الأربعاء، 25 يوليو 2012

البنوك الوطنية و وطنية البنوك

تعلن بنوكنا الوطنية هذه الايام عن الارباح النصفية او النصف سنوية .

من مليار ونصف درهم الى الملياران درهم كل ستة شهور هي (كل بنك منفرد) الارباح البنكية المعلنة بالوسائل الاعلامية المحلية، والتي ستتناقلها وسائل الاعلام الاخرى بتقاريرها الاقتصادية، هنا نحن نبارك لهم هذه الارباح ونبارك للمساهمين ، حملت اسهم تلك البنوك الوطنية، طبعاً هذه الارباح لم تتراكم وتتكون من الغيوم المارة فوق الوطن ، بل تراكمت وتكونت من الفوائد على القروض، التي اعلن عنها على مر السنين، وتلطفت بأعلانات دالة على سهولة الحصول عليها لسحب ارجل المواطنين وكل موظفي الدولة، منها على سبيل المثال قروض منازل الاحلام ومنها قروض السيارات الفخمة، (لدرجة انك لاتعرف من هو الوزير ومن هو الموظف الصغير)، ومنها قروض لسداد قروض سابقة، وقروض للزواج وللسفر وقروض هدايا المناسبات السعيدة .

على كل الاطراف بالعافية،(العملاء والبنوك)، عندما نتعمق بالمسئلة، نراها بين عميل مواطن وتاجر مواطن او شركة وطنية ، وليس في ذلك شك، طيب هذا التاجر او الشركة بدون هذا العميل لن تقوم لها قائمة، ولن تصل الى كل تلك الارباح الهائلة، بغض النظر عن الاشكال او المسميات نظام عالمي او نظام أسلامي، البنوك هي البنوك، والجواب لدى (المصارف المركزية)، اذاً، تكونت هذه الارباح من العملاء الذين هم المواطنين وابناء هذا الوطن ومؤسساته، وخصوصاً اذا عرفنا ردات فعل المواطن تجاه الوطن والهوية الوطنية بأشكالها المختلفة الايجابية، مثل التبرع للجهات الوطنية المختلفة، من هلال احمر الى صندوق الزواج الى دور الايتام والصناديق التعاونية المختلفة وتعمير المساجد، وفوق كل ذلك الصدقات الغير منتهيه والمستمره ومساعدة المساجين، وهناك حالات نراها وحالات لانراها، كلها تصب في خانة الهوية الوطنية بمفهومها العام من افراد الشعب فقط ، وليست من البنوك او المصارف الوطنية للاسف .

عندما نقول وطنية البنوك والبنوك الوطنية، اعني بهذا العنوان ماهية مقدار هذه الوطنية؟، عندما تحقق مؤسسة وطنية ملياران درهم كل ستة شهور من جيوب المواطنين، و(ليس من جيوب الصينيين بالصين)، والمسألة ليس بها مخاطرة كبيرة، وخصوصاً عندما وضحت الصورة والمتمثلة في كرم سمو رئيس الدولة وأخوانه حكام الامارات واولياء العهود، بتكفلهم بالسداد الكلي لكل مواطن عجز عن سداد مديونياته، وتم وضع برامج سداد المديونيات المتعثرة للمواطنين، كل هذه البرامج هي عباره عن ورقة ضمان للبنوك بأن اموالها مضمونة السداد، اذاً هنا عامل التخوف والتشكك انعدم بتاتاً للبنوك او المصارف، و انتهت حسابات التخصيص او لبروفيجن، يعني لن تكون هناك قروض معدومة لكل سنة بنكية، وعادةً هذه القروض المعدومة تكون بماءات الملايين .

هل هناك من خبرائنا الوطنيين الذين لهم باع طويل في هذه المجالات (البنكية او المصرفية) ان يتجراء ويطالب تلك البنوك بالتعامل بالمثل ؟؟، يعني برامج سداد مديونيات متعثرة مقابل مساهمة تلك البنوك والمصارف بخمسة بالمائة او اربعة بالمائة او اكثر او اقل، في صناديق الزواج او الايتام او الهلال الاحمر الاماراتي او اي وقف ، ايتام او ارامل او مساجد او غيرها الكثير ؟؟؟؟ .

للذي لايعلم ماهي السعادة التي تعيشها البنوك والمصارف هذه الايام، اقول كل اوجاع الرأس والهموم تلاشت الى غير رجعه بالنسبة للبنوك والمصارف عندما وضحت اهداف القائمين على الوطن من شوخ وغيرهم بوضع كل تلك البرامج (سداد المديونيات المتعثره)، تسهيلات مضمونة السداد بالكامل، يعني هذا زمن الدجاج الذي يبيض ذهباً بالنسبة للبنوك والمصارف، كناية عن قوة ضمان السداد الكلي، لاي تسهيلات بنكية (و افرح يا تاجر) none risk facilities ، بالنسبة للنظام البنكي العالمي ، هكذا تعامل شيء لايصدق، يعني ارباح سهله وممتازة الاستثمار .

دعونا نتسائل عن ما هو المقابل يا بنوك ومصارف ؟؟، ماذا ستقدمون للوطن والمواطنين والمؤسسات الخيرية والتعليمية والصحية والرياضية؟؟، هناك خيارات مفتوحة لكم يا بنوك ومصارف، العفوية واهتمام القائمين على الوطن خدموكم بشكل لايتصور، والذي هو اليوم حديث خبرائكم والطمأنينه تملاء ثقورهم، كل ما ارجو من الله العلي القدير هو ان تأتي اوامر سيادية تجبركم بالمساهمة في كل مؤسسات الوطن الحبيب، الهلال الاحمر و صندوق الزواج و رعاية الدوريات الرياضية على مختلف مستوياتها، حيث ان الاتصالات لم تقصر في رعايتها للدوري الرياضي، والدور دوركم الان، وبأمكانكم عمل لجان للتنسيق بينكم كبنوك في رعاية تلك الجهات اذ كنتوا اهل ومقدرين لتلك اللفتات الجليلة من حكامنا تجاه علاج اوجاع رؤوسكم (المديونيات المتعثرة التي حلت لكم من غير ان تخططوا لها)، واطالب الجهات الاخرى بأن تصر وتطالب بالمقابل (على اساس nothing free )، وهنا امنت البنوك والمصارف بأن العمل بدولة الامارات يعتبر بيئة نظيفه .

حقيقة الواقع الملموس هي : مليارين او مليار ونصف كل ستة شهور نظيفة ومضمونة لكل بنك او مصرف ، وتزداد بعوامل كثيرة ، منها على سبيل المثال شرائح المواطنين الملتحقين بالاعمال الحكومية وشبه الحكومية في ازدياد، والخريجين في ازدياد ، وكلها تعتبر كأبار نفط تصف في مصلحة البنوك من دون عناء، كل هذه الامور لايستشعرها المواطن العادي، ولكن من هو بنكر او Banker حقيقي ومتعمق بها يعلم تلك الحقيقة، واسألوا مدراء دوائر تحصيل القروض بالبنوك او (Recovery divisions )، وسيكون الجواب مفاجأة لكم ، ولكن نحن نتمنى لكل الاطراف بالوطن الحبيب الاستفادة، سوى كانت البنوك او العملاء او الحكومة .

فقط رغبت في ان او ضح تلك الحقيقة والواقع الغير ملموس من باقي افراد المجتمع وتنويرهم به .

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق