القانون الدولي العام وتغيير المفاهيم في عالم اليوم، للاستفادة القصوى لطلبتنا بالجامعات والمهتمين بالشؤون الدولية .
القانون الدولي العام للدكتور محمد المجذوب كتاب قانوني ضخم يُعنى كما يشير أسمه بشؤون المجتمع الدولي أي، (وجود مجتمع دولي مستقل ومنفصل عن المجتمع الوطني او الداخلي، أي مجتمع الدولة .
واستخدمت سابقاً مصطلحات عدة لتسمية القانون الدولي، فقيل قانون الامم، وقانون الشعوب، وقانون البشر، وقانون الجنس البشري، وقانون السلم والحرب، لكن الفضل في استخدام تعبير القانون الدولي يعود الى لفيلسوف الايطالي بنثام Bentham الذي أستعمله في كتابه الصادر عام 1780 .
كذلك اختلف العلماء على التعريف، ولعل افضل تعريف مبسط لهُ هو الذي يعتبره (مجموعة القواعد القانونية التي تحدد حقوق الدول وغيرها من الكيانات والتنظيمات الدولية وتعين واجباتها والتزاماتها وتنسق العلاقات المتبادلة بينها في أوقات السلم والحرب والحياد وترعى الحقوق والحريات الاساسية للافراد والجماعات) .
وللقانون الدولي اهمية كبرى في عصر القرية الكونية بعدما زالت الفواصل بين الشعوب وتشابكت مصالح الدول دون أن تنتهي النزاعات بينها، وفي ضل أسلحة الدمار الشامل والصواريخ العابرة للقارات والقنابل الذرية، وقد تشبثت بوضعه وتطويره الشعوب التي فجعت ونكبت مرتين في القرن العشرين، وتريد مهما كلف الامر من تضحيات ان تضع حداً للحروب وترتبط بميثاق دولي وتتعاون على حفظ الامن وتعيش في ضل سلام دائم .
وطرأ على القانون الدولي العام تحول وادى الى تغيير في مضامينه ومفاهيمه الاساسية يتجلى في : ازدياد عدد أعضاء المجتمع الدولي وزوال حالات الاستعمار والانتداب والحماية والوصاية، يضم اليوم 192 عضواًأي جميع دول العالم تقريباً، أتساع الموضوعات التي يعنى بها القانون الدولي العام، فلم تعد تقتصر على السياسة بل تشمل التعاون في كل المجالات، تزايد اهتمام الدول بمسألة التنمية الاقتصادية والتبادل التجاري وأنشاء وكالات والمنظمات المتخصصة في مساعدة الدول النامية، تحول عميق في موقف الدول من التسلح والحروب الكبرى، ظهور أخطار باتت تهدد الثروات الطبيعية والبيئه من جراء الزيادة الهائلة في سكان العالم وتراكم النفايات السامة وتلويث الفضاء وعدم اتفاق الدول حتى الان على الاجراءات الناجعة لتجنب الاخطار، تأثير التقدم العلمي والتكنولوجي في تقييد بعض القواعد والقوانين الدولية او في تطويرها .
ولم يعد القانون الدولي يقتصر على قواعد التعايش بين دول متساوية في السيادة ولا أداة لحفظ السلام فحسب، بل صار يشمل مجموعة قواعد تهدف الى تحقيق التعاون بين الدول والتنمية والرفاهية في المجتمع الدولي .
ونتيجة التطورات العميقة التي طرأت على الاوضاع الدولية في الازمنة الحديثة، ارتفع شأن القانون الدولي العام وسمت مكانته وأصبح المرجع الوحيد لتنظيم العلاقات الدولية وتحديد حقوق كل دولة وواجباتها ومعالجة مختلف المسائل المتعلقة بالشؤون الدولية، بما فيها العناية بحقوق الانسان، لان (الحقوق الفردية التي يتعرض لها القانون الدولي العام هي الحقوق الاساسية التي تتصل بشخص الانسان) .
ان الموضوعات التي يعنى بها القانون الدولي العام كثيرة ومتشعبة وقد وزعها المؤلف على خمسة أجزاء تحت العناوين الاتية: مقدمة القانون الدولي العام، أشخاص القانون الدولي العام، النطاق الدولي، التعامل الدولي وقت السلم، التعامل الدولي خلال المنازعات المسلحة .
هذا مختصر مفيد وارجو من طلبتنا التوفيق، وباقي المهتمين .
بن مهاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق