الأحد، 4 نوفمبر 2012

تجربة اب في تربية الاطفال بعد وفاة ومغادرة والدتهم (الزوجة) - وبعض النصائح .

هم خمسة أطفال ثلاثة اولاد وبنتان، واربعة منهم تحت العاشرة من العمر والاخير لم يكمل عامه الاول عند وفاة الام، ويستحيل تقبلهم لاي انسان أخر لرعايتهم اليومية في ذلك العمر او السن، وبعد مرور شهر على فقدان الام تصعبت الامور لدرجة لا يحسد عليها الاب ، وكان الاب يعتقد بأن باقي افراد الاسرة او العائلة الكبيرة من طرف الاب او من طرف الام، واعدادهم كبيرة لله الحمد، ولكن للاسف الكل منشغل، والكل مصدوم والكل متفاجيء بقوة الصدمة، ولكن دون مد يد العون في المساعدة بالتربية والمساهمة مع الاب بصفتهم الاعمام والاخوال، وقد تكون لديهم ظروفهم ايضاً .

والحل الوحيد هو تضحية الاب بوظيفته ومغادرة المركز والمستقبل لمصلحة الاطفال، وعليه تحول هذا الاب الى المعلم والاب والصديق ووظف كل خبراتة الحياتية في تربية هذه المجموعة من الاطفال، خوفاً على سير التعليم الاكاديمي، وخوفاً على مستقبلهم من ان يتأثر بأي شيء لم يتوقعه في طريق هذه التضحية الكبيرة والخطيرة، ومرت احدى عشر سنة على فقدان الام وهاهم الاطفال اليوم بالجامعات وبدرجات تعليمية متقدمة بمباركة الرب سبحانه، والابن الكبير فيهم تخرج من كلية الشيخ خليفة للطيران بمرتبة الشرف والاول على الكلية وحصولة على سيف الشرف وبدرجات متقدمه جديدة (كطيار حربي) ويردد بأن هذا اقل ما افعله لوطني الحبيب .

عموماً دعونا نعود الى اسلوب التربية الايجابي الذي اعتمده الاب في تربية اليتامى .

قد نكون في هذه المنطقة المضطربة من العالم أحوج الناس الى تعليم أولادنا الايجابية، فهي مسألة تساعدهم أينما حلوا على مواجهة صعوباتهم في الدراسة والعمل، نحن أعتدنا أن نعلمهم النظام والسلوك الحسن ولكن ليس التفاؤل، وقد يتساءل البعض من أين يأتي الاب الوحيد بهذا وهم يرزحون تحت هموم وشجون، ومع هذا، انسوا انفسكم قليلاً وفكروا بهم. غيروا من أجلهم.

انا هنا اشجع الاهل على ان يكونوا  قدوة لاولادهم في الايجابية، لاْنها مفتاح المستقبل الناجح ، فلا يظهروا دائماً عبوسين لاْن المزاج الحسن مسألة تنتقل بالعدوى، وحتى ان كانوا يتعرضون للمشاكل فليحاولوا أن لا يبدوا عصبية تجاه الاولاد أو تجهماً أمامهم، وليحذروا من أن يسمع الاطفال مشاكلهم لاْن هذا سيجعلهم مهمومين بدورهم، ومن المبكر أن نعرضهم لحقيقة أن الحياة صعبة .

قد يجلس الولد أمام التلفاز ويسمع عن الحروب وسقوط الطائرات وكل مايوقع ضحايا، ومن الحسن في حال سأل لماذا يحدث هذا، أن نلفت نظره الى ان الدنيا ليست كلها كوارث بل هناك أيضاً أناس يساعدون الاخرين ويقدمون وقتاً وجهداً من أجلهم، وأن الحياة بدون ان نتعاون لا قيمة لها .

عودوا الاولاد أن يروا المناظر الجميلة والمشاهد الجميلة ودلوهم عليها خلال تنقلكم وتجوالكم، الزهور ،، الحيوانات،، الحدائق وزراعتها مع بعضهم بعض بالنخل و الزهور والانتظار والصبر الى ان تكبر ونحن نغذيها بالحب المتواصل .

وفي حال مرت العائلة بمناسبة حزينة، لا تنكفئوا على أنفسكم وتتركوا جو الحزن يسيطر على الاولاد، فيقبع كل في زاويته. اجلسوا معاً وحاولوا أن تلهوهم بشيء ما ، وهذا صعب جداً كما نعلم، ولكن جربوا، وفي حال كان الطفل منزعجاً لسبب يخصه حاولوا ان تحكوا لهُ حكاية أو تضحكوه، وان كان بعمر يناسب السينما اذهبوا لتشاهدوا معه فيلماً مضحكاً. هكذا يتعلم الاولاد أن لا يتركوا الغم يغرقهم وأن يخرجوا الاحزان شيئاً فشيئاً .

يمكن لكل اب ان يجعل بيته مساحة من الجو المريح فينعكس هذا على الجميع، النور من الخارج مهم جداً، أي عدم اسدال الستائر طوال الوقت، الازهار بالمزهريات والالوان المفرحة، كلها تساهم في احياء هذه الاجواء .

عندما يسود الاحباط، يميل الانسان الى التقوقع على ذاته، والامتناع عن الكلام ، وكلما أنغلقنا على ذاتنا كلما ازددنا كأبة. لذا شجعوا الولد والبنت على التكلم فيما يزعجهم، فقد يكون مصدر ازعاجهم في المدرسة، حاولوا أن تعرفوا هل هم غاضبون من احد ما أو غيورون من أحد ما،؟ وجربوا أن تذكروهم بأن المدرسة نشاطات حيوية أيضاً واصدقاء وليس مشاكل فقط .

ان كان بيتكم مفتوحاً للحياة الاجتماعية، سيكون الجو على الارجح حيوياً ومسلياً، وهذا مفيد للمعنويات، فشئنا ام ابينا، العلاقات الاجتماعية تلهينا عما بنا، لذا انتقوا اصدقاءكم بعناية ليكون اللقاء مريحاً وتنعكس اجواؤه على البيت .

لاتعاملوا اولادكم وكأنهم في ثكنة عسكرية، فتلاحقوا كل حركة يقومون بها ، ولا تعطوا ملاحظات طوال الوقت من نوع لا تأكل هذا فتسمن، لا تلعب لكي لاتتسخ ثيابك!، فيحس الولد وكأنه تحت المراقبة طوال الوقت، ويقمع عفويته فلا يحاول استكشاف الاشياء، اتركوه على سجيته من حين الى أخر، خصوصاً عندما تخرجون الى الطبيعة والاسواق .

هذه قصتي مع ابنائي،،،،،،،، بن مهاه ،، وهذا يكفيني فخراً بهم  وتقبلوا كل تحياتي الصادقة .

السبت، 3 نوفمبر 2012

القوة النسائية والمراكز الاولى للمرأة

أحد المواضيع المختبي بين اوراقي منذ زمن طويل، وبحثت عنه الى ان وجدته .

طلاق السيدة سيسيليا أخيراً من سركوزي رئيس فرنسا السابق، يعود الى انها رفضت أن تعيش في ظل زوجها اللعوب (سركوزي) .

وكان يقال قديماً أن وراء كل رجل عظيم أمرأة، والبعض كان يفسر هذا القول بأنه تقدير لدور المرأة، في الواقع، فان المعنى الحقيقي لهذا القول هو أن مكان المرأة مع الرجل هو أن تكون وراءه اي في الظل!
والتاريخ حافل بأسماء النساء اللاتي برزن في الحياة على انهن في (المكان الاول) امثال حتشبسوت وكليوبترا وشجرة الدر في مصر، بمختلف عهودها، ومدام كوري في العلوم، ولكننا لانعرف تماماً الظروف الفعلية التي حكمت فيها هاتيك النسوة وهل كن يملكن بالفعل الكلمة الاولى والنهائية. وفي حالة مدام كوري، قال احدهم ان شهرة مدام كوري تعود الى أن السيد كوري لم يرو قصته !، فاعداء المرأة يريدون ان ينكروا عليها حتى الجهد العلمي والابداع الذاتي الذي لا مجال لانكاره! .

وفي عصرنا الحديث، استطاعت المرأة بالفعل أن تحتل المكانة الاولى في عالم الرجال، كالسيدة ثاتشر في بريطانيا، التي لايقتصر دورها على زعامتها لبلدها، بل يعزى اليها تغيير المسار الاقتصادي والسياسي في العالم الغربي كله بالعودة الى الرأسمالية بلا حدود والتي يطلق عليها البعض الرأسمالية المتوحشة. فبصمات ثاتشر واضحة، بكل اظافرها، في العالم الغربي اليوم، خاصة بعد أن تبنى الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغن (تعاليم) السيدة ثاتشر بتحديد دور الدولة واطلق شعار الاقتصاد الغربي هذه الايام (الحكومة الكبيرة شيء سيء!) فدور الدولة يقتصر على التنظيم او  ما يشبه دور رجل المرور في مدينة مزدحمة . كذلك شهدنا ونشهد هذه الايام الدور الريادي للمرأة في العالم الاسلامي وبقية العالم الذي لايقل اهمية عن الادوار التي لعبتها المرأة بالعالم الغربي، ولا ننسى الدور الذي لعبته السيدة الراحلة غاندي في الهند وبقية الزعيمات اللاتي حكمن بنغلاديش في السنوات الاخيرة، والسيدة ميركل المستشارة الالمانية التي تقوم بدور السياسي الحاكم الاول في بلدها . وهناك امثلة أخرى .

كذلك فاننا نشهد حالياً المحاولة الجدية للسيدة كلينتون للفوز بأحد مقاعد الكونجريس ووزيرة الخارجية ببلدها، وفي هذه الاونه نحن هنا بالامارات نشهد تطورات كبيرة للعب المرأة لدورها، اليوم هناك وزيرات ونسبة لابأس بها بالمجلس الوطني ، ولدينا بالامارات اتحادات نسائية كاملة ومتكاملة، ومرؤسة من قبل ام الامارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الامارات)، وهي من القلائل اللاتي حصلن على الاوسمة والشهادات للنجاحات المستمرة العالمية في ادوارها الانسانية على مستوى العالم .

ولكن المرأة بالعالم العربي التي حققت تقدماً كبيراً عن السابق لايزال امامها طريق طويل، حتى ان احد احلامنا التي لم تتحقق بعد في بعض اقطارنا ان ان تسافر بدون زوجها او بدون اذنه الذي يجب ان تعرضه على الشرطة في المطار، او ان يسمح لها أن تقود سيارتها ولو أنها (قد تسوق زوجها أحياناً كثيرة!) .

بن مهاه .