الأحد، 13 يناير 2013

زواج عويش من بو محمد .... قصة قصيرة

اهتمامه بي ونظرات الحب منه بددت كل مخاوفي وجعلتني كطفلة صغيرة تنصاع لما يطلب منها .

اجلسني معه وبقربه واخفى يدي بيده ، ومن ثم قبل يدي المرتجفة وركز علي وقال، بومحمد هل تقبلين الزواج مني؟،، عويش ، اومأت برأسي وقلت (نعم) .

بومحمد لكن لدي بعض المطالب يجب الحصول على موافقتك عليها قبلاً، وهي اولاً ان تحبي والدتي وأولادي من زوجتي الاولى، ثانياً، أن تحترمي رغبتي بالخروج منفرداً مع أصدقائي، ثالثاً، ان توافقي على عدم الانجاب لانني لا ارغب في تكوين عائلة من جديد .

عويش: وافقت على الفور دون أي تردد. عويش: خمس سنوات مرت الان على زواجنا، صرت أنظر بعدها الى تلك الشروط كأنها قيود يستحيل علي احتمالها، فوالدة بومحمد لا تترك مناسبة الا وتكيل لي اللوم لتحطيم زواج ابنها، وأبناؤه الذين لم يغفروا لي التسبب بطلاق امهم، يرفضون لقائي أثناء قضاء عطلتهم في ليوا.

عويش: صحيح أنني تعهدت لبومحمد بأن أحب عائلته، لكن فاته كما فاتني أن الحب لا يفرض بل ينبع من النفس والقلب، لذا كان علي التعهد باحترام ومراعاة مشاعر عائلته لا أن احبها، أما شروط احترام رغبته بالخروج منفرداً، فقد أصبح مصدر قلق وشك كبيرين بعدما طالت الفترات التي يقضيها خارج البيت، فلم أكن قد نسيت بأننا كنا نلتقي خلال تلك الفترات قبل أن يطلق زوجته، اما الشرط الثالث فلم يعد بأمكاني التقيد به حين انظر الى ابومحمد صباح كل يوم وأراه يتقدم بخطى سريعة نحو الشيخوخة، كما أرفض ان يعتبرني الناس عاقراً .

اضف الى كل ذلك لوم أمي لي لعدم التخطيط لمستقبلي وانجاب طفل، لم أعد احتمل كل ذلك، شعرت بالاختناق، كان علي أن أفتح قلبي  لبومحمد وأصف لهُ هواجسي ، بدلاً من التوغل في ذلك الجو المتوتر الذي أخذ يسيطر على حياتنا كلما رأيته يخرج وحيداً في المساء ، لكن علي أن أضع شروطي هذه المرة .

يابومحمد، أود أن نتحدث عن علاقتنا وحياتنا،،، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ولمع بريق ارتياح في عينيه، وقال بومحمد، هذا ما كنت أنوي فعله أيضاً،،، عويش لم أحتمل غيابك الطويل المتكرر،،، اطرق برأسه بومحمد ثم اشعل سيجارة ، وصار ينفث دخانها بصوت مرتفع ينم عن تبرمه .

عويش، قلت صحيح أنني وافقت سابقاً على ذلك، لكن غيابك قد فاق الحد،،، هز رأسه بومحمد دون ان ينبس بكلمة،،، عويش، اريد طفلاً، لم يعد أحتمل نصائح الناس لي لاستشارة هذا الطبيب أو ذاك وكأنني السبب في عدم الانجاب،،، نظر الي بومحمد ملياً كأنه يراني لاول مرة لكنه لم يتكلم، جن جنوني وقلت،،، بالتأكيد لا يهمك أمري لكن  علي ان أفكر بمستقبلي لان أولادك يكرهونني .

قال بومحمد بهدوء: ماذا تريدينني أن أفعل؟،،، عويش : تدعني،،، قاطعني قائلاً حسناً حسناً ، أنتِ طالق،،، نظرت اليه غير مصدقة ما أسمع، هيه ، ومن هي المرأة الثانية، هل هي أجمل مني؟،،، هز برأسه نافياً،،، أذن؟؟،،، بومحمد ، انها مريم زوجتي،،، عويش: صعقني كلامه، قال انها زوجته دون ذكر كلمة السابقة،،، يبدو أنه لم يكف يوماً عن أعتبارها زوجته الوحيدة،،، وما انا سوى عشيقة لفترة من الوقت فقط،،، وقلت بأسى،،، وحبنا يا بومحمد؟،،، ورد بومحمد ،، لم يكن حباً، بل كان مجرد افتتان أو انجذاب، سميه ما شئت، الحب الحقيقي هو الانسجام الروحي والجسدي بين اثنين، وأنا لم أكف يوماً عن النظر اليك كفتاة صغيرة، وكلما تقدمت بالعمر شعرت بثقل فارق السن بيننا وصار الخوف من المستقبل يلاحقني ليل نهار .

ومع زوجتي السابقه اشعر بالارتياح .

بن مهاه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق