الأربعاء، 15 أغسطس 2012

البيئة وادمان التسوق

القليل منكم قد يشاركني الرأي في مهاجمة ادمان التسوق، الذي يصيب مواطنينا ومواطنين الدول الغنية ودول الخليج عامة .

الذي يسببه من تردي اوضاع البيئة بالوطن ورفعها عالمياً وتعقدها ، فالتسوق الدائم العشوائي والغير ضروري يدفع التصنيع الكثيف لانتاج مواد بلا نهاية لايحتاج لها الانسان !

لقد تم انشاء مجلة (الولد الاخضر) بالدول الغنية تدعو الى تنشئة الطفل (بضمير) الذي تفسره بتعليم الطفل في سنواته الطرية ان لايشتري ما لا يحتاجه وان ذلك نوعاً من احترام البيئة التي لا تغرقها مشتريات الطفل غير الضرورية وكذلك بعد ان كبر، فقد يكون تعلم الحرص في الشراء والتسوق .

ولكن ما قيمة هذه النصائح حتى لو استمع اليها في حماية البيئة، خاصة متى عرفنا اخيراً ان الصين تنوي بناء خمسماية محطة كهربائية جديدة تنتج الطاقة بالفحم الحجري ، والاخطار البيئية المترتبة على تلك المشاريع الصينية، التي تضرب بعرض الحائط كل النصائح العالمية ومنظماتها .

وهناك جمعية كومباكت التي تشكلت اخيراً ف سانفرنسيسكو من اربعة اصدقاء منذ ثمان سنوات تقريباً، تعاهدوا على ان لا يشتروا الاحاجاتهم الاساسية والماسة ، اي الطعام والدواء والملابس الداخلية والوقود لسياراتهم الصغيرة وان يتجنبوا الرحلات الطويلة ، وان لايضعوا لنزوات التسوق وزيارة الاسواق والمولات التجارية المغرية اكثر من (بينيلوب كروز)، ولكن احد اعضاء هذه الجمعية اعترف بأنه خضع للاغراء واشترى نظارة شمسية .

وذهبت هذه الجمعية خطوة اخرى فأنشأت موقعاً الكترونياً يدعو الى تفادي مغريات الاسواق مما دفع بعض وسائل الاعلام الامريكية لاتهام الجمعية بأنها تزاول نشاطاً معادياً لامريكا، وقد انضم لهذا الموقع الاف الامريكيين الذين جذبهم اليها أنها تجعل الحياة (أكثربساطة) وبدون قروض وتشتيت للعوائل والبيوت .

وهناك جمعية اطلقت اخيراً بطاقة أئتمانية بأسم (بونو) صادرة عن الامريكان اكسبرس يسمونها البطاقة الحمراء ، وبموجب هذه البطاقة فان واحداً بالمائة من قيمة المشتريات تذهب مباشرة دعماً لحركة مكافحة الايدز، ولكن هناك من انتقد هذه البطاقة لانها تدفع اصحابها الاغنياء طبعاً، الى الاسراف في الشراء بلا داع مبررين ذلك بأنهم يتبرعون للخير .

انا شخصياً اعجبتني هذه الافكار ليس من اجل الحفاظ على البيئة فقط باختصار المشتريات الصناعية، ولكن ايضاً لانها تزيد من الحفاظ على بيئة محفظتي النظيفة اصلاً، اذ عندئذ تصبح أكثر بياضاً ، ولكن الاولاد لايعتقدوا بأن الحد من التسوق يساهم في الحفاظ على البيئة فقط ولكنه حجة للاباء البخلاء، وأن مثل هذه الدعوات تعتبر نشاطاً معادياً للاولاد .

ومن يناقش الاولاد؟!، فالاولاد كالوطن دئماً على حق !! .

اعتقد الانسان في تاريخة الطويل بأنه في صراع مع الطبيعة من اجل الحصول على قوته والحفاظ على بقائه، ولو ان بعض الحكماء والفلاسفة عرفوا أن وحدة الوجود تجمع الانسان والطبيعة معاً .

ولكن الانسان في العصر الحديث، منذ الثورة الصناعية فالثورة العلمية والالكترونية، أكتشف ان الطبيعة هي اطار الوجود الانساني وحاضنته وأمه في ان وان العلاقة المثالية بين الانسان والطبيعة هي الانسجام و التكامل والاحترام .

وان الحفاظ على البيئة هو من الحفاظ على الحياة الانسانية .

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق