السبت، 29 سبتمبر 2012

قصة حب من طرف بجانب مزرعة (باليوا)

كانت تخاطب قلبها الصغير بجانب مرعة والدها بمحضرهم باليوا، ما اجمل كل تلك الكثبان النظيفة، ذات الاحمرار الطبيعي، وبجانب المزارع الخضراء الرائعة الجمال، المزهوة بالنخيل وبالخضروات وبعض الزهور .

واما مقابل تلك المزارع هناك البرائح الرملية التي تحتوي على زهور البر وهي نباتات العنقود وبعض الارطا، وكانت تقول يطيب لي مراغبة مزارعي تلك المزارع هؤلاء الذين يحملون هموم كل تلك النخيل والاشجار في قلوبهم، اما العراقيب والحدب الرملية التي يسكن ابناء الجيران على رملها والتي يؤلمني حكاياتهم التي يخبئونها تحت رملها، وحراسة تلك الحكايات تتطلب الكثير من الحذر،  لانها تؤوي كل الاشياء التي يحرص عليها ابناء المحضر او الحي .

حكايتها تلك التي أسمعتها لكل مزارعي المزارع هناك، ولكل النخيل والارطا والعناقيد الجميلة، باتت لغزاً محيراً،، ولم تكن ترغب ان يكون لها قصة في البداية، ولم تعرف هي نفسها كيف نبتت تلك القصة واختبأ الكثير من احداثها بين اوراق وبين الارطا والعنقود، وكانت تطل بعض الحروف لتفسر ما حصل، وكانت أحياناً كثيرة تهمس الى تلك الاماكن بين العناقيد والارطا، ولم تكن تدري أنها تبوح لمزارعي تلك المزارع بما يعتريها، وهي تعلم بأن مزارعي تنتابهم لحظات من الخيبة أحياناً ومن الامل أحياناً أخرى، خاصة أنهم يحملون هموم كل تلك المزارع والنخيل في تلك المزارع، اضافة الى همومهم الشخصية .

تساءلت مرة احدى النخيل وكانت تباهب بنضارتها أحلى البنات، ترى ومن يهتم لهؤلاء المزارعين !، كانت العناقيد والارطا اليتيمة تطل بأغصانها على تلك القصة التي نبتت بين احضانها ورغبت ان تحمل مضمونها وتخبئه عميقاً في حناياها وفي صدرها، ولكن تلك الجرادة التي كانت تحوم حولها منعتها بأن تتصرف بأشياء الاخرين، واحد ابناء ذلك المحضر كان دائماً يجالس العنقود والارطا على رأس العرقوب وفي خضن الرمل الاحمر لوحده، والاقدار جعلت تلك الفتاة تحبه عن بعد، وكانت تعرف مواعيده من دون أن يلمح عنها، وكانت مرات كثيرة تحاول أن تفهمه بأنه يعنيها، ومرات أخرى رغبت أن يقول لها شيئاً، لكن الشهور مرت ولم تسمع منه كلمة واحدة، كانت تعرف اين يقعد، بجانب تلك الارطاة من الجنوب الغربي ، وكانت تحس ان ملابسه معبأه بالهموم، وكانت مرسومة فوق وجهه بأشكال مختلفة، وعندما كان يذهب بعد ان يطفيء الضوء كانت هي تنتقل الى مقعده اياه، تلامسه بحنان وكأنها تلامس الجسد وتستنطقه، تكررت تلك الحالة، وتكررت تلك اللقاءات غير المفهومة، والتجهم في وجهه له معانٍ كثيرة، وكم جلست وهي تراغبه وتحادث النخيل بمزرعة ابيها، لقد لاحظ كل ذلك مزارع المزرعة، وكان يباركه بصمت، كانت هي تخبيء مشاعر خاصة في داخلها لذلك الشخص الذي يبدو لها مكسوراً على الدوام، كانت ترغب في أن يأتي اليها ويحادثها، والتقت نظراتهما كثيراً وربما ابتسم الواحد للاخر، وقد يكون هم أن يبوح لها بشيء، ولكنهمومه التي رؤيت موزعة في وجهه وعلى ثيابه منعت حصول ذلك .

انطوت ايام كثيرة وتواصلت اللقاءات الصامتة، ونضجت الحكاية كبنية (بنت) اكتمل نمو جسدها وامتلاْ قلبها بالحب، مزارع المزرعة كان اميناً على تلك الحكاية لانه شهد بداية شرارة صغيرة بينهما، لكنه ظل صامتاً، وظل يحسب بنفسه أبعاد تلك الحكاية الي لم يلتق صاحباها الا بالنظر، أحبت هي صمته واحترم هو رقتها العذبة .

وتتالت الايام ولم يظهر ان هناك لقاءً قريباً وجديا سيحدث، فقط بعض الاشارات كانت تحملها للعنقود والارطا، وكان هو يلتقط تلك الاشارات ويخبئها في صدره، وربما وعي تلك الحالة جيداً، لكن متاعبه أكبر بكثير من ان يزيد عليها،،، كانت ترغب في ان تسبر أعماق صدره، وكانت تراه يحمل موبايله بيده يؤويه في صدره وتطبق على وجهه احداث تلك المكالمات بغيومها السوداء، ويشين ذلك الوجه ويتألم الجسد بثناياه الواضحة، ويشعر بأنه وحده يحمل أعباء المحضر والحي وليوا والوطن، ولا يعلم بأن كل همومه هي مزرعة او قد تكون سيارة او الاهل .

لم يسمعه احد يتكلم سوى المزارع، كان يبوح له ببعض الكلمات، ثم يندم على قولها، كانت هي ترغب في أن تحادث ذلك المزارع لكن ابت عليها نفسها ذلك الفعل،، فجأة ودون مقدمات اختفى ذلك الفرح الذي احتضنته النخيل والعناقيد والارطا، وبدأت البنيه (البنت) تبحث بين عراقيب والحدب وشجر الارطا عن شيء ما، وتسرب اليأس سريعاً الى وجدانها، وترددت كثيراً قبل عن البوح بما يعتريها، وكان الرد فاصلاً عندما قال لها ذلك المزارع،، لقد ذهب صاحبك يبحث محضر اخروكان ذلك الحدث رتب هماً جديداً في صدر المزارع ، فبكى بصمت ومشى يكمل اعمال المزرعة !!!! .

بن مهاه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق