الجمعة، 27 أبريل 2012

هل هناك تاريخ عربي اسلامي لانعرف عنه؟؟



التاريخ الاسلامي الغربي المحرم او المغطى .

يقول الدكتور التونسي عبدالجليل التميمي بأن الصفحة الحزينة من تاريخنا في الغرب الاسلامي، هي صفحة الاندلس في خاتمتها، او صفحة الموريسكيون بحسب تعريف ليفي بروننسال في الطبعة الاولى من (موسوعة الاسلام)، (اسم يطلق في اسبانيا على المسلمين الذين بقوا في البلاد بعد أن استولى الملكان الكاثوليكيان فرديناند وايزبيلا على غرناطة يوم 2 يناير عام 1492 ميلادي، بعد زوال حكم أخر أمراء بني ناصر).  وهي عبارة تقصر عن جانب حيوي في معنى المصطلح. فمع انها موضوعة في لغة مسبوكة، فان من المفيد النظر في مايورده (معجم الاكاديمية الملكية الاسبانية) في تعريف (المورسكي) ، تطلق على المغاربيين الذين بقوا وتعمدوا بعد استعادة اسبانيا، يذكر هذا التعريف ميزة الموريسكيين الاساسية، وهي أنهم تعمدوا بوصفهم مسيحيين، وحتى هذا التعريف يجانب الاشارة الى ان تعميد هؤلاء المغاربيين (أي المسلمين) لم يحدث استناداً الى ارادة حرة من جانبهم، فلا غرابة أن تبقى أغلبية هؤلاء على اسلامها، أوكما ورد في اتهام احدى محاكم التفتيش. ( لايقلون اسلاماً عن مسلمي الجزائر).
ولكنهم كانوا مسلمين من نوع شديد الخصوصية: مسلمين سراً !

ولكن الاسلام ظل تنبض في قلوبهم حتى بعد أن اضطروا لاعتناق المسيحية في الظاهر، وحتى بعد ان أضطر بعض ابنائهم بسبب تفوقهم لدخول المدارس الدينية الكاثوليكية، واختيارهم قسساً وأساقفة، يمارسون الطقوس المسيحية في العلن وينصرفون بعدها، وعندما يختلون الى انفسهم، في غرفهم المقفلة، لممارسة طقوسهم الاسلامية في السر. ويكشف الدكتور عبد الجليل التميمي في هذا الحوار، واستناداً الى وثائق محاكم التفتيش، أن خمسة اساقفة موريسكيين من كبار اساقفة غرناطة، وبعد سقوطها بزمن طويل، احرقوا وهم أحياء بسبب افتضاح أمرهم، وهو انهم مسلمين سراً ومسيحيون في الظاهر!

تعتبر الصفحة الموريسكية صفحة انسانية بالغة المأساوية في التاريخ العربي وفي التاريخ الانساني على السواء. شعب فرض علية الاقتلاع من ارض اقام عليها تسعة قرون: من 92 هجرية (711 ميلادية) الى عام 1611 ميلادية، وقد فرض على ما بقى منه اعتناق دين أخر، وهذا مخالف للاتفاق الذي وقعه الملكان الكاثوليكيان مع أبي عبدالله حاكم غرناطة، عقب سقوطها. ويمكن القول عند استخدامنا التعابير المتداولة في زمننا الراهن، أن التهجير القسري الذي تعرض لهُ المريسكيون الاندلسيون، على يد السلطة الاسبانية، يعتبر أول تطهير عرقي في التاريخ الحديث لا يوازيه فظاعة الا تطهير اليهود في ارضهم .

وفي الحوار يتحدث عبد الجليل التميمي، مؤسس ومدير (مركز الدراسات الموريسكية في تونس) عن ان اسبانيا بشخص الملك خوان كارلوس، قدمت اعتذاراً لليهود عما ألحقته بهم السلطات الاسبانية عقب سقوط غرناطة، في حين انها رفضت، وترفض حتى الساعة، تقديم مثل هذا الاعتذار للموريسكيين، أحفاد أولئك الاندلسيين الذين لولاهم، كما يقول امريكو كاسترو، المؤرخ الاسباني الكبير، لم يتشكل تاريخ اسبانيا المعاصرة على النحو الذي تشكل علية .

يقول التميمي أن حقيقة اهتمامه بالتاريخ للموريسكيين يرجع الى أكثر من أربعين سنة عندما كنتُ أشتغل على ارشيف رئاسة الوزراء العثمانية سنة 1966 وكنت اول عربي يصل الى الوثائق العثمانية يومذاك، في تحرياتي للاطلاع على تاريخ الجزائر في العهد العثماني، وهي عبارة عن رسائل وجهت من أهل غرناطة الى السلطان سليمان القانوني، وأيضاً رسائل وجهت من الباب العالي الى دوق البندقية، (أي الملك في ذلك الوقت) والى الملكة كاثرين دي ميتيش التي كانت ولية للعهد. وقد اكتشفت مدى اهمية هذه الوثائق العثمانية. عندئذ رجعت الى ملف التاريخ المريسكي. كل المؤرخين مجمعون على ان هذا التاريخ كُتب اساساً انطلاقاً من الوثائق الاسبانية، أي من محاكم التفتيش التي تعد عدوة لدودة للموريسكيين الاندلسيين. وكل المؤرخين يؤكدون أن الذي ينقص هذا التاريخ هو معطيات الوثائق التركية والوثائق العربية. ومن هذا المنطلق اكتشفت مدى قيمة هذه الوثائق التي اشتغلت عليها جيداً، ونشرتُ مجموعة الدراسات حولها، وبطريق الصدفة، كتب أحد الباحثين الدوليين، وهو لوي كارزايا، رسالة دكتوراه عن تاريخ الموريسكيين، أي المجابهه الجدلية بين المسلمين والمسيحيين في الاندلس. وقرأت هذه الرسالة وأعجبت بها وترجمتها من الفرنسية الى العربية، ونشرتها.

عموماً الدكتور التميمي التونسي، يطالب الدول العربيه والمنظمات العربية والجامعات العربية، بعمل كليات متخصصة في دراسات الموريسكيه والمريسكيين لاظهار حقيقة الاسلام والمسلمين في اسبانيا ، وماتعرضوا لهً من مذابح ومن تطهير وتهجير ، وعلى المؤسسات العربية والدوليه يقول ان تشارك بالبحث عن الكثير من الوثائق والاسرار عن ما حدث للموريسكيين (مسلمي وعرب اسبانيا وغرناطة) الذين حكموا اسبانيا 900 سنة .

فقط لمن يود معرفة التاريخ الاسلامي العربي المطموس بفعل فاعل .

البحث والمتابعة بجهود بن مهاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق