعضكم قام ببيعها؟ السجون تم اخراجكم منها وتم تسديد ما عليكم من ديون. الرواتب تضاعفت وأكثر. المواد الغذائية توزعها الحكومة بالمجان داخل وخارج الدولة. حرية الكتابة والتعبير، لم اسمع الى اليوم عن توقيف احد الكتاب المواطنين وغيرهم عن موضوع كتبه، والدليل على ذلك كلمة نائب رئيس الدولة بأن لا يسجن الكاتب عن موضوع كتبه مهما كانت حساسيته. كل الامور تصب في صالح المواطن واكثر، اذاً ما هو المنغص الذي يجعلنا نتنكر الى كل هذا الجميل؟
اسمعوني! اذا كانت هناك اجندات خارجية، واهداف تخريبية، وتحزب لتلك الاجندات الخارجية وممارستها بالوطن، فابشروا بأننا يدً واحدة مع القيادة وسنضرب بالحديد وسنضع العراقيل وسنحمي المكتسبات الوطنية واجيال الوطن، ولن نرحم كل الخونة الذين ليس لهم هم الا اغتصاب الاوطان وتخريبها واستيراد الافاعي وسمومها.
لن أكرر كلمة أن الوطن خط أحمر، لانها تكررت كثيراً، ولكن الوطن شرف والوطن تهون لهُ الارواح. لعلكم فهمتم. فالعقل نعمة، وما أحلاها من نعمة.
محمد بن مهاه المزروعي
كاتب من الإمارات