الثلاثاء، 26 يونيو 2012

قصيصة صغيرونه عن زيارة تركيا



مطار مدينة اسطنبول التركية مزدحم بالطوابير، وهي الزيارة الاولى لتركيا لي وللعصابة الابناء، وبعد الاصطفاف بالطابور الطويل والعريض المؤدي الى الاختام والجوازات والدخول لبلاد العثمانيين والسلجوقيين والسلاطين والبشوات .

تقول فطوم يالله ياباباه عطهم الجوازات وخلنا نخلص من هالزدحام، او او يو هاف نو فيزا مستر؟؟!!، طيب ماهو الحل، الشخص الواقف خلفنا يقول ، لاتوجد مشكلة اذهب الى علامة الفيزا هناك وسدد قيمتها وعود، شكراً يا رجل، ممتاز ، يعني الفيزا بالمطار مقابل خمسة وثلاثون دولار وخلص .

 زايد يقول ياباباه هذه الكوفي شوب بالمطار اكيد فيها ايس كريم، مش ياولد ، الاسكريم لاحقين عليه بالفندق ، بس خلونا نغادر هذه الزحمة، وضعنا الحقائب بالتاكسي القديم، زايد يقول سيارتهم جديمه، يا ولد لا تفضحنا اسكت، انتوا سكتوه ولا بنرد للمطار ؟، ا زايد اسكت باباه متنرفز وبيردنا بوظبي .

  وجلست بجوار السائق، كلمني السائق بلغته التركية وبعض الكلمات الانجليزية، وفهمت منها بأنه يرحب بنا في تركيا، ورديت عليه يس كراون بلازا هوتيل بليز، ونطق بمفردات مختلطة اذ كنت زرت تركيا من قبل، وجاوبته لا هذه اول زيارة، سألتني ابنتي ميثاء لماذا غيروا الخط العربي الى الخط اللاتيني، ليكون الخط الرسمي للغة التركية، رديت عليها على ايام اتاتورك او عصر النهظة والتطور التركي، كانوا يحتاجون الى كتابة المواضيع بخط سهل فهمه من الامم الاوربية، وليرفع من شأنهم الكبير والتطوري ويتماشى مع تلك الحقبة، ولاهداف ثقافية واقتصادية وللتقرب من العالم الحديث المتطور عكس العالم العربي في تلك الفترة الزمنية، وما تخللها من حروب عالمية اولى وتحالفات واشياء أخرى . انطلقت السيارة، فتأملت الابنية، والشوارع، وملامح العابرين على الارصفة، بنظرة من لايأمل الزيارة مرة أخرى، كثافة سكانية لا تتوفر بها الالفة، احساس غريب بدولة قوية اقتصادياً وبدون نوعية بالخدمات، يالله كلها اسبوع ويعدي .

 يالله ياشباب وصلنا الفندق، ونزلنا جميعاً ، زايد يقول ريحة الفندق مب حلوه، يا زايد اسكت وخلنا نخلص مع الرسبشن وناخذ المفاتيح، الرسبشن يقول انتظروا قليلاً الى ان تصل اشارة الموافقة على الحجز الذي تم اون لاين، سمعتوا هناك اجراءات ويجب ان ننتظر، يالله يا فطوم دوري (فتشي)لنا بعض الخرائط من قوائم المعلومات ليتسنى لنا معرفة الوصول الى الغراند بازار، او مسجد ايا صوفيا، وكيف نصل سيراً على الاقدام الى بحر مرمرا وحركة السفن هناك ، ياباباه نبقي نرتاح ونستحم قليلاً ، ميثاء ترد علي .

 وبعد ساعتان، الشباب يتسائلون اين سيكون الغداء اليوم؟، خلونا نطلب من الروم سرفيس هامبرقرز ، يقول زايد ، لا يا حبيبي هذه تركيا، وتركيا مشهورة بمطاعمها ولحومها واكلاتها المختلفة، وبسك توقف عن الهامبرقرز هذه الي مايوقف، شوه هذا ورانا ورانا الهمبرقرز؟؟!!، يالله يا بنات ، الجو حار جداً في اسطنبول، وعليكم بالبس الخفيف، ياباباه نلبس العبايات؟، لا ، بتخوفون خلق الله بالعبايات ، كنادير بوتيله وشيل منسقه و خفيفه، وعليكن بأحذية المشي، اي حذا مختلف بيتعبكم وبايزعجكم ، الف رسالة وصلت من الاتصالات، ارقام السفارة ومكاتبها وووو، تقول ميثا ، جزاهم الله خير مابونا نضيع في بلاد الاتراك .

 خرجنا للمشي والتريض، ولكن كيف ووين؟؟!!، ارصفه ممتلئه باللاف المؤلفه من الاتراك والبشر، يا لله يا شباب هناك مطعم بجانب القراند بازار، ولديهم الكثير من المشاوي، هاه عليه؟، ياباباه المطعم مزدحم والجو حار، يا هاذي مشكلة، طيب تحملوا قليلاً ودعونا نمشي قليلاً، يالله هذا مطعم راغي وليس به الكثير من الضيوف، وعلى الباب يقف مدير المطعم بالبدله وربطة العنق وانيق الشكل، السلام عليكم ، دويو هاف تيبل؟، يس يس يو ار ولكم كم انسايد بليز، وقف وقف ياباباه، اسئله اذ كان لديهم بنكه (مروحه)؟، فطومه تتسائل، ممتاز لديهم مروحة ، واتز فور درنق؟ ، زايد يقول نبى لبنهم ، شسم البن بالتركي؟، يس اي نو لبن ، يس وي هاف لبن ، او كي فور لبن، اتت قائمة الطعام والمشاوي التركية، هاه، شو رايكم في مشاوي مشكلة؟؟، ممتاز ردت ميثا، بس نبى نختبر الاطباق المصاحبه، هناك البثنجان المضروب، والروب بالخيار والنعناع، واطباق أخرى، انا يا ابوكم باخذ صالونة لحم مع الخبز الطازج والحار هذا، الي على الطاولات الاخرى يطالعوننا ، شو عندهم؟!، ميثا مستغربه، اكيد شافوا الجمال الخليجي، وقالوا هذه لبنيه بن خطبها، على نمط سلاطينهم كل ماشافوا وحده جميلة خذوها، امف امف ، هذا ليقاصر ردت ميثا، يالله حاسبهم وخلنا نروح .

 وصلت المجموعة لايا صوفيا، يا الله شو هذا الطابور أكثر من كيلو متر طولاً ينتظرون دخول اياصوفيا !!، اييكم رأي؟، نحن اياصوفيا شفناها بالتلفزيون ، وهي عبارة عن كنيسة وتم تحويلها الى مسجد ، وبداخلها صور للملائكة المسيحيه وبعض الايات القرأنية، يعني مخلوطه، وهذا كل شيء، وخلونا نهضم هل غدا بالمشي والتصوير، بدل هالبهدلة بين الطابور الطويل والباعة المتجولين وبضاعتهم (الخروشانية) ، وعندي لكم رأي هناك شبه مطاعم على البيسفور او بحر مرمره، ولديهم احلى انواع الايس كريم وكوفي الاسبريسو، واضافه الى ذلك يمكن نركب المركب، وبعد مشي ومسير ستة او ثمانية كيلو متر وصلنا الى البحر والكوفي شوب، وبعض النسيم العليل، ارجوك ياباباه شفولنا طاولة خارجية ما فينا على صكة الهواء تقول ميثا، يا لله يا لله هاتوا الايس كريم ، يقول زايد، لحظة لديهم سلطات فواكه ممتازه وموسميه، شورايكم؟، نحن متفقين على الايس كريم ، ردوا كلهم ، هاه شورايكم في المركب ؟؟، لا لا لا خل المركب لباكر بانتغدا فيه وهو يمشي بالبسفور، انته تبى تراوينا تركيا كلها اليوم ونحن تعبانين من الطياره والمشي ، على كيفكم باكر باكر، اتحمل يا زايد لا تقط ريولك بالبحر ، با ناخذ تاكسي الى الفندق، ما ضني بتردون مشي .

اليوم الثاني ، بعد الفطور الكبير والدسم، خرجنا للمشي اوه اوه اليوم الجو بارد زين، ليش الناس يتراكضون بالشوارع؟، هذه مظاهرات كبيرة، اكيد هناك مشاكل بين الحكومة والعمال، انتوا امشوا خلفي ولا تنظروا اليهم الى ان نصل الى القراند بازار، اتفقنا؟، وبعد مرور ساعتان مشي بالقراند بازار ، شو هذا ياباباه كل الي عندهم قواري وصفاري وعلط وشنط و(خروشان) ونحن تعبنا من المشي في هذا السوق الجديم والمزدحم ونبى نرتاح شوي من المشي ، تقول ابنتي فاطمه حسب ما توقعت، زايد يقول اشتريت عصى يتعكز عليها يديه، اوه ممتاز هذه عصى خشبيه راقيه بايسائنس عليها يدكم، والحين انا بترياكم هنيه بالقهوة وأباكم تشترون علطة مرجان احمر حق يدتكم، والا تراها باتزعل عليكم، تشترون ليدكم ولا تشترون ليدتكم!! ، ديروا بالكم، لاتسيرون بعيد عن لاتضيعون الدرب، وساروا فديتم يشترون ليدتم علطة، وتميت انا بروحي او لوحدي بالقهوة المملوئه بالوجوه التركيه وبعض الوجوه السائحه ، يا جماعة ياهي بنات التركيات كل وحده احلى من الثانيه، انا أشوفهم ما يعطوني انتباه، اوه كنت اعتقد بأني في العشرين من العمر، ولكن الكبر شين، راحة عليك يابوعارف، لاشكل ولا وسامه واعطوني انتباه، الله يعطيك يابوعارف .

 وصلوا الشباب، هاه انشاء الله لقيتوا العلطة؟؟، نعم وحلوه ردوا، تستاهل يدتكم، خبروني متى باتتغدون؟، باقي ساعة عن الغدا، بس عندي رأي لكم اليوم ، غدانا سي فود، يعني اسماك اليوم، بس ثقافة الاتراك الغذائية قائمه على اللحوم، ولكن سنفتش عن مطاعم الاسماك، ومن سأل ماظل، انا ابى قبقوب ياباباه؟ ، زايد يقول، وضحكت المجموعه بطلب زايد الغريب!!، وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات على وجودنا بالبازار ركبنا التاكسي وطلبنا منه توصيلنا الى احد المطاعم المشهوره للاسماك، وستغرق قرابة الساعة يبحث عن مطاعم اسماك ولم يجد، الى ان طلبت منه التوقف على كورنيش مرمره ونزلنا هناك نمشي ونبحث عن مطعم اسماك الى ان وجدناه على نفس الكورنيش، ولكن للاسف المطعم شبه فاضي!!، غريبه الاتراك لايأكلون الاسماك، وطلبنى من المدير فتح الشبابيك لدخول النسيم، وهات يا طلبات، نوع السي بريم وهامور والربيان، واربع قبقوب حسب اصرار زايد عليه، باشروا بالماء والكولا، اما انا اختلفت عنهم قليلاً وذهبت الى كأس من عصير العنب الابيض يقال بأنه مفيد مع الاسماك ومنظر البواخر وهي داخله وخارجه والبحر وزرقته ويقوي الذاكرة، يقال!! ، تقول ميثا ياباباه انت وعدتنا بالغداء بالباخرة، اوه لم تذكروني بموضوع الباخرة، انا نسيته يا سبحان الله، طيب على الباخرة غداً، اليوم راحت علينا الباخرة ، زايد يقول هذا المطعم فاضي ما فيه ناس؟!، شنسويبهم ما ياكلون اسماك !!، بناخذ تاكسي وسنجعله يلف اسطنبول كلها بالسيارة ولمدة ساعتان او ثلاث، فقط لنكتشفها ونرى مابها من قصور ومباني وعمائر تراثية، اتفقنا؟، ردوا أتفقنا، أخذنا تاكسي وكنا محظوظون هذا السائق يتكلم الانجليزيه بشكل مفهوم، وانطلقنا لاكتشاف اسطنبول ، اول معلم مشهور لديهم هو السجن القديم التركي، وبعده دار الحكومة السابقه التي يديرها اتاتورك ايام زمان، وقصر احمد باشا، وقصر اسماعيل باشا، وقصر السلطان حفيد السلطان والد السلاطين، واكتشفنا بأن المناطق المحاذية للمطار هي المناطق المتطوره بأسطنبول، والاستاد الرياضي .

 فطوم تقول شو هذا ياباباه ؟؟!!، ما فيها شيء هذه البلد؟!، انتوا الي اصريتوا على زيارة تركيا، نحن انشوف اننا نرد ابوظبي احسن قالت فطوم، هذه لبلاد زحمه وحر وتكاسيهم ضيقه وارصفتهم مزدحمه من البشر، وبضاعتهم خروشانية، وهداياهم عبارة عن تين مجفف وكل وشكور وحلاوى ملبسه، وفستق وبس ، يعني مليتوها وشتقتوا لبوظبي، قلتلكم ماضني بتشوفوا شيء جديد بتركيا، اليوم عازمنكم على عشاء بمطعم راغي وبالحي الراغي في اسطنبول ، الساعة الثامنه مساءً توجهنا الى المطعم المشهور، وهو عبارة عن مطعم على السطوح فوق مبنى قديم، ولكن الجو عليل وجميل ، والمطعم طبعاً للحوم، وهات يا مشاوي، زايد اصر على صحن كبير للبطاطا المقليه وقنينة كتشاب هاينز، ووافقته المجموعه ، عموماً العشاء كان على الشموع حسب سياسة المطعم، وبعد سوألي للمدير رد بقوله بأن هذا المطعم هو للعشاق الاتراك، يعني نحن شيايبنا بهال مطعم، لا والربع طفوا الشموع، على اساس رائحة الشموع تأذيهم ، بس اللحوم شيء ممتاز، تقمر اللحوم بل الخل لمدة يومان ومنبعدها يشوى، يقول مدير المطعم، ويقول لماذا اطفأتوا الشموع؟، رديت الاهل لايطيقون ريحة الشموع عند الاكل ، ونحن نأسف لذلك ، وقفلنا العشاء بكمية من الايس كريم، تسكت التذمر عند زايد والشله، وعدنا بسلام الى الفندق، وبعد مرور خمسة ايام، ذهبت الى الكونسيرج للحجز على اول طائرة الى ابوظبي، وكنا محظوظون بأن هناك طائرة الساعة الثانيه عشر ظهراً الى ابوظبي .

 يقول زايد ياباباه نحن بانركب الطياره الحين، نعم يا زايد سنعود الى الوطن، رد علي بس متى بانركب الباخرة وبانتغدا بها؟؟!! ، او هوه نسيتونا الباخرة وغداها في اسطنبول .

 بن مهاه 

هناك تعليق واحد: