الثلاثاء، 26 مايو 2015

شيءٍ من الحياة ... قصة قصيرة

جميعنا فرحنا بزواج شقيقي الاكبر تقول لطيفة، كانت لحظات لا تنسى، أحتفالية زواج شقيقي خالد، الكوشة جميلة جداً عندما ضمتهم، العروس والعريس، ارتباكهم واضح ابتساماتهم للمدعوين صادقة ومعبرة عن رضاهم بتلبية الدعوة، اعداد الحضور من النساء كبيراً جداً، كانت هناك واحدة من المدعوات تطلق زغروطة أو اليهلولة  كل خمس دقائق، حقيقة الزغروطة او اليهلولة مطلوبة في هذه المناسبات، وإن لم تطلق في مناسبات الفرح أين ممكن أن ستطلق، (وأخيراً يا خالد تزوجت) صراحة الفرحة كبيرة جداً ولا تسع كل من يعرف خالد، وأيضاً الفرحة واضحة على وجوه شقيقاتي وأشقائي، فعلاً كأنه يوم عيد ، والتهاني عبر الهواتف والمسجات لم تتوقف من أيام .

اتصلت سلامة شقيقة لطيفة: تصوري كم أنا فرحة ، زوجة خالد ابتسام ستشاركنا هذا المنزل الكبير ذو الغرف الكثيرة والكبيرة والتي عددها يفوق عدد أفراد العائلة بكثير او بمرتين ونصف إلى ثلاث مرات، الان أنا أستوعبت لماذا خطط الوالد المنزل بهذا الحجم، ليحتوي الجميع ومع ذلك العدد الكبير من الحمامات الاضافية إلى زوايا المغاسل، والعدد الكبير من الصالات والمجالس .

لطيفة: نعم يا سلامة، كنا صغار ولم نستوعب أفكار وخطط الاب، ولكن كانت تصب في مصلحة الجميع وأكثر ... ولكن هل فعلاً جميع الاباء يفكرون كاوالدنا العزيز ؟ (سألت وهي مطمأنة)

سلامة: لا أعتقد ذلك، من خلال ما أسمعهُ من صديقاتي .. الامور تختلف كثيراً، هذا وهم أغنياء أيضاً، ولكن الاباء يختلفون، هناك منهم من ينهض بعائلته ويتحمل جميع المسئوليات، وهناك منهم من يتهرب عن أبسط مسئولية أو موقف .

لطيفة: إنتبهي، زوجة شقيقنا خالد ابتسام ستنتقل رسمياً إلى منزلنا، ومن غداً علينا أضافة بعض اللمسات على ذلك الجناح الخاص بهم، ولنجعل منه تحفة .. اجمل جناح ممكن ، وارجو أن يناسب ذوقها .. عموماً إبتسام هي بنت حلال وطيبة القلب ولا تتذمر أو تتطلب كما أذكرها .. ليجعل الله منها شريكة متعاونة إلى أبعد حد ممكن ..... سلامة: أمين .

سلامة: إبتسام جميلة جداً وشقيقي خالد زوجها وسيم إلى أبعد حد، وأنا على يقين بأن امورهم وحياتهم مع بعض وبدعمنا لهم  ستكون بخير، أما الوالد فلا هم لهُ الا الأطفال، لديه حب شديد للأطفال .

بعد مرور ثلاث شهور على الزواج، الجميع في قمة السعادة والجميع يشارك بأفكاره والاقتراحات لا تتوقف، كنا (نلتم) نجتمع بالصالة الكبيرة العلوية الواقعة بين الاجنحة في ذلك الدور بالمنزل الكبير، وعندما ننتهي من بالورة أي فكرة ننزل إلى المجلس مكان تواجد الوالد المفضل، المجلس يحتوي على زاوية وكتب خاص بالوالد مع جهاز الكمبيوتر والتلفزيون الكبير لمشاهدة المباريات والافلام المفضلة لدية، والوالد غالباً ما يجتمع مع الزوار والضيوف والمندوبين ، طبعاً الرجال، أما الوقت المناسب لهُ هو بعد الغداء، الوالد رجل مثقف، وصاحب ابتكارات ويكتب بعض القصص القصيرة وبعض النصائح والحلول للمنفعة العامة ويضعها على الموقع الخاص بهِ، ولديه الكثير من المتابعين من داخل الدولة ومن خارجها، والحقيقة تُقال، هو انسان من الذين يمسكون العصا من الوسط، أقصد بأنه غير متشدد ودبلوماسي مع الجميع بل هو منفتح أجتماعياً وعلمياً وموضوعياً .... وأنسانياً ... ولكن يفتخر بوطنيته الظبيانية، وغالباً ما يحرص على تزويدنا بتلك النصائح الوطنية وأهميتها في أن يكون الفرد وطني إلى أبعد الحدود، وبأن لا يساوم بوطنه مع أي من الدخلاء ... ونعم ونشهد بأنهُ كثير النصح والتحذير في تلك الزاوية .

لطيفة: زوجة خالد (ابتسام) فعلاً كانت ولا تزال اضافة جيدة بالمنزل .. أقصد اضافة نسائية، وغالباً ما نتبادل الافكار في أشياء كثير ومتعددة ومنها المأكولات والحلويات والطيبات على سبيل المثال .. وكل ما نطبخ نوع معين من هذه الحلويات نرسل قطعة للوالد، ثم نسمعهُ يمتدح هذا النوع وذاك ولكن يكرر كلمته المعهودة (خفوا علينا، وإلا السكر في طريقة إلينا) يقصد إنتبهو لأمراض السكر بسبب كل هذه الحلويات .. ثم يقول أبقوا على شيئاً منه في الثلاجات للضيوف .. قد يعجبهم مع القهوة .

بعد مرور عشرة أشهر، لم يكن شقيقنا خالد هو خالد الذي نعرفهُ، لاحظنا عليه بعض التغير، هناك شرود، هناك هَم، هناك ضغوط، ولكنهُ يخفيها عننا أو يردها لضغوطات العمل عمداً (علثة) !! 
بعد فترة توجهنا للوالد لمناقشة الموضوع .. وكان رد الوالد كافي وشافي، قال شقيقكم خالد اليوم هو رجل، والرجل يعلم كيف يكيف نفسهُ مع صعوبات الحياة والدنيا .. والحياة عبارة عن خبرة طويلة جداً بطول عمر الانسان، وقد يكون فعلاً مضغوط من العمل أو هناك مسؤوليات كثيرة هو لا يرغب في الحديث عنها ... ولكن كل ما أرجوه هو عدم تدخلكم في أي شيء أو في حياته ... وقد يكون تدخلكم عبارة عن ذلك الماء الذي زاد الطين بلةً ... أرجو منكم الحذر وعدم التدخل أو حتى تناقشون أي مشاعر تراودكم في موقف شقيقكم مع زوجته ابتسام، اسمعوا نصيحتي وبتعدوا ... إلى تظهر الايام ما تخبئة الجدران والقلوب .... فهمتوا؟؟

بعد مرور عام ونصف لم تتأقلم ابتسام مع العائلة وأفرادها!! .... زار خالد والدهُ يستفسر عن أمكانية الاستقلال أو الخروج من بيت العائلة (منزل والده) إلى منزل مستقل، هو وزوجته ابتسام، وكان رد الوالد .. يا إبني في هذا المنزل الكبير كل المصاريف ملقية عنك من السكن والخدم والمأكل والمشرب، ولا توجد عليك أية مصاريف، والحياة خارج هذا المنزل مهلكة ومتعبة ، وهنا أيضاً شقيقاتك، وهن في أتم الاستعداد لمساعدتك على تربية أطفالك، وخصوصاً ان غادرت في دورة عملية أو دراسية خارج الوطن أو ما شابه، ونحن جميعنا نحبكم وندعمكم ونود لكم الخير والراحة أنت وزوجتك الجميلة ابتسام، ولكن عندي فكرة (يقول الوالد موجه كلامه لأبنهُ خالد) أنا يا إبني أتمنى منك التفكير مليئاً في الموضوع، وخذ شهر من الوقت وفكر جيداً، ظروف الحياة خارج هذا المنزل صعبة جداً، وأنا يا أبني لا أود أن تتألم بها .. أما إذا الضغط قادم من زوجتك ابتسام فحاول أن ترشدها وحاول أن تقنعها بأسلوب حضاري ناعم كي لا تجرح مشاعرها ... وقل لها: مثلاً عندما أحصل على الارض سنتعاون أنا والوالد على أنشائها وتعميرها وبأذنه تعالى سيكتمل منزلنا أو منزل المستقبل ، وهكذا يا إبني العزيز .... ولكن أرجوك أن تفكر مليئاً بالموضوع قبل أن تقدم على شيء صعب قد يؤثر على سير حياتك الزوجية .
أنا ألاحظ بأن قراركم هذا متسرع ومهلك، هناك اموال سترمى للأيجارات ولغيرها، هناك هم كبير سيدخل قلبك الطاهر وأنت غير ملزوم بهِ، هذا المنزل الكبير هو لكم أما أنا كبرت يا إبني العزيز وقد تكفيني غرفة واحدة بزاوية بعيدة عن الجميع، ويوماً شقيقاتك سيتزوجنَ ويغادرن المنزل، وسيكون هذا المنزل لكم أنتم وأبنائكم الحلوين تنعمون بهِ ويستركم ... فأرجو أن تفكر الف مرة قبل أن تبتعد عن شقيقاتك يا إبني الغالي .

بعد مرور شهر أصر خالد على المغادرة (مغادرة العائلة والمنزل الكبير .. الوالد: طيب يا إبني العزيز إلى أين ؟؟؟ .... سأستأجر فيلا قريبة منكم وذلك لنستقل بأنفسنا .... الوالد: ولكن ليس لديكم ونيس أو من يرد الصوت عليكم في تلك الفيلا الموعودة !!

لا تهتم يا أبي ، نحن قدها وقدود!!

أنا يا إبني لا يهمني الا راحتكم وأمانكم في هذه الدنيا، عموماً لا تقطعونا من زياراتكم .

لطيفة: ثم ردد أبي (غالباً ما تمشي الرياح بما لا تشتهي السفن) طبعاً هو يقصد بأن الاجيال تختلف بكل شيء تقريباً ولا توافقك مهما وفرت لها من وسائل الراحة والطمأنينة .
سلامة: هل خطر على بالكِ ما يحدث واصرار خالد على الرحيل عنا؟!

لطيفة: يا سلامة يا حبيبتي كل هذا لم يكن من رأس خالد ولكن من ابتسام، وهي صاحبة الافكار هذه، بنتها ورتبتها عندما عرفت بأن خالد متعلقاً بها حباً .. ولا يرد لها طلباً .

سلامة: لا الومها على شيء، هي استشعرت كل هذه الطيبة وكل هذا التنفيذ لطلباتها من اهل المنزل فعتبرتهم سُذج أو أقل منها فهماً، لأنها لم تتصور الحقيقة أو إنها لم تعايشها، فخيل لها بأن كل ذلك التنازل والتلبية في شتى انواع الطلبات ما هو الا دليل على عدم فهم أو غباء أو جهل..... قد فاتها عمق تلاحم هذه العائلة التي لا تزال تتمنى لأبنها ولزوجته كل الخير والمحبة والاستمرار لا أكثر ولا اقل، ولكن الله سبحانهُ موجود .

لطيفة: لا تستعجلِ يا سلامة، هي لعبت لعبتها ... وستعود عليها بكما نوتها ... ونتظري .

انتقل خالد وزوجته إلى سكنهم الجديد (الفيلا) .... ويعد مرور شهر يتسائل الوالد عن احوالهم ونرد عليه بأنهم بخير وعافية، وامورهم ممتازة ولم نسمع ما هو عكس ذلك يا الوالد .. أكمل الوالد .. أرجو أرجو لهم السعادة .

بعد مرور عام كامل بتلك الفيلا ، قررت ابتسام الانتقال إلى منزل والدها والعيش هناك بغرفة صغيرة مع زوجها خالد دون أدنى ردت فعل من خالد أو الزوج .

سلامة: كيف يجوز ذلك يا لطيفة ؟! ... أيعقل ما يحدث؟!
منزل والدها ممتلىء بأفراد اسرتها، ومنهم الابناء والبنات وهناك من الابناء من تزوج وخالد بينهم، وما سبب انعدام الاحساس لدى شقيقي خالد؟! ماذا لو غار أحد أبنائهم على رؤية خالد لأخوائهم أو زوجاتهم هناك ؟!

لطيفة: ما يحدث ابداً لا يجوز، من المؤكد هناك اشياء أخرى تلعب بعقولهم، ولكن ما هي؟

سلامة: بعيد عنكِ ... الا تعتقدين بأن هناك أعمال سحرية جعلت من شقيقنا خالد او ذلك الشاب خريج أمريكا والمعتمد على نفسه والذي لا يقبل المنقود (الغلط) أبداً، لماذا تغير إلى هذه الدرجة، أين مشاعره ورجولته؟! ولماذا يعيش كالغريب بينهم؟

لطيفة: اسمعيني جيداً، الله عز وجل لا يحاسب مباشرة، ولكن حسابه شديد، وقد يحاسبها في أغلى شيء لديها ان كان لها قلب وتفطن للامور، ودعينا ننتظر المستقبل ماذا يخبىء لها.

بعد مرور ستة شهور في منزل أهلها، يقال بأنها حامل .... لننزل للوالد ونبشره بهذه البشارة  السعيدة أو الخبر السعيد ... بعد كل تلك المرارة التي مر بها .. بموت الوالدة زمان وقبل عام يغادره إبنهُ رضوخاً تحت أوامر زوجته .
مبروك مبروك يا الوالد يا أبي سيأتك حفيد ... ابتسام حامل وشقيقنا خالد سيصبح أب.

الوالد: الله يبشركم بالخير ... هذا خبر مفرح .. كم مر عليها حامل ؟ لا .... نعلم .

سلامة: لأنك لا تحب أن تتدخل في شؤونهم خوفاً من أن يساء فهمك، لذلك أنت بعيد عن كل المستجدات .

الوالد: لا يا إبنتي الغالية، أنا فقط أعطي الزمن فرصة في تعليم من لا يتعلم ومن لا يستمع لنصائح والدهُ، إلى أن تحيكهُ وتعجنهُالحياة السلبية بهمومها وبأمراضها، وبشُركها وبخيانتها لذلك الانسان الضعيف، وأنا يا إبنتي لا أُومن بالاعمال السحرية ولا بالسحر، أنا أُومن بالخطأ وبالفشل إن كان الانسان فاشل .. وارجوكم عدم التدخل في شؤونهم إلى إن يأتي بهِ الزمن إلى منزل أبيه ليعرف قيمةُ، والانسان لا ينساق هكذا بداعي الحب والتعلق، وأنا يا سلامة يا إبنتي لم استوعب هذه المهزلة الحاصلة وهي .. إبني الغالي يسكن بغرفة بمنزلهم كالغريب ، لأن كل ذلك سيولد لدى إبني خالد فراغ عائلي مع انعزالية شديدة، ولكن عليه هو وهو فقط أن يكتشف ذلك الخطأ، تجارب الحياة علمتني بأن لا اتدخل في شؤون الغير مهما كان قريب، أو أن لا اضغط على أي شخص عزيز إلى أن يكتشف لوحده مقدار ذلك الخطأ .

لطيفة: طيب ، ماهو الحل؟ أيمكننا شرح الموضوع لأهل الزوجة ابتسام؟ قد يتفهمون الموضوع ويشاركونا الرأي .... عموماً ابتسام من البداية لم تكن مرتاحة ولكنها لم تشرح لنا عن عدم ارتياحها، وحتى في تلك الفيلا الخاصة والتي ضمتهم ايضاً لم ترتاح أو تستقر، بل اصرت على العودة إلى والديها في منزل أبيها ووضعت زوجها المحب خالد تحت الامر الواقع بعد أن درست شخصيتهُ وتبين بأنه يحبها ولن يرفض لها طلب، وخطوة بعد خطوة سحبته إلى منزل اهلها، ولكن كل هذا لن يخدمها على المدى البعيد، مصير منزلهم سيمتلىء بأبناء اشقائها وحريم اشقائها وشقيقاتها، وكل هذه التراكمات لن تفيد على المدى البعيد، إذاً المسألة عبارة عن أنانية من طرفها، ولكن الله موجود وسينتقم وسينقذ خالد من هذه الورطة وهذه الاعمال الشريرة، التي تقوم بها هذه الزوجة الشريرة، ولكن هل قلبها ميت؟ ... هل ضميرها ميت إلى هذه الدرجة؟ تصوروا أنها تطلب منه زيارتنا مرة كل ثلاثة اسابيع أو مرة كل شهر ونحن في نفس المدينة ... لدرجة أنهُ لا يرد على اتصالاتنا في بعض الاحيان، وايام تعدي لايرد على اتصالاتي أنا شقيقته، هذا شيء وأما الشيء الاخر توقف اتصاله بالوالد! .... وعندما يتصل الوالد بهِ عشرين مرة قد يرد بالخطأ على إتصال واحد وتكون مادة الاتصال هي الاعذار ......ويا مكثرها هي الاعذار.
وكما قالت صديقتي قد يكون تعرض لأعمال السحر والشعوذة او لغسيل دماغ منها أو منهم جميعاً، ولكن الله عز وجل موجود دائماً، وسيأخذ او ينتقم لنا منهم .

وتكمل لطيفة: موعد ولا دتها قرب، في هذا الاسبوع أو الاسبوع الذي بعده، عموماً نرجو لها ولادة ميسرة بأذنه تعالى، ويقال بأنها تحمل توم، يعني هناك اثنان من القادمين للاسرة إلينا، يستاهل خالد ويتربون في عزه ، ومرت الايام سريعة، وولدت إثنان من أجمل البيبيات ذكور، فرح الوالد وارسل عشر باقات كبيرة مشكلة من الزهور والورود والتي اعطت ذلك الجناح بالمستشفى منظراً جميلاً، بمجرد الوصول إلى منزلهم بعد أن خرجت والبيبيات بسلام من المستشفى، وبعد مرور اسبوعين قمنا بزيارتها بمنزل أهلها ايضاً لنتأكد من صحة الاطفال او البيبيات الحلوين، اسعدتنا رؤيتهم وكم تمنينا لو انهم معنا بمنزلنا الكبير، أين يفرض بهم أن يكونوا، ولكن ما عسانا أن نقول، كلها تمنيات فارغة.

سلامة: هناك أخبار لا تسر عدو ولا صديق !!

لطيفة: عبس وجهها .... هاتِ اخباركِ والحياة كلها دروس يا شقيقتي العزيزة .

سلامة: بعد مرور ثلاثة شهور على الولادة .. البيبيات وبد كل الفحوص أتضح بأنهم لا يرون !! يعني عميان، تتكلم ودمعتها على خدها . 

لطيفة: لا لا لا ارجوكِ هاتِ اخبار غير هذه الاخبار يا سلامة .. وهي تبكِ بحرقة .. طيب كيف نوصل هذا الخبر إلى الوالد ؟؟؟

سلامة: أنا لن أخبره، ولا أرغب في تعكير مزاجه من بداية اليوم يا لطيفة، الوالد لا يتحمل مثل هذه الاخبار ... ارجوكِ اعفيني، او دعينا نسكت عن الموضوع، لعل يتصل شقيقنا خالد ويخبره يهذا الخبر الشين والموجع .

لطيفة: هل تفكرين في الذي يشغلني ؟

سلامة: هيا أخبريني عن ماذا تفكرين وماذا يدور في خُلدُكِ؟ ارجوك شاركيني ولا توتريني أكثر مما أنا فيه، الموضوع عمل لي نصف شلل كل ما فكرت به، شيء يقطع القلب يا لطيفة .

لطيفة: حقيقةً لم اتوقع عقاب الرب سيكون هكذا سريع، ولم اتوقع أن يكون بهذه القوة يا سلامة، سبحان الله .

سلامة: لا لا لا اعتقد بأن بأن هذا عقاب من الرب ، هناك حالات كثير مشابهة تحدث .

لطيفة: أنا معك قد تحدث في حالة مولود واحد ، وليس إثنان او توم ونف الحالة .

سلامة: ولكن هل تعتقدين بأنها استوعبت الدرس، وتفهم بأن هناك رب، هناك الله لا ينسى وان طال الزمن وبأن الدنيا والحياة موزونة لكل جرم هناك عقاب ولكل خطأ هناك عقاب، إذاً لا تستبعدِ أي شيء يالطيفة .

لطيفة: ليتها تعود لضميرها وتترك تلك الاعمال وتلك الخزعبلات والامراض التي قد تقودها إلى أشياء أكثر تأثيراً ووجعاً في حياتها .

سلامة: هل هناك حل طبي علاجي أو مستشفيات متخصصة في هكذا أمراض أو هكذا حالات؟

لطيفة: تذكري بأن حالتهم حدثت من البداية أو من الولادة، في تلك الحالات تكون العلاجات صعبة حتى لو استعملوا خلايا الجذعية .. كأخر الطرق للعلاج في هذا الزمن، فعلاً المسئلة صعبة .

سلامة: تذكري بأننا في 2015 والطب تطور كثيراً، هناك مستشفيات في أمريكا وفي اسبانيا متخصصة في طب العيون ولها مختبرات متخصصة في هذا المجال فقط .

لطيفة: تلك المستشفيات متخصصة في علاج لكبار في السن والذين يعانون من المياة بالعيون، ومتخصصة في الحول، وفي تركيب العدسات وجراحة أطراف اللحوم الزائدة بالعيون، ولكنني لم أسمع عن علاج عيون اطفال تبدو صاحية وجميلة ولكنها لا ترى شيئاً، وهنا نحن نتحدث عن شيء أعمق من العيون أو ما خلفها، ولكن لابد من الفحوصات المستمرة لهم وضروري أن يدرس العالم حالاتهم وماهية أسبابها .

سلامة: دعينا أن لا نتسرع ونحكم على الامور بهذه السرعة، لعل أنها حالة مؤقتة وعند عمر الستة شهور تكبر الاعصاب والعروق ويعود النظر لهم .... وهم لا يزالون صغار، بأذن ألله سيعود النظر لهم يوماً .

لطيفة: هل أتصل بكِ خالد ليعلمك بأخر الامور ؟

سلامة: لا لم يتصل، ولم يتصل بالوالد أيضاً ... كان الله في عونه .. أنا اتحسس ما يمر بهِ من ألم ونفسية صعبة، وحتى لو أتصلنا نحن بهِ لن يرد علينا، لأنه يعلم مسبقاً عن موضوع الحديث الذي لا يوجد لهُ جواب .

لطيفة: اتركِ الموضوع للمستقبل ونرجو أن يجد الحل .

سلامة: الوالد يتصل بنا ، دعينا ننزل لهُ ونرى ماذا يريد .

الوالد: أين كنتوا؟ عموماً لدي أخبار سعيدة ومن المؤكد لديكم أخبار سعيدة لي، هل تذكرون عندما قدمت قبل خمس سنوات على أرض بمحضر مروان باليوا؟ أمس وردني أتصال ومفادهُ بأن الارض صرفت لنا بعد انتظار خمس أعوام، ولكنها أخيراً وصلت لله الحمد .... والان أراكم تتبادلون النظرة بينكم، وهذه النظرات أعرفها وتعني لي شيء مهم حدث أو سيحدث أو أنكن على وشك أن تطلبن طلب كبير وتتوقعن ردت فعل معاكسة لطلبكن .. اليس كذلك؟

سلامة: لا هذا ولا ذاك، ولكن هناك شيء موجع وأليم وفضلنا أن لا نخبرك به في البداية، أما الان فمن حقك معرفته أو معرفة ذلك الشيء المهم يا الوالد .

الوالد: هاتي ما عندكِ ... حيرتيني ... شيء موجع وأليم !! لا يوجد شيء موجع وأليم ولكل شيء حل .

سلامة: أطفال شقيقنا خالد عميان لا يرون، هكذا إنولدوا، وخالد مع ابتسام في حالة يرثى لها، وحقيقةً نحن لم نخبرك بالموضوع كي لا نرفع ضغطك ولا نتسبب في حالة نفسية أوما شابه لك أنت يا الوالد ... وكنا في حيرة أنا ولطيفة، نخبرك أو نسكت، وحتى لو سكتنا ، إلى متى سنبقى ساكتين عن الموضوع، وها نحن أخبرناك .

الوالد: لا حول ولا قوة الا بالله، ماذا يحدث لأبني خالد؟ لم يتوفق مع زوجته المدعوة ابتسام، من تزوجته لم نرى ابتسامة واحدة، ولم يعد يتصل ولم يزورنا ولا يرد على اتصالاتنا به، أخذته وخيذة، تباً في حب لا يعرف طريقه إلى الاهل وتباً في حب لا يدل طريق الاسرة، حقيقةً هذا المصاب من المؤكد هي (ابتسام) من تسبب فيه، لفسخها للأبن عن اسرته ولعدم تواصلها معنا بأتصال أو بمكالمة قصيرة تسأل بها عن الاحوال، أو تطلب من زوجها أن يتصل بوالده وبشقيقاته ... وتثقف خالد الابن الاجتماعي واللطيف بثقافتها الماكرة والمُرة، وتناست بأن الله عز وجل موجود وأنهُ لا يؤجل عقابه.... اشهد بأنه خبر غير سار لا لنا ولا لهم ... تعالي هنا جنبي وشرحي لي علمياً، كيف لايرون وكيف هم عميان؟ هل مقلة العين غير موجودة مثلاً؟ هل عيونهم بيضاء ودون البؤبؤ مثلاً أم هي مغلقة فقط ؟

سلامة: لا هذا ولا ذاك، العيون سليمة وجميلة ولا تشك بها أبداً ومن أجمل العيون ولكنها لا ترى شيء أبداً يا أبي .

الوالد: لا اله الا الله، في هذه الحالة تكون الامور أصعب كثيراً، طيب ماهي ردود الدكاترة؟ وهل هناك خطة وضعوها للمحاولات الطبية بالوطن أو خارجه؟ علينا أن لا نيأس من رحمة الله، وعلينا أن نؤمن بالعلم أيضاً، هناك طرق وهناك زرع خلايا وتجارب، ولكن علينا أولاً أن نتحد كا عائلتين، يهمهما مصير وموضوع الاطفال الابرياء وأيضاً أن لا نبخل بالغالي والرخيص ونضحي بالكثير تجاه العلاج ومحاولاته مهما تطلب في الوطن أو خارجه .

لطيفة: الا تعتقد بأن هذا عقاب من الله لها او لهم جميعاً ؟

الوالد: لا يا لطيفة يا بنتي، هذه خلقة الله وحده، ولا اعتقد بأنه عقاب لأحد، إن كان هذا عقاب من الله لهم لأنهم تناسونا أو عقاب لها لأنها عملت أعمال سحرية وغيرها، والعقاب يشملنا جميعاً نحن وهم، لا لا أعتقاداتكم خاطئة جداً، والامور لا تحسب هكذا، حقيقة الامر شقيقكم بليد في كل شيء، تزوج وعتقد بأن الزواج هو أن يسايرها في كل شيء، ويطيعها أيضاً في كل شيء ... حتى لو طلبت ابتعاده وهجرانه لأهله ومنزلهم، والاستماع لها فقط، هو يعتقد ذلك هو الصح، بسبب عدم ادراكه وعدم احتكاكه بالحياة سابقاً كفاية ليعرف مقدار أهمية أهله، أقصد والده واشقائه وشقيقاته، أو أنه كان يعتقد بعد الزواج عليه الابتعاد عن لحمه ودمه (الاهل) وارحامه، او أنها مركبة من هذا وذاك .

ويكمل الوالد: هو حديث الزواج (خالد) وهذه هي البدايات فقط، وأنا على يقين بأنه يستشعر الحاجة للأقارب ولدعمهم المعنوي وحتى المادي لمجابهة وعورة الحياة الصعبة، علينا أن نحسن الضن والنوايا يا ابنتي لطيفة إلى ابعد الحدود ونستمر في نظافة الضن والضمير حتى لو كنا مخطئين في حسن ضننا، هكذا نجعل انفسنا هادئة وقابلة بالتعامل في أي موقف صعب ومفاجىء، ونصيحتي لكم هي الابتعاد عن سوء الضن .

سلامة: بماذا تفسر انتقالهم إلى فيلا أخرى وعدم العيش معنا إن لم تكن هي التي تضغط عليه؟ وبماذا تفسر انتقالها إلى منزل أبيها وهي تسحب شقيقنا خالد كالكبش الفاقد للأهمية من مكان إلى مكان أخر دون أن يعترض على تصرفاتها؟ وأيضاً بمنزل أبيها هناك اشقاؤها الذين على وشك الزواج، وزوجاتهم الجديدة لهم حرمتهم وابنك مرمي بينهم في غرفة واحدة مع زوجته والاطفال والعفش الكثير؟ الا تعتقد بأن هذه بيئة غير سليمة وفوضى كبيرة ولا تدل على الاستقرار ... نحن سنستمر في احترام مقولتك يا أبي في عدم سوء الضن والنية، معليش اسمحلي يا والدي ، أنت من علمنا على عدم الاتكالية على الغير وعلينا أن نعتز بأنفسنا وأن نبتعد عن الظهور بالشكل الضعيف أمام الاخرين والاغراب من البشر، ومن يستمع لكلامك اليوم يقول بأنك تخالف رأيك !

الوالد: كلامكِ يا إبنتي صحيح، ولكن في حالة شقيقكِ خالد هي حالة تختلف، هو زوجها وهو أب الاطفال الذين ربطوا الاسرتين، وهذا الربط انهى أي أختلاف بينهم وبيننا، ولكن كلامكِ ايضاً صحيح حيث لا يجدر بهِ أن يسكن في غرفة واحدة بعائلته الصغيرة وبمنزل والدها، علماً بأن منزل والده كبير وهناك الكثير من الغرف، وستزداد هذه الغرف في حالة لو تزوجتن أنتن (الشقيقات) لأنكن ستنتقلن إلى منازل أزواجكن، وخصوصاً أنا لا اقبل أن ينتقل زوج إبنتي للسكن عندي ولن أسمح بأن يختلط مع زوجات أبنائي في منزل واحد، نحن لا نتقبل هكذا أمور .

لطيفة: هذا أنت تقولها بأنك لا تسمح بأن يسكن عندك زوج إبنتك، إذاً كيف نقبل أن يسكن شقيقنا في منزل أبيها؟ ألا ترى كل هذا التناقض ؟

الوالد: قد تكون عاداتهم تختلف عن عاداتنا، أم أنهم كسروا القاعدة أم أنهم يدارون رغبات إبنتهم الغريبة، أرجو منكن أن لا تستبقن الاحداث، وتذكرن بأننا في البداية فقط، وكل ما أرجوه منكن إن وصلكن أي أتصال من خالد أو من زوجته عن أي موضوع ارجو الاسراع في اخباري عنه، صحيح بأن هناك جمود في العلاقات بين الاسرتين بأسباب عدم وضوح الرؤية وبسبب انعدام انعدام السيناريوهات الفاقدة للمواضيع الايجابية والمواد الهادفة من جميع الاطراف، وهذا يحدث وليس غريب في اغلب البيوت المتناسبة او المتصاهرة، وشقيقكم خالد لن يغير رأيه في يوم وليلة للانتقال بزوجته واطفالهُ إلى منزلنا في القريب، خصوصاً بأنه اصلاً كان هنا وغادر مدفوعاً برأيها وأفكارها، ولكن دعونا ننتظر المستجدات وما ستؤل إليه الامور، وارجو أن تكون للخير دائماً يا رب .

لطيفة: ولكن يالوالد لا توجد بوادر في الأفق ولا نسبة واحد بالمائة، وكل المؤشرات تشير على الأبتعاد في كل شيء ... أيعقل كل هذا يا أبي؟!

بقاع السيل تجف عن مياهها لزمن طويل، وعندما يأتي السيل ترتوي تلك البقاع بالمياه وتصعد لأعلى مستوياتها وقوتها، وتتشكل الانهر والبحيرات في حجمها المتدفق والمعطاء، اتركوها إلى أن تمطر، ولا تستعجلوها، دعوا الطبيعة تلعب دورها والحياة تمارس حقها علينا وعليهم، وغالباً النهاية تكون خيراً على الجميع .

سلامة: شكراً لكَ يا أبي .. والان اسمح لنا بالذهاب للنوم، لدينا الجامعة غداً وتوصيل اشقاؤنا لمدارسهم أيضاً .

الوالد: ألله معكن ويوفقكن بأذنه تعالى .

بغرفة سلامة وقبل النوم: لطيفة: أنا لم اقتنع بكلام الوالد، الوالد مُتسامح إلى أبعد الحدود . 
سلامة: ماذا تقصدين بمتسامح إلى أبعد الحدود؟ ومع من؟ 

لطيفة: متسامح مع شقيقنا خالد، الوالد ينتظر الحياة تعطي دروسها لخالد ليتعلم الابتعاد عن الخطأ الكبير الذي هو به اليوم، يعني هل ينتظر إلى أن يطرد خالد من منزلهم؟ أو يقف أحد اشقاؤها أو عمها أو خالها ويقول لخالد صارخاً .. هل أنت عديم الاحساس وهل أنت ميت الضمير ومتى تفهم الاصول، ومتى تتعلم يا جاهل بأن وجودك خطأ في هذا المنزل ولا يجوز، سكتنا عنك أكثر من عام وكنا نتوقع بأن احتلالك لأحدى غرف هذا المنزل هي لفترة مؤقتة، ولكنك تجاوزت كل الحدود في تماديك هذا الغريب والذي ينم عن جهل، غادر هذا المنزل وسكن في شقة أو الى منزل والدك .... ماذا لو وجهوا هذا الكلام لهُ في أحد الايام ؟ ألاً ينصدم الن يحس بالدونية الن يتأثر يا سلامة يا شقيقتي ؟

سلامة: كلام صحيح يا لطيفة، وخصوصاً بأن لا يوجد سبب يجعلهُ يبتعد عن منزل والده، علماً بأن المنزل (منزل الوالد) كبير واعداد الغرف به ايضاً كبير وتصوري عدد الغرف الغير مسكونة أو الشاغرة بحماماتها وبأثاثها الحديث والوثير واجهزتها وحتى نظام الواي فاي واصل لكل غرفة وفوق كل هذا لا توجد تكاليف مادية أو معيشية، الوالد الله يطول في عمره عامل تغطية كاملة لكل احتياجات المنزل والخدم وكل شيء ... لحظة شيء .. والسفر كل صيف وشتاء .

لطيفة: أنا لا اصدق بأن خالد تناسى كل هذه التسهيلات وتركنا كل هذه المدة الطويلة، بسبب حب الزوجة او أم لعيال، أم لعيال أو الزوجة تعيش أينما يعيش زوجها، تعيش في بيته وفي بيئة زوجها وفي كنفهِ وفي منزلهُ لا العكس .

سلامة: ماذا عن الاعمال السحرية؟ والتي لا يؤمن الوالد بها، وعتبر بأن الموضوع هو عبارة عن تعلق لا أكثر ولا أقل، علماً بأن خالد مثقف ثقافة أجنبية من البدايات بمدارس خاصة أجنبية إلى أن أكمل دراساته بأمريكا، أقصد من المفروض أن يكون اكثر ذكاء مما هو عليه اليوم ولكن لا استبعد أعمال سحرية او السحر .

تكمل سلامة: ما هو الحل؟ هل نطلب من أحدى العاملات بالسحر أن تعمل عمل في الماء ونرش المنزل؟ ليكون بيئة جاذبة لشقيقنا خالد أم ماذا نفعل ؟

لطيفة: أذكر حذرنا الوالد مرات عدة عن حتى التفكير في هكذا أمور شيطانية، وأذكر قال بأن هكذا أعمال ان لم تنجح تنعكس على اصحابها وتدهور حياتهم إلى مالا نهاية ... وكرر حذاري حذاري من التعامل مع الجهل والجُهلاء كي لا تدمر حياتكم .
وقال: أذكر .... اجعلوا نياتكم طيبة وضميركم مرتاح ... لأنها تبحث عن الانسان الغير مستقر نفسياً لتتمكن منه ، لكل هذه الاسباب يقول الوالد أنا ربيتكم بأسلوب أكثر انفتاحاً واكثر استقلالية وبأنكم تأمرون ولا تؤمرون أو تتلقون الاوامر من الغير والغير واعيين والجُهل أو الغير واعيين لقيادتكم  وهذا بالاضافة لمعرفتكم للصح والخطأ في هذه الحياة .

سلامة: الظاهر لكل هذه الاسباب مجتمعة نحن نرفض وضع شقيقنا الغالي المشتت والغير مقنع في كل الامور، ولابد من التوصل إلى حل نعيده بهِ لمنزلهُ ومكانه الطبيعي والحقيقي، ولكن ما يوجع قلبي ويؤلمني هو وضع البيبيات الاطفال الذين يوماً لا يرون شيئاً في هذه الدنيا، ولكن لدي احساس بأن في يوم من الايام سيفرحنا الله عليهم وسيرون النور وسيرون وجوه والديهم و وجوهنا ، ليعرفونا ويروا ويميزون بين العمة سلامة والعمة لطيفة، وضروري أن يروا كل الهدايا التي ستقدم لهم والموعودة وكل ذلك الحب الذي ينتظرهم بمجرد وعيهم لهُ .

لطيفة: ياليت ياليت يا سلامة، شفتي كم هم حلوين؟ ...... تمت (محمد غيث بن مهاه المزروعي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنجعلها أكثر تشويقاً .. هذه القصة القصيرة سأجعلها مسلسلة أو عدة قصص متشابكة وبنفس الابطال .. أما الان سأتوقف كي احافظ عليها كاقصة قصيرة ولا تكلفكم الوقت الطويل لقراءتها ... والمعذرة .

بن مهاه .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق