الخميس، 19 ديسمبر 2013

باختصار شديد

باختصار شديد ......
اذا أمنا بأن دولة أسرائيل تأسست في وبعد 1948، لاْي أسبابٍ كانت، سوى كانت وعد بالفور او التنسيق البريطاني او غيره ، وكل تلك الاسباب هي تمخضت من الحرب العالمية الثانية وبسببها .

انا لم اعايش تلك الفترة، ولكن من خلال البحث والقراءة والمثابرة في ذلك التاريخ القريب، والمشبع بالمفاجأت الغير معقولة، غير معقول نخسر كل تلك الحروب ! وغير معقول نخسر بعضها في ثلاثة أيام فقط ! وغير معقول أن نقنع انفسنا بأننا فزنا فيها !

عموماً في 1948 كانت تصل كل تلك السفن محملة بالمهاجرين اليهود الى مواني فلسطين تحت الحراسة البريطانية، أما نحن العرب واخواننا الفلسطينيين عبارة عن اعيون مبققة، لا علم لنا بماذا يحدث، هل هو خير أم شر؟! من تكون تلك الوجوه الغريبة والجديدة؟ هل هي مخلوقات نازلة من السماء؟ أم من أي من الدول أتية؟ لا يتحدثون العربية واعدادهم تزيد كل يوم، تستأجر المساكن وتشتري الاراضي ! الى ان حملت الاسلحة !!! (ضيوفنا يحملون الاسلحة) !! لماذا ؟ والعيون لا تزال مبققة .

تلك الوجوه الجديدة أتية من كل حدبٍ وصوب، حسب التخطيط وحسب وعد بالفور، وحسب ظروف الحرب العالمية الثانية، ولا بد لمن يدفع الضريبة . دعونا من كل هذا، ولنعود الى البدايات وموضوعنا المقصود .

بين 1948 و1952 اربع سنوات فقط، أسرائيل لا تزال في بداية التأسيس، وما لديها من أسلحة هي أسلحة عادية (من مخلفات الحرب العالمية الثانية) مقابل صفر اسلحة بالجانب الثاني (الفلسطينيين)...... ولكن هناك الجيش المصري الذي يبعد عدت أميال فقط، ولكن لم يحركه الملك فاروق بسبب الوجود البريطاني بمصر، في 1952 تمت الثورة ونجحت ، وتم الجلاء البريطاني وغادر ، صفقت الشعوب العربية للشاب الوسيم والرئيس الجديد جمال عبد الناصر، بعد كل هذه الانجازات للشاب الوسيم والضابط الخطير والجيش الكبير في تلك الحقبة مغارنة مع باقي الدول العربية، جمال عبد الناصر من المؤكد يعي تألم فلسطين بأسلحة أسرائيل البدائية وجيشها الصغير (عصابات بسيطة متفرقة) مقارنة مع وزن الجيش المصري بأعداده الخيالية في تلك الفترة (بغض النظر عن نوعية اسلحته) علماً بأنها جيدة مغارنة بذلك الزمن ولا سيما ما تركه الجيش البريطاني لدى الضباط والافراد بالجيش المصري، ولكن المراهنة هي بالاعداد وليست النوعية بذلك الزمن .

العادة المتعارف عليها هي متابعة ماذا يحدث لدى جارك القريب (فلسطين) ولكن جمال عبد الناصر اصر على دعم الثورة (الجزائرية) ضد الفرنسيين قبل ان يلتفت لفلسطين حقيقةً، علماً بأن الجزائر او الثورة الجزائرية ليست بحاجة لدعم الشاب الوسيم بقدر ما فلسطين بحاجة لها (خطأ استراتيجي كبير من الضباط الاحرار) .

طبعاً لم تنسى فرنسا دعم الشاب الوسيم للجزائر في ثورتها ضد فرنسا، ورد الاعتبار هو بداية تسليح أسرائيل بكل تلك الاسلحة النوعية والجديدة، وفي 1955 - 1956 تم ارسال مائات الطائرات الحربية الحديثة الفرنسية لاسرائيل، وتشكيل القوات الجوية الاسرائيلية بشكل لم تتوقعه اسرائيل نفسها، اقدم الشاب الوسيم على تأميم قناة السويس (خطوة استراتيجية جريئة تحسب لهُ) ولكن تلك الخطوة ضاعفت النوعية والكمية بعشرات المرات بالجيش الاسرائيلي، مقابل رفض اوروبي للطلبات المصرية بتسليح جيشها، والحل كان لدى الشرق الاوروبي ، الذي سلح مصر بنوعية ممتازة من جميع انواع الاسلحة ، ولكن اغلبها دفاعية .

بعد ماذا ؟ بعد ضياع الفرصة التاريخية، وضياع فلسطين معها، لو حرر فلسطين قبل التأميم وقبل موضوع الجزائر وقبل التسلح الاسرائيلي النوعي لكانت الامور مختلفة بفلسطين اليوم ....... لماذا لم يفكر بطريقة أكثر ذكاءً وبأولويات الامور واهمياتها .

أنا اتسائل عندما كنت صغيراً كانت لهُ صور بكل منزل عربي وقد تكون بكل غرفة !!!! ماذا فعل؟ بثورته ضد الملكية والنوعية والحياة الرغيدة في ذلك الزمن بمصر الجميلة وشبيهة باريس وفيينا ؟

هل كان الرئيس الخطأ في ذلك الوقت ؟ أم خانه التركيز كما يخون الكثير من الرؤساء ؟ اليس من حقنا معرفة ومتابعة بدايات اخطائنا الاستراتيجية ؟ وكيف كان خط سيرها ؟ وهل نحن اليوم فعلاً سعداء كا عرب ؟ حقيقةً لم نكسب حرب ! وبعض الحروب خسرناها في 3 أيام .

كم هي الديون ايام زمان ؟ وما هي الديون اليوم المترتبة على أم الدنيا ومتى ستنتهي ؟ 

أذاً متى تعود فلسطين للجسد العربي؟ أم متى تعود دول الربيع العربي للهدووء العربي وتتوقف عن سيل كل تلك الدماء العربية ؟ فقط للمتابع بأمكانه رؤية خطوط السير والاتجاه كيف بداءت والى اين تتجه .

المتابع فقط هو الذي يرى ويتلمس الخطر القادم : وهو تشكيل الدويلات وتجزء العالم العربي الى أجزاء . هناك دول في طريقا الى التحول لدويلات ، والدويلات لا تحتمل بعضها ! ولهذه الاسباب ستكون هناك الكثير من المعاناة للاسف .

بن مهاه








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق