الأحد، 17 فبراير 2013

أيامهم في عام 2047 و قصة قصيرة !! .

حمد يرتد الثوب ذو اللون الابيض الناصع والقبعة الزرقاء، جالس بقرب الطاولة بمقهى باليوا New day cafe ، بينما (اليازية) ذات العدسات اللاصقة الرمادية كان قد مضى على جلوسها عشرون دقيقة .
قال حمد: أعتقد بأنني تأخرت عليك وارجوك ان تقبلي اعتذاري، واسف لانك كنت بنتظاري Sorry سيارتي غرزت .
اليازية: ولا يهمك ..... توني وصلت ، قبلك بدقيقتان، لقد طلبت عصير ويني ويني الذيذ ليكسر حدة سخونة وحرارة ليوا بداية شهر July .
حمد : ادري ، سخونة الجو مرتفعة باليوا، ولكن جيد .... جيد أنتِ لا تكثري من الخروج مثلي ، هل لي بعصير مماثل لعصيرك؟ وهل طلبتي أيضاً قطعة Eclair لذيذ مع العصير، الجو خانق، هل ابدو حزيناً؟..... اليازية نعم، تبدو كذلك.... ولماذا...؟
حمد : أه .... لقد تحطمت.... انا في حال سيئة.... اليازية: عسى ماشر؟! ... شكلك يخوف،،،، مريض، ومع ذلك جئت لتراني... كان يجب الا تفعل ذلك، كنت قد وجدت لك عذراً، اتخيل كيف قطعت كل هذه المسافات وانت في هذه الحالة الصعبة .
حمد : هذه حالتي في اي مكان اكون فيه ستكون هي هي  هكذا  كل الامكنة متشابهة، ما أحس به اليوم ... اخ .... انا مصدوم كلياً .
اليازية : لماذا؟ ... هذا فظيع، لماذ يا حمد يا مسكين؟ ،،،، أكيد ضربة شمس ليوا ونت تحفر تحت تواير سيارتك لمغرزة .
حمد : ضربة شمس......؟! أتمنى أن تكون ضربة شمس وليتها ضربة شمس... واتمنى ان تكون كل ما اعانيه، أمس كنت معزوم عند عند جراننا بمناسبة خطوبة بنتهم صديقتنا (سلامة)، اكلت الكثير وسهرنا الى الصباح، وارجو ان لا تتعود ساعتي البيولوجية على هذا التوقيت السيء، يالها من ليلة ويالها من امسية .
اليازية : أضن بأنك ستقضي كل وقتك بمكتبك بجانب المجلس لتعمل اليوم، لقد أخبرتني بأنك ستعمل كل ليلة هذا الاسبوع .
حمد : أجل، أعرف ، لقد اخافتني فكرة ذهابي الى تلك الاعزومة، لقد تقابلت مع (مريم) التي أكملت الحفلة مع مجموعة صديقات للاحتفال بطريقتهن مع سلامة بمناسبة خطوبتها، والتقيت هناك من يعرفك !
اليازية : من صدقك؟،،،، رجل ام أمرأة؟!...... حمد : الله عليها...... (عفراء)،،، لماذا لم يحدثني عنها احد من قبل....؟ هذه اسميها بنت من فصيلة الغزلان...... يالجمالها !!
اليازية : أحقاً ؟؟ هذا مضحك، لم ألتق بأحدهم يوماً ما قال عنها ما قلته، وصفت بأن مظهرها جميل وحسن، هذا اذا لم تستعمل الكثير من المكياج، لكنني لم اسمع من قال بأن هناك من تتمتع بهذا القدر من الجمال المتميز .
حمد : غاوية وجميلة، هذا اصدق وصف لها، يالعينيها الواسعتين والسودوين وبدون عدسات لاصقة، فعلاً جميلتين !
اليازية : أحقاً ...؟! لم ألاحظ ذلك من قبل، ولكي أكون صادقة معك، فأنني لم التقيها منذ فترة طويلة، أحياناً يتغير الناس .
حمد : لقد أخبرتني بأنها كانت تذهب معك الى المدرسة بأبوظبي ...... اليازية : حسناً لقد ذهبنا معاً الى مدرسة الخنساء نفسها، حدث أنني قد التحقت بالمدرسة الحكومية (الخنساء) لانها بقرب وبجوار منزلنا مباشرة، والدتي لم توافق على مرافقتي للسائق يومياً الى مدارس أخرى، كانت تسبقني بصفوف عدة، سنها أكبر من سني.
حمد : قال، كنت اطلب منها ان ترقص واردد ارقصي، او تنعش، واردد عليها اعملي هكذا وهكذا (تذكرو نحن في 2047). لقد كانت حفلة صاخبة .
اليازية : لقد خرجت للرقص أنا وصديقاتي أيضاً، البارحة، (محمد بن مهاه) وأنا، لقد دعاني للرقص مرات عدة، هو راقص بارع، يا ايلهي! عدت الى المنزل في وقت متأخر عند الفجر ، لم أنتبه للوقت الا ابدو متعبة.....؟؟
حمد : أنت في حال جيدة .
اليازية : (بن مهاه) مجنون ..... قال لي الكثير ومما حدثني به انني أملك عينين جميلتين، وطوال الوقت وهو يمدح  جاذبيتهما حتى أنني لم أدر الى أين أنظر، لقد تأثرت كثيراً، وخجلت، ظننت ان كل من في القاعة يحدقون بي، احمرت وجنتاي خجلاً ، عيناي جميلتان؟.... هو مجنون؟؟ .... اليس كذلك؟ .
حمد : هو شخص جيد ، وهذه (عفراء الجميلة) تلقت الكثير من العروض عارضة ازياء او ممثلة، قلت لها لماذا لا تقبلين تلك العروض؟ وكان جوابها بأن العروض لم ترق لها . وكان بجانبنا خلفان في العام المنصرم، صاحب ماركة خلفانوف للازياء الشهيرة، التي يشارك بها المشاهير من عارضي الازياء، وكان لديه الكثير من وسائل التأثير، واصر بعنف الا ان ارافقه في تلك الامسية لمشاهدة تلك العروض بقاعة نجوم المشاهير باليوا، كانت عروض ازياء خيالية والمدعوين تقريباً كل رجالات وعوائل السلك الدبلوماسي، والادارات العليا للفنادق ، وطبعاً اغلب عوائل المجتمع المهتمين بهذه المناسبات، وعرض علي مشاركته بالعمل .
قال حمد: عفراء تلقت الملايين من العروض المغرية، شجعتها على القبول، هي تتلقى هذه العروض بستمرار.
اليازية : حقاً.... أسمع.... هنالك ما أريد سؤالك عنه، هل هاتفتني ليلة أمس... في أي وقت؟
حمد : أنا ... لا... لم أهاتفك....... اليازية : بينما كنت خارج المنزل، أخبرتني والدتي بأن صوت رجل واصل مهاتفتي، والسؤال عني، اعتقدت أنه أنت، تُرى من يكون، لا بد وانني اعرفه ...أجل...أجل .
حمد : لا ، لم أهاتفك، لم ابصر هاتفاً ليلة أمس، كان رأسي يؤلمني، هاتفتني صديقتنا فاطمة في حوالي العاشرة وقالت انها في حال جيدة.
اليازية : شيء سيء ان ارى فتاة فقدت وعيها، هذا الاحساس يخصني .
حمد : هل أجتازت المحنة وكانت في صحية جيدة . الصباح التالي، هناك هناك فتاة، أنتِ ، ماذا تفعلين؟ لا أريد المزيد من العصير ، أنا لست واحداً من ذويقة هذا النوع من العصير، وكابينات هذا المقهى تزعجني، انظري الى كل هؤلاء الكهول، مشهدهم يقودك للجنون .
اليازية : بالطبع..... هذا ما سيكون عليه تفكيرك اذا ما فضلت الوجود في مكان اخر، مع من تحب من الحلوين، أنا متأكدة أنني لا أستطيع تجاوز فكرتي هذه، يا اله! هناك العديد من الاشخاص يتوقون لاصطحابي لمشاركتهم أحتساء انواع العصير، الكثير من الشباب .
حمد : حسناً..... حسناً..... أنا هنا، اليس كذلك؟ ركزي معي . .... اليازية : أستطيع أن اقضي هذا النهار  في أحصائهم .
حمد : أنشاء الله ..... ما الشيء الذي يدفعنا للشجار الان ؟!!
اليازية : يا ألهي .... ليس من أختصاصي ما تفعله، ولكنني لا أتحمل رؤيتك وفي رفقتك اولئك الاشخاص السيؤون .
حمد : لا تقلقي لاْجلي ، سأكون بخير، اسمعي لاتقلقي لاجلي .
اليازية : فقط أنا لا أحب رؤيتك متعلقاً بمثل هذه الترهات والمشاكل، السهر طوال الليل ثم معاناة صداع في الصباح .. أخ .. لقد نسيت انه مريض ، كم أنا لئيمة ! أليس كذلك...؟! حال سيئة.... ياللمسكين كيف يشعر الان .
حمد : أنا في حال جيدة، هل تبتقين شيء أخر؟! لماذا لا نطلب الفاتورة الان؟ أريد القيام باجراء مكالمة قبل الخامسة .
اليازية : أحقاً ....؟!  تهاتف (عفراء) .
حمد : قالت انها ستكون موجودة في مثل هذا الوقت .
اليازية : ستراها الليلة.....؟!
حمد : ستخبرني في أي وقت أهاتفها، فهي مشغولة، أجندتها تحتوي الكثير الكثير من المواعيد والعزائم .
اليازية : كنت... أتساءل فقط..... يا الهي! يجب أن اذهب... سأتناول طعام العشاء مع (علي)، هو مجنون جداً لابد أنه ينتظرني هناك الان ، لقد هاتفني مئات المرات اليوم .
حمد : أنتظري حتى أدفع قيمة الفاتورة وساصطحبك الى الباص (الحافلة) .
اليازية : اوه... لا تزعج نفسك، موقف الحافلات هناك عند الناصية، حان وقت ذهابي، أفترض أنك لن تهاتف رفاقك من هنا .
حمد : يالها من فكرة، هل أنت في حال جيدة؟ متأكدة من ذلك؟...... اليازية : بالتأكيد . بانشغال بينما التقطت حقيبتها وتركت مقعدها، نهض حمد ببطء، وحين وقفت الى جواره ، قالت : متى أراك مرة اخرى....؟
حمد : سأهاتفك... أنا مشغول جداً هذه الايام ، سأقول لكِ . ماذا سأفعل.... سأهاتفك .
اليازية : بصدق، أنا أيضاً مشغولة، وليس لدي وقت، لكنك ستهاتفني، أليس كذلك؟.... حمد : سأفعل اعتني بنفسك .
اليازية : وأنت ستعتني بنفسك، أتمنى لك الصحة الجيدة ..... حمد : أنا على ما يرام، بدأت الان العودة الى الحياة .
اليازية : أرجوك أخبرني عن مشاعرك، ستفعل ذلك بالتأكيد... والان وداعاً، أتمنى لك قضاء وقت ممتع الليلة .
حمد : شكراً، وأنا اتمنى لك قضاء وقت ممتع وشيق مع ربعك واصدقاءك .
اليازية : انزين سأفعل ذلك... اوه .... بقيت انسى مشكور على العصير، كان لذيذ ووايد طيب بصحبتك .... حمد : كوني ذاتك.
اليازية : أنا اعرف نفسي وسأكون كذلك، لا تنسى مُهاتفتي، ستفعل  با تتصل بي؟ هو ساكت! هي الى اللقاء .
حمد : وداعاً .
اليازية : وعبرت وحيدة بين الممر والطاولات المقهى مشتتة التفكير .
بن مهاه