الخميس، 9 أغسطس 2012

ديمقراطية العرب والاختبار


ما أكثر الحديث في هذه الايام عن الديقراطية وعن ضرورياتها في حياتنا نحن العرب لكسر حواجز التخلف واللحاق بركب التقدم العالمي، وخاصة لدينا نحن العرب والمسلمين المتهمين بأننا ابعد ما نكون عن مناخ الحرية والديمقراطية في معظم جوانب حياتنا .

لا تخلوا مجالسنا في هذا الشهر الكريم عن المناقشات المختلفة ، وفرص الحديث فيها دائماً ما تكون لصاحب المركز وصاحب الاموال وصاحب الجاه، دون اعطاء فرصه للعاديين من الزوار بالحديث، هكذا هي الديمقراطية العربية بالعموم،،، كنت اصغي وأشارك في بعض النقاش، وفجأة قال احدهم (هل انتم واثقون أننا ديمقراطيون بالفعل حتى نتصدى للحديث عن الديمقراطية؟؟)، كان سؤالا مفاجئاً وضرورياً كما بدا لنا وقتئذ للتخفيف بعض الشيء من حدة غرور أكثرنا ونحن نتباهى بأننا ديموضراطيون حتى النخاع ونحن ندافع عن الديمقراطية ونطالب بها .

فخطرت لي فكرة أختبار الحاضرين جميعاً من خلال أسئلة معينة نطرحها ونجيب عليها بصراحة تامة، فوافقوا على ذلك واختاروني لوضع اسئلة هذا الاختبار على ان أشارك فب الاجابة عليها مثلهم، فوافقت بالطبع، ثم خلوت الى نفسي بعض الوقت فألفت على عجل عشرة اسئلة وأنا وأنا أعرف انها غير كافية، وأن الاجابات عليها قد تكون صريحة كلها، ولكن التجربة بحد ذاتها كانت ممتعة، ومفيدة لتذكيرنا جميعاً بأهمية مراقبة ومحاسبة النفس أولاً قبل أتخاذ أي قرار، وأن الكذب قد يمر على الاخرين بعض الوقت لا كل الوقت، ولكن لن يمر على الشخص الكاذب مهما كابر، وعاند وهذه هي الاسئلة .

أولاً : هل تسمح لافراد أسرتك أن يخالفوك في الرأي من دون غضب أو انزعاج شديد ؟ .

ثانياً : هل في استطاعتك الاصغاء العميق لغيرك مدة طويلة من دون مقاطعتة حتى ولو كان الحديث مملاً أو خاطئاً في اعتقادك ؟ .

ثالثاً : هل توافق على الانسحاب من حياة محبوبتك، او تفضيل صديق او اي شخص أخر مناسب على نفسك في شغل أحد المناصب الهامة، اذا كان من المؤكد ان ذلك مفيد للطرف الاخر والمصلحة العامة ؟ .

رابعاً : هل أنت قادر على الاعتراف بالخطأ، فور أكتشافك ذلك والاعتذار عنه للاخرين ؟ .

خامساً : هل لديك الشجاعة على انتقاد أصدقائك حين تعتقد أنهم لم يكونوا على حق، او أن تعدل من مواقفك الفكرية الثابتة منذ أمد طويل اذا أكتشفت أنها كانت خاطئة ؟ .

سادساً : هل تسمح لخصومك اذا كنت مسئوولاً قادراً على ان يدافعوا عن انفسهم بالقدر المسموح لك به من خلال الاتصال المباشر بالاخرين او عبر وسائل النشر والاعلام المختلفة ؟ .

سابعاً : هل تنسحب من قاعة للاحتفال كنت مدعواً له بصفتك ذا شأن او مسؤولاً كبيراً اذا وجدت أن مقعدك لم يكن في الصفوف الامامية كما هو مفروض ؟ .

ثامناً : هل توافق على زواج ابنتك من شخص مختلف عنك في الموقف السياسي، أو العقيدة الدينية، او اللون كأن يكون زنجياً او صينياً مثلاً ؟ .

تاسعاً : هل يمكن أن تصوت في انتخابات حرة نزيهة لصالح مرشح ينتمي الى غير الطائفة أو العشيرة التي تنتمي اليها لاقتناعك بأنه المرشح الانسب من غيره ؟ .

عاشراً : هل تقبل وأنت في سدة الحكم لقبيلة معينة تعمل بأنتاج الذهب او الالماس ان تتخلى عن الحكم بلا مشاكل الى من حصل على أغلبية أصوات مواطنيها في انتخابات نزيهة ؟ .

بعد توزيع اوراق الاختبار على مثقفي واصحاب الرأي والمشورة والفكر الديموفلاني بالمجلس عم السكون لذلك المجلس الرمضاني ذو الاراء المتعددة، وبعد ان وصلت بعض الايجابات الصحيحة والناجحة هي في قولك نعم جواباً على تسعة من الاسئلة العشرة ماعدا السؤال السابع فالاجابة التي تدل على أنك ديمقراطي من خلاله هي قولك (كلا) فحاول بينك وبين نفسك وبكل هدوء وصراحة ، أن جاوبت على هذه الاسئلة فان حصلت على خمس اجابات (نعم) فأنت ديمقراطي تقريباً أو نصف ديمقراطي في تقدير أخر ،،، فأيهم أنت؟ .

أما عن الجلسة التي جرى فيها هذا الاختبار فقد كانت النتائج كلها ناجحة بالتمام والكمال الا ورقة واحدة هي ورقتي فقد كانت فيها اجابة واحدة مخالفة لما هو مطلوب ،،، واعذروني اذا لم أقل لكم عن أي سوأل كانت هذه الاجابة الصريحة على مخالفتها للاصول الديمقراطية ،،، ولكن ما رأيكم في الاجابات الاخرى التي كانت كلها صائبة على التمام ؟ ،،، هذا ما سألت عنه نفسي طويلاً ،،، ان الاخرين لم يكونوا صريحين في جميع اجاباتهم ،،، ولكنهم ديمقراطيون مع ذلك كما يدعون !! .

نحن نتباهى بأننا ديمقراطيون وندافع عن الديمقراطية ونطالب بها ،، ولكن ،،،؟؟!! .

موضوع قرأتة وعجبني وكتبته لكم ،،،،، انتظر منكم الاجابة .

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق