الأحد، 9 مارس 2014

مريم ....... قصة قصيرة

توفي جارهم خالد ..... شاب وسيم بمقتبل العمر، بالثانوية العامة وباخر سنة دراسية .... حادث سيارة كما هي العادة، سرعة وطيش وتسابق وحادث وموت (مات خالد) .... مريم ... كنا نتواصل عبر النت عبر النظرات، عبر الابتسام، لهُ عينان واسعة .... صفات الرجولة واضحة عليه، تحمله لمسئوليات البيت بعد وفاة والده جعلت منه شخصية تتسم بالتعقل ..... صراحة كانت لي خطط مستقبلية تجاه خالد ...... ولكن !!!

الخبر قبل نصف ساعة، ووقع بشكل مفاجىء ..... اسكت الفريج (المنطقة) والجيران .... واسكت الكومبيوتر والواتس أب والرساءل الخاصة بي ..... كل الاشياء سكتت !! خيم الحزن .... والدتي لا تعلم بموته .... يا مريم يا مريم الوالدة تنادي ....أين أنتِ؟ لم اسمع صوتكِ اليوم ..... تعالي اقتربي بجانبي ..... أنتِ مريضة؟ ..... لماذا عينيكِ حمر؟!! هل كنتِ تبكين؟ ... اخبريني ماذا حدث ..... اخوتك بخير؟ .....أسألة الوالدة لم تنتهي، ووضوح الهلع عليها ارجف يديها .....هيا قولي لي .... لا تشغلي بالك يا الوالدة ، جميعنا بخير لله الحمد ..... ولكن .....ولكن ماذا يا مريم؟؟؟ شقيقك بأمريكا حدثله شيء او مكروه لا قدر الله ؟؟

خالد أبن جيراننا ..... اصحاب البيت البني ..... هيه عرفته ، الي اتوفى والدهم قبل ثلاثة شهور ..... خير أنشألله؟
توفي اليوم الصبح ..... او قبل ثلاث ساعات وهو في طريقه الى المدرسة بسبب حادث سيارة ..... يقال بأنه مسرع .
لا جول ولا قوة الا بالله ..... يحليلهم حاطين الامل فيه بعد وفاة والدهم .... حسبي الله على السرعة .... كيف تخطف الانسان بالمحة البصر ..... غاوي وطيب ومزيون وشاطر بالمدرسة حسب قولهم .... كان يأتينا زمان ليلعب مع أخيك راشد .
الله يصبرهم ويصبر أمه المسكينة من حداد الى حداد .... ولم يتبقى لديها الا ولد واحد وبنت صغيرة .

غداً صباحاً سنذهب لتعزيتهم أنا وأنتِ .
اليوم التالي: مريم لم تكن توضع او تلبس العباة، ولكن في هكذا مناسبة أكيد ستلبسها .
جعلت العباءة السوداء عيني مريم أكثر اتساعاً وكأبة، ووجهها اشد شحوباً، قد يكون شحوبها متأتياً حقا من حسرتها على خالد الحبيب الغاوي والمزيون .... خالد الذي يراسلها، خالد الذي يهتم لأمرها .

وفي الحقيقة أخر رساءله كانت تقول في فحواها: يا غاليتي يا شمسي ..... أريد أن أنظر في عينيكِ .... وغالباً ما اتخيل عينيكِ التي تعطيني الامل في كل شيء تقرياً وتمدني بالتفاءل للمستقبل القريب والبعيد، ووعيت على دنياي ولم أرى غير عينيكِ يا حياتي ، كما تقول أخر رسالة او ايميل بعث به الى مريم ..... وتساقطت تناثرت الدموع التي لم أعرفها، وأعصار الالم الذي لم اتعوده او أحس به طول حياتي .... وحالة الارتجاف والخوف مشمولة بالوحدة النفسية تطرق أبوابي ..... رحمتك يا الله .

يا الله ماذا عساني أن أفعل ..... أول تجربة فشلة بالموت لاحد الاطراف! أول قصة حب بريء ..... لماذا يا ربي ؟

هل فعلاً ذهب ولم يعود ابداً .....قدت عيناها أكثر شحوباً وحمراراً، مثل عيني مطلقة بدون سبب .... وجهشتا بالبكاء .... وتكرر ذلك عدة مرات ومرات .
وفي كل مرة تمسحهما بطرف منديلها بحذر .... وارتدت العباءة وقفازات يديها .... ومرت على مكتبة المنزل وأخذت مصحف (القرأن الكريم) معها لتقدمه لام خالد وهي تحتضنها معزية .

كان الصباح ربيعاً تماماً، جوه خانق قليلاً ومضطرب، في مثل هذا الصباح يسرع الجميع بالذهاب الى أي مكان .... لأنهم يضنون أن بهجة الربيع تنتظرهم في أي مكان .... وما عليهم الا أن يجدوها ..... وأذ تتلاقى العيون مسرعة باضطراب، تتساءل حريم الجيران جميعهن أتن للتعزية بالصباح لتعطي فرصة المساء لمعارف عائلة أم خالد وارحامهم او لتخفيف الزحمة ..... مريم أحتضنت أم خالد وسلمتها القرأن وهي تردد (أحسن الله عزاءكِ في خالد) .....أم خالد لا ترد وشبه منطوية ببرنوص او غطاء السرير في احدى زوايا تلك الغرفة الضيقة والمملوءة بالحريم .... هناك بكاء وحناك حنين وبين لحظة وأخرى  تشهق أم خالد بصوت مسموع ..... وفجأة صرخت أه ه ه ، تتحسف على ذلك الشباب الذي راح وغادر بسبب تافه، وتلك الصرخة جعلت كل من في الغرفة يجهش بالبكاء بأصوات مرتفعة .

وبعد مرور ساعة أشارت أم مريم لأبنتها مريم بأنه حان وقت العودة للبيت ..... غادرت الى منزلها وهي شاردة الفكر .... وتتساءل ماذا عساني فاعلة وماذا يخبىء المستقبل لي ؟!!
مريم ..... يا أمي سأقفو قليلاً ... أشعر بأني تعبة ومرهقة ولا تصحيني او توقضيني للغداء، أتركيني أنهض لوحدي متى نهضت ..... أم مريم ... ارتاحي ابنتي، انتِ لم تنامي منذ أمس تقريباً ..... موضوعاً كهذا ومصيبة كهذه لا يجعل الانسان يتذوق طعم النوم فعلاً .... رحمتك يارب في جميع المسلمين تهمهم أم مريم .

يا مريم سأترك غداءك على طاولة الطعام ومتى صحيتِ تناوليه .... لأنكِ لم تفطري اليوم بسبب زيارة التعزية وتوتراتها .... سمعت صوت باب غرفة نوم مريم يغلق ..... وتقول أم مريم في داخلها كم أنتِ تتوجعين يا أم خالد .... مات الاب قبل مدة ولحقه الابن خالد بعد مده ..... كان الله في عونها .

مريم تتسلقى على سريرها والافكار تتوالى وتتشعب .... وقررت أن تقراء قليلاً من روايتها المفضلة لتبتعد او تبعد تلك الافكار عن رأسها، واندمجت مع تلك الرواية المفضلة تقراء تقراء تقراء الى أن اقمضت عينيها وستسلمت للنوم .... ولكن تلك الرواية اركبتها على سكة الحلم .... مريم تحلم ....سمعت بأنك تعرضت لحادث خطير ومتت ، وبأنك اليوم بعد صلاة الظهر ستدفن بمقبرة البطين ... لا لا مقبرة البطين للفي أي بي فقط .... ستدفن بمقبرة بني ياس ..... حبيبي لماذا اسرعت؟ لماذا تم الحادث؟ ..... وماذا عن خططنا المستقبلية والزواج والاطفال؟ ..... خالد يرد : من قالكِ بأني مت بسبب حادث؟ أنا لا زلت عند وعدي لكِ، انا لن افرط بكِ أنتِ كل شيء أنتِ حياتي أنتِ حبيبتي، سأرسل لكِ عدة صور عن خاتم الخطوبة .... اختاري واحداً واتبعيه بأثنان في حالة عدم توفر الاول .... (مريم لا تزال في حلمها مستمرة) .... سأشتري البديل، وبنهاية هذا العام الدراسي وحصولي على الثانوية سأتقدم بطلب يدكِ حياتي، يعني بعد أربعة شهور من اليوم ..... ولكني افتقدكِ يا مريم أكثر من السابق ... لا أعلم لماذا !!! ولدي تخوف من أن يسبقني أحد في طلب يدكِ .... ارجوكِ أن تبقي معي حياتي ... لا اعلم في بعض الاحيان تتلاشىء صورتكِ من مخيلتي .... ارجوكِ يا مريم يا غاليةِ ان تكونِ على تواصل واتصال معي .

مريم في حلمها ترد على خالد : لا تهتم  يا خالد سأكون معك بستمرار، وهاتفي سيبقى على تواصل بك كل نصف ساعة .... وسيذكرني بالاتصال بك ألياً بغض النظر عن انشغالي بالمنزل مع الوالدة او بالمدرسة .
أخبرني يا خالد ماذا تفعل الان؟ .... خالد يرد: لدي مجموعة أصدقاء وهم قمة في الطيبة بملابس بيضاء ناصعة ويأخذوني الى مجموعة كبيرة من المنتزهات بالبلد، وأول مرة أراها، ذات زهور عجيبة وشلالات مياه عذبة، والغريب أن هذه المنتزهات بحدائقها الكبيرة والكثيرة تحتوي على جميع اصناف الفواكه بأشجارها !! ولا أعلم كيف وصلت الى هذه المنتزهات الكبيرة، كأنني هبطت من السماء أو فجأة ووجدتني بها، والكل هنا يعرفني ويرحب بي !!! هل تعلمين شيء سيفاجأكِ؟ .... بالمنتزه الاول  وجدت والدي ووالدكِ وباقي كبار فريجنا (منطقتنا) ولكنهم اصغر سناً عن ما كانوا عليه، وهذه المنتزهات مريحة جميلة والطبيعة بها لا توصف أبداً .
مريم طيب طيب متى تعود للمنزل؟ نحن التقينا ببعضنا قبل قليل وأنت تشرح لي عن اشياء كثيرة!! لماذا نحن نتحدث عبر الهواتف الان ؟!! .... دعنا نلتقي يا خالد ارجوك .
أنا سأطبق عليك هذه المرة ولن اقوم عنك كي لا تغادرني لا لن اقوم لا لن اقوم ... يا مريم ... يا مريم الساعة السابعة بالمغرب .... هيا انهضي قومي .... مريم لا لن اقوم سأبقى بقربك ومعك يا حبيبي .
يا مريم فاتت عليكِ صلاة الظهر والعصر والمغرب !!! ما هذا النوم الذي يأتي بالكسل ولن تنامي ليلاً بسببه؟!! تقول والدة مريم ...... سمعت والدة مريم ابنتها وهي نائمة تقول لن اتركك يا حبيبي وارجوك ابقى معي يا خالد ارجوك ارجوك ارجوك .

اللهم أجعله خير ..... أنتِ تحلمين يا مريم هيا انهضي وغتسلِ .... تصحصحت مريم وفتحت عينيها لترى والدتها بجانبها .
كنتِ تحلمين يا مريم .... لا لا لم أكن أحلم وسأثبت لكِ يالوالدة بأني لم أحلم .... لحظة سأريكِ صور الخاتم التي اعطانياها خالد ..... أين وضعتها؟!! ..... فتشت مريم عن صور الخاتم ولم تجدها ..... وايغنت بأنها فعلاً كانت تحلم .

خير أنشالله يا مريم ماذا حلمتي ؟ ...... مريم: أنا سأعترف لكِ يالوالدة، كان بيني وبين خالد تبادل اتصال ومودة وتقارب في كل شيء وحب وحترام منذ كنا صغار .... واتفقنا على ان يتقدم لطلب ييدي بعد الانتهاء من الثانوية .... كا خطبة فقط، وبعدها يفتش عن عمل بوقت لا يؤثر على سير دراسته الجامعية .

أم مريم .... لا اله الا الله .... اذاً الاوجاع ليست ببيت أم خالد فقط ولكنها ايضاً بمنزلنا ..... ذهبت يا خالد واخذت قلوب محبيك معك .... لا من امك ولا من ابنتي مريم ..... ولا من احوالي التي لا يعلم بها غير الله وحده .
يا ابنتي الغالية مريم ركزي على قراءة القرأن الكريم .... نصيحة الحب والافتقاد شيء ليس بالبسيط يا أبنتي  .... أسأليني أنا عن الحب والافتقاد يا مريم ..... عشت قصة حب شديدة مع والدك رحمه الله .... وعشت قصة افتقاد كبيرة جداً بعد وفاته ..... وها أنا اليوم اواجه نفس المشكلة ممثلة في أبنتي وصديقتي وعزيزتي مريوم، وحيدتي وونيستي في هذه الدنيا ، اجعلي عقلكِ وقلبكِ كبيرين، الله وحده من يعطي ومن يفتكر ويأخذ ..... ترد مريم: ونعم بالله يا الوالدة .

تحاملت مريم على نفسها وصبرت كثيراً ومرت الشهور وتخرجت من الثانوية ... ولتحقت بكلية مدينة مصدر بأبوظبي، لاسباب ايمانها بالبيئة وبالطاقة المتجددة .... وبعد مرور زمن تخرجت مريم بدرجات عالية ..... عرضت عليها (منظمة أيرينا الدولية) ومركزها أبوظبي - عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة .... بأن تلتحق بدورة خارجية بأمريكا لمدة ثلاثة شهور ..... أبتسمت مريم لهذه الفرصة العظيمة .

وعند عودتها للمنزل اقبلت على والدتها وحتضنتها وهي في قمة السعادة .... لدي خبر سعيد .... مدينة مصدر وبالتنسيق مع منظمة أيرينا الدولية عرضوا علي فرصة كنت احلم بها وهي دورة بأمريكا لمدة ثلاثة شهور يا الوالدة ..... هاه شو رأيكِ؟؟ .

أم مريم رأت الفرحة والسعادة بعيني أبنتها مريم وقالت في نفسها كم أنت كريم يا رب، اللهم أفرحها واسعدها واحفظها ..... مبروك مبروك يا مريم تستاهلين وهذه ثقة كبيرة جداً من الحكومة لبناتها ..... ثلاثة شهور يا مريم تنقضي بسرعة، ولكن بعد أن تعودين لارض الوطن عليكِ الالتزام بتكملة الدراسة الى ان تحصلي على الماجستير كما وعدتيني ...... اتفقنا؟..... مريم اتفقنا ولن اخذلكِ سا ترين من هي أبنتكِ مريم يا ام مريم .

مريم بالولايات المتحدة الامريكية، بمدينة بوسطن وبدورة (البيئة والطاقة المتجددة والنظيفة) التي تعقد بجامعة نورث ايسترن ..... مريم مواظبة على كل دقيقة بتلك الساعات الدراسية اليومية والمعدودة .... وتضيف على ذلك ساعات طويلة بالبحوث بمكتبة الجامعة وببعض المكتبات الاخرى وتراسل مكتبات أخرى عريقة، بالاضافة الى البحث الالي عبر غوغل، لتضمن عمل بحث يثري هذا التخصص والعلوم ... وهو تحدي لها .

وبمكتب ال DEAN عندما كانت تسأل عن البرامج الاضافية والحديثة وأستلامها .... صادفت أحد ابناء الوطن الاستاذ خلف الرميثي في علوم البيئة ومؤثراتها على الصحة العامة ، وهو شبه منهي لدرجة الدكتوراة، وفي مراحل تقديم رسالته للدكتوراة .
خلف: مرحبا الاخت مريم وكيف الحال ..... سمعت بأنكِ من الامارات ومن أبوظبي ومبتعثة عن طريق منظمة او وكالة أيرينا .

مريم : ما شألله عليك !! كيف عرفت كل هذه المعلومات عني وانا اعتقد بأنني غير معروفة ولم اصادف احداً من الامارات هنا بالجامعة ؟!! .

الاستاذ خلف دعيني اسهلها عليك يا مريم هناك على تلك اللوحة التي نعتبرها نحن جريدة الجامعة او لو حة الاخبار والمعلومات، وكل ماهو جديد او على وشك التخرج او طالب ابتكر طرق جديدة بمواد علمية تخدم الانسانية والعالم او تحد من التلوث توضع على هذا اللوحة يا مريم .... انظري هنا هاهو اسمك على الزاوية العلوية وجميع تخصصاتكِ ودرجاتكِ العلمية التي حصلتي عليها بالوطن، وقوة تعونكِ وملاحظاتكِ اثناء سير الدراسة هنا ببوسطن .

خلف: عموماً يشرفني ان التقيتكِ وأتعرف بكِ وبهتماماتكِ العلمية في مجالات البيئة والطاقة المتجددة ..... نعم سمعت عن اهتمام حكومتنا الرشيدة ودعمها اللا محدود في مجال البيئة والطاقة النظيفة .... الخضراء .

مريم: انا تشرفت بمعرفتك استاذ خلف، وارجو لك التوفيق عند تقديم بحثك على شكل رسالة الدكتوراة ..... مريم بطبيعتها خجولة ..... ووقوفها أمام الاستاذ خلف زادها ارتباكً وكان واضح عليها ذلك .
أنتبه الاستاذ خلف لرتباك مريم وخجلها .... وستعجل في وداعها على ان يلتقيها قريباً .... وقبل أن يغادر قال لها هذه بطاقة هواتفي فيما احتجتي يا مريم لأي شيء او مساعدة هنا ببلد الغربة .... لا تترددي بالاتصال بي انا اعرف بوسطن كما اعرف أبوظبي تماماً .... والان ارجو لكِ التوفيق ... وأعلم بأن لم يتبقى لكِ الا شهر واحد من مدة الدورة ..... مريم: مع السلامة  يا استاذ خلف .

مريم لم تعطِ اي أهمية لتلك البطاقة والارقام التي بها .... لانها تعلم علم اليغين بأنها لن تتصل به ..... حسب العادات والتقاليد المعمول بها .... ولن تحتاج الى أي مساعدة بسبب غطاء التسهيلات المتوفرة من مكتب شؤون الطلبة والمتابعة الاسبوعية من مندوبي منظمة أيرينا العالمية .

اقتربت نهاية دورة مريم ببوسطن، ولكن مالفت انتباه القائمين على الكلية المتخصصة في تلك العلوم كثافة بحث مريم وعمقه .... 780 صفحة وصورة مع 520 صفحة انشاءية من عمل مريم الشخصي ، وترتب على هذا البحث الغير مسبوق والمتوقع من اللجان المتخصصة والذي تقدمت به مريم انبهار تلك اللجان العلمية وتفاعلها مع البحث .... الذي بدورهم او صلوه الى عدت مؤسسات اعلامية متخصصة في شؤون الطلبه والدراسات ، وتم نشر اجزاء من بحثها في تلك الجرائد والمجلات ..... لجنة متابعة شؤون الطلبة بالجامعة أجتمعت بمريم وفاجئتها بأن هذه الدورة والبحث الذي قدمتيه للجامعة يكفي الجامعة أن اردتِ يا مريم انهاء الماجستير عبر المراسلة في ثمانية شهور أخرى ومن خلال بلدك أبوظبي - الامارات مباشرة .... وتمت كتابة التوصيات في ذلك الشأن وارسل نسخ منه الى جميع الجهات المتابعة، (ايرينا، ادارة مدينة مصدر، وزارة التعليم العالي، مكتب شؤون الطلبة بواشنطن بأمريكا .

عادت مريم الى ارض الوطن مع اسبوع راحة بجانب والدتها التي اشتاقت لها كثيراً .... ومن خلال ذلك الاسبوع رهن هاتف مريم .... الو ....من؟ .... انا سارة ودي اقابلكِ بمنزلكم.... مريم: ممكن أعرف سبب او اسباب الزيارة لو سمحتي؟ لا لا تفهميني غلط ..... أنا سارة الرميثي شقيقة الدكتور خلف الرميثي الذي تقابل معك يا مريم لمروة واحدة ببوسطن بالجامعة .... ساره الموضوع سعيد جداً ... وليس به ما يقلق البال ..... يا الله أخريني كيف اصل لمنزلكم وأي منطقة بأبوظبي ؟

مريم : متلعثنة: نحن نسكن بمنطقة المشرف بجانب الجامع الكبير الذي بوسط المنطقة وامام منزلنا عدد من أشجار النخيل وبوابة الفيلا لونها بيج مطلة على الجامع من الشرق رقمها 114 .
جرس الباب يرن ..... صعدت مريم الى غرفتها تركض ..... متوتره مرتبكه كأنها تعلم ماذا سيحدث وماذا يخبىء القدر لها ..... يا ميري (الخدامة) أفتحي الباب تقول أم مريم .... ميري تركض الى الباب وتفتحه .... منو أنتِ؟ ..... ميري تسأل الزائرة ..... أنا سارة الرميثي ... اتيه لمقابلة الانسة مريم ..... OK ....تعالي معي .....وادخلتها ميري الى وسط الفيلا بقاعة الجلوس المشبعة بالاثاث والروائح المحلية .

سارة للأم مريم السلام عليك خالتي ..... انا يايه اشوف مريم واقابلها .....وادري بأنها توها واصلة من أمريكا .... وودي أشوفها .

أنشالله الحين باتنزل من غرفتها .... أم مريم تردد يا مرحبا بالغاليه يا مرحبا بساره .... أنتِ صديقتها؟ .... أكيد من أيام الدراسة .

مريم تبحث عن أحلى ملابسها مع لمسات خفيفة من الميك أب وارسال شعرها الاسود الطويل على ذلك الجسم المشتاق للاحتضان والعناق من شريك العمر المنتظر .
زاد كل ذلك الترتيب في جمالها الطبيعي جمال ونزلت مريم كالاميرة ... وأضافت ابتسامة على وجهها، و بينت تلك الابتسامة كل معان الانوثة الساحرة لدى مريم .

تفاجأت سارة بكل هذا الجمال الساحر والطبيعي ..... وتذكرت شقيقها الدكتور خلف عندما قال لها هذه البنت تخبىء كنز من الجمال والعقل والثقافة .

بعد الترحيب وشرب الشاي والقهوة وأكل بعض الحلو من صنع انامل مريم ومرور ساعة تقريباً ..... قالت سارة أنا هنا لأخذ رأي مريم في مشروع زواجها من شقيقي الدكتور خلف .

يا مريم أنتِ سبق لكِ وقابلتِ الدكتور خلف شقيقي ببوسطن ل 20 دقيقة فقط خارج مكتب ال DEAN  هناك وأكيد أنك كونتِ عنه فكرة بسيطة في تلك ال 20 دقيقة .... شكله، طوله، المستوى الثقافي والعلمي .

مريم أرجوك يا سارة أن تعطيني أسبوع أفكر وأصلي أستخارة .... كما تعلمي موضوع زواج ليس بالموضوع الهين ... ويتوقف عليه العمر كلهُ

ساره : هذا رقمي يا مريم اتصلي بي او ابعثيلي رسالة تؤكد قبولكِ لهُ أو حتى الرفض ... ارجوك يا مريم لا تخجلي وعتبريني مثل أختكِ ... ولا تعتبريني غريبة عنك ... عموماً سأكون بالانتظار يا مريم .

مريم: أنشالله يا ساره ..... مريم تفكر تفكر في نسيان الماضي الميت ومواجهة المستقبل الحي والدنيا فرص .... وشاب وسيم ومتعلم بدرجة دكتور من ارقى جامعات العالم .... وأكيد المستقبل يخبىء الكثير من النعم والمفاجأت السارة بأذنه تعالى .

أم مريم: يا مريم منو هذا الدكتور الي تطريه ساره ..... الدكتور خلف الرميثي شقيقها ويطلب يدي من خلال شقيقته ساره .... ليتزوجني او أكون زوجة لهُ ..... أم مريم: ما شألله بالمبارك يا مريم .... ووين باتلقين أنسب منه ... دكتور ومواطن وابن عائلة طيبة اصيلة ..... هذه فرصة يا أبنتي لا تتعوض .... والفرص لا تتكرر ... وانا متأكده بأن ألله يحبكِ وأرسل الدكتور خلف لكِ لتتزوجيه ... الله يهنيكِ يا مريوم ..... ترى أنا كبرت وأتمنى شوفة أعيالكم  .

مريم صلت استخارة عدت مرات ..... وبعد مرور خمسة أيام أتصلت بساره ..... انا موافقة يا سارة .... وبعد شهر الخطبة الرسمية .... بسبب بعض الدراسات التي تقوم بها مريم لمدينة مصدر بأبوظبي .... كما تعلمين يا ساره .... اذاً موعدنا بعد شهر للخطبة الرسمية وبعدها نحدد موعد الزواج ..... يا مريم .... عموماً سنزوركم انا وأم خلف وباقي أخواتي قبل الخطبة لتراكِ الوالدة وتتعرف عليكم أيضاً .

مر الزمن وتزوجت مريم بخلف .... شهر العسل اسبوعان بسويسرا منطقة سانت موريس مقاطعة أنقادين .... من أجمل مناظر العالم بها ورتفاعاً بالعالم ..... مرت تلك الايام ال 14 وكلها عسل في أحلى عسل .... ومن اجمل فترة عسل ممكن أن يتخيلها الانسان وخصوصاً في العسل .

بعد مرور ثلاثة شهور على الزواج .... خلف: حبيبتي أنتِ تحلمين كثيراً عندما تنامين بعمق !! ..... وتهذين بشخص أسمهُ خالد كثيراً !!! ..... وأنا حسب علمي ليس لديك شقيق او أبن خال او أبن عم أسمهُ خالد!! 

الدكتور خلف: هل هناك ما يستدعي ان تخبريني عنه؟ .... لكي ابتعد عن الشك ....أم أنتِ مضغوطه من أحد؟ أم تعرضتِ لموقف ما بالماضي مع أحد أسمه خالد ... ولا زلتِ تحبينه او تخافينه؟ .....أنا زوجكِ الان وعليكِ مصارحتي عن الماضي .... وعن هذا المدعو خالد الذي يشاركني زوجتي وحبي .

مريم: يا حبيبي خلف بدءنا نغار من الاحلام .... والم تحلم أنت في حياتك؟ ..... قد يكون هذا حلم بسبب هذه المسلسلات التركية والسورية الطويلة .

الدكتور خلف: ولكن هذا الحلم يراودكِ ويعاودكِ كل ليلة تنامي فيها وبشكل واضح ..... هناك جمل حب كثيرة وهناك انتظار لهُ ! ...واشياء أخرى !!!

الدكتور خلف: مسكينة زوجتي كيف احاسبها على احلام وهي مجرد أحلام .... كم أنا سخيف ...... هذه حبيبتي وزوجتي مريم .

باليوم التالي وصل الدكتور خلف من العمل وصعد الى الغرفة لتغيير ملابسه ويستعد للنزول والغداء مع الغالية مريم الحبيبة والجميلة ..... يا ربي الغداء سيبرد .... تأخر بالغرفة ..... ومن تحت الدرج مريم تنادي زوجها يا خالد ياخالد الغداء برد يا لله انزل ..... الدكتور خلف ايسمعها بكل وضوح وهي تنادي على خالد وليس خلف ..... غير رأيه ولبس الثوب ..... ونزل لمغادرة الفيلا بدون رجعة .... وبعث بعد ثلاثة ايام بورقة الطلاق لها ....... انتهت .

محمد غيث بن مهاه










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق