الجمعة، 24 أكتوبر 2014

خولى حلمت بمنامها ..... قصة قصيرة

خولى في حلمها قالت : لعائلتنا موروث عجيب، وهو ليس عادة أو توصية أو حرز أو حتى خرز، ولا بندقية أو خنجر ذات قيمة ولا هو صرار لؤلؤ .

في حلمي أكتشفت بأن لنا برقع، وهذا البرقع متوارث من خمس جدات تقريباً، وهو ملفوف بين بين طيات مجموعة كبيرة من اوراق الكتب ليحتفظ على حاله أو يبقى في حالة جيدة كل هذه المدة ... تقريباً 200 عام .

قالت خالتي بأن الوالدة أوصتها عندما تصل أكبر بناتي الى سن السابعة عشر عليها لبس هذا البرقع في المناسبات السعيدة وغير السعيدة، وعليها عدم لبس البرقع بدون مناسبات كي لا يستهلك .

وأكملت خولى عن حلمها: تقول عندما ألبس ذلك البرقع تتغير شخصيتي، أتحول إلى أمرأة كاملة أو أمرأة ذات نفوذ وثقة كبيرة، ويرتفع مستوى ثقافتي ويكثر صف الجمل الطويلة والمقنعة، كأني دكتورة بالجامعة وأمام عشرات من الطالبات، حاوت أفهم السر المخبى في هذا البرقع، تقول كأنه يخدم كل الازمان بالقوة الكامنة فيه، يزيد المثقفة ثقافة وحكمة كما زاد من كانوا قبلي حكمة ورضى وبعد نظر وحسن إدارة لتلك المنازل والعشيش القديمة، هذا مع العلم بأن زمام من تصل إلى السابعة عشر تتزوج، ولا أعلم ماهو مفعوله في الحياة الزوجية أيضاً، عله يزيدهن جمالاً، أو يجعل الرغبة عند رجالهن لا تتوقف أبداً .

وتكمل خولى: بأنها أخذته مرة إلى الجامعة معها، لتلبسه في مناسبات تنكرية، وتقول تفاجأت بأني في إلغاء الكثير من المحاضرات على الطالبات، وموضوع تلك المحاضرات عن مستقبلهن وكيف يستقبلن الحياة بعد تخرجهن وهكذا، ولاحظت تغير وجوه صديقاتي وزميلاتي، وتكمل أصرت واحدة من صديقاتي إلا أن تلبس البرقع، وبمجرد لبسها للبرقع تحولت إلى شخصية ساحرة شريرة تطارد البنات في ساحة الجامعة وممرات المبنى، وعمرنا لم نألف هذه البنت  بهذا النشاط الخطير وتلك النظرة الشريرة، ونعرفها جيداً هي من النوع الخجول ايضاً، ولكنها بعد المطاردات وتقف وترقص مع صراخ حاد كأصوات الديك الرومي ، ثم طلبت من باقي الصديقات بالأنقضاض عليها ونزع البرقع عن وجهها تحاشياً لأي مكروه قد يحدث لها .

وتقول خولى: تأكد لي بما لا يجعل مجالاً للشك بأن هذ البرقع مسحور أو به قوة لا يتحملها إلا الشخص العاقل والواثق لتخدمه بكل ثقة، أم أن عائلتنا هي فقط من يتجاوب معها بشكل صحيح أو تتحمل قوة سحره أو تأثيره، ولكن لايزال الشك يراودني في أن أقوم بمحاولة أخيرة مع سيدة عاقل وكبيرة لأتأكد بأني لا أُبالغ في هذه الامور التي قد لايكون وجودٍ لها، وارجو أن لا وجود لها فعلاً .

قالت: عملت إعزومة بالمنزل للدكتورة شيرين (دكتورة التاريخ) بنهاية الاسبوع مع بعض الصديقات، لنتأكد إن كان الموضوع (سحر او قوة البرقع ) هي صحيح موجودة أم لا (خرافة) ، طبعاً الدكتورة شيرين لاتعلم بالموضوع حسب إتفاقنا، صباحاً أنا إتصلت بأحد الفنادق لعمل بوفية بالمنزل ليكون عشاء مناسب للدكتورة شيرين، لأننا صراحة نبادل هذه الدكتورة إحترام شديد وكبير، نسبة لتواضعها وطيبة قلبها وجمال إبتسامتها الصادقة، هي متزوجة ولديها أطفال وزوج دكتور بأحدى الجامعات ايضاً .

أكملت: طلبت من صديقتي حصة أن تأتي بالدكتورة شيرين في طريقها إلى لمنزلنا، وعددنا مع الدكتورة خمسة، وأيضاً غداً هو يوم الجمعة، والبوفية بجانبنا ... يعني السهر سيطيب مع البرقع إن كان فعلاً لهُ مفعول سحري في هذه الليلة ... وفي هذه اللحظة كل ما وصلت إحداهن يزيد توتري ... وكيف سأقنع الدكتورة شيرين بأن تلبس البرقع ... سنأتي ببعض الصور القديمة وسنفتح موضوع عن البراقع الجميلة، وستنتقل الصور بين البنات والدكتورة، مع خلق قصة بأن كل من يلبس البرقع ، البرقع يظهر عيون التي تلبسه في غاية الجمال، والبرقع هو الوحيد الذي يظهر العيون إن كانت جميلة أولاً، وصلوا جميعاً مع الدكتورة شيرين وكانت تلبس مستان قصير إلى الركبة، تقول صديقتها سلامة كانت متحمسة للموضوع ومشتاقة لترى ردة الفعل، أتت سلامة بألبوم الصور القديمة وبدأت في عرض تلك الصور على صديقاتها وللدكتورة ايضاً، وشرحن للدكتورة بأن العيون الجميلة لا يظهر جمالها الا عند لبس البرقع، لأنه يغطي الوجه كاملاً ولا يظهر الا العيون برموشها الجميلة وهكذا يتلألأ جمالها .

فجأة قالت الدكتورة: أنا صحيح في بداية الاربعينات ولكن عيوني تبقى جميلة حسب كل من رأأني زمان أو حتى اليوم .

ردت سلامة: لا يادكتورة، هو البرقع فقط من يحدد إن كانت عيونكِ جميلة أولاً (محاولة يائسة لأقناع الدكتورة على لبس البرقع) يعني علينا البحث عن برقع لنتأكد من كلام الدكتورة، هو صحيح عيون الدكتورة فيها بعض الشقار وواسعة ولكن لا بد من البرقع، علماً بأن البرقع الان يعتبر من التاريخ، والدكتورة متخصصة بالتاريخ .

الدكتورة شيرين: شوقتوني، يالله يا بنات أعطوني برقع لأرى جمال عيوني....  سلامة يالله يا خولى شوفيلنا أحد البراقع القديمة من براقع الوالدة ألله يرحمها إذ أمكن ذلك لو تكرمتي مع مراية لنحكم إن كان تلك العيون التي بها حورُ جميلة أم لا .

قامت خولى وأتت بالبرقع الخطير او المسحور او سموه ما تريدون، الدكتورة أنا دكتورة تاريخ ولا تعلموني كيف يُلبس البرقع، واوضعوا المراية بقربي .

تقول خولى: بمجرد أن لبست الدكتورة البرقع وشدته على رأسها .... حتى التزمت الصمت ومن ثم بدأت في التمايل والغناء ، ثم بدأت في تكرر جملة (قلت لك  بأني جميلة) والغناء كان عبارة عن همهمة ونمنمة ، ثم صرخت (أقولك أنا أجمل من سوسن، وأنا سأسعدك، وكل ما تبقى سنتان على تخرجنا وسنتزوج يا حبيبي ) وأجهشب في البُكاء ووقفت وسحبت فستانها إلى الاعلى، ورددت ناظر جسمي اليسَ أحلى من جسم سوسن، وعادت تغني أحدى أغاني فيروز !

جميع الصديقات يناظرن بعضهن بعيون زائقة (كأني بهن يقولن مستحيل ما يحدث، وقصة هذا البرقع لها كل هذه المفعول السحري) .... لا لا هو ليس مفعول سحري ولكن محتمل أن يكون مفعول نفسي من خلال طاقة غير ملموسة أو مرئية .

صديقتهن العنود: تقول إن كانت القوة غير ملموسة، بماذا تفسرون ما نرى ونلمس؟ وإن كانت غير مرئية، هل لكن أن تفسرن ما يحدث أمام عيني الان من تأثير؟ وماذا يعني أن تقوم أحدى المعلمات بدرجة دكتورة وتعمل في جامعة مرموقة وخارج موطنها، بأن تنتقل من حالة الوعي والاحترام أمام طالباتها إلى حالة الاوعي وإلى الرقص والغناء وحسر ملابسها، مع البُكاء وتشرح قصة حبها قبل التخرج .... على ماذا يدل كل هذا؟!!

سلامة: لايجب أن يتوقف الامر عند كل ما رأيناه، بل يجب أن يتعداه إلى عمل أختبارات لذا الشيء (البرقع)، نحن أجيال جديدة ولا نؤمن بهذه التفؤهات والخزعبلات والغير معقول، لابد أن نوسع نطاق بحثنا في عالم الروحانيات والتأثير النفسي، عليكم أن تعرفوا بأني بنت لاتؤمن بكل هذه الشيطنة، ولا عائلتي، ومهما حاولت أن افسر لهم ماحدث او مارأيت .... معقولة ممكن يحدث ما حدث ؟؟؟

 تقول سلوى: أرجوكن أن تنتبهن، المسألة لا تنتهي في منزل خولى، بل تتعداها إلى لجان بالجامعة ومختبراتها، حقيقة ما إكتشفت صديقتنا خولى هو كنز علمي قد نحصل على الكثير من الدرجات والتقدير والكثير من العرفان، سوا كان من الجامعة أو من جهة متخصصة حكومية أو غيرها، لابد أن يتدخل العلم في هذه الحالات التي إن بحثنا لها عن تسمية قد لا نجدها، عموماً أرجو ان يكون الموضوع سر بيننا، إلى أن نتأكد منه لمدة ستة شهور، ونعمل بحثنا الخاص حوله أولاً، إلى أن نتشبع منه مراراً وتكراراً، أرجو أنكن فهمتن ما أقصد .

سلامة: نعم نعم فهمنا كل كلمة قلتيها يا سلوى .... يا خولى أرجوكِ أخذ البرقع بعيداً عن الدكتورة قبل أن تجن أو تستخف علينا .

أنشألله قالت خولى : سحبت البرقع عن الدكتورة شيرين، ووقعت الدكتورة مغشياً عليها، أو كانت نائمة، عموماً هي حالة كحالة النوم التي أصبتها بعد البرقع .... ثم رددت خولى دعوها تنام لساعة أو أكثر أو أقل .... ولا ضير إن نامت إلى يوم غداً الجمعة حتى . البيت بيتها .

سلوى: ماذا أو كيف ستفسرون لها نومها بعد أن تصحى منه؟

خولى: لا عليكِ بعد أن تصحى ستنسى كل شيء وتكون بخير .... والان هيا بنا إلى البوفيه قبل أن يبرد .

على البوفيه ببيت خولى قالت العنود: بعد مرور مدة من دراسة البرقع أو برقع جدة جدة جدتكِ سنطلب مقابلة مع بعض الدكاتره ، يعني لجنة منهم ونطلب متطوعة بشرط أن تلبس جينز كي لا تفضحنا أمام الدكاتره الرجال .

ردت سلامة: يا صديقاتي أنا سرحت بتفكيري في الموضوع، ماذا لو تطور الموضوع أو موضوع البرقع إلى أن يختبر من قبل دكاترة جامعات عالمية ومختبرات الخارج؟ ....  ولدي شعور بأن بعض مستشفيات العالم ستستعين بمفعول هذا البرقع .... أو أن هناك استثمار كبير ينتظرنا بالملايين (وبمجرد أن ذكرت سلامة الملايين توقفن جميعهن عن الاكل وضربهن نوع من السرحان المؤقت)

العنود: يكفينا أكل من البوفية، شكراً يا حبيبتي يا خولى على هذا الاكل الطيب .... وأكملت ... الان علينا إيقاض الدكتورة شيرين من نومها المفاجىء بسبب البرقع .... لحظة .... أرجو عندما تستيقض من النوم علينا أن نتفق على أنها طلبت ترتاح قليلاً فنامت، وأتفقنا أن ندعها تنام لساعة أو إثنتان بسبب يومها الطويل والمرهق والشاق بالجامعة .... إتفقنا؟ وردن جميعهن إتفقنا .... وطلبت العنود من خولى ماء بارد لترشه على الدكتورة شيرين .... ثم استفاقت الدكتورة 

الدكتورة: أنا فين؟ ونمت ليه؟

سلامة: واضح بأنكِ تعبانة على طول اليوم يا دكتورة، (إختلقت قصة لأقناعها) العنود كانت تشرح لنا عن زيارتها لأوروبا، وعن تلك المناظر الجميلة، والمدن وبحيراتها والجبال وسفوحها، وفجأة أنتِ نمتي يا دكتورة شيرين، طول يومكِ تدرسين وطول ليلك مراجعات لبحوث وأعمال الطالبات وتصنفين اعمالهن الدراسية، كان الله في عونك يا دكتورة .... يا خولى الدكتورة في حاجة لفجان قهوة الان لنضمن عدم عودتها للنوم مرة أخرى .

الدكتورة شيرين: أنا جداً أسفة، لم أكن أعلم بأني تعبة إلى هذا الحد .... علماً بأني نمت ساعتان بعد الظهر بالمنزل قبل أن أجهز نفسي لزيارتكن .

سلامة: في سرها: ها ها، هذا كله من مفعول البرقع يا حبيبتي يا دكتورة يا شيرين يا هانم، وما خفى كان أعظم، هز يا وز، وشلحني يالي بتعرفني .

الدكتورة: الساعة كم دلوأتي ؟

خولى : 12,30 ليلاً .

الدكتورة: يا خولى أنا علي أن أعود إلى المنزل الان .... صراحة تأخرت كثيراً، وأوعدكِ  بزيارة أخرى بأذن ألله .... يا حبيبتي .

خولى: أتفقنا .... ولكن عليكِ أخذ كل عشاكِ وأيضاً للبيت من البوفية .... أعطيني عشر دقائق لأقوم بترتيب العشاء بالحافظات ... ومع الحلو يا دكتورة .

خولى تنادي الخادمة ميري: رتبي وضعي هذا وهذا وذاك والكيك مع أم علي يحبونها المصاروة ، وزيدي في الكميات لن يأكل البوفية أحد بعد الان .... ونقليها لسيارة سلوى لتوصل الدكتورة إلى منزلها .

الدكتورة: هذا كتير يا خولى ومن سيأكل كل هذا ؟؟

خولى: ما عليك .... أعطي جيرانك ..... أنتي غالية يا دكتورة شيرين وايد علي أنا خصوصاً .... وأرجوكِ لا ترديني .... كما تعلمين جزء كبير من هذا البوفية سيرمى .... وسلميلي على أبو لعيال ... زوجكِ الدكتور .

بعد نصف ساعة غادر الجميع، وبقت خولى بمنزلها، قبل أن تنام تحدث نفسها .... ما كل هذه التطورات بسبب برقع جدة جدة جدتي، والا بعد أن عرف الجميع بالسر الكبير والخطير والعجيب والغير معقول! ... كيف أستمر في كل هذه التطورات؟ يعني القادم في موضوع البرقع محير ولم أحسب حسابه أبداً، أو بالأحرى أنا إلى الان مصدومة ليس عن البرقع ، ولكن عن مستقبل تطورات الصدمات الكبيرة مع اللجان التعليمية، وماذا سيقول عني مدير الجامعة أبو عبدألله؟ هل أتيتِ بكتشاف جديد أم أتيتِ بلهو فاضح للجامعة ومضيعة للوقت ...... ألله يستر قالت وذهبت تنام .

اليوم التالي: يوم الجمعة .... بعثت خولى بأيميل إلى مسز جون ... نائبة مدير الجامعة ومديرة شؤون الطلبة بالجامعة .... وكانت تبحث تبحث خولى عن رقم موبايل مدير الجامعة (أبوعبدألله) ولم تكن تتوقع أن تحصل على رقمه .... وقالت يالله هي محاولة، خمس دقائق وردت عليها مسز جون  بأيميل يحتوي على رقم الموبايل والفاكس والايميل الخاص بالمدير أبوعبدألله .... وقالت .. واو .... نعم الاجانب عمليين ويختلفون عن العرب، لو كانت عربية لما أرسلت حرف واحد .... لذلك أنا أحترمهم جداً وأحترم فيهم أحترامهم للبشر ..... سأرسل رسالة نصية لبوعبدألله مدير الجامعة ... أطلب فيها مقابلته في أقرب وقت ممكن إن سنحت ظروفه .

بعد قليل وصل الرد من أبو عبدألله مدير الجامعة.... مرحبا يا إبنتي خولى .. أنا على أتم الاستعداد لمقابلة جميع الطلبة والوقوف على طلباتهم وإقتراحاتهم ودراسة شكاويهم وعتماد الحلول المناسبة لها .... وبأذن ألله موعدنا يوم الاحد القادم الساعة الحادية عشر بقاعة الاجتماعات بحرم الجامعة .... وأرجو أن لا تتأخري عن الموعد يا خولى ... علماً وقت الاجتماع لن يطول عن نصف ساعة .... شكراً مع السلامة .... إنتهى الايميل.

خولى : تردد أنا ليس عندي ما يستاهل أن أخط كتاب لهُ أو رسالة، هو مجرد برقع مع قليلاً من الشرح الشفهي عنه .... لا لا الشرح الشفهي لا يظهر الحقيقة، لابد من شرح عملي، المسئلة أكبر من كل الشروحات، بل هي مفاجأة ستهز الجامعة وستهز المجتمع بأكمله ..... عموماً يوم الاحد ليس بعيداً .... قالت سأرسل رسالة نصية وأطلب ساعتان من وقته ... نصف ساعة لا تكفِ أبداً .... وارسلت رسالتها النصية الثانية لهُ ... وبعد قليل وصلها الرد (سأعطيكِ كل الوقت إن كان الموضوع يستأهل كل هذا الاصرار يا إبنتي) مع السلامة ..... إبتسمت خولى لأحساسها بالرضى والسعادة في كل هذه الخطوة الكبيرة من التواصل مع الادارات العليا بالجامعة .... وبعثت برسالة إلى صديقتها سلامة والعنود وسلوى تخبرهم بموعد المقابلة مع أبوعبدألله مدير الجامعة، ونبهتهن بأن يكونن على استعداد في حالة طلبهن أبوعبدالله  للشهادة على الموضوع، وردن كلهن عليها بأنهن على أتم الاستعداد في حالة طلبوهن لتأكيد ما رأن بمنزل خولى .... عموماً هن باركنَ هذه الجراءة في تواصلها مع مدير الجامعة بخصوص موضوع البرقع .

يوم الاحد صباحاً، الساعة العاشرة والنصف .... خولى مع صديقتها سلامة بجانب سكرتيريا قاعة الاجتماعات .

خولى: لابد من أن تكون بداية فتح الموضوع مشوقة أو لافته للانتباه لتكون مفتاح الاستمرار في الاجتماع مع جذب مستمر لأنتباه أبو عبدالله .

سلامة: لا تتحيرين .... سيسهلها رب العالمين ... أنا متأكدة بأن الامور ستكون شيقة لبوعبدالله ومسز جون وكل من سيكون معنا بالاجتماع .

السكرتيرة: مس خولى .. مستر ابوعبدالله أند مسز جون أر ويتنج فور يو إن ميتنج رووم.

خولى: ثانكيو تيرا .... أوه ... أي لايك يور هير ستايل تيرا .... واو يو أر فيرست ون تلينج مي ذات ..... ثانكيو .

سلامة: يلا .... حشرتينا هير ستايل وهير ستايل .

فتحن الباب بو عبدالله مدير الجامعة دكتور كبير، ولكن قصير القامة وضعيف البنية.

خولى: صباح الخير يا بو عبدالله، قود مورننج مسز جون .... أي نو مسز جون كان سبيك أربيك .

خولى: موضوعي يا بو عبدالله كبير جداً إلى درجة أنك لا تتخيله أبداً، وأنت تعرف بأني يتيمة الوالدين وأعيش مع خالتي، عموماً قبل ستة شهور خالتي أعطتني صندوق حديدي قديم وقالت هذا كل ما تركته والدتكِ لكِ، ومن خلال بحثي وتفتيشي في داخل الصندوق كانت هناك بعض الملكيات لبعض الاراضي وبعض الذهب القديم ، ولكن في أحد الكتب وجدت برقع جدة جدة جدتي حسب ما ذكر، وموضوعنا في هذا الاجتماع سيدور حول هذا البرقع يا بوعبدالله .

أبو عبدالله: كل هذا الاجتماع ومع مدير الجامعة بسبب برقع نسائي .... يعني بعيد عن الجامعة أو طاقمها التعليمي .... وقد يكون بعيد حتى عن أي أمور تعليمية يا خولى .... ويناظر مسز جون ويضحك .

سلامة تتدخل: لا يا بوعبدالله ، الموضوع أكبر مما تتخيل، الموضوع إكتشاف عظيم، وقد يخدم في الطب والامن وما علينا الا أن نتعامل معه في الامور التي نكتشفها .

أبو عبدالله : شوقتوني، فسروا أكثر، أو عطوني أدلة أو نتائج أو ما شابه .

خولى : حاضر يا بو عبدالله ... هذا البرقع لديه طاقة كبيرة وما علينا الا أستقلالها لصالح المنفعة العامة ..... ومسز جون واضح بأنها مهتمة بالموضوع ... نشطة ماشألله عليها .... ومن متى يا بوعبدالله إنضمت مسز جون لفريق الجامعة ؟ 

أبو عبدالله: من سبع سنوات ... أنسانة محترمة جداً وواقعية ولها الكثير من الدراسات والبحوث والكتب والاتصال العالمي التعليمي والعلمي .

سلامة: ممتاز يا بوعبدالله، إذاً يجب أن تكون مسز جون شاهد على النتائج .... والان أرجو من مسز جون أن تطلب أحدى الدكتورات العربيات الاقرب لها كصديقة .

مسز جون: تتصل بالدكتورة خديجة السودانية وطلبت منها أن تأتي بقاعة الاجتماعات، ثم قالت لها أبو عبدألله مدير الجامعة موجود وعليها أن تسرع .... وماهي الا لحظات حتى وصلت الدكتورة خديجة السودانية .... وطلبت منها مسز جون أن تلبس البرقع، وعتقدت الدكتورة خديجة بأن هناك مسرحية قادمة وسأكون خالة أصلية .

أبو عبدالله: يا دكتورة خديجة نود معرفة إن كان البرقع يناسب السودانيات أم لا .... يالله يا خولى لبسيها البرقع .... (أكيد بحصل على الجنسية بعد لبسي للبرقع) .... وضعت خولى البرقع على وجه الدكتورة خديجة وشدته جيداً .... وماهي الا لحظات حتى قفزت خديجة من كرسيها وهي ترقص رقصة سودانية مع غناء سوداني أصيل وتهز خصرها  بشكل جنوني مع الكثير من الدموع، وفجأة جرت حول الباب وهي تدور وتقفز وتصرخ وتغني، مما استدعى الاتصال بأمن الجامعة لضبط الدكتورة خديجة قبل أن تعرض نفسها لمكروه .

ابو عبدالله: ما هذا ما هذا، هذا شيء لا يعقل! أنا لا أؤمن بالارواح ولا بسحر ولا بالقوى الخارقة، ثم قال مستحيل ما يحدث وطلب من مدير أمن الجامعة أن ينزع البرقع ويأتي به إلى قاعة الاجتماعات .

قالت سلامة: ها أنت شاهد يا بوعبدالله على ما حدث امامك .

أبوعبدالله: نعم نعم أنا شاهد، لا بد من وجود قوة بالبرقع .

خولى : صحيح يا بو عبدالله، ونحن في صدد تطويع هذه القوة لصالح العلم بطريقة او بأخرى، وصراحة نحن ذهبنا بعيداً في تفكيرنا، بأن هذا البرقع قد يفيد في العلاج وامور كثيرة أخرى مختلفة، علم، إكتشافات، بأسلوب حديث.

مسز جون: مش معقول! مش معقول! هذا عجيب كيف يحدث هكذا؟ 

سلامة: عموماً يا بو عبدالله نحن تحت تصرف الجامعة وتعاونها الدولي العلمي داخل الدولة أو خارجها .... ولكن هناك ملاحظة .... عندما يلبس البرقع شخص شديد وقوي الشخصية يزيده البرقع تعقلاً وثبات ويتحول الى شخصية جاذبة .... مثل خولى مثلاً، عندما تلبس البرقع يحولها إلى مستوى أكثر من عالمة أو دكتورة أو شيء مشابه .

خولى: الان سندعكم تفكرون في موضوع هذا البرقع الرهيب ونحن على إستعداد لمقابلة وإجتماع بعد يومين أو ثلاثة أو كما ترون، بشرط أن تكون التجربة القادمة أشمل وأوسع وأمام مجموعة من المتخصصين والمهتمين رجاءً .... وأعادت البرقع بالكتاب وإلى داخل حقيبتها، ودعنَ أبو عبدالله ومسز جون وهم في ذهول كبير لم يروه في حياتهم .

سلامة: يا خولى تعتقدين بأنهم استوعبوا البرقع؟ او فهموا ما نقصد؟ نحن اصلاً في سعينا للوصول بهذه القوة الخفية إلى العالمية من خلال شرحنا الملموس، والتجارب المستمرة؟

خولى: لا يا حبيبتي، لم نصل بعد إلى ذلك المستوى ، انتظري وسترين الكثير والكثير .

بعد مرور شهر تقريباً: رن هاتف خولى: الو ... مرحبا مسز جون ... كيف فيني أخدمكِ؟

مسز جون: لن أخفي عليكِ يا خولى ، بعد تلك التجربة بقاعة الاجتماعات والمفاجأة عملت أتصالاتي مع عدة من أصدقائي الخبراء والدكاترة المتخصصين في هذه المجالات او قريبة منها، وايضاً هم لهم أتصالاتهم على المستوى العالم، وهم على وشك والوصول في اليومين القادمين وسبب أهتمامي بالموضوع هو أن مدير الجامعة يفتقد الاهتمام في هكذا امور للاسف، أو أنه يبتعد عن تحمل المسئولية لأسباب هو يعلمها .... أما الفريق القادم فهم بعيدين عن جامعتنا، ولهم مغامراتهم في الاكتشافات والاطلاع والمتابعة والتوصيات، علماً بأن توصياتهم معتمدة لدى كبرى مختبرات العالم ودوائر الأمم المتحدة العلمية، ولكن إتصالي الان بكِ هو لمقابلتكِ لتدوين أخر ما أنتِ فكرتي به وخبرتكِ الخاصة مع البرقع عندما لبستيه على وجهكِ .... كل هذه الجزءيات لابد من تدوينها، ولهذه الاسباب لابد أن أقابلكِ خارج حرم الجامعة، بمنزلكِ مثلاً، هناك عادة تكون الذاكرة اقوى بالمكان الذي أنتِ جربتي البرقع فيه .

خولى: أنهُ لشرف لي أن احظى بزيارتكِ لي بالمنزل يا مسز جون، وكما نقول نحن العرب البيت بيتكِ، ولكن هل لي معرفة ساعة قدومكِ؟

مسز جون: أنا صراحة في طريقي لكِ الان، وبعد دقائق مع ارشادكِ لي سأصل للمنزل.... وبعد دقائق معدودة وصلت لمنزل خولى .

بعد الاستقبال الجيد والذي ينم عن الاصالة والعراقة العربية .... قالت مسز جون: دعينا يا خولى ندخل في صلب الموضوع لنكسب الوقت ..... كعادة الانجليز .

قالت خولى : اسمعيني وركزي معي .... 1 . قوة البرقع موجودة بالبرقع دون شك 2 . البرقع يعمل على ميول الشخص ... يعني إن كنتِ جادة في حياتكِ واهدافكِ وابعد من ذلك فالبرقع سيسهل عليكِ طريق هذه اللحظة والوصول، وسيصل بكِ الى الكمال وأبعد، وإن كان ميولكِ غير جاد سيدخلكِ البرقع في حالة من الرقص والغناء دون وعي منكِ (مسز جون تدون كل ما تسمع بكل جدية)  

مسز جون: وضحي أكثر لو سمحتي .

خولى: قصدي أقول إن كان لديكِ سعي للنجاح البرقع سيصل بكِ الى التفوق وأكثر، هو يعطيكِ قوة الوصول للهدف مع خيال أكبر .... إذا تفهمين ما اقصد؟ بمعنى أن لدى الدكتورة مسز جون أفكار وخطط وبحوث عجزت أن تكملها، أو هذه الخطط والبحوث تحتاج إلى عقلية متطرفة في تخصصها لتكتمل الصورة العامة والمشروع العلمي بكل بحوثه، هنا يأتي دور البرقع وبقوته التي تتقلقل في عقليتكِ ودماغكِ وحسكِ الداخلي المتحكم بالفهم للانسان، ومن خلال هذه القوة التي تذلل كل صعب وفي أي شيء تقريباً تجعل أخطاؤكِ في خبر كانَ .... يعني يزيدكِ قوة في الاتجاه الذي أنتِ ترغبين، وليس قوة فقط بل نجاح في نجاح .

وتكمل خولى: أنا على يغين بأن هذا البرقع قد يخدم في أمور كالعلاج الطبي، أي أنه يساعد في سرعة الوصول إلى التركيبة المناسبة (الفورميلا)لأي أدوية أو مضادات لأمراض جديدة ... يعني مثلاً الان نحن نعاني من مرض الابولا الذي لم يجدوا له دواء او مصل ينهيه ، وقد يكلفهم ذلك سنوات .... بقوة البرقع قد يصلون في مدة أقصاها ساعة وأقل .... بما معناه في كل مجال هو أقصر طريق والاسرع بقوته الذكية والتي تعرف ماذا أنتِ تريدن فعلاً وتزيدكِ نجاح في ذلك الاتجاه .

مسز جون: كل هذا الشرح وافي وكامل، وقربني كثيراً من الصورة، والان لو تكرمتي أرجو أن تكون لي خبرة ملموسة، اقصد أن اُجرب البرقع الان، وها أنا أتيت بجميع الدراسات التي صعبت علي ولم أجد لها حلول، وارجوكِ أن تدعيني أجرب البرقع الان .... ووضعت جميع الدراسات التي لم تجد لها حلول مسز جون إستعداداً للبداية والتجربة الحقيقية والتي أيضاً ستحكم على مستقبل البرقع .

خولي: لا مانع لدي ولكن ليس قبل أن تشربي عصيركِ وقهوتكِ، وبعد قليل أتت خولى بالبرقع المشهور .... والان يا مسز جون  ضعي البرقع على رأسك ووجهك ودعيني أربط البرقع من الخلف ليثبت على وجهك، مسز جون أحست بتلك القوة أثناء ربط خولى للبرقع على وجهها.

وبعد لحظات قالت مسز جون: بالأنجليزي ... أوه ماي قوود ... الامور سهلة ولا يوجد صعوبات فيها، وأنا على يغين بأني سأصل إلى النتائج المرجوة ... وبدأت في الكتابة والحلول وبسرعة لم تعهدها في حياتها، سبق وقالت لخولى إنتبهي بعد أن البس البرقع أشغلي جهاز التسجيل ، قد اتفوه بجمل وكلمات تفيدني في بحثي القادم، وأكملت مسز جون كتابتها لتقاريرها وتحل وتبدع وملاءت قرابة أربعون صفحة وتتكلم عن زموز ومسائل ونظريات جديدة، وبين لحظة وأخرى تقول (ذاتز فري إيزي) ثم تتوقف وتضحك وتكرر (او ماي قوود أي فوندت) وواضح بأنها سعيدة في تلك اللحظات .

خولى: أوقفتها وسألتها عن أصعب اغنية كانت تحاول أن تغنيها ولم تستطع .... وكان رد مسز جون بتلك الاغنية الصعبة عليها عندما لم تكن بالبرقع .... طلبت منها خولى أن تشرح عن قبل وبعد البرقع والبرقع لا يزال عليها؟ وردت بالانجليزي (سوري أي كانت تل يو ... بت أي فييل ذا سمارتست بيرسون ئن ذا وورلد) وستمرت مسز جون بالبرقع حوالي ساعة، ثم طلبت منها خولى أن تتوقف وسحبت البرقع من رأسها، ونتظرت عشر دقائق لتعود مسز جون الى حالتها الطبيعية او قبل لبس البرقع ..... ثم انشغلت خولى في وضع قطع الكيك الانجليزي الحاف بالاطباق ومن خلال الانشغال هذا عدت العشر دقائق .... 

مسز جون: أنا أعلم بأني كتبت كل هذه الصفحات وكل تلك الكلمات المسجلة بألة التسجيل الخاصة بي، ولكن الخبرة التي مريت بها لا يمكن تفسيرها، وكل هذا يؤكد شرحكِ يا خولى عن قوة البرقع، والان فقط أنا اعترف لكِ بأنكِ أتيتِ بأبتكار فعلاً مفيد وقد يسجل بأسمك في محافل براءات الاختراع الدولية .

خولى: أنا يا مسز جون في حاجة لعمل تشميع لهذا البرقع كي لا يتلف من كثرة التجارب والاستعمال .

ردت مسز جون:  سأطلب نوع معين من الشمع السائل او (الواكس) لحماية هذا البرقع من التلف، هناك واكس معين يستعمل للمخطوطات والخرائط المعمولة على القماش ، وذلك المعمل يزود المتاحف البريطانية والاوروبية بتلك المادة .

بعد مرور يومين أتصلت مسز جون بخولى .... مسز جون: يا خولى تذكرين عندما قلت لكِ بأن هناك لجنة عالمية في طريقها لزيارتكِ؟ وسبب الزيارة مخصص لفحص البرقع، وهم أربعة من جامعات عالمية، أوروبا وأمريكا ومن مختبراتها، وهم قرروا القدوم بعد أن رفعت توصية وتقاريري عن تلك القوة الخفية بالبرقع، اللجنة وصلت الى البلد وهم في طريقهم إليكِ بمعيتي (الدكتورة جون كان يراودها الشك في أن تتضايق خولى وتلغي كل شيء بسبب الضغوط من كثرة التجارب لبرقعها) 

خولى : عندما وعدتيني بأنكِ ستأتين بالواكس للحفاظ على البرقع، أنا ليس لدي أي مانع لو يزورونا عشرات اللجان يا مسز جون (تلك الجملة جعلت مسز جون تطمأن) من اوروبا أو من أمريكا ليتفحصوا برقع جدة جدة جدتي .... وأهلاً وسهلاً بهم .

إسمعيني جيداً يا خولى تقول مسز جون : أنا كلي أذان صاغية لكِ .. ترد خولى .... تكمل مسز جون : ماذا أنتِ مستفيدة من البرقع حقيقةً؟ وماذا سيكون ردك إذا أتتك العروض بالخير الكبير؟ وإن كانت هناك جهات عالمية مهتمة بالبرقع شراءً او استأجاراً او أي طريقة أخرى ترينها .... وتكمل مسز جون أنا أعرف بأنه جزء مهم من تاريخ عائلتكِ ويعتبر مهم لكِ أيضاً ... ولكن وجوده بين صفحات الكتب لا يخدمك ولا يخدم أحداً .... وما رأيك في لو إستفاد منه العالم في أشياء كثيرة وأغلبها يسجل بأسمكِ مع قيمة أستأجارية وراتب شهري يغنيكِ عن كل رواتب العالم .

خولى في نفسها (إستأجار عالمي وراتب و و و ممتاز) تقصدين بأن هناك مجموعات عالمية مهتمة بالبرقع الخاص بجدة جدة جدتي ؟ 

مسز جون: نعم .... وإن كنتِ موافقة ارجو أن تعطيني حق التفاوض فقط معاهم مقابل 10% عشرة بالمائة، نحن الاوروبيين هكذا، ونعتبر هذا جزء من ثقافتنا، ونسميه الكوميشن، وبهذه النسبة يعني كلما إرتفع رقم الشراء او القيمة ترتفع قيمة النسبة ودون تغيرها ، وهي مرة واحدة وغير مربوطة بطول أجل العقد ، فهمتيني يا صديقتي خولى ؟ 

خولى نعم فهمتكِ تماماً .... ولكن لن نسبق الاحداث يا مسز جون، وأنا في انتظاركم غداً الجمعة الساعة الرابعة عصراً .... إتفقنا؟

مسز جون : إتفقنا يا عزيزتي ..... جميع الامور لصالحنا .

اليوم التالي (الجمعة) .... رن هاتف خولى: ألو .... نعم نعم أنا في إنتظاركم يا دكتورة على موعدنا .

الساعة الرابعة عصراً: رن جرس الباب .... فتحت خولى الباب وإذ باللجنة مع مسز جون بالباب .... مرحبا بكم جميعاً تفضلوا، وأدخلتهم إلى الصالة الكبيرة بوسط قلب الفيلا، وكان يقول أحد الاعضاء اللجنة واضح اللمسات النسائية في هذه الفيلا ....أجلستهم وطلبت من الخادمة أن تأتي بالعصير مع صينية اللقيمات .... أحدهم علق على اللقيمات بأنها تشبه (اليوركشاير بوتينج) ... شربوا العصير وأكلوا بعض اللقيمات، وطلب بعض أعضاء اللجنة أخذ بعض اللقيمات معهم  عند مغادرتهم .

ردت خولى : بكل سرور، وطلبت من الخادمة أن تجهز كمية كبيرة من اللقيمات للمجموعة كلها وعلى أن يكون حار أثناء مغادرتهم الفيلا، ولكل شخص كيس جميل يحتوي على تلك اللقيمات اللذيذة .

تدخلت مسز جون لفتح الموضوع: والان دعونا نتكلم عن موضوع البرقع وتلك القوى الخارقة والعظيمة، وحسب علمي بأنكم أتيتم بجهاز يتأثر بأي قوى خفية وبأي شيء بالمنزل او جماد او قطعة حسب أخر الابتكارات العالمية .... وختصاراً للوقت علينا البدء في فحص البرقع بالجهاز .... وقبل الفحص عليكم أن تجربوه .... الدكتور قريك .... لا سنفحصهُ أولاً لتأكد من مستوى القوة الخفية به ، تحاشياً عن أي تأثير مسبق .... ممتاز يا دكتور قريك ، وهل لك بأخراج الجهاز أولاً ووصله بالتيار الكهربائي .... البرقع هو هذا الذي أمامكم على الطاولة .... سحب د. قريك حساس الجهاز ووضعه على البرقع ... لحظة وسمع صوت وإشارات ضوئية تنبثق من الجهاز بشكل لم يسمعها من قبل، علماً بأن الجهاز يدار من قبلهُ هو شخصياً .... وستغرب هذه القوة الخفية .... لدرجة أنهُ فصل التيار الكهربائي ولكن الجهاز أستمر في إشاراته لمدة خمس دقائق أخرى .... ثم قرروا بأن يرفعوا البرقع عن الطاولة للتأكد من ما رأوا .... وطلب الدكتور قريك من الانسة خولى عصا ليرفعوا البرقع بالهواء وفحصه بالحساس مرة أخرى خوفاً من أي موجات نابعة من الارض .... وأتتهم بالخيزران .... طلب د قريك من زميله د جيسن أن يرفع البرقع إلى اللأعلى وثبت المجسات على البرقع وكانت النتائج أشد من السابقة .... أحد الفنيين مسئول عن تصوير كل تلك التجارب بالفيديو ليضع الاخرين بالمختبرات بالأمر الواقع ..... وعندما اشغل التيار الكهربائي ، عادت نفس الاشارات إلى مستوى لم تصله سابقاً بأي تجارب، لدرجة أن الجهاز بدأ في إخراج الاصوات وهو جهاز لا علاقة لهُ بالأصوات والسماعات .... وتناظروا بينهم غير مصدقين ماذا يجري .

مسز جون: والان لنترك جهازكم على جنب .... وما أود منكم هو أن تجربوه على وجوهكم رجاءً كا تجارب أخيرة غير قابلة للشك أبداً، وعلى كل منكم أن يتذكر أثناء وضع البرقع على وجهه كل الامور التي حاولتم أنتم أنتصلوا إليها ولم تستطيعوا، سوا علمياً ومختبرياً او فسيلوجياً .... وهكذا سنقطع الشك باليغين .... ما رأيكم؟ 

الجميع نحن موافقون: بينهم عالم ذرة وعالم سوفت وير وخبير بنوك وأسهم وعالم مختبرات وعالم كهرباء ومصادرها النظيفة .

الاول بيتر عالم الكهرباء .... وضع البرقع على وجهه ، وبعد قليل ... يا إيلاهي هناك ماءات من مصادر الكهرباء ونحن في غفلةً عنها، وإنني أراها وبأمكاني خلق وعمل كل شيء وبعيده عن التكلفة الكبيرة .

الثاني قريك عالم المختبرات الطبية: منذ عام وأنا أبحث عن الفورميلا الخاصة بمحاربة الابولا .... وها أنا أراها بين عملياتي الحسابية والكيميائية وغداً سأركبها وننتهي من هكذا أمراض ومن أين أتت كل هذه القوة في هذا المجال .

والثالث دكتور في الافلاك السماوية ومتخصص في عمليات السوفت وير للاجهزة الخاصة بالمناظير الفلكية بالسماء .... أنا على إستعداد لوضع برنامجي (السوف وير) للمنظار هابل لتقويته 16,000,000 مرة لكشف تلك المجرات والنجوم وحتى الثقوب السوداء .

قالت الدكتورة جون : هل إقتنعتوا بأن هذا البرقع قد يفيد العالم حسب تخصصات كل جهة أو مختبر او وكالة عالمية ؟

نعم نعم ونؤكد مانقول يا مسز جون، ونشكركِ على هذا التعاون العالمي، لو لم تكوني أنتي الوسيطة لما تعرفنا على الانسة كولا ولا على برقعها .

مسز جون: مشكورين .... والان متى تردون علينا؟ .... علماً بأنكم تمثلون العالم الغربي في كل شيء .....

قريك .. نحتاج لمدة شهر تقريباً لنرد عليكم .

مسز جون: نحن سنكون ملتزمين لمدة شهر حسب طلبكم .... وبعد الشهر يصبح لنا الحق في التواصل مع الشرق (روسيا والصين واليابان وكوريا) .... أرجو أن نكون واضحين من البداية يا دكتور قريك .

د قريك : نحن وأنتم واضحين ( ولكن وجوههم تجهمت عندما سمعوا روسيا والصين واليابان وكوريا) 

خولى: أنا لم أرى أو سمعت عن هكذا قوة تتمتع بها أمرأة .... مثلكِ يا مسز جون .... إرفعي حصتكِ الى 15% بدل عشرة بالمائة يا صديقتي ، أنتِ تستاهلين كل شيء حقيقةً

د قريك: أرجو يا مسز جون عدم إبلاغ أي دولة في الوقت الحاضر ولمدة شهر ، وأنا أوعدكِ بأن أحاول إنهاء كل شيء قبل الشهر .....

خولى بعد أن أعادت البرقع الى مكانه : تقول: يا مسز جون واضح بأن الامور تطورت كثيراً .

مسز جون : تهمس لخولى ...لا تستعجلي ، أنا سأأمن مستقبلكِ إلى مستقبل باهر وجيد وأكثر .. ثقي بي رجاءً .... وستتغير حياتكِ الى الافضل ... فقط أنتظري قليلاً ..... ثم قالت للجميع الان الانسة خولى متعبه جداً وترغب في أن تستريح وتنام .

خولى: تقول للخادمة ضعِ الاكياس بجانب الباب وعند مغادرتهم سلميهم الاكياس بأياديهم (اللقيمات)

مسز جون: بعد أن سمعوا روسيا والصين .... لا أعتقد بأنهم سيستمتعون باللقيمات بعد الان.... بل ستكون هناك عشرات المكالمات لأقناع هواميرهم الجاسرة .... ومدعومة بالفيديو الذي صور كل شيء من البداية الى النهاية .

خولى: إن كان لابد من مساعدة العالم عبر قوة برقع جدة جدة جدتي، إذاً على العالم أن يتعرف بي وبقوة جدة جدة جدتي من خلال كل تلك الاستفادة العظيمة التي سيجنيها العالم، قبل أن نناقش الماديات على كل تلك الجامعات العالمية إن تكرمني بشهاداتها الفخرية ، لانه في اعتقادي كل المساهمات الخاصة بي هي من ستعطي العالم او توفر للعالم قوة الانطلاق إلى مراحل جديدة بعيدة مفيدة أكثر من الذين كرموا على لاشيء ، وأيضاً على لجنة جائزة نوبل الان وليس نوبل زمان، (نوبل الان أعطت أوباما ولم يعطي هو شيء، وأعطت حكام فلسطين وأسرائيل ولم يعطوا كما أعطت جدة جدة جدتي، وأعطيت للسيدة كرمل اليمنية ولم تعطي شيء، بل ظهرت تدعم رابعة بمصر دعماً للأخوان، ولم تعطِ هي شيئأً ، وتوزعت شهادات نوبل وشيكاتها لأُناسٍ لم يعطوا كما أعطت جدة جدة جدتي، نعم أعطتهم البرقع الذي سيغير نظرة ومفهوم العالم إلى الكثير، وسيرفع من عملياتهم كلٍ حسب تخصصه لخدمة العالم .

خولى: تتصل بمسز جون، يا مسز جون أتصلي باللجنة وطلبيهم أن ترسل تقرير مبدئي عن أهمية البرقع وقوته كأعتراف بما رأوا .. لي أنا شخصياً .... وبعد وصول التقرير سأخبركِ عن ماذا يدور في خلجي .

مسز جون : حاضر سأخبرهم عن طلبك هذا .

1 . وبعد مرور عشرة أيام أتت أخبار كثيرة .... وأولها على الاطلاق هو عرضهم لشراء وصيانة البرقع والمحافظة علية لمدة خمس سنوات (أعوام) مقابل عشرين مليون دولار وبالأضافة إلى مائة وثمانون الف دولار راتب شهري لكِ أنتِ يا خولى شخصياً.

تقول خولى:
2 . تم ترشيحي لجائزة نوبل للعلوم العالمية .

3 . شهادات دكتوراة فخرية من أربع جامعات عالمية مرموقة ومنها جامعة هارفرد وجامعة ييل الامريكية .

4 . بأمكانهم تقديم أي دعم وتغطية تأمينية لي مدى الحياة وعلى مستوى العالم .

5 .  تغطية أي بعثات دراسية بأي جامعة أو معهد بالعالم أو أي (سكلرشيب) 

مسز جون: كانت تبكي وهي تقرأ فقرات العقد ، توقفت ثم أكملت تقول ال 10% من العشرين مليون دولار  ...ستصل لمليون دولار وبهذا المليون دولار سأتقاعد مع زوجي بعد أن ننهي تشييد المنزل .... ولكن يسعدني العمل معكِ يا صديقتي خولى .

بعد مرور عام وقفت خولى أمام شاشات التلفزة العالمية وهي تتسلم كل تلك الشهادات الفخرية .... وبعد أن جلست لدقائق أعلن مندوب جائزة نوبل للعلوم العالمية (المقصود العلوم التي يستفيد منها العالم أجمع) ... ونادى بأسم خولى بنت أبي خولى  .... وبحضور رئيس الامم المتحدة على المنصة التي لا نراها إلا بالتلفزيون ... وهو الشخص الوحيد الذي يسلم تلك الجائزة وشهاداتها مع مغلف صغير يحتوي على شيك نقدي في حدود مليونا دولار .

بعد مرور سنتان تزوجت خولى بأبن عمها خلفان أقصد الدكتور خلفان، والمعيد بنفس الجامعة .

ومرت سنة وكان الوقت السابعة مساءً وهذا الوقت بأبوظبي يعني العاشرة صباحاً بأمريكا .

ورن الهاتف ، وإذا بالدكتور قريك على الخط ... ألو  كولا (هاو أر يو؟) أهلاً خولى ، وكيف الحال بعد كل هذه السنين؟

خولى: أنا بخير وكنت اتوقع اتصالكم في هذا العام أو الذي يليه .

قريك: بعد أسبوع نحن متحركين إليكِ ولدينا عرض جديد لكِ وأرجو أن ينال على إعجابكِ.

خولى : أنا وزوجي نسعى للاستفادة ، وعليكم تفهم موقفنا... لأننا راجعنا العقد مراراً وتكراراً .... ولكن أهلاً وسهلاً بكم كأصدقاء .

قريك: ممتاز .... إلى اللقاء إذاً .

زوجها الدكتور خلفان: أرجو أن تكون زيارتهم لتجديد العقد وليس لأنهاء العقد يا خولى .

خولى: لا تخف ، هذا برقع جدة جدة جدتي ... ، ولا تلغى عقوده أبداً .... لأنه هو المسير للأمور بالعقود حسب قوته وليس هم أو نحن .... وهذه القوة هي دليل حب أهلنا لنا .... فهمت يا حبيبي؟

بعد مرور ثمانية أيام ... رن هاتف خولى ... وكان على الطرف الاخر مستر .. أو الدكتور قريك .

قريك: نحن بفندق قصر الامارات وسنكون باللوبي ننتظر السائق .

خولى: أنا سأعطيه ورقة بها إسمك يا دكتور قريك .

بعد قليل الجميع بالفيلا .

بعد السلام وبعد الكلام وبعد الابتسام قال الدكتور قريك، نحن هنا لتجديد العقد لو تكرمتِ .

خولى: ماهو عرضكم الجديد لو سمحت ... في نفسها (بزنس إز بزنس)

الدكتور قريك،  عرضنا هو كبير جداً .... بدل عشيرين مليون سنوياً .... سيكون العرض الجديد سبعون مليون دولار سنوياً مع زيادة بالمرتب الشهري من مائة وسبعون إلى ثلاثمائة الف دولار شهرياً .

خولى: أنا سأقبل العرض ... ولكن في حالة واحدة .... الدكتور قريك مستغرب ما هذه الحالة؟!!!! ..... أن ترسلوا خمسة ملايين دولار إلى مسز جون بعد تقاعدها ببلدها بريطانيا ..... ولكِ ما تأمرين يا أنسة كولا .... واليوم سأوصيهم بتحويل المبلغ .... أرقام الحسابات لدي ولا تشغلِ بالكِ .

ثم كرر ... أنهُ لشرف أن نتعاون مع شخصية نظيفة وبهذه الذمة الصافية .... تحياتي سيدتي .... ملاحظة رجاءً .... لقد قمنا بما أوصيتينا زمان بالاهتمام بجودة البرقع .... أبشرك بأن البرقع بمكان علمي وخالي من الاوكسجين ونظيف ... وإن أستمر مليون عام لن يتضرر . 

خولى : الان أنا مطمأنة على برقع جدة جدة جدتي .

وبعد قليل ... صباحاً الخادمة ميري تصحي خولى من النوم .... قومي يالله في جامعة .... صحت خولى: يا ألله كل هذا حلم في حلم .... يا ميري شلي هذا البرقع الخايس ورميه بالزبالة ..... حياتنا كلها أحلام .

وتمت ...
كاتب هذه القصة/ محمد غيث بن مهاه المزروعي .





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق