الأربعاء، 20 يونيو 2012

معلومات تاريخية لابنائنا عن علماء العرب



من واجب الاخلاق الانسانية ان يدين الغرب للعلوم العريبه .

 شبابنا اليوم لابد ان يعرف، او شباب الانترنت والموضة والانسياق خلف كل ماهو غربي وعالمي، عليهم معرفة تاريخ كل هذه العلوم وكل هذه الهندسة والطب وغيرها من الفضاء والفلك و جيولوجيا والانثروبولوجيا وغيرها ، بأن من اتى بكل هذه العلوم هم اجدادهم العرب وليس الغرب .

 تعالوا معي نقراء قليلاً عن حقيقة علمائنا الذين لم يذكرهم الغرب ولا حتى مناهجنا!!!، مثلاً كوبر نيكوس اعتمد على أعمال فلكيين عرب ترى لماذا لم يُذكرون في مناهجنا؟؟ ، نعم اعلم بأنه شيء محير . في نظرهم نحن نعيش صنوف العذاب والشقاء المستمرة وبلا نهاية، حسب مشاهداتهم للتلفاز واخباره اليومية، وان حياتنا بالعالم العربي هي عبارة عن حروب ومؤامرات وتخلف وان ديننا محافظ في أحسن الاحوال وعنيف ومتطرف احياناً اخرى، هكذا هم ينظرون لنا، ونحن جميعنا نرجو ان تتغير هذه النظرة .

 عموماً لنعود لموضوعنا، الغرب يعرف عن هارون الرشيد الكثير (الشخصية المركزية في الليالي العربية)، ولا يعرف عن ابو جعفر عبدالله المأمون الذي وصل السلطة سنة 813م هو الذي اطلق العصر الذهبي للعلوم العربية، نقرأ في معظم الكتابات التاريخية للعلوم عن مساهمات الاغريق القدماء التي كانت هي السباقة والتي لم يكن يجاريها أحد حتى عصر النهضة الاوروبية وظهور أمثال كوبيرنيكوس وغاليليو في القرن السادس عشر .

ولكن العلماء والفلاسفة الذين جمعهم المأمون والذين استودعهم حلمه في الابداع والحكمة، هم الذين اطلقوا الشرارة التي انطلقت بعدها فترة الانجازات العلمية التي كانت بأهمية الاغريق أو النهضة، ولهذا لا يمكننا ان نفترض ببساطة امتداد العصور الوسطى الاوروبية المتخلفة في بقية العالم .

ان مسيرة بعض المبدعين المسلمين معروفة جيداً في الغرب ، فالفيلسوف أبن سينا - ولد سنة 980م مشهور كأعظم اطباء القرون الوسطى، وكتابه (قانون الطب) بقي النص الطبي المسلم به في العالم الاسلامي واوروبا حتى القرن السابع عشر، لفترة تزيد عن ستماية سنة، ولكن ابن سينا كان ايضا اعظم الفلاسفة في كل العصور، وتطل اعمال ابن سينا كدرة للفلسفة في كل العصور الوسطى .

ولكن ابن سنا لم يكن اعظم علماء الاسلام، لانه لم يكن يملك العقل الموسوعي لعالم اخر اقل شهرة منه عاش في ظلة هو ابو ريحان البيروني، فلم يحدث البيروني اختراقات كفيلسوف باهر ورياضي وفلكي، فحسب، ولكنه ترك اثره كعالم ديني وموسوعي وفلكي ولغوي ومؤرخ وجغرافي وصيدلي وفيزيائي . هو ايضاً يعتبر اب الجيولوجيا والانثروبولوجيا، والشخصية التاريخية الاخرى التي تباري ميراثه ومدى ابداعه هو ليوناردو دي فانشي، ولكن رغم ذلك فالعالم الغربي بالكاد يسمع بالبيروني .

في معظم الاحيان، تجيء انجازات العلم العربية كمفاجأة، مثلاً، في الوقت الذي لا يستطيع فية احد ان يشكل في عبقرية كوبيرنيكوس في قفزة علم الفلك الحديث ، الا ان القليلين هم الذين يعلمون ان كوبيرنيكوس اعتمد على أعمال فلكيين عرب سبقوه بقرون، فكثير من حساباته اخذت من نصوص العالم الفلكي العربي ابن الشاطر الذي عاش في القرن الرابع عشر، ترى لماذا لايذكر قط في نصوصنا ومناهجنا؟؟، وعلى المنوال نفسه، نحن نتعلم ان الطبيب البريطاني ويليام هارفي هو اول من وصف بنجاح الدورة الدموية سنة 1616، في الواقع لم يكن هو من اكتشف ذلك، ان اول مكتشف للدورة الدموية هو الطبيب الاندلسي ابن النفيس في القرن الثالث عشر .

كذلك ، فنحن نتلقى في المدرسة، وبكل ثقة، ان نيوتن هو اب المرئيات الحديثة غير المنازع، ولكن نيوتون وقف على اكتاف عبقري عاش قبل ذلك بسبعمائة سنة، فمن دون شك، فأن احد اعظم العلماء العباسيين ابن الهيثم ، ولد في سنة 960م هو الذي يعتبر اول فيزيائي في العالم وأب المنهج العلمي الحديث قبل عصر النهضة وباكون وديكارت بزمن طويل .

ولكن الذي يدهش الكثيرين باكثر من ذلك هو ابن الجاحظ، الذي كان الى جانب مواهبه الاخرى أحد العلماء الخبراء في علم الحيوان، وهو طرح النظرية الاساسية للاختيار الطبيعي قبل داروين بألف سنة، ففي كتابه (الحيوان) تفكر كيف تؤثر العوامل البيئية في سلوك الانواع، وكيف تتألف معها ومن ثمة تنقل المتأثرات والخصائص الجديدة للاجيال القادمة .

 من الواضح، انه لم يكن من الممكن قيام الثورة العلمية في العصر العباسي لولا الاسلام،،، عكس انتشار المسيحية في القرون السابقة التي لم يكن لها اي اثر مشابه في تشجيع التفكير العلمي الابداعي ، فنوع الاسلام ما بين بداية القرن التاسع ونهاية القرن الحادي عشر كان هو الذي اطلق روحاً للفكر الحر والتسامح والعقلانية فالتعايش المريح بين العلم والدين في بغداد ايام العصور الوسطى يتعارض بقوة مع الصراع بين العلم العقلاني وبعض المذاهب الدينية في عصرنا اليوم .

بماذا تهم هذه المسائل اليوم؟، ففي وقت تزيد فيه التوترات الثقافية والدينية، وسوء الفهم والتعصب، على الغرب ان يرى العالم الاسلامي بعيون جديدة، واكثر اهمية من ذلك، وربما، فعلى العالم الاسلامي ان يرى نفسه بعيون جديدة وتأخذه العزة والكبرياء بميراثه الثري والفاعل .

كاتب هذا الموضوع الاستاذ جيم الخليلي قبل سنوات .

ولكن لقوة دلالاته وموضوعه وددت ان اوصله لابنائنا من لم تصل هذه المعلومات القيمة عن علمائنا العرب لهم، وعلى مؤسساتنا الانصاف وتنوير الاجيال بقوة تاريخهم، فقط ليفتخروا به بين الامم، وكي لايطمس وينتهي .

تحياتي لكم،،،،، بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق