السبت، 15 فبراير 2014

قماشة وقصة حب ..... قصة قصيرة جداً

قماشة تحب أبن عمها وخطيبها .... لا بل تموت فيه ..... تحلم به ..... تقبل الارض التي يمشي عليها .... يعني مغرمه به الى ابعد الحدود ...... وأكثر قليلاً .

الايام الساعات تمر وهي تعبر ارجاء غرفتها جيئة وذهاباً والعكس صحيح .... تخرج بالحوي (الحوش او فناء الدار) لدرجة انها تحسب عدد الزهور بحديقة ذلك الحوي .... الاهل يراقبون .... الخادمات تراقبها .... عداد كيلو المتر لديها قطع مسافات طويلة وهي  تزور كل زاوية بالمنزل ..... عشرات المرات .... تغيرت ملامحها مائة ، تطرقع اصابع يديها كأيقاع لبداية عزف معزوفة جاز ..... تناظر نفسها ووجهها وملابسها في تلك المراه او مراتها .... شاهدة اسرارها .... زارت تلك المراه فوق العشرين مرة .... وهي عدد سنوات عمرها تقريباً ..... وأخر خمس منها كانت تصب تركيزها على أبن عمها ..... وفي كل سنوات عمرها ليس لديها أي خبرة في امور الحياة، حياة الحب او حتى ممارستها .... متقيده بوصية العجوز والدتها .... ولم تكن لديها الحرية التي تتوق لها البنات ..... ترغب بالانطلاق، تتمنى الولوج الى حريات المسلسلات التلفزيونية التي اشبعتها مشاهدة .... الحدود مغلقة والابواب موصدة بأوقات محددة .... لدرجة أنها تحسد كل تلك الحمامات الطائرة بكل حرية .

تملكتها الفكرة .... تناولت ورق الرسائل المعتق والطبيعي والمخصص لكلمات الحب فقط .... وبدأت بذلك القلم الكارتييري المذهب .... وتدفق حبرهُ يخط كلمات لا مثيل لها ..... وتقول: ستكون بقية حياتي عمري معك ذات طعم واحساس دافىء .... وضمان لكلينا حبيبي .... أنا اعاني من بعدك .... انا افداك يا لغالي .... سفرك وبعدك سيصلان بي الى الكأبة يا حياتي بدونك ..... يا شيخي .... متى تصل الي من زياراتك لمدن العالم .... أملي معقود بحقيبتك بسفرك الي وعودتك لقلبي ..... انا كلي أنتظار لوصولك لاستقرارك بملامستك ارض جسدي المتعب في أنتظارك ..... متى تحررني من ذلك القيد الوهمي؟ انا كلي تجاهك ولك يا حبيبي ..... هداياك كلها أشياء جميلة ولكنها لا تعصم القلب من جموحه ..... ولاني أنثى ولي مشاعر لبوءة غريزية .... ولانهم ثقفوني كيف اهديك حريتي بخلاف من تكون ..... واياً كانت محطتك او هويتك ..... احاول بأوقاتي المملة ان انزلق الى تلك الهاوية ..... فأرمي بنفسي الى صدرك الدافىء .... واعترفلك بشكل عملي (قبلة تبحث عن شفتيك التي فعلاً افتقدها بكل نبضة) ... بكل خطوة .... فلا تردني فديتك ..... لا تؤاخذني حبيبي ..... قد لا تفهمني .... فأنا كلي حباً فيك .

خذ بيدي ادرسني جيداً .... وتعرف أكثر علي من تضاريس جسدي المشتاق المرتجف والمتغير في درجات حرارته ..... أنت فقط لك الحق بسبر أغواري ..... وستمر في الغوص الى أن تجد لاألاء عمري ، وخذ منها ما يطيب لك ..... كن معي ومع دمعتي وبتسامتي ..... ثق بأنني لك وحدك حياتي .... وتمارس كل ما تتوق اليه رغبة الرجولة لديك ..... وثق في تجاوبي الانثوي بأن لن يخذلك ابداً .... فديتك .

وصلت مكالمة تقول بأنهُ قادم بعد يومين لزيارتهم ..... صدقت احاسيسها .... ابتسمت وقالت لنفسها أذاً ليس هناك داعي لهذه الرسالة ..... ومع ذلك سأحتفظ بها بين صفحات كتبي المصفوفة والكثيرة .... والتي لن يصل اليها احد ابداً ..... ويجب أن اجدها متى حبيت الوصول لها ..... اذاً سأخبأها بكتاب الف ليلة وليلة بالصفحة ال100 لاتذكرها . 

بعد يومين : وصل الحبيب ... الخطيب ...أبن العم ....فرحاً مبتسماً .... مرتبكاً .... كأنه يتوقع شيء يخجله ..... دعته (قماشة) الى جناحها الخاص بالمنزل الكبير .... ولم تكن لديها القدرة على الانتظار او حتى التحدث .... وتفاجأت بذراعاه تطوقانها وتطوقان ذلك الجسم التعب والمشتاق للعناق ..... أقمضت عينيها وهي تمنحة قبلة طويلة زمنياً (عشر ثوان) وبتعدت عدة أنشات ويديها لا تزال على خديه .... وعينيها تركز بعينيه بها بعض الخجل ممزوجة بالرغبة ..... فكررت القبلة ...... أنتهت ... اقصد أنتهت القصة!

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق