الاثنين، 17 مارس 2014

محاشي ميرة ...... قصة قصيرة

أبو ميرة من كبار مقاولين البلد ، شركة مقاولات أبوميرة أنشأت عدة مشاريع مثل الفلل و البنايات والمدارس والمباني الحكومية تحت الارض وفوقها ، مرت سنين على هذه الشركة وهي تساهم في التطوير والنهضة العمرانية بالبلد .

أم ميرة : يا أبوميرة انا اعلم بأن الخير كثير وأعلم بأن المصاريف كثيرة أيضاً ..... ارجوك أن تفهمني، عليك ببناء وديعة مالية تضمن بها مستقبلك البعيد .... وأنا غير مرتاحة لشريكك أبو الوليد هذا وادارته للحسابات البنكية للشركة .... التجارة والاعمال بالمقاولات خطرة ومقامرة .

أبو مير: يا أم ميرة دعك من كل هذه الافكار .... شريكي أبو الوليد معي منذ عشر سنوات ، وهو يدير الحسابات البنكية بسبب تلك المصاريف العمالية والمواد والوقود ووضع برامج لسداد بعض التسهيلات ومتابعة الدفعات من مالية الحكومة وغيرها الكثير، وأنا كما تعلمين يا أم ميرة كبرت بالعمر ، والمسألة تحتاج الى تركيز وجري متواصل .

أم ميرة: عموماً أنت خذ بالك منهم ، هذه اموال وملايين وهناك مشاريع يجب ان تكتمل، والمشاريع الكبيرة تؤثر عليها الاخطاء الحسابية التقييمية..... ولكن انا مصرة بأنني غير مرتاحة لشريكك هذا أبوالوليد..... كن حذر..... وحاول أن تعتمد شركة محايدة للحسابات لمعرفة الداخل والخارج...... لتعرف ماذا فعلاً يحث.

لا يا أم ميرة ..... أبو الوليد صديق قبل ان يكون شريك، وبيني وبينه خبز وملح ولا اعقد ان يتركني او يخونني .

أم ميرة: نعم بينك وبينه الشيء الكثير ...... مثل السهر وبنات الليل وبول الشيطان الي تتجرعونه بأخر الليل الى الفجر ....... انا فعلاً خايفة عليك يا بو ميرة .

الشريك أبوالوليد : يا بوميرة مشروع العيادات الطبية بعد ما رست مناقصته علينا بالقيمة التي تقدمنا بها وهي 86 مليون درهم للعيادتين ..... تبين لنا بأن المحاسب الجديد أخطأ خطا فادح، لدينا فرق بالتقييم بحدود ال 16 مليون درهم، ونحن كما تعلم يا ابومير شغالين بدعم البنك لنا يعني عن طريق التسهيلات البنكية ، ولا توجد ودائع تدعمنا، وخسارة 16 مليون تكسر الظهر .

ابوميرة : يا ابوالوليد أنت المسؤول عن الحسبة والمحاسبة، وأنت الذي يدير الحسابات البنكية لكل تلك السنوات الطويلة والتي مرت، والان عليك حلها بأي طريقة وتخليصنا من هذه المشكلة او (الورطة) .... يا سبحان الله كأنها تعلم أم ميرة ، يردد في خاطره ابو ميرة .

أبو الوليد : طيب عطني فرصة ثلاثة أيام لاصل الى بعض الحلول .

أبو الوليد : يتصل بأم الوليد ..... أم الوليد كيف الحال؟ كله تمام يا ابو الوليد .... لا انا أقصد اديش هلا قيمة الوديعة تبعنا بالخارج؟ ......ام الوليد : يا حبيبي هلا تقريباً في حدود 130 مليون درهم حسب أخر استيتمنت ...... ولكن لشو هذا السؤال؟!! ..... ابو الوليد صاحبنا هذا ابوميرة الظاهر أنو ختير او تأثر من مشروب الخمر ..... ولدي أحساس بأنو بيشك بي .

أم الوليد : انا لو ما بعرفك بشك فيك!! أنت بتهبر هبر من هذا المغفل والمتخلف، الي ما بيحب الا البنات بالشقة تبعو .... ها ها ها بيسميها (الوكر) .

بعد ثلاثة أيام : ابو الوليد: يا ابوميرة عندي الحل لمشروع العيادات ..... نرهن الفيلا تبعك مقابل 15 مليون ..... وبنتلاعب وبنغير بالمواصفات .

أبو ميرة: كيف نعملها والاستشاري بيتابعنا يومياً ؟!

أبو الوليد :  ما تخاف يا بوميرة، أنت وفرلي نصف مليون درهم وانا بتعامل مع الاستشاري .... يعني بدهن سيرو .... زي ما بتقولوا انتوا .... وبعدها ستكون امورنا طيبة .

ابو ميرة : من وين أأتيلك بنصف مليون؟! ...... انا مديون ولا تتوفر الاموال لدي .

ابو الوليد : يا بوميرة بيع السيارات ..... الرولزريز والمرسيدس .... الى ان ننتهي من المشروع ..... كلها 12 شهراً فقط وبعدها قد تتوفر السيولة لدينا من الدفعة المالية الاخيرة للمشروع .

ابو ميرة : تعتقد هذا هو الحل ؟ اذاً اعمل اوراق التنازل للسيارات وارسل السائق لأخذ السيارات من كراج المنزل وبيعهن .

ابو الوليد : مبتسم ..... ما فيه الا هيك يا صديقي ويا حبيبي .....اتصل ابو الوليد بأحد معارض السيارات التي يتعامل معها والخاص بأحد اصدقائه ..... الو عبدو .... بدياك تقيم هذه السيارات ..... عبدو الثنتين؟ ...... نعم الثنتين ...... معرضنا فيه يدفعلك هلا  وبمليون ومائتين الف درهم الان ...... ابو الوليد ممتاز .... وهذا التنازل .....أكتبوا الشيك بأسمي ..... بعد ان وضع ابو الوليد الشيك بجيبه ...... يا عبدو اعملي فاتورة بأربعمائة الف درهم فقط ..... 
بعد يومين ..... ابو الوليد لابوميرة ..... مبروك السيارات بعناهن بأربعمائة الف درهم ..... بعد مروري على عشرة معارض هذا اعلى سعر وجده ..... ابوميرة الله يوفقك يا ابوالوليد ...... ابو الوليد ما تشيل هم يا ابوميرة انا سأتفاوض مع الاستشاري وادهن سيروه في حدود اربعمائة الف .

ابو الوليد : يطلب أجتماع مع احد مهندسي الاستشاري بالموقع ليكون هو المتابع لمشروع العيادات مقابل 5000 درهم كل شهر من ابو الوليد ...... يعني 60 الف درهم سنوياً لكل مدة المشروع ..... وابو الوليد يفكر في كل هذه المبالغ التي سترحل الى الوديعة بالخارج .... ولا تزال الابتسامة على وجهه .

ابوميرة يتعرض لمرض ويدخل المستشفى ..... وقررت اللجنة الطبية بأنه يعاني من امراض كثيرة .... ومنها السكري، وضعف الكلى، ورتفاع الضغط، وتبين لديه بداية سرطان بالقولون بسبب  الخمر .

البنك بعد اربعة ايام يطلب نسخة من دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع (مشروع العيادات) الذي سيمول من نفس البنك قبل وصول الدفعات ، حسب مراحل الانجاز للمشروع .

البنك بعد اربعة أيام يرد على ابو الوليد ..... ستكون لديكم خسائر في حدود 20 - 25 مليون درهم في مشروع العيادات ..... ابو الوليد : لا لا لا اتركوا الموضوع علي انا دبرت الموضوع مع الاستشاري، ولن تكون هناك خسائر .

البنك : هذا الكلام لا يُقبل بالبنوك يا ابوالوليد ..... الان عليكم زيادة الضمان بما يعادل 40 مليون درهم للموافقة على تمويلكم بمشروع العيادات ...... والا ستكون هناك غرامة ال 10% في حالة عدم شروعكم بالمشروع حسب شروط المناقصة .

ابو الوليد : سنرد عليكم بعد أسبوع ..... الى الان هو لا يعلم بأن أبو ميرة دخل المستشفى في حالة خطيرة ..... ابوميرة هاتفه مغلق!!!! ..... أتصل بأم ميرة ..... مرحبا ام ميرة ، وينو البطل ابوميرة؟ ...... يا ابو الوليد أنت ما تعلم بأن ابو ميرة ادخلوه المستشفى ..... وتبين عنده أكثر من عشرة أمراض .... واولها السرطان!!

ابو الوليد يتصل بأم الوليد ..... عندك اسبوع زمان بتضبضبي اقراضكِ .... وتبيعي كل شيء عندك ، وكل الاثاث وكل هداياكِ ، والكهربائيات والسيارة!!

أم الوليد: شو ساير ؟!! أبو الوليد شو ما سمعتي؟ انو ابوميرة دخل المستشفى .... باقولك عندك أسبوع  يا الله بدنا انفل خارج الدولة ...... وكمان حسابات الشركة مكشوفة بأربعين مليون درهم وبدون ضمانات .

بعد شهرين: هرب ابو الوليد الى خارج الدولة ..... ابوميرة تم ارساله الى المانيا للعلاج، وبعد مرور  اربعة شهورعاد بالسلامة ابوميرة من العلاج بنصف صحته .

ابوميرة: يسأل ام ميرة.... هل اتصل ابو الوليد؟ لا لم يتصل احد .... وسمعنا بأن أبو الوليدهرب خارج الدولة..... ولكن أتصل مندوب البنك قبل شهرين .... واخبرناه بأنك بالخارج للعلاج .

بالصباحالتالي ذهب ابوميرة الى البنكلمقابلة مدير الائتمان لمعرفة المستجدات.

البنك: يا بوميرة الحكومة طلبت تسييل الضمان لل 10%  الخاص بالمناقصة لعجز الشركة عن التنفيذ، وقيمة المناقصة كانت 86 مليون درهم..... وال 10% تعادل 8,6 مليون درهم وتم سحبها من البنك  ..... والان مجموع المديونيات المترتبة عليك أنت بصفتك مالك الشركة وكفيلها، وأيضاً مديونية ابو الوليد الشخصية في حدود 2 مليون درهم .... المهم يا بوميرة مجموع المديونيات المباشرة وغير المباشرة هي في حدود 55 مليون درهم .

والضمانات المتوفرة هي عبارة عن اسهم في حدود 8 مليون درهم ... ورهن عقاري لتلك البناية الصغيرة وقيمتها اليوم بالسوق تعادل 9 مليوندرهم..... ارجوكم ضيفوا عليها الفيلا الخاصة بيوالكبيرة (منزل العائلة)..... البنك وتلك الفيلا قد تساوي 18 مليون درهم .... يعني كل ما لديك يقدر ب 35 مليون درهم ..... وسيتبقى عليك للبنك 15 مليون مع الفوائد التي ستترتب عليها بالمستقبل ان كان هناك تأخير .

ابو ميرة للبنك : ارجوكم الاسراع في بيع كل تلك الاسهم والعقارات ومن ضمنها منزل العائلة ..... اليوم قبل غداً لنتخلص ونتحاشى الفوائد .

بعد يومين اتصل البنك بأبوميرة ! لدينا مشتري واحد لكل الموجودات لديك ب 36 مليون درهم .

ابو ميرة : توكلوا على الله وبيعوا ...... كل شيء

بعد ثلاثة اشهور انتقل ابوميرة الى مشاركة شقيقه سيف بمنزله..... بعد ان عرف سيف اوضاع شقيقه ابوميرة، رحب سيف بأخيه المكسور والمديون والمريض .... بأن يضمه بمنزله الى ان يشاء الله ....... الشقيق سيف هو مطلق بسبب عدم مقدرته للانجاب وابوميرة ليست معه الا ابنته ميرة التي بمستوى تعليمي جامعي اول سنة .

الكل يتحاشى مناقشة كل تلك الامورمع ابوميرة خوفاً على صحته وخوفاً من ارتفاع ضغطه .

بعد مرور شهر ابوميرة لشقيقه سيف ....انا لا اعرف كيف اشكرك لستضافتي وعائلتي بمنزلك ..... سيف افا عليك يا أخي .... منزلي هو منزلك .... ولا تحمل هم من هذه الناحية ...... ولكنماذا ستفعل بباقي المديونية؟ ال 15 مليون درهم وأنت لا تملك شيء ابداً ؟!!

ابو ميرة: لا أعلم ماذا سأفعل ..... والادوية التي أخذها لا تجعلني أفكر بالحلول يا أخي سيف !!

سيف: عندي رأي .... سنكتب طلب مساعدة وسترحام للمعوزين والمكسورين والمفلسين والمديونيين ونرفعه للديوان ..... ما هو رأيك يا ابوميرة ؟

أبو ميرة : رأيي هو رأيك يا سيف .

هناك يا بوميرة لجان تأسست بأمر سمو رئيس الدولة لمساعدة منهم في حالتك .

والحين يا بو ميرة قم نتقدا من هذا النيسر والبدح (أسماك) مع سلطة لرويد تضبط مع الشيلاني والدهنة الطيبة .

اليوم التالي عملوا الكتاب وشرحوا بالكتاب كل القصة وارسلوه للديوان ..... وبعد شهر أتصل أحد أعضاء تلك اللجنة من الديوان بالبنك يستفسر ويطلب شهادة بباقي المديونية المترتبة على ابوميرة ...... وبعد اسبوع طلبوا مقابلة البنك في هذا الخصوص ..... لقد اتتنا الاوامر السامية لمساعدة ابوميرة في هذه المديونية ..... وعضوا على البنك سداد 10 مليون درهم في حالة تنازل البنك عن جزء مما سيتبقى ..... طلب البنك 3 أيام لمراجعة الادارة العليا في هذا الخصوص ...... وفعلاً تنازل البنك عن 3,5 مليون درهم .... وتم الاتفاق على ذلك وايضاً تجمد أي ارباح او فوائد مستقبلية على بوميرة ..... سيتبقى 1,5 مليون بدون فوائد مستقبلية .

وصل الخبر الى بوميرة عض على شفته السفلى ورفع يديه الى الله يشكره ويشكر كل من سهلها عليه   ودمعت عينيه وهو يرتجف قليلاً ويعلم بقوة الله المتواجدة أينما طلبها العبد .

سيف يشرح لابوميرة : انا على يغين بأن شريكك ابوالوليد هرب بجميع الارباح التي عملتها الشركة .... وهم هكذا مع جميع شركائهم المواطنين .... ولو سألت كل او اغلب التجار لأكدوا هذا الكلام .....بدايتهم جميلة عندما لا يملكون شيء ... وحين تكون حساباتهم بالخارج ممتلئة بالملايين التي سطوا عليها دون وجه حق من داخل تلك الشركات ..... وانا لا استبعد ا، ابو الوليد فعل نفس الشيء معك .... وما يدعم هذا الكلام هو هروبه الى خارج الدولة ..... بعد ان تأكد بأنك مرضت وادخلوك المستشفى وان هناك بدايات سرطانية ..... وكل هذا يعني شيء واحد لابو الوليد  هو انك ستموت لا محالة .
سيف : ولكن هناك طريقة تنفيذية قانونية دولية للالقاء القبض عليه وتجميد كل حساباته بالخارج ، ولكنها تستغرق بعض الوقت وقد تطول الاجراءات بها ، وانا لدي معارفي في كل الجهات الحكومية ..... وسنتابعها خطوة بخطوة .... وبدايتها هي رفع قضية قانونية محلية وبعد كسبها نبدأ بالاجراءات في المتابعة الدولية .

استقرت عائلة ابوميرة بمنزل العم سيف .

ميرة : تحدث والدتها :  ما هو مصيرنا الان ؟ ..... هل سنبقى هكذا بمنزل عمي سيف ؟ ..... ام ميرة : نعم يا ابنتي العزيزة ، عمك سيف حلف بالله لوالدك بأن يعتبر هذا المنزل هو منزله وان لا يحمل أي هم لا حاضراً ولا مستقبلاً ابداً .

ميرة : ولكن هناك مديونية مترتبة على الوالد في حدود 1,5 مليون ونصف درهم ..... نشكر الله بأنها بدون فوائد حسب الاتفاقية وتوجيهات الديوان للبنك تقول ام ميرة .

ميرة : أنا لدي مشروع مربح وبدون مخاطر ..... ولكن يحتاج رأس مال في حدود 250 الف درهم فقط .

الوالدة : أين ستذهبين عن والدكِ .... والتجارات الخاسرة هي دائماً رفيقتكم ..... انتهينا من الاب والان اتتنا ابنته بمشاريعها !!!

ميرة : يا والدتي الحبيبة .... لا تحكمي علي وانتظري قليلاً .... مشروعي هو طبيخ .... يعني أكل والبشر مجبورة تأكل عندما تجوع ....هيه ما شألله عليكِ ! وماذا ستطبخين لهم ؟!

ميرة : كما تعلمين أنا متخصصة في طبخ وعمل المحاشي التي طورتها .... أم ميرة تضحك لعدة دقائق متواصلة ..... ووصلت ضحكاتها الى سمع بوميرة و العم سيف بالمجلس .

أم ميرة : تعالي معي للمجلس ... سنناقش الموضوع معهم ..... ابوميرة خير انشألله .... نسمع ضحكاتكم ..... اضحكونا معكم ..... ام ميرة ...بنتك يا بو ميرة لديها مشروع تجاري .... وهو عباره عن مطبخ لعمل المحاشي ...... وتقول بأنه مربح جداً ..... ابوميرة : انا احترم الافكار التجارية لدى الشباب ..... هاه هاتي ما عندكِ يا ميرة وسمعينا ..... لعلنا نستفيد ونخرج من الازمات المتتالية .

ميرة : ارجوكم انا جادة في مشروعي المستقبلي ..... ولا تقللوا من أفكاري رجاءً ..... هناك مديونية مترتبه علينا جميعاً .... وليس على الوالد لوحده ..... وأنا أتخذت قرار في تغطية هذه المديونية من خلال مشروعي هذا .

طيب ما هو مشروعكِ هذا ؟ يتسأل بوميرة وعمها سيف .

ميرة : مشروعي عبارة عن مطبخ صغير جداً بالبداية مع مجموعة برادات او ثلاجات وثلاثة طباخات غاز كبيرة ..... انا متخصصة في طبخ وعمل المحاشي بأنواعها ، ومن خلال البحث الذي قمت به عبر غوغل فقط هنا بأبوظبي تبين لي بأن الطلبات كبيرة والمناسبات كبيرة جداً ..... والطلب على المحاشي المختلفة لا يتصوره عقل .... المنازل تطلب والفنادق تطلب والاعراس تطلب والشركات بمناسبات عدة تطلب بوفيهات من المحاشي المختلفة .... بمعية التبولة والسلطات ..... وانا لدي لمسات عجيبة  وعتبرها سر المهنة ..... يعني من يأكل ورق العنب والكوسا والبذنجان والملفوف وغيرها من صنع يدي .... سينسى طبخ أمه ولن يتجراء بالشراء من مكان أخر ..... وأوعدكم بذلك .

وما احتاجه هو مطبخ خارجي وعدد 2 كرفانات لسكن الخادمات والطباخات فقط ..... لحظة احتاج لفان صغير (سيارة توزيع) للتوصيل ..... ان توفرت كل هذه الاشياء لن احتاج ل 250 الف درهم .... سأحتاج فقط للبداية 50 الف درهم  ..... أنا جاده ولا تبتسمون !! ..... كأنكم متفاجئين .

العم سيف : فالكِ طيب يا بنتي ميرة ..... انا كما تعلمين بنيت هذا المنزل الكبير والملاحق الخارجية كثيرة وكبيرة .... هناك مطبخ لا يستعمل وهناك غرف ومستودع كبير ايضاً لا يستعمل ..... وعليكِ بهم ... تصرفي كما تشائين يا ميرة .

والفان مع السائق و ال 50 الف درهم في الطريق اليكِ .... ونحن يا ميرة فريق واحد معكِ ..... وتوكلي على الله ، اهدافكِ سليمة وشريفة ..... لله الحمد والله يوفقها يارب .

بعد ثلاث شهور لدى ميرة اربع طباخات .... وموقع الكتروني على الشبكة تحت عنوان واسم (محاشي ميرة)  والاعلانات على الفيس بوك والواتس اب واللانستغرام ..... وقليلاً قليلاً تنتشر محاشي ميرة بتلك اللامسات الذيذة بألاضافات السرية .... كالنار في الهشيم للذويقة ومتخصصي المحاشي منهم الطباخين ومدراء الفنادق الدوليين وغيرهم  .

بعد مرور ستة شهور اجتمعت العائلة بمجلس المنزل .... ابوميرة : ما هي الاخبار يا أبنتي ميرة ؟ ..... لا يوجد تاجر الا ولديه بعض المشاكل او العوائق .

ميرة : أنتم تتحاشون السؤال الرئيسي : وهو ما هي ارباحكِ بعد مرور ستة شهور على محاشي ميرة ..... ابشركم أول ستة شهور ارباحنا الصافية هي 400 الف درهم ، وتم تحويلها الى المديونية بشكل مائة الف كل دفعة ..... ولكن ارهقتنا الطلبيات المتزايدة والمتكررة ..... سأحتاج الى توسعة المطبخ الى أخر جدار المنزل ، في حدود 40 متراً ، وايضاً زيادة الطباخات الى 12 طباخة لمواكبة الطلبيات المتزايدة بشكل عجيب .

ابوميرة : توقف عن الحديث ومتلاءت عيناه بالدموع ..... وعندما لا حظوا عليه ذلك لم يتمالك نفسه وفرط في موجة بكاء هستيري شديد وهو يحتضن ميرة ...... ولم يتمالك الجميع انفسهم وفرطوا بالبكاء هم ايضاً ..... اما عمها سيف خرج الى خارج المجلس وجلس على الدرج الخارجي يبكي هو ايضاً من فرط التفاعل والتأثر .

ميرة : عموماً ..... بنهاية الستة شهور القادمة بأذن الله سأنتهي من المديونية .... بسبب التوسعة الكبيرة في (محاشي ميرة) ..... وهناك مشروع جديد ومصاحب لمحاشي ميرة .... وهو (الكب كيك) او الجيل الجديد من (الكب كيك) بنكهات متنوعة وممزوجة ..... وهذا المشروع سيكون رافد ومغطي لجميع المصاريف .... اما محاشي ميرة دخله موجه لسداد المديونية التي واجب علينا سدادها .

سيف : يا بو ميرة يقول المحامي بأننا كسبنا القضية التي رفعناها على ابو الوليد ..... وطلبت من المحامي ان يترجمها الى اللغة الانجليزية (القضية مع الحكم) استعداداً للخطوة التالية وهي المطالبة عبر الانتربول بألقاء القبض على ابو الوليد والحجز على جميع حساباته وممتلكاته الثابتة والمنقولة .

وتحتاج أيضاً لمدة ليست بالقصيرة ..... ولكن من خلال شباب الامن و تواصلهم مع مكاتب الانتربول بالداخل و خارج الدولة سنتمكن من الوصول اليه ..... والان فكر في صحتك ولا تشغل بالك ...... انا من خلال علاقاتي مع الجميع اوعدك بأننا سنتمكن منه .... وسنستعيد كل تلك الاموال ...... فقط أطمأن الان .

بعد مرور عام كامل :  ميرة تزود كل أبوظبي وبعض الامارات بأشهر واشهى محاشي وكب كيك عرفها السوق ..... وطبعاً كما وعدت ميرة أهلها بأنها ستتخلص من تلك المديونية .... فعلاً تخلصت منها في غضون سنة ونصف فقط  .... وبالاضافة لذلك افتتحت عدت محلات بالخالدية مول والمشرف مول .... وهناك فكرة افتتاح محل بأمارة الشارقة ليخدم ويزود امارة دبي وعجمان والامارات القريبة .

ميرة : تقول للاهل هناك ارباح كبيرة تصب بالحسابات بعد ان تخلصنا من المديونية ..... ماذا افعل بكل هذه الارباح والمكاسب؟! ..... أنتم شركاء مستمرين معي لهذه الاسباب سأصرف رواتب لكم شهرية من هذا الدخل الكبير ...... وماهو الرقم الذي يكفيكم كل شهر ؟

أم ميرة : انا يكفيني شوفتك وزيديها ب 5 الاف درهم اتصدق ابهن للفقراء عندما يزوروني كل صباح .

أبوميرة : انا عرفت مكاني أين .... هو بينكم ومعكم وليس لدي اي طلبات او أنشطه اقوم ابها ..... فقط في نهاية الاسبوع اذهب الى سوق السمك مع أخي سيف لتمرير الوقت ..... يعني ليست لي رغبة بأي مبالغ او راتب ..... او لحظة انا اتنازل عن راتبي لشقيقي سيف .

ميره : وانت يا عمي سيف ماذا ستفعل براتبك وكم يجب ان يكون ؟ ..... يا ابنتي ميرة انا لله الحمد في وضع جيد .... لدي بعض العقارات المؤجرة واموري طيبة ..... أقترح توفير تلك الاموال لأي تطورات مستقبلية مفاجأة لا تعلم بها .

ميرة : أنتم جميعاً تحلمون !! ...... انا درست السوق جيداً واعرف اهدافي ماهي للخمس سنوات القادمة ..... انا ابيع شيء اثمن من الذهب .... وهو الاكل الطيب ..... هل فهمتوا؟ ...... عموماً انا  سأصرف لكل منا 20 الف درهم شهرياً بالاضافة الى تغطية مصاريف المنزل والخدم وفواتيرة ..... وأنت يا عمي لك عندي هدية خاصة .... لانك أول من دعمني وشجعني .... انا لم انساها ابداً ما حييت .

ميرة : أرجوكم لم يتبقى على شهر 7 و 8 الا شهر فقط .... والحر هنا لا يطاق ..... عندي لكم مشروع سياحي .... وهو زيارة المانيا ومدينة ميونخ ..... لطيفة الجو والمناخ بالصيف ومنها نعمل بعض الفحوصات للجميع وبالاخص الوالد لنطمأن عليه ..... وارجوكم جميعاً بعدم الرفض .

العم سيف : هذه فكرة ممتازة ..... نغير جو ونستريح من تلك السنوات الثلاث العجاف ..... الجميع ..... نحن موافقين ..... ميرة ترى الابتسامة على وجه والدها .... وطمأنت بأنه في حالة مريحة ومستقرة .

مرت الايام سريعة : لامست أطارات طائرة الاتحاد مدرج مطار ميونخ الدولي .... ميرة سبق وعملت أتصالاتها مع المكتب الطبي الاماراتي بألمانيا لتزويدها بالمعلومات عن العيادات والمستشفيات المتخصصة ، واخذت عناوينها .

ميرة : اول ثلاثة أيام سنجعلها لكتشاف هذه المدينة الجميلة وحدائقها ومتاحفها وجميع المعالم .... بالاضافة الى محلاتها استراحاتها ...... وبعدها سنعمل المواعيد الطبية للجميع وليس فقط لوالدي ..... العم سيف ... ماذا تقصدين ؟! ..... ميرة أرجوك ياعمي لا تردني .... انا وعدتك بهدية خاصة ..... وتركني أكمل ما ببالي ..... أتفقنا يا ميرة .... ولا تزعلين .

الجميع يجلسون حول الطاولة بالمارينا بلاتس بأحدى المقاهي لحتساء القهوة والشاي .... وطلبت ميرة مع القهوة والشاي للجميع كب كيك .... وقالت أرجوكم أن تتذوقوا هذا الكب كيك وتعطوني رأيكم وبدون مجاملة .... شو الاحسن والالذ كيكي او كيكهم؟ .....

قاطعها والدها أبو ميرة : يا سيف ياسيف صور بالهاتف ... هل ترى ذلك الشخص مع زوجته ابو البدلة البنية ..... نعم نعم ... من هو ؟ .... هو ابو الوليد .... ماذا يفعل بألمانيا؟ .... ذهب العم سيف الى اقرب نقطة الى أين يقف ابو الوليد .... وخلفهم تقع الكنيسة وساعتها المشهورة وأخذ مجموعة لا باس بها من الصور الواضحة .... دون علم ابو الوليد .... او لم ينتبه اصلاً لنسبة كثافة السواح ..... وبعد ان عاد العم سيف من مهمة حيمس بوند هذه الى الطاولة ، اتصل بأبوظبي وبالرائد محمود ..... الرائد محمود نعم يا سيف ..... نحن بألمانيا بمدينة ميونخ الان وفي هذه اللحظة لعمل فحوصات لأبوميرة ..... وصادف ان تعرف ابوميرة على شخص مألوف الوجه له ، واكتشف بأنه ابو الوليد شريكه الهارب والمطلوب دولياً على ذمة قضيتنا ..... وقمت أنا بتصويره عن قرب كأنني اصور الكنيسة وساعتها ..... يا سلام عليك يا صديقي سيف .... هكذا أنت قصرت المدة والتعب علينا وعلى الانتربول ..... والان ارجوك ان تعمل سكان لجميع الصور وترسلها على الايميل الذي سيصلك بعد قليل كرسالة نصية على هاتفك .... اتفقنا؟ ... سيف أتفقنا ...... والان تمتعوا بوقتكم ... وسأتصل بك قريباً لاطلعك على أخر التطورات .... مع السلامة .
يا ميرة انقلي هذه الصور الى هاتفكِ وعملي ايميل على اخر ايميل وصل قبل قليل كرسالة نصية ..... وبعثي كل الصور لهم رجاءً الان الان .

بعد ثلاثة ايام : ميرة للسائق مارك فيشر .... الوالد لديه موعد فحص بالحادية عشر صباحاً ..... وعمي سيف بالوحدة ظهراً .... ولكن اشرح للطبيب كما أخبرتك ...لطبيب الوالد ولطبيب عمي سيف .... فقط اتصلي عندما تنتهي ..... اما أنا والوالدة سننزل بوسط السوق ..... ورجاءً يا سيد فيشر لا تنسى ان تتصل  OK Miss Meera .

العم سيف أكتشفوا لديه انسداد بسيط بالقنوات الخاصة بالحيوانات المنوية ، بمجاري تغذية الحيوانات المنوية ..... أتصل مارك فيشر بميرة وشرح لها الموضوع .... وقال بأن الدكتور يوصي بأجراء العملية (الجراحة الصغيرة والبسيطة) وتستغرق نصف ساعة وليس لها أي تأثير جانبي OK يا مارك أجعلوه يوقع على العملية ... وعطني اياه أكلمه .... يا عمي سيف وقع على الاوراق القادمة لك الان .... هناك جراحة صغيرة جداً وستغادر العيادة الان ..... وانت تعرف بأننا ننتظر رؤية أطفالك يا عمي سيف .... نعم نعم بأذن الله ..... وتصل بي وسنمر عليك لأخذك معنا بعد الجراحة .... اتفقنا؟ اتفقنا يا ميرة ...... لحظة الجراحة كأنها جراحة كيس دهني صغير .

أم ميرة : يا الله نزور الوالد .... الوالد ما عنده شيء فقط  فحص الدم والبول ونبض القلب والنتيجة بعد يومين  ...... وبعده  نمر على عمي سيف  .

العم سيف : خرج ليرتاح بعد العملية الصغيرة ، ونصحته ميرة أن يرتاح ليوم واحد على السرير بالفندق وان لا يتعب نفسه .... فقط لانطمأن عليه

بعد مرور اسبوع الجميع بخير وبسلامة .... وعادوا الى نفس الطاولة بالمارين بلاتس .... واحساسهم بالعافية والصحة واضح على الجميع ..... والد ميرة استعاد عافيته تماماً ..... والعم مبسوط وببتسامة خجولة .

ميرة : عندما نعود الى أبوظبي سأقدم لك ياعمي سيف هديتك الخاصة التي وعدتك بها ..... أتفقنا؟ ......أتفقنا وانا عمك .

أم ميرة : أخاف يفوتنا رطب لخلاص ولخنيزي هناك ..... وصقع بو ميرة ضاحكاً على رد أم ميرة ورغبتها بالرطب .....

ميرة : غداً هناك زيارة الى منطقة بادن بادن لزيارة متنزه كبير واحدى القلاع المشهورة .... وانا شخصياً قراءت قصة عن تلك القلعة التاريخية ، والان أرغب برؤيتها .... أعطوني رأيكم ؟ ..... نحن يايين نستمتع ونرى جوانب كثيرة من هذا البلد الجميل وطبيعته الخلابة والبراد الي يرد الروح يقول العم سيف .

العم سيف : الله يا بنتي ميرة يوفقك على قدر نيتك الطيبة ويحميك .... ويشوفلك أبن الحلال الي يستاهلك فعلاً ..... أنتِ ملاك طيب وأصيل ... ما شألله عليك .

بعد قليل رن هاتف العم سيف ..... نعم ..... أنا الرائد محمود ..... بشرني رجاءً ..... كنت على حق يا سيف .... نعم تم القاء القبض عليه (ابو الوليد) بمدينة ميونخ بألمانيا .... وسبب وجوده هناك هو تقديمه لطلبات الحصول على الجنسية الالمانية ..... تعاون معنا مكتب الانتربول هناك .... بسبب السمعة الطيبة للدولة وتعاونها مع العالم بكل جدية .... عموماً تم تجميد كل أمواله ال 70 مليون دولار ...... كم؟ كم؟ ارجوك عيد الرقم .... وكانت الشرطة الالمانية مشتبة به في بعض عمليات غسيل الاموال ..... عموماً تم ترحيلهُ الى الامارات - أبوظبي ..... والان نحن في صدد تحويل جميع تلك المبالع (الاموال) الى مصرف الامارات المركزي لتكون في ذمة قضية ابوميرة ..... والامور تسير في طريقها الصحيح ... والان استودعك الله يا صديقي .

العم سيف يقف واقفاً ويصرخ بصوت هز المارينا بلاتس بميونخ .... وأم مير ارتعبت من هذه ردة الفعل ..... وتمتمت بسم الله بسم الله .... شبلاه سيف ؟!!!!!

ابو ميرة : يردد يا ميرة اضربيها بالالة الحاسبة وشوفي كم تساوي بالدرهم ال 70 مليون دولار ..... أمرك يالوالد .... تطلع 255 مليون درهم .

ابو ميرة:  تعب السنين الطويلة التي اخاف ان اتذكرها كي لا اتعب ..... كم أنت كريم يارب .... والشكر يعود لك يا شقيقي سيف .... أنت عملت المستحيل بعد أن فقدت انا الامل  لاجلنا .... ولكن تستاهل كل خير يا أخي العزيز والغالي .

عادت المجموعة الى أبوظبي الحبيبة .

بعد أسبوع : ميرة تقول لعمها سيف .... هذه صورة الهدية التي وعدتك بها .... وهي صديقتي موزه ..... وهي متدينة ومطلقة من زوج الله يستر عليه .... كان سكير خمار ويضربها بدون سبب ..... فقط لاثبات رجولته عليها ..... عموماً هي جميلة وخريجة وبنت حلال ..... وتبحث عن الستر مع شريك الحياة الذي يقدرها ويخاف عليها ويحميها .... واوضاعها واسرتها الاقتصادية في العلالي ..... وأنا ارى بأنك أنت يا عمي سيف الانسب لها ...... وهذه هي هديتي وانت وعدتني بأن لا تردها ..... يا أبنتي ميرة هذه هدية تتخبى بالقلب .... كل هذا الجمال ويراودك الشك بأني سأردها ..... مستحيل يا ميرة .

ابو ميرة : محظوظ يا سيف بنت صغيرة وجميلة ..... ام ميرة تتحنحن .. الريايل مايترس عيونهم الا التراب ..... ابو ميرة : الله يسعدك يا سيف ونشوف عيالك .... أنت أنحرمت مدة طويلة منهم ..... انا حلفت أول بنت با سميها ميرة  ...... الله سبحانه هو المعطي .

بعد مرور عام : حكمت المحكمة لصالح ابوميرة في كل تلك الاموال ..... وبالمقابل حكمت على ابو الوليد عشر سنوات سجن  والترحيل خارج الدولة لخيانة الامانة والتسبب في ضرر الشريك ابو ميرة والغش ... والتلاعب .

ابو مير : يا ابنتي ميرة من اليوم انتِ المسئولة عن كل تلك الاموال وادارتها ..... ولكن قبل هذا وذاك ارجو صرف وتحويل مبلغ وقدره 50 مليون درهم الى حساب عمك سيف .... الذي ضمنا وقت الشدة وحافظ علينا .

اما باقي المبلغ ارجو شراء بعض العقارات لضمان دخل مستمر ومضمون وبعيد عن المشاكل والمقاولات والتجارات الخاسرة ...... وما تبقى هو لكِ يا ميرتي ابنتي الغالية ...... اما والدتك وانا سننتقل الى ليوا لنتذكر بدايات حبنا الاول .

تزوج العم سيف من المزيونة موزه الجميلة ..... وبعد مرور اربع شهور أكتشفت موزه بأنها حامل ...... وبعد مرور ستة شهور تقدم شقيق موزه يطلب يد ميرة ...... ولكن اشترطت ميرة عليه شرط أن يتركها تعمل وتستمر في تجارتها (محاشي ميرة) التي تسببت في كل حلول العائلة .

صادف مروري أنا محمد غيث بن مهاه المزروعي  على أحد محلات محاشي ميرة .... و الى الان وانا زبون مستمر مع تلك المحاشي الذيذة ............. تمت

بن مهاه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق