السبت، 22 مارس 2014

تأخير و وردة و درجة ...... قصة قصيرة جداً

صباح يوم الاحد الماضي هو يوم بداية الاسبوع العملي والرسمي لدينا هنا بأبوظبي والامارات ..... اما أنا فذهبت الى عملي ومكتبي متأخرة الى العمل .....  لاسباب أعلم جيداً أنها لن تقنع رئيس قسمنا بالشركة ..... ماذا علي أن أعمل؟ ...... راجعت أموري ، بحثت عن أعذار لتكن حبل النجاة في داخلي وعلى موقفي البائخ هذا .

قررت أن أتقدم بعتذار ثم أشرح أسبابي ..... أسباب التأخير ..... ولكن ليس لدي اسباب اشرحها او اذكرها ......وهكذا تضاربت الافكار وتجمدت ، لدرجة أنني أعتقدت في وهلة بأنني طفلة بريئة لا تقوى على هذه المسئوليات والمكاتب والارتباط بالعمل وزملاء العمل و رؤساء الدوائر والاقسام، واللف والدوران .... انا لم اخلق لهكذا مواقف او حياة صعبة ..... ولكن ماذا افعل وحال العائلة صعب بدون راتبي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع .

وفي تلك الاثناء كنت اسير بخطواتي المترددة بجانب جدار حديقة الخالدية بأبوظبي الحبيبة ..... بسبب وجود سكني مع عائلتي بجانب حديقة الخالدية، او منطقة خزان المياة تسمى زمان .... تماماً على بداية الشارع الموازي لشارع الخليج العربي ..... ذكرتني كل تلك الزهور بحديقة الخالدية وعبق شذاها وانا في طريقي الى العمل، وفي نفس الوقت مشغولة البال في البحث عن سبب مقنع لتأخري .

وانا اسير راودتني فكرة جهنمية ومن المؤكد بأنها ستنقذني، هناك مجموعة محلات تجارية مختلفة، ومن تلك المحلات هناك محل للزهور ابتعت منه وردة واحدة فقط، جميلة تلك الوردة ..... لن أذكر لونها لكم ..... ولكن ارجو ان تفي بالغرض وتحل مشكلة تأخري البائخ والمحرج ، عموماً وجود تلك الوردة بيدي ازاح كل ذلك التوتر والخوف من داخلي، وقلت أكيد سأتي بالاسباب المقنعة في وقتها أمام رئيس القسم .... وكوني يا شيخة واثقة من نفسكِ، وفجأة أرتفع صعوداً مؤشر الثقة والتفاءل لدي ولن يخونني ابداً .

وهناك مكتبة صغيرة قبل شركتنا او مقر عملي تبيع الجرائد والكتب وبعض الخرائط السياحية للاجانب، شقيقي قبل اسبوع كان قد طلب شراء مجموعة أقلام باركر لهُ، هو يثق بتلك الاقلام الباركر ذات الخط الجميل، والذي يفضلها على الماركات الكبيرة والعالمية والتي أغلبها يخونك بالكتابة ، سريع الجفاف والتوقف او العكس يسيل الحبر ويضيع عليك تلك اللحظة في متعة الكتابة ..... عموماً عندما التفتت الى الصحف والجرائد اليومية شدني ذلك العنوان بأحدى الجرائد الاماراتية الانجليزية، والتي أتت على موضوع متعلق بنشاط شركتنا المتخصصة في المناقصات العالمية للمشاريع البترولية، وهي تعتبر ذراع لادنوك كباقي الشركات الاخرى التابعة لها أيضاً ، ولم اتردد في شرائها، وتوجهت الى عملي بأسرع ما يمكن لمعرفتي السابقة بأهمية الموضوع .

وقلت هيا يا شيخة ضعي تلك الابتسامة الجميلة على وجهك وتشجعي وكوني واثقة في هذا الصباح الجميل ، وعند دخولي القسم توجهت الى مكتبي مباشرة وانا اصبح على الجميع بالخير بذلك الغطاء الجميل وهي أبتسامتي ..... وجمعت كل اوراقي وتلك المعاملات المؤجلة من الاسبوع الفائت والتي تحتاج الى توقيع وعتماد مدير القسم، وأثناء أنشغالي بترتيب تلك المعاملات كنت احس واتلمس تلك النظرات المندهشة من جميع الزملاء بالمكتب والمتسائلة عن هذا التأخير الغير مبرر والغير لاءق لبنت تعمل بهكذا شركة شبه حكومية أن تتأخر وبدون سبب! ولكن حقيقةً لا الومهم اذا أنا نفسي اعاقب نفسي على هذا التأخير واحساسي بالذنب حطم اقدامي الكبير والمعروف .

ولكن يا شيخة ألتزمي الهدووء ليتسنى لكِ التفكير وبشكل واثق، هيا لملمي كل تلك الاوراق والمعاملات وتجهي الى مكتب مدير القسم، ولا تنسي الوردة ولا الابتسامة، تلفت الى داخل المكتب الخاص بالسيد أبو أحمد ..... صباح الخير يا بو أحمد ..... أبو أحمد منشغل بأحدى المكالمات المهمة وبعض الاوراق المربوطة بموضوع المكالمة، من المؤكد في خصوص المشروع البترولي والشركات المتقدمة للمناقصات ..... أبو أحمد يتكلم وهو رافع يده لي، كأشارة أنتظار، يعني أنتظري قليلاً الى أن انتهي من هذه المكالمة رجاءً .

هممت بوضع تلك الجريدة الانجليزية التي أتت على خبر المنشأت البترولية التي تعنى بها شركتنا ذات الاختصاص والمناقصات المستمرة والتي نرفعها الى جميع تلك الشركات العالمية والمتعاونة معنا منذ عشرات السنين، واشرت بالقلم تجاه الموضوع المذكور بالجريدة الانجليزية ذاتها، ووضعت جميع المعاملات المحتاجة الى توقيعه وأخيراً وضعت وردتي الجميلة فوق المعاملة او ملفات المعاملات ..... وهو لا يزال يتحدث ومن خلال حديثه عرفت بأن الادارة العليا تتوقع نزول الخبر بالجرائد بعد أيام ..... وليس بهذه السرعة ..... فرفعت الجريدة الانجليزية واشرت برأس قلمي الى ذلك الخبر او خبر المناقصة الكبيرة والعالمية ..... وعندما ركز أبو أحمد على عنوان الخبر نهض واقفاً ويردد ..... أنت تأمر يا بو علي ..... عطني دقائق .... أنا قادم الى مكتبك بالبشرى ..... نعم نعم لدي مفاجأة لك ..... مع السلامة يا بو علي .

ممتاز ممتاز يا شيخة هذه المتابعة من طرفكِ ...... أنتِ فعلاً منقذة وذكية في نفس الوقت.

نظر الى الوردة ..... يسعد صباحكِ يا شيخة ..... أنا أعرف بأنكِ متأخرة اليوم عن العمل نصف ساعة !!   لا يا بو أحمد ...... هل يتأخر من يثابر ومن يتابع أهم الامور ...... أنا عرفت بأن موضوع المناقصة هو الشاغل الرئيسي لك وللادارة العليا .... لذلك قررت الوصول لاحدى وسائل الاعلام ..... وللاسف كل جرائدنا وصحفنا العربية لم تأتي على الخبر اليوم .....أما الانجليزية فغلبتها وهاهي أمامك يا بو أحمد ..... أنا صراحة لا أعرف كيف أشكرك يا شيخة على كل هذا الاهتمام والمجهود ..... ولكن قولي لي عن قصة هذه الوردة الجميلة ؟

أنتِ تعرفين يا شيخة بأن لدي زوجتان وليست لدي النية أن اتزوج الثالثة ...... لا لا يا بو أحمد لا تفهمها بهذا المعنى ..... الوردة حقيقةً أجمل بمكتبك، وارجو أن تضعها بكأس ماء لتكون أكثر جمالاً ...... لديك ويزورك الكثير من مندوبين تلك الشركات العالمية .... وهم يعلمون قيمة الوردة وشكلها بالكأس وتعكس أنطباع أيجابي عن صاحبها ..... وسترى تأثيرها اليوم عليك وعلى الجو العام حولك بالاضافة للقوة الايجابية ستعم القسم يا بو أحمد ..... وارجو لك التوفيق ...... وغادرت مكتب أبو أحمد شيخة متجهة الى مكتبها مع تلك الابتسامة المتفائلة .

وتجه مسرعاً أبو أحمد الى مكتب السي أي أو ، او الرئيس التنفيذي للشركة أبو علي والجريدة الانجليزية بيده ..... دخل أبو أحمد على أبو علي بعد أن رمق السكرتيرة الشقراء (كاثي) بنظرة وبتسامة .

أنا لدي موظفين لا تفوتهم الاخبار وخصوصاً أخبارنا بالخارج يا بو علي ..... أنت وأنا كنا نتوقعها بعد ثلاثة أيام .... ولكن موظفي دائرتي المتفانين في تخصصاتهم والملمين بأهمية أنشطت هذه الشركة تجاه الحكومة ومشاريعها الجبارة والاستراتيجية أتونا بالاخبار اليوم بعد البحث المستمر من قبل الانسة شيخة ..... وانا الذي كنت اعتقد بأنها متأخرة عن العمل ..... مسكينة كانت تعمل أكثر من البقية بكثير، عموماً اليوم نحن عرفنا بأن موضوع المناقصة قد وصل الى الشركات المقصودة والرأي العام الاقتصادي العالمي، ممتاز يا بو أحمد ..... وارجو منك ان تستمر في المتابعة والنشاط وتزويدي أول بأول عن ردات الفعل العالمية ...... أنتم الدائرة المعنية بالمتابعة والتسويق .

يا بو أحمد ..... أنا أعرفك بأنك غير مشترك بهذه الجريدة الانجليزية ..... ولست من الذين يقراءون الجرائد الانجليزية ...... علماً بأنك متخرج من ارقى الجامعات الامريكية.... ولكن قل لي من هو من موظفيك أتاك بالخبر حقيقةً ؟  الانسة شيخة ..... وهي متابعة جيدة لامور الشركة وهتماماتها .. يقول أبو أحمد .

علينا دعم هذه الاهتمامات وهذه العناصر المواطنة الشابة والواعدة بشتى الطرق ..... لحظة دعني أرى ملف الانسة شيخة على السيستم لدينا ..... هي في الدرجة التاسعة بسلم الوظائف ..... ويكمل ... أرجوك يا بو أحمد أن توصي راشد بشؤون الموظفين لدينا بالشركة ان يصرفوا لها الدرجة العاشرة أعتباراً من يوم غد ، بمناسبة أجتهادها وتفانيها بالعمل ..... يرد أبو أحمد الف شكر لك يا بو علي على هذا الدعم المتواصل والملموس من الجميع، ونؤكد لك بأن الجميع يداري المسئوليات المترتبة عليهم .

أبو أحمد يعود لمكتبه مبتسم وفرح كاعادته عندما تكون هناك مناسبات سعيدة ..... يرفع سماعة الهاتف ويتصل بشيخة ..... يا شيخة عندي لكِ خبر سعيد ..... ولكن بنهاية العمل سأخبركِ به ..... وبعد خروج الموظفين لا تخرجين معهم ...... تأخري قليلاً ..... ولا تخبري أحداً بالموضوع يا شيخة .... وارجو أن يكون سراً بيننا !!

شيخة بدى الفأر يلعب بعبها ..... ماذا يريد ؟! ........ أتأخر ! ولا أخبر أحداً !  ولا أخرج مع الجميع !  وسيقابلني بعد ساعات العمل !!  ويرجو أن يكون الموضوع سراً !!! ...... ولماذا قلبي ينبض بهذه السرعة ؟! ..... وهل أنا أدخل مرحلة الهلع الان ؟ ...... وكل دقيقة تمر تتوتر شيخة ..... وتقول بينها وبين نفسها هل اتظاهر بأني نسيت وأغادر مع الجميع ..... لماذا كل هذا الظن السيء في بو أحمد وهو رئيس قسمنا ..... وشخصية أمينة ولم نلاحظ عليه شيء يجعلنا نحكم عليه بالسوء .

وقبل أنتهاء ساعة العمل بنصف ساعة طلبها بو أحمد بمكتبه وزف عليها الخبر السعيد .... بأنه تقرر صرف درجة لها من رئيس الشركة بو علي بمناسبة أجتهادها بالعمل ..... ويقول أبو أحمد وهو سعيد ومبتسم أنتِ تستاهلين يا شيخة كل خير .

تردد في داخلها شيخة ..... أنا أعلم بأن هذا من ربي العلي القدير .... ويعلمني عز وجل بأن أحترم عملي وساعاته وبأن الوصول والارتقاء بالعمل هو يتوقف على الجد والعمل والمثابرة ..... وليس بالتقاعس والكسل ..... وبأن الامور ليست معقدة كما يتخيل لي .... بل هي في غاية البساطة، وما علينا نحن البشر هو بذل القليل من المجهود .

كم أنت كريم يا رب واوعدك بأنني لن اتخاذل يوماً ما حييت، واحترم وظيفتي ..... نعم فهمتها يا ربي القدير .... هي كانت أشارة منك جل جلالك يا كريم .

وفرحة شيخة تواصلت بالمنزل مع جميع افراد أسرتها وعلى رأسهم الوالدة والارملة والتي بذلت كل غالي ورخيص في الاهتمام بأطفالها بعد موت أبيهم ...... شيخة لديها اربع أخوات (شقيقات) ..... اما الدرجة التي حصلت عليها فهي فاصل كبير بين الموظفين والمدراء، وتبقى درجة لتصل الى مستوى القريب من المدراء، عموماً هذه الدرجة تضيف 33% زيادة بالمرتب الشهري .

وبهذه المناسبة دعت كل شقيقاتها للغداء غداً يوم الجمعة بالماكدونلدز وبعده حضور أحد الافلام الجديد أعتقد كان (الجاذبية) او The Gravity  ....... تمت

بن مهاه المزروعي 











الخميس، 20 مارس 2014

رومنسيات وخواطر ... 10

87 . الطريق يطول بدونكِ ..... ولا يقصر ألا بوجودكِ .... حياتي .

88 . هل نُفرح الحب؟ ...... ونجعلهُ يُغرد ؟ ...... اذاً دعيه يتخللكِ ويبقى يطير ويغرد ومعها سيفرحُ .

89 . عندما نحب ...... فأننا ننشد الهدووء والسكينة ..... اذاً هو المفتاح ..... الحب .

90 . رفيقتي كنتِ ...... ورفيقتي ألان ....... وحياتي غداً .

91 . ستفقدينني أن حاولتِ ...... أمتلاكِ ..... فقط حبيني وعشقيني ومتلكيني ..... بتلك اللحظة فقط .

92 . في كل ليلةٍ لكِ بيت ...... قصيد ...... فهل أستمريتِ في زياراتي ؟ ....... لنكمل القصيدة .

93 . تتلاشى كل الصور ...... أن لم تحتوي ...... شفتيكِ ...... وعينيكِ .

94 . لا أنتِ شمعةً .... ولا  وردةٍ ...... كلها تنطفي وتموتُ ......بل أنتِ الشمس التي لا تنطفي ولا تموت ...... تحيينني وتحيين كل الدنيا معي ...... بنوركِ .... بحبكِ .

95 . يجف حبر قلمي ...... أن لم يكن الموضوع ...... يشير اليكِ .

96 . أحلامي فيكِ لا تحتاج ...... الى خارطة تقودني او بوصلة تدلني ...... الى مناطقكِ التي تدعوني لزيارتها ....... حقيقةً .. استحليت طريقها .

بن مهاه

الاثنين، 17 مارس 2014

محاشي ميرة ...... قصة قصيرة

أبو ميرة من كبار مقاولين البلد ، شركة مقاولات أبوميرة أنشأت عدة مشاريع مثل الفلل و البنايات والمدارس والمباني الحكومية تحت الارض وفوقها ، مرت سنين على هذه الشركة وهي تساهم في التطوير والنهضة العمرانية بالبلد .

أم ميرة : يا أبوميرة انا اعلم بأن الخير كثير وأعلم بأن المصاريف كثيرة أيضاً ..... ارجوك أن تفهمني، عليك ببناء وديعة مالية تضمن بها مستقبلك البعيد .... وأنا غير مرتاحة لشريكك أبو الوليد هذا وادارته للحسابات البنكية للشركة .... التجارة والاعمال بالمقاولات خطرة ومقامرة .

أبو مير: يا أم ميرة دعك من كل هذه الافكار .... شريكي أبو الوليد معي منذ عشر سنوات ، وهو يدير الحسابات البنكية بسبب تلك المصاريف العمالية والمواد والوقود ووضع برامج لسداد بعض التسهيلات ومتابعة الدفعات من مالية الحكومة وغيرها الكثير، وأنا كما تعلمين يا أم ميرة كبرت بالعمر ، والمسألة تحتاج الى تركيز وجري متواصل .

أم ميرة: عموماً أنت خذ بالك منهم ، هذه اموال وملايين وهناك مشاريع يجب ان تكتمل، والمشاريع الكبيرة تؤثر عليها الاخطاء الحسابية التقييمية..... ولكن انا مصرة بأنني غير مرتاحة لشريكك هذا أبوالوليد..... كن حذر..... وحاول أن تعتمد شركة محايدة للحسابات لمعرفة الداخل والخارج...... لتعرف ماذا فعلاً يحث.

لا يا أم ميرة ..... أبو الوليد صديق قبل ان يكون شريك، وبيني وبينه خبز وملح ولا اعقد ان يتركني او يخونني .

أم ميرة: نعم بينك وبينه الشيء الكثير ...... مثل السهر وبنات الليل وبول الشيطان الي تتجرعونه بأخر الليل الى الفجر ....... انا فعلاً خايفة عليك يا بو ميرة .

الشريك أبوالوليد : يا بوميرة مشروع العيادات الطبية بعد ما رست مناقصته علينا بالقيمة التي تقدمنا بها وهي 86 مليون درهم للعيادتين ..... تبين لنا بأن المحاسب الجديد أخطأ خطا فادح، لدينا فرق بالتقييم بحدود ال 16 مليون درهم، ونحن كما تعلم يا ابومير شغالين بدعم البنك لنا يعني عن طريق التسهيلات البنكية ، ولا توجد ودائع تدعمنا، وخسارة 16 مليون تكسر الظهر .

ابوميرة : يا ابوالوليد أنت المسؤول عن الحسبة والمحاسبة، وأنت الذي يدير الحسابات البنكية لكل تلك السنوات الطويلة والتي مرت، والان عليك حلها بأي طريقة وتخليصنا من هذه المشكلة او (الورطة) .... يا سبحان الله كأنها تعلم أم ميرة ، يردد في خاطره ابو ميرة .

أبو الوليد : طيب عطني فرصة ثلاثة أيام لاصل الى بعض الحلول .

أبو الوليد : يتصل بأم الوليد ..... أم الوليد كيف الحال؟ كله تمام يا ابو الوليد .... لا انا أقصد اديش هلا قيمة الوديعة تبعنا بالخارج؟ ......ام الوليد : يا حبيبي هلا تقريباً في حدود 130 مليون درهم حسب أخر استيتمنت ...... ولكن لشو هذا السؤال؟!! ..... ابو الوليد صاحبنا هذا ابوميرة الظاهر أنو ختير او تأثر من مشروب الخمر ..... ولدي أحساس بأنو بيشك بي .

أم الوليد : انا لو ما بعرفك بشك فيك!! أنت بتهبر هبر من هذا المغفل والمتخلف، الي ما بيحب الا البنات بالشقة تبعو .... ها ها ها بيسميها (الوكر) .

بعد ثلاثة أيام : ابو الوليد: يا ابوميرة عندي الحل لمشروع العيادات ..... نرهن الفيلا تبعك مقابل 15 مليون ..... وبنتلاعب وبنغير بالمواصفات .

أبو ميرة: كيف نعملها والاستشاري بيتابعنا يومياً ؟!

أبو الوليد :  ما تخاف يا بوميرة، أنت وفرلي نصف مليون درهم وانا بتعامل مع الاستشاري .... يعني بدهن سيرو .... زي ما بتقولوا انتوا .... وبعدها ستكون امورنا طيبة .

ابو ميرة : من وين أأتيلك بنصف مليون؟! ...... انا مديون ولا تتوفر الاموال لدي .

ابو الوليد : يا بوميرة بيع السيارات ..... الرولزريز والمرسيدس .... الى ان ننتهي من المشروع ..... كلها 12 شهراً فقط وبعدها قد تتوفر السيولة لدينا من الدفعة المالية الاخيرة للمشروع .

ابو ميرة : تعتقد هذا هو الحل ؟ اذاً اعمل اوراق التنازل للسيارات وارسل السائق لأخذ السيارات من كراج المنزل وبيعهن .

ابو الوليد : مبتسم ..... ما فيه الا هيك يا صديقي ويا حبيبي .....اتصل ابو الوليد بأحد معارض السيارات التي يتعامل معها والخاص بأحد اصدقائه ..... الو عبدو .... بدياك تقيم هذه السيارات ..... عبدو الثنتين؟ ...... نعم الثنتين ...... معرضنا فيه يدفعلك هلا  وبمليون ومائتين الف درهم الان ...... ابو الوليد ممتاز .... وهذا التنازل .....أكتبوا الشيك بأسمي ..... بعد ان وضع ابو الوليد الشيك بجيبه ...... يا عبدو اعملي فاتورة بأربعمائة الف درهم فقط ..... 
بعد يومين ..... ابو الوليد لابوميرة ..... مبروك السيارات بعناهن بأربعمائة الف درهم ..... بعد مروري على عشرة معارض هذا اعلى سعر وجده ..... ابوميرة الله يوفقك يا ابوالوليد ...... ابو الوليد ما تشيل هم يا ابوميرة انا سأتفاوض مع الاستشاري وادهن سيروه في حدود اربعمائة الف .

ابو الوليد : يطلب أجتماع مع احد مهندسي الاستشاري بالموقع ليكون هو المتابع لمشروع العيادات مقابل 5000 درهم كل شهر من ابو الوليد ...... يعني 60 الف درهم سنوياً لكل مدة المشروع ..... وابو الوليد يفكر في كل هذه المبالغ التي سترحل الى الوديعة بالخارج .... ولا تزال الابتسامة على وجهه .

ابوميرة يتعرض لمرض ويدخل المستشفى ..... وقررت اللجنة الطبية بأنه يعاني من امراض كثيرة .... ومنها السكري، وضعف الكلى، ورتفاع الضغط، وتبين لديه بداية سرطان بالقولون بسبب  الخمر .

البنك بعد اربعة ايام يطلب نسخة من دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع (مشروع العيادات) الذي سيمول من نفس البنك قبل وصول الدفعات ، حسب مراحل الانجاز للمشروع .

البنك بعد اربعة أيام يرد على ابو الوليد ..... ستكون لديكم خسائر في حدود 20 - 25 مليون درهم في مشروع العيادات ..... ابو الوليد : لا لا لا اتركوا الموضوع علي انا دبرت الموضوع مع الاستشاري، ولن تكون هناك خسائر .

البنك : هذا الكلام لا يُقبل بالبنوك يا ابوالوليد ..... الان عليكم زيادة الضمان بما يعادل 40 مليون درهم للموافقة على تمويلكم بمشروع العيادات ...... والا ستكون هناك غرامة ال 10% في حالة عدم شروعكم بالمشروع حسب شروط المناقصة .

ابو الوليد : سنرد عليكم بعد أسبوع ..... الى الان هو لا يعلم بأن أبو ميرة دخل المستشفى في حالة خطيرة ..... ابوميرة هاتفه مغلق!!!! ..... أتصل بأم ميرة ..... مرحبا ام ميرة ، وينو البطل ابوميرة؟ ...... يا ابو الوليد أنت ما تعلم بأن ابو ميرة ادخلوه المستشفى ..... وتبين عنده أكثر من عشرة أمراض .... واولها السرطان!!

ابو الوليد يتصل بأم الوليد ..... عندك اسبوع زمان بتضبضبي اقراضكِ .... وتبيعي كل شيء عندك ، وكل الاثاث وكل هداياكِ ، والكهربائيات والسيارة!!

أم الوليد: شو ساير ؟!! أبو الوليد شو ما سمعتي؟ انو ابوميرة دخل المستشفى .... باقولك عندك أسبوع  يا الله بدنا انفل خارج الدولة ...... وكمان حسابات الشركة مكشوفة بأربعين مليون درهم وبدون ضمانات .

بعد شهرين: هرب ابو الوليد الى خارج الدولة ..... ابوميرة تم ارساله الى المانيا للعلاج، وبعد مرور  اربعة شهورعاد بالسلامة ابوميرة من العلاج بنصف صحته .

ابوميرة: يسأل ام ميرة.... هل اتصل ابو الوليد؟ لا لم يتصل احد .... وسمعنا بأن أبو الوليدهرب خارج الدولة..... ولكن أتصل مندوب البنك قبل شهرين .... واخبرناه بأنك بالخارج للعلاج .

بالصباحالتالي ذهب ابوميرة الى البنكلمقابلة مدير الائتمان لمعرفة المستجدات.

البنك: يا بوميرة الحكومة طلبت تسييل الضمان لل 10%  الخاص بالمناقصة لعجز الشركة عن التنفيذ، وقيمة المناقصة كانت 86 مليون درهم..... وال 10% تعادل 8,6 مليون درهم وتم سحبها من البنك  ..... والان مجموع المديونيات المترتبة عليك أنت بصفتك مالك الشركة وكفيلها، وأيضاً مديونية ابو الوليد الشخصية في حدود 2 مليون درهم .... المهم يا بوميرة مجموع المديونيات المباشرة وغير المباشرة هي في حدود 55 مليون درهم .

والضمانات المتوفرة هي عبارة عن اسهم في حدود 8 مليون درهم ... ورهن عقاري لتلك البناية الصغيرة وقيمتها اليوم بالسوق تعادل 9 مليوندرهم..... ارجوكم ضيفوا عليها الفيلا الخاصة بيوالكبيرة (منزل العائلة)..... البنك وتلك الفيلا قد تساوي 18 مليون درهم .... يعني كل ما لديك يقدر ب 35 مليون درهم ..... وسيتبقى عليك للبنك 15 مليون مع الفوائد التي ستترتب عليها بالمستقبل ان كان هناك تأخير .

ابو ميرة للبنك : ارجوكم الاسراع في بيع كل تلك الاسهم والعقارات ومن ضمنها منزل العائلة ..... اليوم قبل غداً لنتخلص ونتحاشى الفوائد .

بعد يومين اتصل البنك بأبوميرة ! لدينا مشتري واحد لكل الموجودات لديك ب 36 مليون درهم .

ابو ميرة : توكلوا على الله وبيعوا ...... كل شيء

بعد ثلاثة اشهور انتقل ابوميرة الى مشاركة شقيقه سيف بمنزله..... بعد ان عرف سيف اوضاع شقيقه ابوميرة، رحب سيف بأخيه المكسور والمديون والمريض .... بأن يضمه بمنزله الى ان يشاء الله ....... الشقيق سيف هو مطلق بسبب عدم مقدرته للانجاب وابوميرة ليست معه الا ابنته ميرة التي بمستوى تعليمي جامعي اول سنة .

الكل يتحاشى مناقشة كل تلك الامورمع ابوميرة خوفاً على صحته وخوفاً من ارتفاع ضغطه .

بعد مرور شهر ابوميرة لشقيقه سيف ....انا لا اعرف كيف اشكرك لستضافتي وعائلتي بمنزلك ..... سيف افا عليك يا أخي .... منزلي هو منزلك .... ولا تحمل هم من هذه الناحية ...... ولكنماذا ستفعل بباقي المديونية؟ ال 15 مليون درهم وأنت لا تملك شيء ابداً ؟!!

ابو ميرة: لا أعلم ماذا سأفعل ..... والادوية التي أخذها لا تجعلني أفكر بالحلول يا أخي سيف !!

سيف: عندي رأي .... سنكتب طلب مساعدة وسترحام للمعوزين والمكسورين والمفلسين والمديونيين ونرفعه للديوان ..... ما هو رأيك يا ابوميرة ؟

أبو ميرة : رأيي هو رأيك يا سيف .

هناك يا بوميرة لجان تأسست بأمر سمو رئيس الدولة لمساعدة منهم في حالتك .

والحين يا بو ميرة قم نتقدا من هذا النيسر والبدح (أسماك) مع سلطة لرويد تضبط مع الشيلاني والدهنة الطيبة .

اليوم التالي عملوا الكتاب وشرحوا بالكتاب كل القصة وارسلوه للديوان ..... وبعد شهر أتصل أحد أعضاء تلك اللجنة من الديوان بالبنك يستفسر ويطلب شهادة بباقي المديونية المترتبة على ابوميرة ...... وبعد اسبوع طلبوا مقابلة البنك في هذا الخصوص ..... لقد اتتنا الاوامر السامية لمساعدة ابوميرة في هذه المديونية ..... وعضوا على البنك سداد 10 مليون درهم في حالة تنازل البنك عن جزء مما سيتبقى ..... طلب البنك 3 أيام لمراجعة الادارة العليا في هذا الخصوص ...... وفعلاً تنازل البنك عن 3,5 مليون درهم .... وتم الاتفاق على ذلك وايضاً تجمد أي ارباح او فوائد مستقبلية على بوميرة ..... سيتبقى 1,5 مليون بدون فوائد مستقبلية .

وصل الخبر الى بوميرة عض على شفته السفلى ورفع يديه الى الله يشكره ويشكر كل من سهلها عليه   ودمعت عينيه وهو يرتجف قليلاً ويعلم بقوة الله المتواجدة أينما طلبها العبد .

سيف يشرح لابوميرة : انا على يغين بأن شريكك ابوالوليد هرب بجميع الارباح التي عملتها الشركة .... وهم هكذا مع جميع شركائهم المواطنين .... ولو سألت كل او اغلب التجار لأكدوا هذا الكلام .....بدايتهم جميلة عندما لا يملكون شيء ... وحين تكون حساباتهم بالخارج ممتلئة بالملايين التي سطوا عليها دون وجه حق من داخل تلك الشركات ..... وانا لا استبعد ا، ابو الوليد فعل نفس الشيء معك .... وما يدعم هذا الكلام هو هروبه الى خارج الدولة ..... بعد ان تأكد بأنك مرضت وادخلوك المستشفى وان هناك بدايات سرطانية ..... وكل هذا يعني شيء واحد لابو الوليد  هو انك ستموت لا محالة .
سيف : ولكن هناك طريقة تنفيذية قانونية دولية للالقاء القبض عليه وتجميد كل حساباته بالخارج ، ولكنها تستغرق بعض الوقت وقد تطول الاجراءات بها ، وانا لدي معارفي في كل الجهات الحكومية ..... وسنتابعها خطوة بخطوة .... وبدايتها هي رفع قضية قانونية محلية وبعد كسبها نبدأ بالاجراءات في المتابعة الدولية .

استقرت عائلة ابوميرة بمنزل العم سيف .

ميرة : تحدث والدتها :  ما هو مصيرنا الان ؟ ..... هل سنبقى هكذا بمنزل عمي سيف ؟ ..... ام ميرة : نعم يا ابنتي العزيزة ، عمك سيف حلف بالله لوالدك بأن يعتبر هذا المنزل هو منزله وان لا يحمل أي هم لا حاضراً ولا مستقبلاً ابداً .

ميرة : ولكن هناك مديونية مترتبة على الوالد في حدود 1,5 مليون ونصف درهم ..... نشكر الله بأنها بدون فوائد حسب الاتفاقية وتوجيهات الديوان للبنك تقول ام ميرة .

ميرة : أنا لدي مشروع مربح وبدون مخاطر ..... ولكن يحتاج رأس مال في حدود 250 الف درهم فقط .

الوالدة : أين ستذهبين عن والدكِ .... والتجارات الخاسرة هي دائماً رفيقتكم ..... انتهينا من الاب والان اتتنا ابنته بمشاريعها !!!

ميرة : يا والدتي الحبيبة .... لا تحكمي علي وانتظري قليلاً .... مشروعي هو طبيخ .... يعني أكل والبشر مجبورة تأكل عندما تجوع ....هيه ما شألله عليكِ ! وماذا ستطبخين لهم ؟!

ميرة : كما تعلمين أنا متخصصة في طبخ وعمل المحاشي التي طورتها .... أم ميرة تضحك لعدة دقائق متواصلة ..... ووصلت ضحكاتها الى سمع بوميرة و العم سيف بالمجلس .

أم ميرة : تعالي معي للمجلس ... سنناقش الموضوع معهم ..... ابوميرة خير انشألله .... نسمع ضحكاتكم ..... اضحكونا معكم ..... ام ميرة ...بنتك يا بو ميرة لديها مشروع تجاري .... وهو عباره عن مطبخ لعمل المحاشي ...... وتقول بأنه مربح جداً ..... ابوميرة : انا احترم الافكار التجارية لدى الشباب ..... هاه هاتي ما عندكِ يا ميرة وسمعينا ..... لعلنا نستفيد ونخرج من الازمات المتتالية .

ميرة : ارجوكم انا جادة في مشروعي المستقبلي ..... ولا تقللوا من أفكاري رجاءً ..... هناك مديونية مترتبه علينا جميعاً .... وليس على الوالد لوحده ..... وأنا أتخذت قرار في تغطية هذه المديونية من خلال مشروعي هذا .

طيب ما هو مشروعكِ هذا ؟ يتسأل بوميرة وعمها سيف .

ميرة : مشروعي عبارة عن مطبخ صغير جداً بالبداية مع مجموعة برادات او ثلاجات وثلاثة طباخات غاز كبيرة ..... انا متخصصة في طبخ وعمل المحاشي بأنواعها ، ومن خلال البحث الذي قمت به عبر غوغل فقط هنا بأبوظبي تبين لي بأن الطلبات كبيرة والمناسبات كبيرة جداً ..... والطلب على المحاشي المختلفة لا يتصوره عقل .... المنازل تطلب والفنادق تطلب والاعراس تطلب والشركات بمناسبات عدة تطلب بوفيهات من المحاشي المختلفة .... بمعية التبولة والسلطات ..... وانا لدي لمسات عجيبة  وعتبرها سر المهنة ..... يعني من يأكل ورق العنب والكوسا والبذنجان والملفوف وغيرها من صنع يدي .... سينسى طبخ أمه ولن يتجراء بالشراء من مكان أخر ..... وأوعدكم بذلك .

وما احتاجه هو مطبخ خارجي وعدد 2 كرفانات لسكن الخادمات والطباخات فقط ..... لحظة احتاج لفان صغير (سيارة توزيع) للتوصيل ..... ان توفرت كل هذه الاشياء لن احتاج ل 250 الف درهم .... سأحتاج فقط للبداية 50 الف درهم  ..... أنا جاده ولا تبتسمون !! ..... كأنكم متفاجئين .

العم سيف : فالكِ طيب يا بنتي ميرة ..... انا كما تعلمين بنيت هذا المنزل الكبير والملاحق الخارجية كثيرة وكبيرة .... هناك مطبخ لا يستعمل وهناك غرف ومستودع كبير ايضاً لا يستعمل ..... وعليكِ بهم ... تصرفي كما تشائين يا ميرة .

والفان مع السائق و ال 50 الف درهم في الطريق اليكِ .... ونحن يا ميرة فريق واحد معكِ ..... وتوكلي على الله ، اهدافكِ سليمة وشريفة ..... لله الحمد والله يوفقها يارب .

بعد ثلاث شهور لدى ميرة اربع طباخات .... وموقع الكتروني على الشبكة تحت عنوان واسم (محاشي ميرة)  والاعلانات على الفيس بوك والواتس اب واللانستغرام ..... وقليلاً قليلاً تنتشر محاشي ميرة بتلك اللامسات الذيذة بألاضافات السرية .... كالنار في الهشيم للذويقة ومتخصصي المحاشي منهم الطباخين ومدراء الفنادق الدوليين وغيرهم  .

بعد مرور ستة شهور اجتمعت العائلة بمجلس المنزل .... ابوميرة : ما هي الاخبار يا أبنتي ميرة ؟ ..... لا يوجد تاجر الا ولديه بعض المشاكل او العوائق .

ميرة : أنتم تتحاشون السؤال الرئيسي : وهو ما هي ارباحكِ بعد مرور ستة شهور على محاشي ميرة ..... ابشركم أول ستة شهور ارباحنا الصافية هي 400 الف درهم ، وتم تحويلها الى المديونية بشكل مائة الف كل دفعة ..... ولكن ارهقتنا الطلبيات المتزايدة والمتكررة ..... سأحتاج الى توسعة المطبخ الى أخر جدار المنزل ، في حدود 40 متراً ، وايضاً زيادة الطباخات الى 12 طباخة لمواكبة الطلبيات المتزايدة بشكل عجيب .

ابوميرة : توقف عن الحديث ومتلاءت عيناه بالدموع ..... وعندما لا حظوا عليه ذلك لم يتمالك نفسه وفرط في موجة بكاء هستيري شديد وهو يحتضن ميرة ...... ولم يتمالك الجميع انفسهم وفرطوا بالبكاء هم ايضاً ..... اما عمها سيف خرج الى خارج المجلس وجلس على الدرج الخارجي يبكي هو ايضاً من فرط التفاعل والتأثر .

ميرة : عموماً ..... بنهاية الستة شهور القادمة بأذن الله سأنتهي من المديونية .... بسبب التوسعة الكبيرة في (محاشي ميرة) ..... وهناك مشروع جديد ومصاحب لمحاشي ميرة .... وهو (الكب كيك) او الجيل الجديد من (الكب كيك) بنكهات متنوعة وممزوجة ..... وهذا المشروع سيكون رافد ومغطي لجميع المصاريف .... اما محاشي ميرة دخله موجه لسداد المديونية التي واجب علينا سدادها .

سيف : يا بو ميرة يقول المحامي بأننا كسبنا القضية التي رفعناها على ابو الوليد ..... وطلبت من المحامي ان يترجمها الى اللغة الانجليزية (القضية مع الحكم) استعداداً للخطوة التالية وهي المطالبة عبر الانتربول بألقاء القبض على ابو الوليد والحجز على جميع حساباته وممتلكاته الثابتة والمنقولة .

وتحتاج أيضاً لمدة ليست بالقصيرة ..... ولكن من خلال شباب الامن و تواصلهم مع مكاتب الانتربول بالداخل و خارج الدولة سنتمكن من الوصول اليه ..... والان فكر في صحتك ولا تشغل بالك ...... انا من خلال علاقاتي مع الجميع اوعدك بأننا سنتمكن منه .... وسنستعيد كل تلك الاموال ...... فقط أطمأن الان .

بعد مرور عام كامل :  ميرة تزود كل أبوظبي وبعض الامارات بأشهر واشهى محاشي وكب كيك عرفها السوق ..... وطبعاً كما وعدت ميرة أهلها بأنها ستتخلص من تلك المديونية .... فعلاً تخلصت منها في غضون سنة ونصف فقط  .... وبالاضافة لذلك افتتحت عدت محلات بالخالدية مول والمشرف مول .... وهناك فكرة افتتاح محل بأمارة الشارقة ليخدم ويزود امارة دبي وعجمان والامارات القريبة .

ميرة : تقول للاهل هناك ارباح كبيرة تصب بالحسابات بعد ان تخلصنا من المديونية ..... ماذا افعل بكل هذه الارباح والمكاسب؟! ..... أنتم شركاء مستمرين معي لهذه الاسباب سأصرف رواتب لكم شهرية من هذا الدخل الكبير ...... وماهو الرقم الذي يكفيكم كل شهر ؟

أم ميرة : انا يكفيني شوفتك وزيديها ب 5 الاف درهم اتصدق ابهن للفقراء عندما يزوروني كل صباح .

أبوميرة : انا عرفت مكاني أين .... هو بينكم ومعكم وليس لدي اي طلبات او أنشطه اقوم ابها ..... فقط في نهاية الاسبوع اذهب الى سوق السمك مع أخي سيف لتمرير الوقت ..... يعني ليست لي رغبة بأي مبالغ او راتب ..... او لحظة انا اتنازل عن راتبي لشقيقي سيف .

ميره : وانت يا عمي سيف ماذا ستفعل براتبك وكم يجب ان يكون ؟ ..... يا ابنتي ميرة انا لله الحمد في وضع جيد .... لدي بعض العقارات المؤجرة واموري طيبة ..... أقترح توفير تلك الاموال لأي تطورات مستقبلية مفاجأة لا تعلم بها .

ميرة : أنتم جميعاً تحلمون !! ...... انا درست السوق جيداً واعرف اهدافي ماهي للخمس سنوات القادمة ..... انا ابيع شيء اثمن من الذهب .... وهو الاكل الطيب ..... هل فهمتوا؟ ...... عموماً انا  سأصرف لكل منا 20 الف درهم شهرياً بالاضافة الى تغطية مصاريف المنزل والخدم وفواتيرة ..... وأنت يا عمي لك عندي هدية خاصة .... لانك أول من دعمني وشجعني .... انا لم انساها ابداً ما حييت .

ميرة : أرجوكم لم يتبقى على شهر 7 و 8 الا شهر فقط .... والحر هنا لا يطاق ..... عندي لكم مشروع سياحي .... وهو زيارة المانيا ومدينة ميونخ ..... لطيفة الجو والمناخ بالصيف ومنها نعمل بعض الفحوصات للجميع وبالاخص الوالد لنطمأن عليه ..... وارجوكم جميعاً بعدم الرفض .

العم سيف : هذه فكرة ممتازة ..... نغير جو ونستريح من تلك السنوات الثلاث العجاف ..... الجميع ..... نحن موافقين ..... ميرة ترى الابتسامة على وجه والدها .... وطمأنت بأنه في حالة مريحة ومستقرة .

مرت الايام سريعة : لامست أطارات طائرة الاتحاد مدرج مطار ميونخ الدولي .... ميرة سبق وعملت أتصالاتها مع المكتب الطبي الاماراتي بألمانيا لتزويدها بالمعلومات عن العيادات والمستشفيات المتخصصة ، واخذت عناوينها .

ميرة : اول ثلاثة أيام سنجعلها لكتشاف هذه المدينة الجميلة وحدائقها ومتاحفها وجميع المعالم .... بالاضافة الى محلاتها استراحاتها ...... وبعدها سنعمل المواعيد الطبية للجميع وليس فقط لوالدي ..... العم سيف ... ماذا تقصدين ؟! ..... ميرة أرجوك ياعمي لا تردني .... انا وعدتك بهدية خاصة ..... وتركني أكمل ما ببالي ..... أتفقنا يا ميرة .... ولا تزعلين .

الجميع يجلسون حول الطاولة بالمارينا بلاتس بأحدى المقاهي لحتساء القهوة والشاي .... وطلبت ميرة مع القهوة والشاي للجميع كب كيك .... وقالت أرجوكم أن تتذوقوا هذا الكب كيك وتعطوني رأيكم وبدون مجاملة .... شو الاحسن والالذ كيكي او كيكهم؟ .....

قاطعها والدها أبو ميرة : يا سيف ياسيف صور بالهاتف ... هل ترى ذلك الشخص مع زوجته ابو البدلة البنية ..... نعم نعم ... من هو ؟ .... هو ابو الوليد .... ماذا يفعل بألمانيا؟ .... ذهب العم سيف الى اقرب نقطة الى أين يقف ابو الوليد .... وخلفهم تقع الكنيسة وساعتها المشهورة وأخذ مجموعة لا باس بها من الصور الواضحة .... دون علم ابو الوليد .... او لم ينتبه اصلاً لنسبة كثافة السواح ..... وبعد ان عاد العم سيف من مهمة حيمس بوند هذه الى الطاولة ، اتصل بأبوظبي وبالرائد محمود ..... الرائد محمود نعم يا سيف ..... نحن بألمانيا بمدينة ميونخ الان وفي هذه اللحظة لعمل فحوصات لأبوميرة ..... وصادف ان تعرف ابوميرة على شخص مألوف الوجه له ، واكتشف بأنه ابو الوليد شريكه الهارب والمطلوب دولياً على ذمة قضيتنا ..... وقمت أنا بتصويره عن قرب كأنني اصور الكنيسة وساعتها ..... يا سلام عليك يا صديقي سيف .... هكذا أنت قصرت المدة والتعب علينا وعلى الانتربول ..... والان ارجوك ان تعمل سكان لجميع الصور وترسلها على الايميل الذي سيصلك بعد قليل كرسالة نصية على هاتفك .... اتفقنا؟ ... سيف أتفقنا ...... والان تمتعوا بوقتكم ... وسأتصل بك قريباً لاطلعك على أخر التطورات .... مع السلامة .
يا ميرة انقلي هذه الصور الى هاتفكِ وعملي ايميل على اخر ايميل وصل قبل قليل كرسالة نصية ..... وبعثي كل الصور لهم رجاءً الان الان .

بعد ثلاثة ايام : ميرة للسائق مارك فيشر .... الوالد لديه موعد فحص بالحادية عشر صباحاً ..... وعمي سيف بالوحدة ظهراً .... ولكن اشرح للطبيب كما أخبرتك ...لطبيب الوالد ولطبيب عمي سيف .... فقط اتصلي عندما تنتهي ..... اما أنا والوالدة سننزل بوسط السوق ..... ورجاءً يا سيد فيشر لا تنسى ان تتصل  OK Miss Meera .

العم سيف أكتشفوا لديه انسداد بسيط بالقنوات الخاصة بالحيوانات المنوية ، بمجاري تغذية الحيوانات المنوية ..... أتصل مارك فيشر بميرة وشرح لها الموضوع .... وقال بأن الدكتور يوصي بأجراء العملية (الجراحة الصغيرة والبسيطة) وتستغرق نصف ساعة وليس لها أي تأثير جانبي OK يا مارك أجعلوه يوقع على العملية ... وعطني اياه أكلمه .... يا عمي سيف وقع على الاوراق القادمة لك الان .... هناك جراحة صغيرة جداً وستغادر العيادة الان ..... وانت تعرف بأننا ننتظر رؤية أطفالك يا عمي سيف .... نعم نعم بأذن الله ..... وتصل بي وسنمر عليك لأخذك معنا بعد الجراحة .... اتفقنا؟ اتفقنا يا ميرة ...... لحظة الجراحة كأنها جراحة كيس دهني صغير .

أم ميرة : يا الله نزور الوالد .... الوالد ما عنده شيء فقط  فحص الدم والبول ونبض القلب والنتيجة بعد يومين  ...... وبعده  نمر على عمي سيف  .

العم سيف : خرج ليرتاح بعد العملية الصغيرة ، ونصحته ميرة أن يرتاح ليوم واحد على السرير بالفندق وان لا يتعب نفسه .... فقط لانطمأن عليه

بعد مرور اسبوع الجميع بخير وبسلامة .... وعادوا الى نفس الطاولة بالمارين بلاتس .... واحساسهم بالعافية والصحة واضح على الجميع ..... والد ميرة استعاد عافيته تماماً ..... والعم مبسوط وببتسامة خجولة .

ميرة : عندما نعود الى أبوظبي سأقدم لك ياعمي سيف هديتك الخاصة التي وعدتك بها ..... أتفقنا؟ ......أتفقنا وانا عمك .

أم ميرة : أخاف يفوتنا رطب لخلاص ولخنيزي هناك ..... وصقع بو ميرة ضاحكاً على رد أم ميرة ورغبتها بالرطب .....

ميرة : غداً هناك زيارة الى منطقة بادن بادن لزيارة متنزه كبير واحدى القلاع المشهورة .... وانا شخصياً قراءت قصة عن تلك القلعة التاريخية ، والان أرغب برؤيتها .... أعطوني رأيكم ؟ ..... نحن يايين نستمتع ونرى جوانب كثيرة من هذا البلد الجميل وطبيعته الخلابة والبراد الي يرد الروح يقول العم سيف .

العم سيف : الله يا بنتي ميرة يوفقك على قدر نيتك الطيبة ويحميك .... ويشوفلك أبن الحلال الي يستاهلك فعلاً ..... أنتِ ملاك طيب وأصيل ... ما شألله عليك .

بعد قليل رن هاتف العم سيف ..... نعم ..... أنا الرائد محمود ..... بشرني رجاءً ..... كنت على حق يا سيف .... نعم تم القاء القبض عليه (ابو الوليد) بمدينة ميونخ بألمانيا .... وسبب وجوده هناك هو تقديمه لطلبات الحصول على الجنسية الالمانية ..... تعاون معنا مكتب الانتربول هناك .... بسبب السمعة الطيبة للدولة وتعاونها مع العالم بكل جدية .... عموماً تم تجميد كل أمواله ال 70 مليون دولار ...... كم؟ كم؟ ارجوك عيد الرقم .... وكانت الشرطة الالمانية مشتبة به في بعض عمليات غسيل الاموال ..... عموماً تم ترحيلهُ الى الامارات - أبوظبي ..... والان نحن في صدد تحويل جميع تلك المبالع (الاموال) الى مصرف الامارات المركزي لتكون في ذمة قضية ابوميرة ..... والامور تسير في طريقها الصحيح ... والان استودعك الله يا صديقي .

العم سيف يقف واقفاً ويصرخ بصوت هز المارينا بلاتس بميونخ .... وأم مير ارتعبت من هذه ردة الفعل ..... وتمتمت بسم الله بسم الله .... شبلاه سيف ؟!!!!!

ابو ميرة : يردد يا ميرة اضربيها بالالة الحاسبة وشوفي كم تساوي بالدرهم ال 70 مليون دولار ..... أمرك يالوالد .... تطلع 255 مليون درهم .

ابو ميرة:  تعب السنين الطويلة التي اخاف ان اتذكرها كي لا اتعب ..... كم أنت كريم يارب .... والشكر يعود لك يا شقيقي سيف .... أنت عملت المستحيل بعد أن فقدت انا الامل  لاجلنا .... ولكن تستاهل كل خير يا أخي العزيز والغالي .

عادت المجموعة الى أبوظبي الحبيبة .

بعد أسبوع : ميرة تقول لعمها سيف .... هذه صورة الهدية التي وعدتك بها .... وهي صديقتي موزه ..... وهي متدينة ومطلقة من زوج الله يستر عليه .... كان سكير خمار ويضربها بدون سبب ..... فقط لاثبات رجولته عليها ..... عموماً هي جميلة وخريجة وبنت حلال ..... وتبحث عن الستر مع شريك الحياة الذي يقدرها ويخاف عليها ويحميها .... واوضاعها واسرتها الاقتصادية في العلالي ..... وأنا ارى بأنك أنت يا عمي سيف الانسب لها ...... وهذه هي هديتي وانت وعدتني بأن لا تردها ..... يا أبنتي ميرة هذه هدية تتخبى بالقلب .... كل هذا الجمال ويراودك الشك بأني سأردها ..... مستحيل يا ميرة .

ابو ميرة : محظوظ يا سيف بنت صغيرة وجميلة ..... ام ميرة تتحنحن .. الريايل مايترس عيونهم الا التراب ..... ابو ميرة : الله يسعدك يا سيف ونشوف عيالك .... أنت أنحرمت مدة طويلة منهم ..... انا حلفت أول بنت با سميها ميرة  ...... الله سبحانه هو المعطي .

بعد مرور عام : حكمت المحكمة لصالح ابوميرة في كل تلك الاموال ..... وبالمقابل حكمت على ابو الوليد عشر سنوات سجن  والترحيل خارج الدولة لخيانة الامانة والتسبب في ضرر الشريك ابو ميرة والغش ... والتلاعب .

ابو مير : يا ابنتي ميرة من اليوم انتِ المسئولة عن كل تلك الاموال وادارتها ..... ولكن قبل هذا وذاك ارجو صرف وتحويل مبلغ وقدره 50 مليون درهم الى حساب عمك سيف .... الذي ضمنا وقت الشدة وحافظ علينا .

اما باقي المبلغ ارجو شراء بعض العقارات لضمان دخل مستمر ومضمون وبعيد عن المشاكل والمقاولات والتجارات الخاسرة ...... وما تبقى هو لكِ يا ميرتي ابنتي الغالية ...... اما والدتك وانا سننتقل الى ليوا لنتذكر بدايات حبنا الاول .

تزوج العم سيف من المزيونة موزه الجميلة ..... وبعد مرور اربع شهور أكتشفت موزه بأنها حامل ...... وبعد مرور ستة شهور تقدم شقيق موزه يطلب يد ميرة ...... ولكن اشترطت ميرة عليه شرط أن يتركها تعمل وتستمر في تجارتها (محاشي ميرة) التي تسببت في كل حلول العائلة .

صادف مروري أنا محمد غيث بن مهاه المزروعي  على أحد محلات محاشي ميرة .... و الى الان وانا زبون مستمر مع تلك المحاشي الذيذة ............. تمت

بن مهاه



الجمعة، 14 مارس 2014

رمنسيات وخواطر 9

76 . هل تعلمين ما هو المستحيل؟ عند ما يعلم الجميع بحبنا ...... الا أنتِ .

77 . بماذا تفسرين أقدامكِ الشجاع مع الجميع؟ ....... ومعي تترددين وتتلعثمين ؟!

78 . الهجرُ لديكِ طبع و مزاج، تعيدي تغاريد الاخرين مهما خوا مضمونها ....... وتهجرين تغاريدي .

79 . هل تعلمين متى يحل السلم بالعالم ؟ وتنتعش اسواقهُ ويعمهُ اللون الاخضر ؟ ...... فقط عندما تتبسمين يا جميلتي .

80 . يذكرني شعركِ الاسود المائج و أنفعالاتكِ كأمواج شواطىء أبوظبي بوقت الشمال ورياحُها ...... فقط أهدئي .

81 . من يراكِ لا ينساكِ ..... فمن الظلم أن تترددِ وتطلبِ النسيان !! 

82 . أبعاد اشتياقي لكِ تتوزع مساحاتها بين الحُب والشوق وتوهان عشقكِ لي ..... عيدي ترتيبها كما تشاأين .

83 . تقولين أنا اعشقك واهواك! ...... هل تكرمتِ وحولتِها الى أفعال ؟ ......شبعنا سياسة بالاوضاع الراهنة .... وبالهوى .

84 . أنتِ معي وأنا معك كالعميان تقودنا اشطر روايتي المفضلة ...... وتزعجني نهاية الرواية الغير متوقعة ...... لنبقى عميان ...... أفضل لنا .

85 . أكذب عندما أقول غادرتُ للسياحة ...... زرت أغلب مدن العالم ابحث عن نصفي الاخر ....... ولا زلتُ !

86 . تكررين بأنهم يعشقون هكذا ..... ويقولون هكذا .....ويحضنون بعضهم هكذا ..... توقفي عن كل هكذا !! ...... هل جربتيني أولاً ؟ ....... هكذا ؟

بن مهاه

الأحد، 9 مارس 2014

مريم ....... قصة قصيرة

توفي جارهم خالد ..... شاب وسيم بمقتبل العمر، بالثانوية العامة وباخر سنة دراسية .... حادث سيارة كما هي العادة، سرعة وطيش وتسابق وحادث وموت (مات خالد) .... مريم ... كنا نتواصل عبر النت عبر النظرات، عبر الابتسام، لهُ عينان واسعة .... صفات الرجولة واضحة عليه، تحمله لمسئوليات البيت بعد وفاة والده جعلت منه شخصية تتسم بالتعقل ..... صراحة كانت لي خطط مستقبلية تجاه خالد ...... ولكن !!!

الخبر قبل نصف ساعة، ووقع بشكل مفاجىء ..... اسكت الفريج (المنطقة) والجيران .... واسكت الكومبيوتر والواتس أب والرساءل الخاصة بي ..... كل الاشياء سكتت !! خيم الحزن .... والدتي لا تعلم بموته .... يا مريم يا مريم الوالدة تنادي ....أين أنتِ؟ لم اسمع صوتكِ اليوم ..... تعالي اقتربي بجانبي ..... أنتِ مريضة؟ ..... لماذا عينيكِ حمر؟!! هل كنتِ تبكين؟ ... اخبريني ماذا حدث ..... اخوتك بخير؟ .....أسألة الوالدة لم تنتهي، ووضوح الهلع عليها ارجف يديها .....هيا قولي لي .... لا تشغلي بالك يا الوالدة ، جميعنا بخير لله الحمد ..... ولكن .....ولكن ماذا يا مريم؟؟؟ شقيقك بأمريكا حدثله شيء او مكروه لا قدر الله ؟؟

خالد أبن جيراننا ..... اصحاب البيت البني ..... هيه عرفته ، الي اتوفى والدهم قبل ثلاثة شهور ..... خير أنشألله؟
توفي اليوم الصبح ..... او قبل ثلاث ساعات وهو في طريقه الى المدرسة بسبب حادث سيارة ..... يقال بأنه مسرع .
لا جول ولا قوة الا بالله ..... يحليلهم حاطين الامل فيه بعد وفاة والدهم .... حسبي الله على السرعة .... كيف تخطف الانسان بالمحة البصر ..... غاوي وطيب ومزيون وشاطر بالمدرسة حسب قولهم .... كان يأتينا زمان ليلعب مع أخيك راشد .
الله يصبرهم ويصبر أمه المسكينة من حداد الى حداد .... ولم يتبقى لديها الا ولد واحد وبنت صغيرة .

غداً صباحاً سنذهب لتعزيتهم أنا وأنتِ .
اليوم التالي: مريم لم تكن توضع او تلبس العباة، ولكن في هكذا مناسبة أكيد ستلبسها .
جعلت العباءة السوداء عيني مريم أكثر اتساعاً وكأبة، ووجهها اشد شحوباً، قد يكون شحوبها متأتياً حقا من حسرتها على خالد الحبيب الغاوي والمزيون .... خالد الذي يراسلها، خالد الذي يهتم لأمرها .

وفي الحقيقة أخر رساءله كانت تقول في فحواها: يا غاليتي يا شمسي ..... أريد أن أنظر في عينيكِ .... وغالباً ما اتخيل عينيكِ التي تعطيني الامل في كل شيء تقرياً وتمدني بالتفاءل للمستقبل القريب والبعيد، ووعيت على دنياي ولم أرى غير عينيكِ يا حياتي ، كما تقول أخر رسالة او ايميل بعث به الى مريم ..... وتساقطت تناثرت الدموع التي لم أعرفها، وأعصار الالم الذي لم اتعوده او أحس به طول حياتي .... وحالة الارتجاف والخوف مشمولة بالوحدة النفسية تطرق أبوابي ..... رحمتك يا الله .

يا الله ماذا عساني أن أفعل ..... أول تجربة فشلة بالموت لاحد الاطراف! أول قصة حب بريء ..... لماذا يا ربي ؟

هل فعلاً ذهب ولم يعود ابداً .....قدت عيناها أكثر شحوباً وحمراراً، مثل عيني مطلقة بدون سبب .... وجهشتا بالبكاء .... وتكرر ذلك عدة مرات ومرات .
وفي كل مرة تمسحهما بطرف منديلها بحذر .... وارتدت العباءة وقفازات يديها .... ومرت على مكتبة المنزل وأخذت مصحف (القرأن الكريم) معها لتقدمه لام خالد وهي تحتضنها معزية .

كان الصباح ربيعاً تماماً، جوه خانق قليلاً ومضطرب، في مثل هذا الصباح يسرع الجميع بالذهاب الى أي مكان .... لأنهم يضنون أن بهجة الربيع تنتظرهم في أي مكان .... وما عليهم الا أن يجدوها ..... وأذ تتلاقى العيون مسرعة باضطراب، تتساءل حريم الجيران جميعهن أتن للتعزية بالصباح لتعطي فرصة المساء لمعارف عائلة أم خالد وارحامهم او لتخفيف الزحمة ..... مريم أحتضنت أم خالد وسلمتها القرأن وهي تردد (أحسن الله عزاءكِ في خالد) .....أم خالد لا ترد وشبه منطوية ببرنوص او غطاء السرير في احدى زوايا تلك الغرفة الضيقة والمملوءة بالحريم .... هناك بكاء وحناك حنين وبين لحظة وأخرى  تشهق أم خالد بصوت مسموع ..... وفجأة صرخت أه ه ه ، تتحسف على ذلك الشباب الذي راح وغادر بسبب تافه، وتلك الصرخة جعلت كل من في الغرفة يجهش بالبكاء بأصوات مرتفعة .

وبعد مرور ساعة أشارت أم مريم لأبنتها مريم بأنه حان وقت العودة للبيت ..... غادرت الى منزلها وهي شاردة الفكر .... وتتساءل ماذا عساني فاعلة وماذا يخبىء المستقبل لي ؟!!
مريم ..... يا أمي سأقفو قليلاً ... أشعر بأني تعبة ومرهقة ولا تصحيني او توقضيني للغداء، أتركيني أنهض لوحدي متى نهضت ..... أم مريم ... ارتاحي ابنتي، انتِ لم تنامي منذ أمس تقريباً ..... موضوعاً كهذا ومصيبة كهذه لا يجعل الانسان يتذوق طعم النوم فعلاً .... رحمتك يارب في جميع المسلمين تهمهم أم مريم .

يا مريم سأترك غداءك على طاولة الطعام ومتى صحيتِ تناوليه .... لأنكِ لم تفطري اليوم بسبب زيارة التعزية وتوتراتها .... سمعت صوت باب غرفة نوم مريم يغلق ..... وتقول أم مريم في داخلها كم أنتِ تتوجعين يا أم خالد .... مات الاب قبل مدة ولحقه الابن خالد بعد مده ..... كان الله في عونها .

مريم تتسلقى على سريرها والافكار تتوالى وتتشعب .... وقررت أن تقراء قليلاً من روايتها المفضلة لتبتعد او تبعد تلك الافكار عن رأسها، واندمجت مع تلك الرواية المفضلة تقراء تقراء تقراء الى أن اقمضت عينيها وستسلمت للنوم .... ولكن تلك الرواية اركبتها على سكة الحلم .... مريم تحلم ....سمعت بأنك تعرضت لحادث خطير ومتت ، وبأنك اليوم بعد صلاة الظهر ستدفن بمقبرة البطين ... لا لا مقبرة البطين للفي أي بي فقط .... ستدفن بمقبرة بني ياس ..... حبيبي لماذا اسرعت؟ لماذا تم الحادث؟ ..... وماذا عن خططنا المستقبلية والزواج والاطفال؟ ..... خالد يرد : من قالكِ بأني مت بسبب حادث؟ أنا لا زلت عند وعدي لكِ، انا لن افرط بكِ أنتِ كل شيء أنتِ حياتي أنتِ حبيبتي، سأرسل لكِ عدة صور عن خاتم الخطوبة .... اختاري واحداً واتبعيه بأثنان في حالة عدم توفر الاول .... (مريم لا تزال في حلمها مستمرة) .... سأشتري البديل، وبنهاية هذا العام الدراسي وحصولي على الثانوية سأتقدم بطلب يدكِ حياتي، يعني بعد أربعة شهور من اليوم ..... ولكني افتقدكِ يا مريم أكثر من السابق ... لا أعلم لماذا !!! ولدي تخوف من أن يسبقني أحد في طلب يدكِ .... ارجوكِ أن تبقي معي حياتي ... لا اعلم في بعض الاحيان تتلاشىء صورتكِ من مخيلتي .... ارجوكِ يا مريم يا غاليةِ ان تكونِ على تواصل واتصال معي .

مريم في حلمها ترد على خالد : لا تهتم  يا خالد سأكون معك بستمرار، وهاتفي سيبقى على تواصل بك كل نصف ساعة .... وسيذكرني بالاتصال بك ألياً بغض النظر عن انشغالي بالمنزل مع الوالدة او بالمدرسة .
أخبرني يا خالد ماذا تفعل الان؟ .... خالد يرد: لدي مجموعة أصدقاء وهم قمة في الطيبة بملابس بيضاء ناصعة ويأخذوني الى مجموعة كبيرة من المنتزهات بالبلد، وأول مرة أراها، ذات زهور عجيبة وشلالات مياه عذبة، والغريب أن هذه المنتزهات بحدائقها الكبيرة والكثيرة تحتوي على جميع اصناف الفواكه بأشجارها !! ولا أعلم كيف وصلت الى هذه المنتزهات الكبيرة، كأنني هبطت من السماء أو فجأة ووجدتني بها، والكل هنا يعرفني ويرحب بي !!! هل تعلمين شيء سيفاجأكِ؟ .... بالمنتزه الاول  وجدت والدي ووالدكِ وباقي كبار فريجنا (منطقتنا) ولكنهم اصغر سناً عن ما كانوا عليه، وهذه المنتزهات مريحة جميلة والطبيعة بها لا توصف أبداً .
مريم طيب طيب متى تعود للمنزل؟ نحن التقينا ببعضنا قبل قليل وأنت تشرح لي عن اشياء كثيرة!! لماذا نحن نتحدث عبر الهواتف الان ؟!! .... دعنا نلتقي يا خالد ارجوك .
أنا سأطبق عليك هذه المرة ولن اقوم عنك كي لا تغادرني لا لن اقوم لا لن اقوم ... يا مريم ... يا مريم الساعة السابعة بالمغرب .... هيا انهضي قومي .... مريم لا لن اقوم سأبقى بقربك ومعك يا حبيبي .
يا مريم فاتت عليكِ صلاة الظهر والعصر والمغرب !!! ما هذا النوم الذي يأتي بالكسل ولن تنامي ليلاً بسببه؟!! تقول والدة مريم ...... سمعت والدة مريم ابنتها وهي نائمة تقول لن اتركك يا حبيبي وارجوك ابقى معي يا خالد ارجوك ارجوك ارجوك .

اللهم أجعله خير ..... أنتِ تحلمين يا مريم هيا انهضي وغتسلِ .... تصحصحت مريم وفتحت عينيها لترى والدتها بجانبها .
كنتِ تحلمين يا مريم .... لا لا لم أكن أحلم وسأثبت لكِ يالوالدة بأني لم أحلم .... لحظة سأريكِ صور الخاتم التي اعطانياها خالد ..... أين وضعتها؟!! ..... فتشت مريم عن صور الخاتم ولم تجدها ..... وايغنت بأنها فعلاً كانت تحلم .

خير أنشالله يا مريم ماذا حلمتي ؟ ...... مريم: أنا سأعترف لكِ يالوالدة، كان بيني وبين خالد تبادل اتصال ومودة وتقارب في كل شيء وحب وحترام منذ كنا صغار .... واتفقنا على ان يتقدم لطلب ييدي بعد الانتهاء من الثانوية .... كا خطبة فقط، وبعدها يفتش عن عمل بوقت لا يؤثر على سير دراسته الجامعية .

أم مريم .... لا اله الا الله .... اذاً الاوجاع ليست ببيت أم خالد فقط ولكنها ايضاً بمنزلنا ..... ذهبت يا خالد واخذت قلوب محبيك معك .... لا من امك ولا من ابنتي مريم ..... ولا من احوالي التي لا يعلم بها غير الله وحده .
يا ابنتي الغالية مريم ركزي على قراءة القرأن الكريم .... نصيحة الحب والافتقاد شيء ليس بالبسيط يا أبنتي  .... أسأليني أنا عن الحب والافتقاد يا مريم ..... عشت قصة حب شديدة مع والدك رحمه الله .... وعشت قصة افتقاد كبيرة جداً بعد وفاته ..... وها أنا اليوم اواجه نفس المشكلة ممثلة في أبنتي وصديقتي وعزيزتي مريوم، وحيدتي وونيستي في هذه الدنيا ، اجعلي عقلكِ وقلبكِ كبيرين، الله وحده من يعطي ومن يفتكر ويأخذ ..... ترد مريم: ونعم بالله يا الوالدة .

تحاملت مريم على نفسها وصبرت كثيراً ومرت الشهور وتخرجت من الثانوية ... ولتحقت بكلية مدينة مصدر بأبوظبي، لاسباب ايمانها بالبيئة وبالطاقة المتجددة .... وبعد مرور زمن تخرجت مريم بدرجات عالية ..... عرضت عليها (منظمة أيرينا الدولية) ومركزها أبوظبي - عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة .... بأن تلتحق بدورة خارجية بأمريكا لمدة ثلاثة شهور ..... أبتسمت مريم لهذه الفرصة العظيمة .

وعند عودتها للمنزل اقبلت على والدتها وحتضنتها وهي في قمة السعادة .... لدي خبر سعيد .... مدينة مصدر وبالتنسيق مع منظمة أيرينا الدولية عرضوا علي فرصة كنت احلم بها وهي دورة بأمريكا لمدة ثلاثة شهور يا الوالدة ..... هاه شو رأيكِ؟؟ .

أم مريم رأت الفرحة والسعادة بعيني أبنتها مريم وقالت في نفسها كم أنت كريم يا رب، اللهم أفرحها واسعدها واحفظها ..... مبروك مبروك يا مريم تستاهلين وهذه ثقة كبيرة جداً من الحكومة لبناتها ..... ثلاثة شهور يا مريم تنقضي بسرعة، ولكن بعد أن تعودين لارض الوطن عليكِ الالتزام بتكملة الدراسة الى ان تحصلي على الماجستير كما وعدتيني ...... اتفقنا؟..... مريم اتفقنا ولن اخذلكِ سا ترين من هي أبنتكِ مريم يا ام مريم .

مريم بالولايات المتحدة الامريكية، بمدينة بوسطن وبدورة (البيئة والطاقة المتجددة والنظيفة) التي تعقد بجامعة نورث ايسترن ..... مريم مواظبة على كل دقيقة بتلك الساعات الدراسية اليومية والمعدودة .... وتضيف على ذلك ساعات طويلة بالبحوث بمكتبة الجامعة وببعض المكتبات الاخرى وتراسل مكتبات أخرى عريقة، بالاضافة الى البحث الالي عبر غوغل، لتضمن عمل بحث يثري هذا التخصص والعلوم ... وهو تحدي لها .

وبمكتب ال DEAN عندما كانت تسأل عن البرامج الاضافية والحديثة وأستلامها .... صادفت أحد ابناء الوطن الاستاذ خلف الرميثي في علوم البيئة ومؤثراتها على الصحة العامة ، وهو شبه منهي لدرجة الدكتوراة، وفي مراحل تقديم رسالته للدكتوراة .
خلف: مرحبا الاخت مريم وكيف الحال ..... سمعت بأنكِ من الامارات ومن أبوظبي ومبتعثة عن طريق منظمة او وكالة أيرينا .

مريم : ما شألله عليك !! كيف عرفت كل هذه المعلومات عني وانا اعتقد بأنني غير معروفة ولم اصادف احداً من الامارات هنا بالجامعة ؟!! .

الاستاذ خلف دعيني اسهلها عليك يا مريم هناك على تلك اللوحة التي نعتبرها نحن جريدة الجامعة او لو حة الاخبار والمعلومات، وكل ماهو جديد او على وشك التخرج او طالب ابتكر طرق جديدة بمواد علمية تخدم الانسانية والعالم او تحد من التلوث توضع على هذا اللوحة يا مريم .... انظري هنا هاهو اسمك على الزاوية العلوية وجميع تخصصاتكِ ودرجاتكِ العلمية التي حصلتي عليها بالوطن، وقوة تعونكِ وملاحظاتكِ اثناء سير الدراسة هنا ببوسطن .

خلف: عموماً يشرفني ان التقيتكِ وأتعرف بكِ وبهتماماتكِ العلمية في مجالات البيئة والطاقة المتجددة ..... نعم سمعت عن اهتمام حكومتنا الرشيدة ودعمها اللا محدود في مجال البيئة والطاقة النظيفة .... الخضراء .

مريم: انا تشرفت بمعرفتك استاذ خلف، وارجو لك التوفيق عند تقديم بحثك على شكل رسالة الدكتوراة ..... مريم بطبيعتها خجولة ..... ووقوفها أمام الاستاذ خلف زادها ارتباكً وكان واضح عليها ذلك .
أنتبه الاستاذ خلف لرتباك مريم وخجلها .... وستعجل في وداعها على ان يلتقيها قريباً .... وقبل أن يغادر قال لها هذه بطاقة هواتفي فيما احتجتي يا مريم لأي شيء او مساعدة هنا ببلد الغربة .... لا تترددي بالاتصال بي انا اعرف بوسطن كما اعرف أبوظبي تماماً .... والان ارجو لكِ التوفيق ... وأعلم بأن لم يتبقى لكِ الا شهر واحد من مدة الدورة ..... مريم: مع السلامة  يا استاذ خلف .

مريم لم تعطِ اي أهمية لتلك البطاقة والارقام التي بها .... لانها تعلم علم اليغين بأنها لن تتصل به ..... حسب العادات والتقاليد المعمول بها .... ولن تحتاج الى أي مساعدة بسبب غطاء التسهيلات المتوفرة من مكتب شؤون الطلبة والمتابعة الاسبوعية من مندوبي منظمة أيرينا العالمية .

اقتربت نهاية دورة مريم ببوسطن، ولكن مالفت انتباه القائمين على الكلية المتخصصة في تلك العلوم كثافة بحث مريم وعمقه .... 780 صفحة وصورة مع 520 صفحة انشاءية من عمل مريم الشخصي ، وترتب على هذا البحث الغير مسبوق والمتوقع من اللجان المتخصصة والذي تقدمت به مريم انبهار تلك اللجان العلمية وتفاعلها مع البحث .... الذي بدورهم او صلوه الى عدت مؤسسات اعلامية متخصصة في شؤون الطلبه والدراسات ، وتم نشر اجزاء من بحثها في تلك الجرائد والمجلات ..... لجنة متابعة شؤون الطلبة بالجامعة أجتمعت بمريم وفاجئتها بأن هذه الدورة والبحث الذي قدمتيه للجامعة يكفي الجامعة أن اردتِ يا مريم انهاء الماجستير عبر المراسلة في ثمانية شهور أخرى ومن خلال بلدك أبوظبي - الامارات مباشرة .... وتمت كتابة التوصيات في ذلك الشأن وارسل نسخ منه الى جميع الجهات المتابعة، (ايرينا، ادارة مدينة مصدر، وزارة التعليم العالي، مكتب شؤون الطلبة بواشنطن بأمريكا .

عادت مريم الى ارض الوطن مع اسبوع راحة بجانب والدتها التي اشتاقت لها كثيراً .... ومن خلال ذلك الاسبوع رهن هاتف مريم .... الو ....من؟ .... انا سارة ودي اقابلكِ بمنزلكم.... مريم: ممكن أعرف سبب او اسباب الزيارة لو سمحتي؟ لا لا تفهميني غلط ..... أنا سارة الرميثي شقيقة الدكتور خلف الرميثي الذي تقابل معك يا مريم لمروة واحدة ببوسطن بالجامعة .... ساره الموضوع سعيد جداً ... وليس به ما يقلق البال ..... يا الله أخريني كيف اصل لمنزلكم وأي منطقة بأبوظبي ؟

مريم : متلعثنة: نحن نسكن بمنطقة المشرف بجانب الجامع الكبير الذي بوسط المنطقة وامام منزلنا عدد من أشجار النخيل وبوابة الفيلا لونها بيج مطلة على الجامع من الشرق رقمها 114 .
جرس الباب يرن ..... صعدت مريم الى غرفتها تركض ..... متوتره مرتبكه كأنها تعلم ماذا سيحدث وماذا يخبىء القدر لها ..... يا ميري (الخدامة) أفتحي الباب تقول أم مريم .... ميري تركض الى الباب وتفتحه .... منو أنتِ؟ ..... ميري تسأل الزائرة ..... أنا سارة الرميثي ... اتيه لمقابلة الانسة مريم ..... OK ....تعالي معي .....وادخلتها ميري الى وسط الفيلا بقاعة الجلوس المشبعة بالاثاث والروائح المحلية .

سارة للأم مريم السلام عليك خالتي ..... انا يايه اشوف مريم واقابلها .....وادري بأنها توها واصلة من أمريكا .... وودي أشوفها .

أنشالله الحين باتنزل من غرفتها .... أم مريم تردد يا مرحبا بالغاليه يا مرحبا بساره .... أنتِ صديقتها؟ .... أكيد من أيام الدراسة .

مريم تبحث عن أحلى ملابسها مع لمسات خفيفة من الميك أب وارسال شعرها الاسود الطويل على ذلك الجسم المشتاق للاحتضان والعناق من شريك العمر المنتظر .
زاد كل ذلك الترتيب في جمالها الطبيعي جمال ونزلت مريم كالاميرة ... وأضافت ابتسامة على وجهها، و بينت تلك الابتسامة كل معان الانوثة الساحرة لدى مريم .

تفاجأت سارة بكل هذا الجمال الساحر والطبيعي ..... وتذكرت شقيقها الدكتور خلف عندما قال لها هذه البنت تخبىء كنز من الجمال والعقل والثقافة .

بعد الترحيب وشرب الشاي والقهوة وأكل بعض الحلو من صنع انامل مريم ومرور ساعة تقريباً ..... قالت سارة أنا هنا لأخذ رأي مريم في مشروع زواجها من شقيقي الدكتور خلف .

يا مريم أنتِ سبق لكِ وقابلتِ الدكتور خلف شقيقي ببوسطن ل 20 دقيقة فقط خارج مكتب ال DEAN  هناك وأكيد أنك كونتِ عنه فكرة بسيطة في تلك ال 20 دقيقة .... شكله، طوله، المستوى الثقافي والعلمي .

مريم أرجوك يا سارة أن تعطيني أسبوع أفكر وأصلي أستخارة .... كما تعلمي موضوع زواج ليس بالموضوع الهين ... ويتوقف عليه العمر كلهُ

ساره : هذا رقمي يا مريم اتصلي بي او ابعثيلي رسالة تؤكد قبولكِ لهُ أو حتى الرفض ... ارجوك يا مريم لا تخجلي وعتبريني مثل أختكِ ... ولا تعتبريني غريبة عنك ... عموماً سأكون بالانتظار يا مريم .

مريم: أنشالله يا ساره ..... مريم تفكر تفكر في نسيان الماضي الميت ومواجهة المستقبل الحي والدنيا فرص .... وشاب وسيم ومتعلم بدرجة دكتور من ارقى جامعات العالم .... وأكيد المستقبل يخبىء الكثير من النعم والمفاجأت السارة بأذنه تعالى .

أم مريم: يا مريم منو هذا الدكتور الي تطريه ساره ..... الدكتور خلف الرميثي شقيقها ويطلب يدي من خلال شقيقته ساره .... ليتزوجني او أكون زوجة لهُ ..... أم مريم: ما شألله بالمبارك يا مريم .... ووين باتلقين أنسب منه ... دكتور ومواطن وابن عائلة طيبة اصيلة ..... هذه فرصة يا أبنتي لا تتعوض .... والفرص لا تتكرر ... وانا متأكده بأن ألله يحبكِ وأرسل الدكتور خلف لكِ لتتزوجيه ... الله يهنيكِ يا مريوم ..... ترى أنا كبرت وأتمنى شوفة أعيالكم  .

مريم صلت استخارة عدت مرات ..... وبعد مرور خمسة أيام أتصلت بساره ..... انا موافقة يا سارة .... وبعد شهر الخطبة الرسمية .... بسبب بعض الدراسات التي تقوم بها مريم لمدينة مصدر بأبوظبي .... كما تعلمين يا ساره .... اذاً موعدنا بعد شهر للخطبة الرسمية وبعدها نحدد موعد الزواج ..... يا مريم .... عموماً سنزوركم انا وأم خلف وباقي أخواتي قبل الخطبة لتراكِ الوالدة وتتعرف عليكم أيضاً .

مر الزمن وتزوجت مريم بخلف .... شهر العسل اسبوعان بسويسرا منطقة سانت موريس مقاطعة أنقادين .... من أجمل مناظر العالم بها ورتفاعاً بالعالم ..... مرت تلك الايام ال 14 وكلها عسل في أحلى عسل .... ومن اجمل فترة عسل ممكن أن يتخيلها الانسان وخصوصاً في العسل .

بعد مرور ثلاثة شهور على الزواج .... خلف: حبيبتي أنتِ تحلمين كثيراً عندما تنامين بعمق !! ..... وتهذين بشخص أسمهُ خالد كثيراً !!! ..... وأنا حسب علمي ليس لديك شقيق او أبن خال او أبن عم أسمهُ خالد!! 

الدكتور خلف: هل هناك ما يستدعي ان تخبريني عنه؟ .... لكي ابتعد عن الشك ....أم أنتِ مضغوطه من أحد؟ أم تعرضتِ لموقف ما بالماضي مع أحد أسمه خالد ... ولا زلتِ تحبينه او تخافينه؟ .....أنا زوجكِ الان وعليكِ مصارحتي عن الماضي .... وعن هذا المدعو خالد الذي يشاركني زوجتي وحبي .

مريم: يا حبيبي خلف بدءنا نغار من الاحلام .... والم تحلم أنت في حياتك؟ ..... قد يكون هذا حلم بسبب هذه المسلسلات التركية والسورية الطويلة .

الدكتور خلف: ولكن هذا الحلم يراودكِ ويعاودكِ كل ليلة تنامي فيها وبشكل واضح ..... هناك جمل حب كثيرة وهناك انتظار لهُ ! ...واشياء أخرى !!!

الدكتور خلف: مسكينة زوجتي كيف احاسبها على احلام وهي مجرد أحلام .... كم أنا سخيف ...... هذه حبيبتي وزوجتي مريم .

باليوم التالي وصل الدكتور خلف من العمل وصعد الى الغرفة لتغيير ملابسه ويستعد للنزول والغداء مع الغالية مريم الحبيبة والجميلة ..... يا ربي الغداء سيبرد .... تأخر بالغرفة ..... ومن تحت الدرج مريم تنادي زوجها يا خالد ياخالد الغداء برد يا لله انزل ..... الدكتور خلف ايسمعها بكل وضوح وهي تنادي على خالد وليس خلف ..... غير رأيه ولبس الثوب ..... ونزل لمغادرة الفيلا بدون رجعة .... وبعث بعد ثلاثة ايام بورقة الطلاق لها ....... انتهت .

محمد غيث بن مهاه