الثلاثاء، 12 يونيو 2012

خريجوا الوطن والمقبلين على تحديات الحياة



الى خريجينا الاعزاء ومدراء المؤسسات الحكومية والخاصة المحترمين .

 غالباً ما يكون من الصعب للغاية أن تدفع شخصاً للقيام بشيء لايحبه، والاصعب أن تدفعه لتغيير رأيه بشأن هذا الشيء، الا ان الذين يعتبرون محفزين موهوبين يمكنهم، في الواقع القيام بذلك، وقد كان المدرب العظيم تيري بول مدرب فريق كرة القدم بجامعة الكساندريا بكرونا بكلفورنيا، معروفاً بأنه من المشجعين والداعمين العظام، ويقال عنه أنه كان يستطيع تحفيز لاعبيه للقيام بأشياء لاتصدق .

 وعندما سأله أحد الصحفيين ذات مرة عن نوع الموظفين او اللاعبين او من يتعامل معهم الذي يفضله، أجاب المدرب: اذا ما قلت للاعب أن يغلق الباب في حجرة بها اكثر من باب، لا أريده أن يسألني أي باب تقصد أيها المدرب، ولكنني اريده أن يغلق كل الابواب ثم يسأل، هل هناك أبواب أخرى تريد أن تغلقها أيها المدرب؟ .

ولعل من المهام الرئيسية التي يجب أن يقوم بها المدير او المسئول التنفيذي الجديد هي مهمة تشجيع الخريجين الجدد او الملتحقين بالعمل الجدد وتحفيزهم، وبالمناسبة ، نحن مؤمنان بأنه من المستحيل ان تكون داعماً فعالاً دون ان تتمتع بمهارات تواصل متميزة، فيجب على المدير أن يفهم أن التواصل حوار، وليس حديثاً ذا أتجاه واحد، وسواء اعجبنا ذلك أم لا ، فأن الرسالة تتمثل في تأويل المستمع لها، لا قصد قائلها منها، فما يسمعه المرء هو الرسالة الحقيقية لا ما تقوله أو تعتقد أنك قلته .

 والخريج او المستجد اذ ما كان يريد ان يكون افضل المستمعين او المجتهدين بالمستوى الذي يمكنك ان تكونه، فمن الضروري أيضاً أن تفهم أن التواصل يتضمن ماهو أكثر من مجرد الانتباه، والسبب في ذلك أن كل رسالة تتأثر بالسياق والاسلوب الذي تنقل به، وبالتالي يعتمد التواصل الفعال على ما هو أكثر من توجه المرسل نحو المستقبل، مع الرسائل غير اللفضية الملائمة التي تصاحبها .

 وعلى الخريج ان ينتبه لردات فعل الرئيس او المدير، على سبيل المثال تخيل أحد المدراء يحاول أن يوصل رسالة غرضها المديح واظهار حسن النية لشخص او خريج مستجد يعمل تحت امرته ، الا ان المدير يتجهم ويعقد ذراعيه على صدره وهو يعطي او ينقل الرسالة او الاوامر، لنواجه ألامر . مهما سيقول هذا المدير، فلن يتم تلقيه باعتباره مخلصاً وصادقاً .

وهناك الكثير من استراتيجيات التشجيع والدعم للخريخين المستجدين بالشركات او الدوائر الحكومية، التي تصلح للتطبيق في الادارة، (المالية ، والترقيات ، والتقدير العلني ، والمميزات المؤسسية)، بل وحتى التهديد، وهذا على سبيل المثال لا الحصر .

ويعلم المدير صاحب الخبرة أن أياً من هذه الاساليب لا يصلح لتحفيز كل العاملين في المؤسسة حكومية او خاصه، وكما تقول الحكمة كل شخص لهُ ما يحركه .

نصيحة لخريجينا ، ومختصره، لقد أصبح الناس خاضعين لمنظومة أكثر تنوعاً وأقل ثباتاً من التأثيرات عن ذي قبل، فلم تعد العادات السائدة والحكمة الدارجة هي العوامل الرئيسية التي تحدد أفكار وحتياجات الخريج كما كان الحال في الماضي، وعلى الرغم من ان الطبيعة الانسانية لم تتغير، فأن المعلومات المتاحة لتشكيل الافكار والعالم تغيرت بعمق، وأغلب الظن أن وتيرة هذه التغيرات سوف تتسارع وبالتالي ، سيكون من الحكمة أن ننسى أيام الماضي الجميلة والواسطات وقوة الاب او المعارف من الاهل، فقد ولت الى الابد، فلابد للمدراء ان يكونوا مطورين بثقافتهم واطلاعهم أكثر ابداعية، وهذا يعني ان يجعلوا الموظفين يشعروا بأنهم مسموعون ويلقون الاهتمام بل ويتحركون بالتجاه الذي تستهدفه المؤسسة عموماً خاصه كانت او حكومية .

 فل يوفقكم الله في خدمة الوطن وان تتمتعوا بحياة عمليه سعيده ،،،، والف مبروك للجميع .

بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق