الجمعة، 11 مايو 2012

مقابلة الاساءة بالاحسان

قرأت للبعض شيء جميل .

قيل قديماً: العفو عند المقدرة، تشجيعاً على اعتماد اسلوب العفو والتسامح بدلاً من الحقد والانتقام، وقيل أيضاً: لاتقابلا لاساءة بمثلها، بل قابلها بالاحسان، لعل من أساء يعتبر بأحسانك فيتعظ .
وما من موعظة أولى من المعاملة بالحسنى فيصح القول ، عامل الناس بما تريد أن يعاملوك به ، وأنت تريد أن يعاملوك بالموعظة الحسنة .

يحكى أن زبيدة العباسية زوج هارون الرشيد كانت جالسة في قصرها ذات يوم، فدخلت عليها حاجبتها تقول أن امرأة جميلة ، عليها ثياب بالية، تريد الدخول وتقول انها تعرفك من زمن .

فانكرت زبيدة المرأة، ولكن من حضر من جواريها طلب الاذن للمرأة بالدخول، فأذنت لها، فدخلت ترتدي رداءاً مرقعاً وجعلت تمشي على استحياء، حتى انتهت الى الباب، فسلمت فردت زبيدة عليها السلام،  وقالت لها : من أنت؟ قالت: انا طريدة الزمان وطريحة الحدثان، مات رجالنا واختلت احوالنا وجفانل الصديق وكدنا نلقى على الطريق .

فقالت لها زبيدة انتسبي؟ ، فقالت، انا زبيبة بنت مروان بن محمد ( أخر خلفاء بني أمية) .

فقالت زبيدة: لا حياك الله ولا سلم عليك، ثم ذكرتها ببعض حوادث حصلت منها في زمن عظمتها، فبكت وقالت: يا بنت العم، وأي شيء اعجبك من الاساءة وقطع الرحم حتى تقتدي بي في ذلك؟ .
ثم انصرفت فندمت زبيدة على ما حصل منها، فقامت تعدو خلفها حتى ادركتها فا عتذرت منها ، فرجعت .

ثم أمرت زبيدة جواريها فأدخلنها الحمام واحضرن لها أصنافاً من الثياب فاختارت منها ما شاءت وتطيبت فقامت اليها زبيدة وعانقتها ورفعت مجلسها.

قد تكون هذه الحكاية أفضل تعبير عن العفو والتسامح والمعاملة بالحسنى ورد الاساءة بالاحسان،  شرط ان يكون من عاملته بالحسنى ينطبق عليه قول المتنبي .

ان أنت أكرمت الكريم ملكته ،،،،،،،،، وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا .

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق