الأحد، 13 يناير 2013

ليوا و نهر الخير ونصف ساعة حلم .

حلمت بعد وجبة غداء كبيرة ، ومن خلال القيلولة بنهر يتخلل محاضر ليوا ، من حميم الى عرادة وما بعدها .

كانت ايام صيف حارة واكثر من حارة فوق عادتها، وكانوا اهالي المحاضر مترددين على النهر ذهاباً واياباً، والنهر مرات مرتفع واخرى منخفض، احياناً عاتياً قوياً واحياناً اخرى يتحول الى السنة وجزر رملية صغيرة، وهناك كثبان رملية ترابية تزحف على اطرافة كأنها ترغب في تخبية هذا النهر، والماء يتملص ويتلوى خلالها في عناء ليواصل مسيرته الطويلة .

بين المحاضر والنهر ، هناك شريط طويل من النخيل (غابة نخيل) التي تبدو كالحة على جذوعها الكربية المصفوفة عشوائياً، والصيف يأتينا مبكر عن كل عام، وبقى طويلاً كضيف ثقيل على بخيل لاءيم، وعم الناس ضن بأن موسم الرطب والتمور سيكون في اعلى انتاجيته هذا العام او الموسم، وفي كل صباح يخرج الاهالي ليشاهدوا ذلك النهر المتدفق والكبير، وكان هناك من يخرج فيهم ليوصيهم بزيادة زراعة (الصروم والمانجا والليمون  والخضروات على انواعها) ، واحد الموجودين كان يقترح على الحكومة بأستيراد الاحجار لرصف ضفتي وحواف النهر لضمان عدم طفحه واغراق المزروعات .

وكانت الاهالي يتبادلون الثرثرة واصواتهم تسمع من مسافات طويلة ، وخصوصاً (الحريم ) النساء والاطفال، صراخ واغاني بين تلك النسوة، وفي كل صباح كان هناك احد الاشخاص يدعى عبيد لمحيربي اتى ببانوش وله شراع ابيض، وكان يمارس هوايته بشكل يومي يمر على تلك المحاضر بذلك المركب الصغير ذهاباً وعودة، ولكن الشراع والمركب اعطى ذلك النهر منظر خلاب وبالخلفية تلك الغابات من النخيل والمانجو (اشجار الهمبا)، واما الشباب فلٍ منهم نصب خيمته على ضفاف النهر، ومن مسافات بعيدة تسمع خليط الاغاني، هذا يرفع صوت اغنيته المفضلة والاخر كذلك، والاشياء الاخرى المكملة للمنظر الخلاب هي مأذن المساجد الجميلة ذات الارتفاعات المختلفة.

وبعض الامهات كانت تخشا على اطفالهن الاقتراب من النهر، الا ام عبيد المحيربي التي كانت تخبز وتعجن وتوزع على الجيران من اللقمات والقروص المحلاة بالتمر، ولكن الموسم لازال صيفاً وعلى بعد مسافات قليلة هناك رمضاء وسخونة وحرارة، وكانت الناس تدعي الى ربها ان يمطر كل تلك الاجواء، وفي اليوم التالي بأرادة المولى تكومت سحب رعدية ماطرة على ليوا كلها وستمرت اسبوعان، وتسببت في طفح ذلك النهر في بعض جوانبه التي لم تعالج بشكل يمنع طفح المياة ، وانخفضت درجات الحرارة اكثر من اثناعشر درجة، وبتلت تلك الرمضاء الحارة الحارقة.

ارسلت الحكومة مجموعة من المهندسين لدراسة انسب موقع لسحب المياة منه عبر انابيب كبيرة لباقي المناطق وباقي الامارات، وللتوجة عموم المواطنين للزراعة، واعادة الروح لتلك المزارع المتوقفة عن الزراعة بسبب عدم توفر المياة الجوفية، اما الوفد الجديد كان يتحدث عن انشاء بحيرة سياحية كبيرة، واخرى بحيرة كبيرة لتربية الاسماك (اسماك المياة الحلوة)، وكانت الاهالي تتحدث عن نهضة عمرانية كبيرة ، يقال بأن تمت الموافقة على انشاء عشرة فنادق ومتنزهات واشياء اخرى كثيرة، وستبشرت الاهالي خيراً، واما المسئولين فنقاشهم يدور حول انشاء مدن كاملة على جوانب النهر، واحدهم يكرر تلك المدن ستكون بمثابة باريس ولندن والقاهرة، لانها مدن بنيت على ضفاف الانهر بدولها .

اما انا فكنت اتخيل مدينة عصرية وجديدة بالكامل و(اسمها ليوا) وكان يقال بأنها ستكون العاصمة الجديدة لابوظبي والامارات والخليج، وفجاءة اسمع اصوات مدافع ورماية واصوات بشرية مرتفعة تنادي علي . وانتبهت بأن هناك من يضرب على الباب ليوقضني من ذلك الحلم الجميل، كانت لدي فكرة لهم ولم اسلمها قبل ان استيقض من غيلولتي، كان ابني زايد على الباب هيا يا بابا الى المزرعة .

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق