الخميس، 7 يونيو 2012

عندما تهدا يالبنان سنعود لزيارتك



كم انت جميل يالبنان، وكم انت بالذوق تتصف، عندما اسمع اسمك يذكرني بالبنان الستينات وجزء كبير من السبعينيات، لبنان الجمال ولبنان الطيبه ولبنان الشحرورة ولبنان وديع الصافي.

 أيام شارع الحمرا زمان وليس اليوم، زمان انت لنا واليوم انت لهم، ماذا فعلوا بك؟، وماذا يفعلون بك اليوم؟، لماذا عندما يصاب جارك بالبرد والزكام تصاب انت بالصداع؟ ، ضعفت مناعتك وقدراتك القوية ، حتى عشب المروج والحدائق تحول الى أشواك وأنت تنادينا لنزورك ، ولكن متى نزورك يالبنان؟ ، شتان بين زمان واليوم وشتان بين الماضي والحاضر ، اشرح لنا واقنعنا يالحبيب كيف ستعود للبنان الحب، لبنان الطرب الجميل ، فقط اشرح لي كيف ؟ ، وكيف ستقنعني بعد ان تغيرت زهورك و ورودك الى بنادق وذخيرة ومدافع وحقد واطماع ؟ .

 نحن أهل الخليج كنا نفتخر بك ولزيارتك ، وكنا ننتظرها بفارق الصبر بعد كل عام دراسي طويل ، الكبير منا والصغير، الى درجة ارتباط فصل الصيف لدينا بأسمك ( التصييف بالبنان هذا العام، الله ما أحلاها ) ، يطالبنا القائمين عليك بأن نعود الى لبنان ، ونطالبهم نحن بأن يعودوا بك الى سابق عهدك ، الى لبنان الحب والجمال ، ولكن هيهات ، انتم من غيرتوا فيافي وربوع ومروج الجنة البنانية الى غابات من الوحوش، وجعلتوها تأكل الاخضر واليابس وتأكل كل من يوطى ويزور لبنان ، الى ان كبرت هذه الوحوش وتمكنت وبدت كالوحوش الخرافية ، القنص المسلح بكل زاروب ، والتناحر بكل شارع ليل نهار ، والتصفيات بكل مطرح ، حتى شوخ الدين تمت تصفيتهم .

يا سيادة رئيس الدولة البنانية ؟ ، هل تعاتب حكومتي وبلدي على نصحي بعدم الذهاب الى لبنان؟؟ ، هل تسائلت عن قيمة الانسان ببلدي كي تخاف علية حكومته وتنصحه بعدم الذهاب الى التهلكة ؟ ، ببلدي ياسيدي العنصر المواطن فوق كل شيء ، وأهم من كل شيء ، واقيم من كل شيء ، هل فهمتني ياسيدي ؟ ، أنت تفهم قبل الجميع بأن الوحوش الكبيرة والملتحية وغيرها الذين يتظاهرون بنعومة الفرنسيين وديمقراطيتهم ، هم مصدر الخطر والتواجد بينها هو الهلاك الحقيقي بعينه .

 كنت اتوقع منك ياسيدي ان تقول انتظروا هذا العام ولا تزورونا ، خوفاً علينا كزوار وسواح ، اما أصرارك بأن نزور لبنان هذا العام فهي لعبة مقامرة خطيرة لايهمك بأي حال من الاحوال مصيرنا في حالة أي مكروه لا قدر الله ، ولكن هي انانية واضحة المعالم وخبيثة فاقده للضمير ، بما معناه زورونا وانفقوا كل اموالكم وان حصل مكروه لا قدر الله ، ايه ايه ايه شوفيها مابيأسر ازا انخطفوا او انأتلو ، هكذا سيكون الرد كالعادة ، أليس كذلك يا سيدي يا رئيس الحكومة ؟؟؟ .

 سنعود لك يا لبنان عندما تكون وطن الامن و الامان ، عندما يعلوا صوت الطرب على صوت البندقية ، وعندما تنتهي كل المافيات المتناحرة ، وعندما يهدى الشمال والجنوب والشرق وفي ذلك الوقت سترانا وسترى دولاراتنا الجديدة ، وعندما نفتقدك يالبنان سنعود الى الافلام الابيض والاسود لتعيش تلك اللحظات الجميلة بذاكرتنا أن استطعنا نتذكر ، وكان الله بالعون . مع كل أحتراماتي لك يا رئيس ويا لبنان ! ، الصيف القادم هو صيف لندن وباريس وسويسرا ، وصيف الالعاب الالمبية بدار الانجليز ، وصيف راحة البال والطمأنينة ، وصباح مع الفطور الانجليزي بنكهة رذاذ المطر ، والابتسامات الحقيقية والمشبعة بروائح الزهور واللافندر ، وليست روائح البارود والموت ، هل فهمتني وفهمت حكومتي عندما تنصح رعاياها بعدم زيارة لبنان؟؟؟ ، دو يو اندر ستاند؟

 . بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق